سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل

سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل 3

سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل 18920_1_1324853664

سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل 3

علي عمر التكبالي

بينت في مقالاتي السابقة
منطلقي التي ندهت منه كي أطالب برحيل السيد بوشنه، وبينت أنني
لا أحمل للرجل غير الود والأحترام، ولكن الوطن أكبر من الجميع ولا يمكن
تجاوزه من أجل أحد.

وليس ما كتبته هو أول
عهدي بهذا الموضوع، فقد كتبت قبله مواضيع متعددة بينت فيها وجهة نظري،
وحاولت أن أسبر فيها عمق الفساد المستشري في أجهزة الدولة التي لم تولد
بعد، وحين رأيت إستمرارا على تجاهل ما كتبته وما كتبه غيري قمت بإيداع
رسالة في مكتب السيد بوشنه ممهورة بتوقيعي وتوقيع المنسق العام
"للجنة الأهلية المؤقتة لجمع وإعادة إنتخاب المجالس المحلية بمدينة
طرابلس،" والتي كان همّها الأول إعادة تكوين المجالس التي لم يرض عنها من
إدّعت تمثيلهم، ورفع الهيمنة التي يفرضها البعض باعتلائهم القمة دون وجه
حق، لعلمنا أن المجالس تمثل النواة الأولى في التركيب السلطوي للدولة.

ولقد علمتني هذه التجربة
أن ما يدّعيه البعض من أن تسلمهم للحكم يمثل حالة إستثنائية مؤقته هو في
مضمونه فرض لأمر واقع قد يستمر أعواما رغم المواعيد الفضفاضة المعلن عنها..
ففي حالة المجلس المحلي لطرابلس مثلا كان الرأي السائد أن ينحل المجلس
بعيد التحرير ومن تم يتم تشكيله بناء على قاعدة عريضة تشمل كافة فئات
الشعب.

في رسالتنا التي تمت
كتابتها منذ شهرين، والتي لم نتمكن من تسليمها إلا قبيل أسبوعين ضمنّا
مطلبنا في حل المجلس المحلي إعتمادا على البيان الدستوري المؤقت، وطلبنا من
مجلس اللا وطني الإنتقالي إستصدار آلية تسمح بتشكيل مجلس محلي آخر يعبر عن
آمال كل المواطنين.. ثم أرفقناها برسالة أخرى مؤملين أن يصلح المجلس المؤقر
مساره الذي يرى الكثير من المواطنين أنه قد حاد عن خط الثورة، فقلنا:

1. رغم
إيماننا العميق بدور المجلس الإنتقالي والمجالس المحلية في ضبط
شؤون الدولة، وتسيير دولاب الحياة اليومية إلا أننا نرى
أنه قد آن الأوان لإستنباط آلية تسمح بإعادة تشكيلها على نحو
ديمقراطي يتيح للجميع المشاركة فيها عبر التصويت لممثليهم.

2. نرى أن يقوم المجلس
الإنتقالي بإلغاء كافة القرارات والتكليفات التي صدرت عنه إستثنائيا،
وإعطاء الفرصة للحكومة كي تعيّن من تراه مناسبا. كما نطلب أن يقوم
المجلس بمنع إزدواجية الوظائف عند أعضائه حسب ما ورد في بياناته
الأولى.

3. نود أن يلتزم المجلس
بسلطاته التشريعية حتى لا تتداخل مع سلطات الحكومة التنفيدية.

4. نأمل أن يبث المجلس
الإنتقالي إجتماعاته الدورية مباشرة على الهواء لتأكيد مبدأ الشفافية،
ونرى أن يقوم المجلس بنشر كل قراراته ليطلع عليها الجمهور خلال فترة
قصيرة.

5. إصدار بيان يبوّب
مصروفات المجلس الإنتقالي التي لا زالت تثير لغطا في أوساط
المجتمع.

وقد يقول
قائل لماذا لا نصبر حتى نهاية الثمانية أشهر وندع الأمور تسير كيفما تسير!
وأعتقد أنني قد ضمنت رأيي في ذلك الرأي في مناسبات كثيرة، ولا ضير من
إعادته الآن:

أولا:
أنا لا أجزم بأن فترة الثمانية أشهر هي فترة واقعية تسمح لأية هيئة
أو حكومة بإنجاز ما تود إنجازه.. ولا يفوتني ما قيل أولا أن المدة قد تكون
من 8 – 18 شهرا.

ثانيا: التجاهل التام لإنتقادات الكثير من الكتاب الذين طالبوا بالإصلاح.

ثالثا: الخوف من أن يصبح الفساد سنّة بعد الصمت عنه.

رابعا: الإحساس بتحركات مريبة يقوم بها أشخاص محسوبون على الثورة.

خامسا: التدخل الأجنبي في شؤوننا.

وحيث أن الكثير من القراء
لا زالوا يعيشون في كنف العاطفة التي يتميز بها سكان بلادنا سوف أبتعد هنا
عن توجيه اللوم إلى أحد، بل أكتفي بالتساؤل عما نلمسه من وقائع تبدو واضحة
يوما بعد يوم.

1. لماذا كان البطء في
الإعلان عمن قتل السيد عبد الفتاح يونس بعد أن قال السيد عبد الجليل أنهم
يمسكون بالمتهمين، وأنهم سيفاتحون الشعب بأمرهم خلال أسبوع.

2. لماذا تحدّي الرأي
العام والإصرار الغير مبرر على تعيين أشخاص غير مشهود لهم بالأمانة
على رأس خزينة المصارف، بل وترقية بعضهم من خدام العهد المنهار إلى وظائف
أعلى؟

3. أين المبالغ التي قيل أنها فقدت، واين الأموال التي قيل أنهم عثروا عليها؟

4. لماذا السكوت عن حفنة
التجار والإنتهازيين الذي تسلقوا القمة وتحكموا بالمجالس المحلية والوظائف
القيادية رغم الشكاوى المتكررة من "الكاشا بوناديمين؟"

5. لماذا يصرف أعضاء المجلس
الإنتقالي أكثر من مليار دولار على تنقلاتهم وإقاماتهم في الفنادق الفاخر
في الوقت الذي صدّعوا رأسنا بقلة المال.

6. لماذا كان التلكؤ في
تحرير سرت وورفلة مما تسبب في قتل المئات من شبابنا دون
جدوى.

5. لماذا التأخر في تكوين جهاز للشرطة، وإنشاء الجيش الوطني.

6. لماذا نعمل على تدمير
مخزوننا من السلاح الذي دفعنا فيه أموالا طائلة رغم أنه ليس من السلاح
المحظور عالميا؟

9. لماذا السكوت على المصارف التي لا زالت تهرب الأموال.

10. لماذا تفضيل شركة جلينكور الصهيونية على غيرها لتوريد الوقود؟

الحقيقة المرة أن سيادة
المستشار قد إختزل المجلس الإنتقالي في شخصه، واحتفظ بكل التصريحات التي قد
تريحنا في صدره، فنحن لم نسمع بأية شخصية أخرى تكلمت في أي موضوع سوى
السيد عبد الرزاق العرادي الذي خرج مقلدا "الساعدي الهارب" ليمنّي بنغازي
بمستقبل زاهر، وكأن مستقبل بنغازي في يده.

والحقيقة الأمر أن السيد
عبد الجليل لا زال يمسك بالسلطة التشريعية والتنفيذية بتدخله في عمل
الحكومة
المؤقتة.

وحنظل الحقائق هو تدخل
قطر في تسليحنا وتنظيمنا وتأليب فريق على آخر من أبنائنا.. وأنتم تعرفون أن
دويلة قطر المحتله التي جاءت كي تساعدنا أصبحت – كما قيل لي – تسيطر على تدريب
قواتنا الجوية والبحرية! ولعلكم تعرفون أن الأمر ليس مربكا فقد أطلق
الأمريكان يدها في العراق وسمحوا لها بتدريب أعرق جيش في المنطقة.

وسؤالي الذي قد يأتي في
غير محله هو إستفسار مواطن كاشا بونادم عن صحة الأخبار التي تقول أن
الفرنسيين قد إتخذوا من قاعدة في الخمس مقرا لهم... إني هنا لا أتهم ولكني
أستفسر، فهل من يقول لنا نحن الشعب البائس ماذا يحدث فوق أرضنا؟

وحتى لا أترك الأمر مبهما
عليّ تفسير النقاط العشرة التي ذكرت.. فالتريث في إعلان قتلة السيد عبد
الفتاح يونس فهمها الكثيرون على أنها محاولة للتغطية على بعض المتورطين،
خصوصا بعد محاولة ترضية القبيلة وتعيين "عبيديا" محله.

ومخالفة الرأي العام بتعيين السيد الصديق الكبير على رأس مصرف ليبيا رغم كل الإحتجاجات يفهمه البعض على أنه جُلب
لما له من خبرة للتغطية على المال
الضائع.

والسكوت المريب عن تجار
الدولار وهيمنة الإنتهازيين على مقدراتنا المالية هو خلط أوراق لتمرير
الراكد وتسكين الجاري.. الدولار والدينار بسعر صرف مختلف وتواريخ مختلفة لا
يفيد أحدا إلا تجار العملة الكبار، ولا يذل أحدا إلا "الكاشا بونادم"
المسكين.

غير أن المقلق في الأمر
هو الأصرار على تعيين قيادات متعاونة مع الحكم المنهار في مراكز حساسة رغم
الإحتجاجات الواسعة... ولنراجع هذا الأمر خطوة
خطوة.

لقد عين المجلس الإنتقالي
الكثير من السفراء والمدراء في مناصب مهمة، مع الإحتفاظ بعناصر قديمة في
عدد من السفارات الكبرى وكأن هناك سباق مع الحكومة الآتية... فبعد أن أتم
السيد محمود جبريل تعيين الكثير من خلصائه أتم السيد بوشنه
تعيين الباقي، ووّرطوا الحكومة في تركة
ثقيلة.

لو أنني من أنصار
المؤمنين بنظرية المؤامرة لقرأت الأمر على أنه تهيئة لعودة "سيف ذي الأصبع"
إلى الحكم بطريقة أخرى.. فالرجل لا زال في عهدة من لا نعرف، والكثير من
أنصاره يمسكون بزمام الدولة، ولا زال أكثرهم يرفلون في نعيم الأموال
المسروقة، ويرددون بصوت عال أن الحكم عائد لهم قريبا... ومما أرقني أكثر هو
القول بأن سيادة المستشار قد زار "الآبق أحمد قذاف الدم" في مصر حيث تنازل
له عن بعض المال المسروق. وحيث أن سيادة المستشار لم ينف هذا الخبر فإنه
يعتبر صحيحا من وجهة نظر المراقب السياسي، خصوصا في ضوء المناداة بالمصالحة
الشاملة والعفو عن ضباط الالقوات اللشعب الليبي المسلحة.

أما سبب التأخر في تحرير
سرت وورفلة فيرجع بالدرجة الأولى إلى الصراع السياسي بين المجلس الإنتقالي
والمجلس التنفيذي.. هذا الخلاف أدّى إلى تدخل "الناتو" وفرض آرائه علينا
بينما الجميع يعرف أن طائرات "الآباتشي" كانت قادرة على حسم المعركة منذ
الأيام الأولى دون حاجة لإستشهاد العشرات من شبابنا. إن هذا الأمر لو صحّ
فهو يعتبر إهمالا خطيرا أدى إلى تعريض أبنائنا لأخطار عظيمة، ولا بد من
محاسبة كل الذين شاركوا فيه.

وأهم نقطة لا يجد لها
الحائر جوابا هو التأخر الشنيع في تكوين جهاز للشرطة وجيش وطني قادر على
لجم الفوضى والعبث بمقدرات الدولة.. ولنقل أن الشرطة كانت في حالة يرثى
لها وأنها لم تكن مرغوبة من شعب يرى فيها أداة للتنكيل والقهر، ولكن كان
يمكن عبر برامج توعية يساعد فيها "أصدقاؤنا" الذين كانوا منهمكين في تكوين
جماعاتهم الموالية بناء الهيكل الأساسي لشرطة فاعلة في الأماكن المحررة
تنتقل فورا إلى مناطق أخرى.

والتقارير الغربية التي
تقول أن مصاريف المجلس الإنتقالي في مجال التنقل والفنادق قد وصلت إلى أكثر
من مليار دولار خلال السبعة أشهر الأولى لا شك تعلمنا بكثير من الخيبة أن
الجهد لم يكن موجها نحو إقامة جيش قوي بل للعكس من ذلك، فاستعمال الطائرات
الخاصة وتأجير الفنادق الفخمة للحاشية المرافقة لكل مسؤول تعلمنا بـأن من
أسلمناه أمرنا بدافع الحرص على اللحمة الوطنية لم يكن ابدا أهلا
للمسؤولية.

ودعني أصرح أكثر فأقول
أنه رغم الإدعاء بوجود خطة "عروس البحر" لتحرير طرابلس لم يكن الأمر كذلك،
فكلنا نعرف أن الشباب الليبي في طرابلس هو الذي بدأ في تحرير المدينة
المنهارة أصلا وقضى على فلول الطاغية حتى قبل وصول أحد إليها. ولنكن
صريحين أكثر فأنا أحد الذين أسرّ لعدد من "الرأسماليين المتبرعين" الذين
كانوا يرأسون الجمعيات التعاونية في تونس ومصر بتبنّي الشباب المتدربين في
جبل نفوسة ليكوّنوا جيشا يدخل إلى طرابلس يسبق الآخرين وينشئ طوقا أمنيا
حولها، ولكن الإجابات التي سمعتها أذهلتني، ويكفي أن أقول أن ألطفها كان:
"دعني أسأل الشيخ
محمد!"

إذن يا أصدقائي لم تكن
هناك نيّة لتكوين جيش وطني قوي أصلا، وليس التسويف والتخويف إلا جزءا من
تمكين الميليشيات الخاصة بالدول الأخرى من السيطرة على زمام الأمور.. إن
تدمير السلاح الفعال لدي الجيش الليبي هو ضمن خطة لتحجيمه وجعله في مستوى
الجيش الأستعراضي كما كان أيام الملك... وأنا أفهم تصريح السيد عبد الجليل
الأخير بعدم قدرته على لجم الميليشيات مقدمة لجلب قوات من دول أخرى، أو
تكملة لما قاله السيد محمود جبريل سابقا عن الإستعانة بالشركات الأمنية..
أقول هذا وأرجو من صميم فؤادي أن أكون مخطئا.

وإذا لم يدهشك يا صديقي
تصريح سيادة المستشار بأن بعض المصارف الخاصة تهرّب الأموال إلى رجال العهد
المنهار في الخارج فإنه أدهشني حتى الإنشداه.. كيف نقول شيئا خطيرا كهذا
ولا نفعل شيئا.. إن هذه المصارف يجب أن توقف عن العمل حالا، وتغرم مبالغ
كبيرة ثم تسحب رخصها.. أم أننا غير قادرين على ذلك لأن الذي يدعمها ويعبث
باقتصادنا هي دول صديقة؟

وهذا حتما يجرني إلى تفضيل
شركة "جلنكور" الصهيونية على الشركات الموردة للوقود.. هل خلا العالم من
شركات أخرى بعيدة كل البعد عن الفضاء الصهيوني؟ أم أن وراء الأكمة ما
وراؤها.. أنا سعيد جدا بتفنيد الإدعاءات القائلة بأن بعض من حكامنا قد
تقابلوا مع الأعداء، ولكني لا زلت أعصر قلب بيدي خوفا مما سيجلبه
المستقبل.

الآن وقد
بينت سبب خيبتي وخوفي وحيرتي التي يحس بها الكثيرون غيري في هذا الوطن
المعذب أتوجه إليكم جميعا أيها الإخوة الأعزاء أن تبحثوا مثلي عن إجابات
لهذه الألغاز حتى نحس بالأمان، فنعود فرحين كما كنا بما فعلناه من أجل
وطننا الذي دفع الكثير من أجل أن يأخذ القليل... وأسألكم أن تسألوا أنفسكم
بأمانة إن كنتم على ضوء هذه المعطيات (إن صحّت!) قادرين على الإطمئنان على
أن إنتخاباتكم القادمة سوف تكون في أيد أمينة؟؟؟؟؟؟

إخوتي المواطنين الطيبين
حلمي هو حلمكم بوطن نعطيه فيعطينا، وأملي أملكم في يوم نسير فيه على ثرى
طاهر، ونستقبل فيه شمسا حنونا تلعق أجسادنا بريقها الجاف بعد يوم رطبته
زخات مطر بارد.. نريد وطنا يقوم فيه الفقير من كبوته وينزل فيه الغني من
عليائه كي يترافقا عبر درب يقود إلى الأمان والرفاهية والحب والإخاء..
طلبنا بسيط بساطة طبعنا.. نريد إسترجاع وطن يمتد من البحر إلى الجبل نكتب
فيه تاريخنا من جديد، فهل هذا كثير
علينا؟..

طرابلس 25/12/2011

طبعا عدو الجليل الذليل العميل لايستحق ان ينادى بسيدي عبد الجليل حجتى لكي يؤمربالرحيل...ولكن الامانة اوجبت نقل المقال كما هو...والمهم هو ان الذليل فاقد للمصداقية وللشرعية

العنوان فيه سخريه من بو شنه لان هنك ضريح فى بنغازى اسمه سيدى عبد الجليل

سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل

سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل

رد: سيدي عبد الجليل.. لقد أزف موعد الرحيل

العنوان فيه سخريه من بوشنه