أنــان.. قصف خليجي مســبق!!
صفحة 1 من اصل 1
أنــان.. قصف خليجي مســبق!!
يأتي كوفي أنان اليوم مهدداً بثقل ما يحمله من تمنيات الأطراف الضالعة في الاستهداف، في وقت لايستطيع تجاهل مواقف القوى المهتمة بجدية مهمته والراغبة فعلاً في إنجاحها
ورغم التعاكس إلى حد التضاد في النظرة إلى المهمة، تبقى المسألة معلقة إلى حد كبير على مقدرة الدبلوماسي الأممي المخضرم في التمسك بواقعيته السياسية!!
فقد سبق وصوله تصريحات ومواقف تجمع تقاطعات من تلك التمنيات, فيما بعضها الاخر يحمل رغبات بالجدية وصدق الإرادة، وإن بدا موقفه الشخصي معياراً يمكن الركون إليه لقياس ردود الفعل اللاحقة التي ليس من الصعب التكهن بها!!
اللافت في المسألة، أن مهمة المبعوث الدولي التي بدأت جهات غربية ضاغطة بتدوير الزوايا لتكون متوافقة مع أمنياتها ورغباتها تأخذ طابعاً متدحرجاً في المسارات التي تقود إليها حين تحدث عن الواقعية السياسية المطلوبة، رغم أن ما أردفه من إضافات قد لا تدعم هذا التوجه وربما لا تؤكده، بعد أن بدت المقاربات الأولية لبعض المحرجين صامتة حيالها!!
في المجمل، ندرك جميعاً أن لعبة تدوير الزوايا لم تعد حكراً على طرف أو قوة، بل هي تشمل مجمل المواقف الغربية التي تتعاطى السياسة، فيما توارب مشيخات الخليج في موقفها وهي التي لم تنطلق أصلاً من رؤية سياسية، بقدر ما كانت انعكاساً لأوهام وتخيلات عززتها حالة من التورم والاستطالة في أدوارها المستجدة والمؤقتة.
وحتى حين بدأت أميركا والغرب عموماً تركز على تدوير الزوايا بهذا الشكل، اتخذت تلك الأنساق السياسية الخليجية موقفاً جامداً، حتى إنه بدا منفصلاً كلياً عن السياق الذي أنتجه وخصوصاً أن الجميع يعلم إلى حد اليقين بأنها بالأساس كانت إرضاء لذلك الغرب, بشقيه الأميركي والأوروبي، بل استجابة لإملاءات فُرضت, وساقت بها قَطَر والسعودية تحديداً إلى درجة أنهما تجاوزتا ما هو مطلوب منهما.
الكارثة أن ما يحكم العقل السياسي لكل من قطر والسعودية.. هو البدائية والمحدودية والسذاجة السياسية وزاد الطين بله أنه بنى افتراضاته على وهم تورم لديهما وبات احتكامهما إلى المال بديلاً من كل العوامل الأخرى، فبدا هزيلاً وناقصاً في الآن ذاته.
الأدهى من ذلك أن التعاطي مع مهمة أنان محكوم بنظر السياسة الخليجية بمدى مقاربته تلك الأوهام وبالتالي من الطبيعي أن تصطدم مهمته مباشرة بتلك النظرة إلى حد المجابهة، ولم تكن تصريحاته في القاهرة إلا أحد عناوين المجابهة المسبقة، بل هي قصف تمهيدي لحلقات قادمة من المواجهة التي ستحتدم.
ين الدعوة إلى تسليح الإرهابيين، وبين العمل على إطلاق الحوار السياسي يبدو الفارق اليوم أكثر اتساعاً.
ويحمل السيد أنان أفكاراً تزيد من تلك المساحة الفاصلة بين الاتجاهين والموقفين، ولا يخفي من طَرَحَه للمهمة أو من دفع بالفكرة متابعته لذلك الفارق المؤهل لمزيد من الاتساع، بعد أن يطلع المبعوث الدولي على حقائق غيّبتها الصورة الافتراضية.
لا أحد لم يلحظ أن مهمة أنان تكاد تغيب عن تصريحات المسؤولين الغربيين عموماً، وليس هناك من لم يتساءل عن سبب هذا التجاهل، حتى إن البعض منهم حين يتحدث عن مستقبل الأحداث لا يضع هذه المهمة ولا نتائجها أو احتمالات هذه النتائج في المعادلة التي يطرحها، فيما دول الخليج تمارس صمتاً مطبقاً حيالها ولا تكاد تذكرها، حتى إن أبواقها الإعلامية بعد تصريحاته في القاهرة تتعمد سياسة الاستبعاد القسري لتلك النتائج واحتمالاتها؟!
كوفي أنان المحمّل بهذا الطيف الواسع والمتدرج من التمنيات إلى الرغبات وتقاطعها مع الواقعية السياسية التي يتحدث بها، يدرك أنه مقدم على مغامرة سياسية لا تخفي تلك الأطراف حكمها المسبق عليها، وأخطر ما يتهددها فعلياً أن تعود إلى الأدراج التي خرجت منها، كما هو حال تقرير لجنة المراقبين العرب، خصوصاً أنه لم يبدِ تجاوباً في تسويق التسليح واعترض عليه، وهي مؤشرات لا تروق لمشيخات النفط.. ولن تتردد في التصويب عليه، بل سيكون موضع قصف سياسي وإعلامي إذا ما أخرج رؤيته الواقعية إلى حيز الوجود..!!
الترحيب السوري بالمهمة ينطلق من مبدئية سياسية إيجابية تجاه أي جهد جاد، رغم هواجس كثيرة تطرحها أي مبادرة، وخصوصاً في خطواتها الأولى، أو حتى يتبين الخيط الأبيض منها من الخيط الأسود والتعاون السوري معها لا يحتاج إلى تأكيد وخصوصاً إذا ما توافرت لدى حاملها الإرادة الجدية في التمسك بواقعيته السياسية
????- زائر
رد: أنــان.. قصف خليجي مســبق!!
يفعلون الآن كما فعلوا مع بعثة المراقبين العرب فعندما أثبتت البعثة وجود إرهابيين يستهدفون الشعب وأفراد قوات حفظ النظام تجاهلوا التقرير بالكامل لأنه لم يحظ برضاهم لأن الأوامر التي تأتيهم من أسيادهم الغرب تجعلهم لا ينامون الليل من التفكير في هموم الشعب السوري الذي يقتلونه بإرهابييهم ومسلحيهم في الليل ويبكون عليه في النهار.
reader-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1677
نقاط : 11360
تاريخ التسجيل : 02/07/2011
مواضيع مماثلة
» المخابرات الصينية تكشف عن عمل هوليوودي للإيحاء بسقوط الأسد بتمويل خليجي
» احتلال اقتصادي اجنبي خليجي في ليبيا
» خليجي قتل ليبية وفرّ إلى البحرين ومطاردة بين 3 قارات
» شاعر خليجي يفضح تجويع الشعب في أكبر دولة نفطية
» مع انتهاء زيارته دون نتائج تذكر هجوم إعلامي خليجي على "أردوغان" و"تميم"
» احتلال اقتصادي اجنبي خليجي في ليبيا
» خليجي قتل ليبية وفرّ إلى البحرين ومطاردة بين 3 قارات
» شاعر خليجي يفضح تجويع الشعب في أكبر دولة نفطية
» مع انتهاء زيارته دون نتائج تذكر هجوم إعلامي خليجي على "أردوغان" و"تميم"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي