خاطرة خطيرة
صفحة 1 من اصل 1
خاطرة خطيرة
مقدمة :
منذ 10 سنوات واثناء مروري بالاردن حضرت محاضرة للرسام العراقي المرحوم (شاكر حسن آل سعيد : موجد مدرسة الحروفية العالمية الشهرة) .. بدأ بسلايد لصورة - وليس رسم - حمار ومكتوب تحتها "هذا حمار" وتدرج بسلاسة من هذا التبسيط المفرط وصولا ان فلسفته وفنه , فما هو ثقافة وفن وفكر في الخطاب العربي انتهى سواده الاعظم الى اسقاطات وعصابيات وادعاء , وما قام به آل سعيد (علم) ويدرس في امريكا كاختيار لمن يرغب وهنالك كتب ومراجع وبرامج ونوادي له .. وانا لست متبحرا ولا متمكن منه ولكني تعلمت بعض المبادىء الاولية له ومنها اذا قرأت نص او شاهدت لوحة او اكلت وجبة في مطعم ذو هوية "ايطالي, ياباني. مغربي.." تبدأ بهل اجببتها ام لا , وبأي قدر ونسبة , ولماذا؟ .. ثم بماذا تذكرك : فهذا النص يذكرك باسلوب فلان في الكتابة , وهذه الوجبة في مطعم ايطالي لهذا مذاق وليمة عرس فلان في سوريا .. وهكذا تراكم ثقافة فكرية وفنية ونقدية.
الموضوع :
اثناء ابحاري اليومي مررت بعشرات المقالات والاخبار والمشاهدات وتوقفت عند مقالة لفتاة سورية تدرس "علم الاقتصاد" في كندا في مدونة خاصة بها - اهتمامها الاساس : السيارات - وتبدأ المقالة بمرورها على عشرات المقالات والاخبار والمشاهدات المتعلقة بسوريا , وتوقفت عند مادة تحقيق مصور منشور في "النيويورك تايمز" عن اللاجئين السوريين في تركيا , والصور العشرة المنشورة تريك اراضي خضراء يانعة وسماء زرقاء صافية وخيام بيضاء جميلة التصميم ومزودة بالماء والكهرباء , وتعليم اساسي ورعاية صحية وتلفاز في كل خيمة واطفال يلعبون بالكرة في الفناء وآخر يدخن سيجارة بارتياح .. واقتبست قول احد الاولاد انه عندما يغلق سحاب الخيمة آخر الليل ينام بأمان تام , لم يعايشه من قبل .. وتعقب : في سوريا يغلق الناس الابواب بعدة اقفال والباب الرئيس بعدة متاريس ولا يشعرون بالامان , وهنالك فساد وظلم .. وتنهي: ولكن دوما وابدا ما كان يجمعنا ويوحدنا ويشعرنا بذاتنا وكينونتنا هو سوريا كوطن , فالانسان اي انسان يكون بالوطن (Home) وليس بالمسكن (House) , وهنالك مسكن جيد واحسن , ولكن الوطن هو الوطن : واحد لا يتغير ولا يستبدل.
الخاتمة :
اليوم , وفقط اليوم مررت بثلاث اخبار تتعلق بجرحى ما يسمى "الثوار" : الاول, تظاهرة مؤيدة للقذافي وناقمة على ما انتهى اليه تهاجم مستشفى يأوي هؤلاء الجرحى ويتطور الامر الى اشتباك بالاسلحة البيضاء بين المتظاهرين واللجنة التي عينها "الانتقالي" والمرافقة لهؤلاء , والذي انتهى بتدخل الشرطة لفضه , ولعلمكم : فاءن العرب فقط يعتبرون رفع الاعلام الفرنسية والامريكية من قبل هؤلاء وجهة نظر اخرى , اما العالم, كل العالم فيعتبره مسخا بكل معنى الكلمة , والانسان واحد ومن آدم وحواء , ففي تركيا سقط قتيلين وعشرات الجرحى في تظاهرات المنكوبين بالزلزال جراء اهمال الحكومة وفسادها , وهم يرون في استضافة بلادهم للاجئين السوريين عمل انساني (بعيدا عن السياسة) وفي "ثوار" ليبيا مسخ* , رغم ان فاتورة علاجهم مدفوعة بالكامل , وبعيدا عن السياسة ايضا ... الثاني, ستستقبل جمهورية (البوسنة والهرسك) كمية من هؤلاء الجرحى , وهي مكان اكثر كفاءة لتعرض بلادهم لوضع مشابه من الاصابات وتراكم خبرة لديهم في هذا المضمار , ومقابل ثمن مناسب , والمسألة ليست سياسية ايضا , فليس في الخبر ناتو او اسلام ..الخ ... الثالث, وبالصوت والصورة (فيديو لفضائية برس تي في : وهي واجهة ايران العالمية كما بي بي سي لبريطانيا) يعرض نزول الجرحى من الطائرة في مطار طهران وحشو لكل غرزة في الخبر بالسياسة حتى النخاع ... قد اكون اعمى او بليد الاحساس , ولكنني لم ارى ليبيا كوطن في اي صورة او كلمة من بين ملايين الصور والكلمات التي تتدفق منذ 17 فبراير؟
- احدى لوحات شاكر حسن آل سعيد -
http://universes-in-universe.org/ara/nafas/articles/2008/shakir_hassan_al_said/photos/06/
* اضافة : قام هاكر باكستاني اليوم بقرصنة موقع سفارة "الانتقالي" في لندن , ونشر رسالة اشبع "الانتقالي" فيها تقريعا وتقزيما
منذ 10 سنوات واثناء مروري بالاردن حضرت محاضرة للرسام العراقي المرحوم (شاكر حسن آل سعيد : موجد مدرسة الحروفية العالمية الشهرة) .. بدأ بسلايد لصورة - وليس رسم - حمار ومكتوب تحتها "هذا حمار" وتدرج بسلاسة من هذا التبسيط المفرط وصولا ان فلسفته وفنه , فما هو ثقافة وفن وفكر في الخطاب العربي انتهى سواده الاعظم الى اسقاطات وعصابيات وادعاء , وما قام به آل سعيد (علم) ويدرس في امريكا كاختيار لمن يرغب وهنالك كتب ومراجع وبرامج ونوادي له .. وانا لست متبحرا ولا متمكن منه ولكني تعلمت بعض المبادىء الاولية له ومنها اذا قرأت نص او شاهدت لوحة او اكلت وجبة في مطعم ذو هوية "ايطالي, ياباني. مغربي.." تبدأ بهل اجببتها ام لا , وبأي قدر ونسبة , ولماذا؟ .. ثم بماذا تذكرك : فهذا النص يذكرك باسلوب فلان في الكتابة , وهذه الوجبة في مطعم ايطالي لهذا مذاق وليمة عرس فلان في سوريا .. وهكذا تراكم ثقافة فكرية وفنية ونقدية.
الموضوع :
اثناء ابحاري اليومي مررت بعشرات المقالات والاخبار والمشاهدات وتوقفت عند مقالة لفتاة سورية تدرس "علم الاقتصاد" في كندا في مدونة خاصة بها - اهتمامها الاساس : السيارات - وتبدأ المقالة بمرورها على عشرات المقالات والاخبار والمشاهدات المتعلقة بسوريا , وتوقفت عند مادة تحقيق مصور منشور في "النيويورك تايمز" عن اللاجئين السوريين في تركيا , والصور العشرة المنشورة تريك اراضي خضراء يانعة وسماء زرقاء صافية وخيام بيضاء جميلة التصميم ومزودة بالماء والكهرباء , وتعليم اساسي ورعاية صحية وتلفاز في كل خيمة واطفال يلعبون بالكرة في الفناء وآخر يدخن سيجارة بارتياح .. واقتبست قول احد الاولاد انه عندما يغلق سحاب الخيمة آخر الليل ينام بأمان تام , لم يعايشه من قبل .. وتعقب : في سوريا يغلق الناس الابواب بعدة اقفال والباب الرئيس بعدة متاريس ولا يشعرون بالامان , وهنالك فساد وظلم .. وتنهي: ولكن دوما وابدا ما كان يجمعنا ويوحدنا ويشعرنا بذاتنا وكينونتنا هو سوريا كوطن , فالانسان اي انسان يكون بالوطن (Home) وليس بالمسكن (House) , وهنالك مسكن جيد واحسن , ولكن الوطن هو الوطن : واحد لا يتغير ولا يستبدل.
الخاتمة :
اليوم , وفقط اليوم مررت بثلاث اخبار تتعلق بجرحى ما يسمى "الثوار" : الاول, تظاهرة مؤيدة للقذافي وناقمة على ما انتهى اليه تهاجم مستشفى يأوي هؤلاء الجرحى ويتطور الامر الى اشتباك بالاسلحة البيضاء بين المتظاهرين واللجنة التي عينها "الانتقالي" والمرافقة لهؤلاء , والذي انتهى بتدخل الشرطة لفضه , ولعلمكم : فاءن العرب فقط يعتبرون رفع الاعلام الفرنسية والامريكية من قبل هؤلاء وجهة نظر اخرى , اما العالم, كل العالم فيعتبره مسخا بكل معنى الكلمة , والانسان واحد ومن آدم وحواء , ففي تركيا سقط قتيلين وعشرات الجرحى في تظاهرات المنكوبين بالزلزال جراء اهمال الحكومة وفسادها , وهم يرون في استضافة بلادهم للاجئين السوريين عمل انساني (بعيدا عن السياسة) وفي "ثوار" ليبيا مسخ* , رغم ان فاتورة علاجهم مدفوعة بالكامل , وبعيدا عن السياسة ايضا ... الثاني, ستستقبل جمهورية (البوسنة والهرسك) كمية من هؤلاء الجرحى , وهي مكان اكثر كفاءة لتعرض بلادهم لوضع مشابه من الاصابات وتراكم خبرة لديهم في هذا المضمار , ومقابل ثمن مناسب , والمسألة ليست سياسية ايضا , فليس في الخبر ناتو او اسلام ..الخ ... الثالث, وبالصوت والصورة (فيديو لفضائية برس تي في : وهي واجهة ايران العالمية كما بي بي سي لبريطانيا) يعرض نزول الجرحى من الطائرة في مطار طهران وحشو لكل غرزة في الخبر بالسياسة حتى النخاع ... قد اكون اعمى او بليد الاحساس , ولكنني لم ارى ليبيا كوطن في اي صورة او كلمة من بين ملايين الصور والكلمات التي تتدفق منذ 17 فبراير؟
- احدى لوحات شاكر حسن آل سعيد -
http://universes-in-universe.org/ara/nafas/articles/2008/shakir_hassan_al_said/photos/06/
* اضافة : قام هاكر باكستاني اليوم بقرصنة موقع سفارة "الانتقالي" في لندن , ونشر رسالة اشبع "الانتقالي" فيها تقريعا وتقزيما
االفجائية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 380
نقاط : 10154
تاريخ التسجيل : 18/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي