قتل القذافي , وجرائم حرب القوى الغربية

من طرف صارم الإثنين 7 نوفمبر - 1:04

الاغتيال الوحشي للقائد الليبي معمرالقذافي في 20 أكتوبر 2011 يثير بعض التساؤلات المهمة حول جرائم الحرب المرتكبة من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي المدعوم من الغرب وقوات حلف الناتو .

هناك نوعان من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي هنا : (1) في ما يتعلق باتفاقية جنيف الثالثة عام 1929 (2) مايتعلق بقرار مجلس الأمن 1973 # في 2011 .

(1) أول انتهاك للقانون الدولي يتعلق باتفاقية جنيف الثالثة عام 1929 والتي تمنح حقوق معينة لأسرى الحرب يجب ان تحفظ كما ينبغي تطبيق اجرائات خاصة لحظة القبض على اي طرف في نزاع مسلح بما في ذلك المساعدة فضلا عن فرض حظر قتل هذا الشخص .

ولكن تم انتهاك هذا الحق عندما تم القبض على القذافي حيا كأسير حرب وكانت هناك اعتدائات لفظية وبدنية متكررة عليه قبل ان يقتل بالرصاص بعد ذلك كما شوهد للعالم في لقطات الهاتف المحمول وهو يترنح والدماء تسيل منه ويجري سحبه على أيدي مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي بطريقة بشعة ويمكن سماعه في احد اللقطات وهو يقول حرام عليكم عدة مرات بينما تنهمر الضربات من حشد مقاتلي مجلس الانتقامي الوطني على رأسه .

ثم تم إعدامه من قبل مقاتل شاب يدعى سند الصادق العريبي والذي صرح أنه قتل القذافي بعد أسره لأنه لا يريده ان يكون على قيد الحياة واحتفل معه مقاتلين اخرين بعد الإعدام والأسوأ من ذلك انه تم عرض جثته علنافي ثلاجة تجارية في مركز للتسوق لمزيد من الاحتفال.

هذا الفعل من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي المدعوم من الغرب ليس جناية فحسب بل هو أيضا همجي وقد يقول اعداء القذافي انه يستحق هذا المصير وذلك هو مغالطة منطقية معروفه لأن الإجابة على الإجرام ليس أكثر من إجرام وهذا انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف يقود لتوجيه الاتهام أن طريقة قتل الزعيم الليبي قد تكون جريمة حرب.

هذا العمل الإجرامي من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي المدعوم من الغرب لايقتصر على حالة وفاة القذافي ولكن أيضا تمتد إلى قتل ابنه وآخرين في المجموعة فعندما تم القبض على نجل القذافي المعتصم بالله على قيد الحياة مع والده وفي مقطع فيديو من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي يظهرعلى قيد الحياة في الاسر يدخن سيجاره في غرفة محاطا بمقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي المسلحين ولكن بعد لحظات قليلة تظهره صور أخرى ميتا مصابا بأعيرة نارية في رقبته وبطنه في نفس الغرفة ،

السؤال هنا هو من قد يكون المسؤول عن هذا العمل الاجرامي هناك على الأقل خمسة إحتمالات قانونية وهي : (أ) الأفراد الذين أساءوا إليه جسديا و / أو ضغطوا على الزناد مثل سند الصادق وغيره ممن يمكن التعرف عليهم ، (ب) الوحدة الخاصة من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي التي شاركت في القاء القبض على القذافي ومجموعته، (ج) قيادة مجلس اللا وطني الانتقالي ، (د) قوات حلف الناتو بسبب مشاركتهم أو التواطؤ في الهجوم الذي أدى إلى القبض والقتل لاحقا، (ه) قادة الدول الغربية الذين قدموا الدعم الخالص للمجلس الوطني الانتقالي من البداية لتشجيع العنف ضد النظام.

لذلك ليس من المستغرب أنه منذ البداية حاول مجلس اللا وطني الانتقالي التستر على هذا القتل الإجرامي بتلفيق قصص خيالية وإلقاء اللوم على الآخرين فمثلا حاول أولا محمود جبريل ان يدافع عن المجلس بتصريح مشكوك فيه للإعلام ان القذافي قد قتل في تبادل لاطلاق النار على يد أحد الموالين له ولكن هذا التستر استجوب في وقت لاحق حتى من قبل أحد كبار أعضاء مجلس اللا وطني الانتقالي وحيد برشان الذي قال في 22 أكتوبر : لقد وجدنا أنه كان على قيد الحياة وبعد ذلك كان ميتا وبقدر ما يمكننا ان نقول لم يكن هناك قتال (تبادل لاطلاق النار).

حتى جيريمي كوربين النائب البريطاني قال أنه عندما تم القبض على القذافي على قيد الحياة كان ينبغي أن يعامل على أنه أسير حرب ويحقق معه ويقدم للمحاكمة ولكن يبدو ان هناك عنصرا من حكم الغوغاء في ذلك وانه قد قتل فعلا في الجزء الخلفي من الشاحنة .

الآن مكتب حقوق الإنسان في الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تطالب بالتحقيق في وفاة القذافي التي تثير المخاوف بشأن ما قد يكون القتل غير القانوني لسجين الذي يعتبر أمرا خطيرا للغاية ولكن للأسف بسبب الهيمنة الغربية في الهيئات القانونية الدولية أي محاكمة لجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الغربية وحلفائها هي مستبعده ولا يتوقع أن يعرض أي شخص للمساءلة في وفاة العقيد .

الآن والقذافي ميت الشيء الأكثر مأساوية هو أن هذا القتل الشنيع سوف يلقي ظلالا من الشك على وعود حكام ليبيا جديدة في احترام حقوق الإنسان ومنع الانتقام وسوف يحرج أيضا الحكومات الغربية التي أعطت دعمها الخالص للمجلس الانتقالي الوطني .

كما ان طريقة القتل البشعة والعلنيه للقذافي تعتبر إهانة لشعب ليبيا وشعوب المنطقة فضلا عن الفكرة القائلة بأن القوى الديمقراطية سوف تقتل بوحشية اي شخص مثله .

(2) الإنتهاك الثاني للقانون الدولي يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 في عام 2011 والذي يفرض اقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا ولم يفوض قوات حلف الناتو بشن هجوم على أي مجموعة لم تكن تريد إيذاء أي شخص بل كانوا يفرون من التعرض لهجوم بدلا من ذلك ومن أطلق النار على موكب القذافي عندما كان يحاول الفرار من الهجوم الشرس من مقاتلي مجلس الانتقامي الوطني هي طائرة فرنسية كما أكده وزير الدفاع الفرنسي .

في هذه الحالة كان القذافي وقلة من حراسه يتعرضون للهجوم من مقاتلي مجلس الانتقامي الوطني عندما كانوا يفرون من مدينة سرت في قافلة ولكن الناتو ساعد مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي ونفذ هجوما جويا بواسطة طائرة فرنسية وذلك أدى إلى القبض على القذافي وهذا يخالف القانون الدولي في ما يتعلق بقرار مجلس الأمن # 1973 المتضمن فرض إقامة منطقة حظر طيران لأنه في هذه الحالة تحديدا لا يمكن الحديث عن حماية أرواح المدنيين لأن القافلة لم تهاجم أي شخص وكانت تحاول الفرار من هجوم شرس من مقاتلي مجلس اللا وطني الانتقالي كما لم يكن هناك مدنيين في تلك المنطقة لحمياتهم.

لذلك حلف الناتو ضالع بشكل مباشر في عملية الإغتيال لأنه على ما يبدو كانت هناك أوامر وجهت للجنود العسكريين لضمان التصفية الجسدية للقذافي .

وبدلا من إظهار الاحترام للقانون الدولي استقبلت القوى الغربية عملية القتل بفرح غامر كما اتضح من ابتهاج هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية عندما علمت بوفاة القائد الليبي عبر رسالة قصيرة في مقابلة صورت من سي بي اس نيوز ، وهتفت واو! وقالت بعد ذلك بفرح : اتينا ورأينا انه مات ! ورئيسها أوباما أعلن منتصرا : من دون ان تضع الولايات المتحدة جنديا واحدا على الأرض حققنا اهدافنا في التخلص من القذافي وإقامة النظام الجديد.

ولم تضيع وسائل الإعلام الغربية الوقت بالمشاركة في اكمال الجريمة بتقريع القذافي وإرثه التاريخي ، دون أن تخبر بقية العالم حول تواطؤ الغرب في دعم القذافي في كل هذه السنوات من حكمه .

مثلا منذ بضع سنوات فقط كان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في زيارة الى ليبيا وكان يعقد الصفقات مع القذافي كما ان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني استقبله بحرارة في قمة الأمم المتحدة في روما.

في حالة الولايات المتحدة النفاق في الموقف الامريكي هو أكبر ، في عام 2003 تعاونت إدارة بوش مع القذافي الذي أصبح حليفا للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب واستخدمت وكالة الاستخبارات المركزية استخبارات القذافي لتعذيب المعتقلين الذين ارسلتهم الولايات المتحدة الى ليبيا حيث سلمت وكالة الاستخبارات الامريكيه ثمانية او تسعة معتقلين لجهاز مخابرات القذافي ثم ارسلت اسئله عن ممارسات التعذيب ووفقا لمنظمة مراقبة حقوق الانسان قد يكون لوكالة المخابرات المركزية عملاء كانوا حاضرين خلال الاستجواب. في عام 2008 زارت كوندوليزا رايس القذافي في ليبيا وفي العام التالي صافحه اوباما وعرض عليه جون ماكين السلاح ، اي انه عندما كانت الفرصه مناسبة لواشنطن لدعم القذافي فعلت ذلك ، وعندما كانت الفرصة مناسبة للهجوم عليه عليه فعلت ذلك .

الكثير من الذين لا يعرفون تاريخ ليبيا الحديث ليسوا على علم بالمساهمات التاريخية لمعمر القذافي لشعبه والمنطقة ، حتى لو كان لديه اخفاقات ، على سبيل المثال ، هذه بعض المساهمات الهامة التي قام بها القذافي لبلاده والمنطقة :

(أ) تصور الولايات المتحدة الافريقية وساهم بالتالي في تشكيل الاتحاد الأفريقي والذي كان يرى فيه قوة لافريقيا .

(ب) نجح في ربط ليبيا معا والتي مجزأة من قبل بقبائل وأعراق مختلفة.

(ج) حول ليبيا إلى واحدة من أعلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد في افريقيا وذلك بتوفير مستوى واسع من الضمان الاجتماعي ولا سيما في مجالات الإسكان والتعليم.

(د) نجح في تجنب التعرض لهيمنة الاتحاد السوفيتي أو الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة من خلال اللعب ببراعة بالاتحاد السوفيتي ضد الولايات المتحدة دون أن يكون دمية في يد أحد وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب الباردة استمر في الكفاح ضد الهيمنة الغربية في المنطقة ، وبالتالي نشأ العداء مع القوى الغربية.

(ه) أطاح بالمملكة الليبية في انقلاب عسكري غير دموي ضد الملك إدريس في عام 1969 .

كل هذه الانجازات ليست صغيرة لحاكم بلد سكانه بضعة ملايين فقط ، وسمحت له بحكم ليبيا لمدة 42 سنة.

هذا لا يعني ان القذافي ليس لديه فشل ، بالتأكيد هناك أمثلة لذلك مثل غروره الشخصي ، وإساءة استعمال السلطة ، قسوته ، وما شابه ذلك. ولكن من لا يوجد لديه إخفاقات لرجل في وضعه التاريخي في العصر الحديث؟

ولكن كل هذه الإنجازات نسيت الان بعد ان استخدمها الغرب ووسائل الإعلام الغربية الآن تلفق إرثه التاريخي بما يتفق مع الخطاب المهيمن للقوى الغربية في وسائل الإعلام العالمية.

ومع ذلك التاريخ له كلمتة الاخيرة : معمر القذافي هو شخصية تاريخية في التاريخ الحديث لأفريقيا والشرق الأوسط على الرغم من كل أخطائه الشخصية وجرائم الحرب من القوى الغربية وحلفائها تساعد في إدامة الحلقة المفرغة من العنف والمعاناة في العالم.

من طرف سفانة الإثنين 7 نوفمبر - 2:33

لم يتعرض اي رئيس عربي او غربي كما حدث للشهيد وان شاء الله يغفر له ذنوبه

اهانات وسخرية واتهامات ومن ثم تعذيب وتصفية

غفر الله لك يا ابا محمد واسكنك الجنة

ورئيسها
أوباما أعلن منتصرا : من دون ان تضع الولايات المتحدة جنديا واحدا على
الأرض

لا يا اوباما يا وجه القامه يا ولد الهفكا
النتيو صرح انه عنده جنود عالارض عدهم 8700 من غير المعفز يا معفزيا جرد يااموبر
انت وجرادنك لمزبلة التاريخ

قتل القذافي , وجرائم حرب القوى الغربية

قتل القذافي , وجرائم حرب القوى الغربية

رد: قتل القذافي , وجرائم حرب القوى الغربية

رد: قتل القذافي , وجرائم حرب القوى الغربية