قامت ثورات الربيع على الجماجم، فتساقطت فيها الرؤوس، مثل أوراق الشجر في الخريف
صفحة 1 من اصل 1
قامت ثورات الربيع على الجماجم، فتساقطت فيها الرؤوس، مثل أوراق الشجر في الخريف
ثورات الربيع العربي :
قامت ثورات
الربيع على الجماجم، فتساقطت فيها الرؤوس، مثل أوراق الشجر في الخريف، وكل
ما أنجزته، بعد سنة، اقتصاد منهار، وانفلات أمني، وانقسام اجتماعي يهدد
بحروب أهلية... صرح رئيس مجلس الانتقامي في ليبيا، قبل أيام أن البلاد
تنزلق نحو حرب أهلية، وحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر مرارا من
انقسام المجتمع بشكل حاد ينذر بحرب أهلية ، كما صرح رئيس الوزراء التونسي،
في دافوس أن
اقتصاد البلاد منهار، ونسبة
النمو المتوقعة أقل من 1.8%، وأن البطالة وصلت حدودها القصوى، وليست مصر
أفضل حالا من تونس، وفي ليبيا يمنع نقص السيولة الناجم عن عدم ثقة
المواطنين في النظام المصرفي، وعدم سيطرة الحكومة على الأمور، من إعادة بعث
النشاط الاقتصادي ، سمح هذا الوضع بإعادة سيطرة القوى الخارجية على
الاقتصاد عن طريق القروض، ونهب الموارد ، فقد تقاسم الفرنسيون ،
والبريطانيون، والإيطاليون النفط الليبي ، وبذلك فإن ثورات الربيع رهنت
الاقتصاد، في عامها الأول، في حين حررته ثورات العسكر، قبل أن تنتكس.
يضاف إلى هذا الانجاز عودة الاستعمار إلى المنطقة في شكل قواعد عسكرية
أجلتها ثورات العسكر، وهيمنة اقتصادية متمثلة في الرأسمالية المتوحشة، التي
حاربتها ثورات العسكر بالقوانين الاشتراكية.
كان الناس قبل ثورات
الربيع يتذمرون من ظلم الشرطي، وهم اليوم يستجدونه ليعود إلى سابق عهده،
بعد أن جربوا البلطجية، وانعدام الأمن ، فقد كان التونسيون يخافون الحاكم،
كما يخاف المصريون ضابط المباحث، فنعم الشعبان بالأمن بسبب ذلك ، أما اليوم
فقد أصبح الحاكم، وضابط المباحث يحترمان حقوق الإنسان، في شعبين لم يتربيا
على احترام القانون، فساد انعدام الأمن.
قامت ثورات الربيع من
أجل مطالب اجتماعية واقتصادية، لكن القوى السياسية التي أجادت ركوب موجتها
حرفتها عن أهدافها النبيلة، ووظفتها في المجال السياسي لتوصلها إلى السلطة ،
فاختزلت كل مطالب الثورة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، أدت إلى انقسام
الطبقة السياسية ... فقد رأى الفائزون في الانتخابات أن الثورة حققت
أهدافها بإيصالهم إلى السلطة، بينما رأى الخاسرون ضرورة استكمال " أهداف
الثورة "، التي لا تكتمل إلا بوصولهم إلى السلطة ، انسحب الفائزون من
الميدان، واعتصم فيه الخاسرون، والكل يدعي استمداد الشرعية من الفقراء ،
هذا من أصواتهم، وذاك من دمائهم.
أخذا بما تقدم فإنه لا يمكننا
أن نسمي ما حدث في ربيع 2011، في بعض البلدان العربية "ثورات" بالمعنى
التاريخي للفعل الثوري ، إذ لم تنتج تلك الاضطرابات تصورات اجتماعية
وثقافية ، وسياسية جديدة، ولم تحدث انقلابا جذريا في البنى الاجتماعية ،
وإنما اكتفت بإبعاد فاعلين سياسيين عن السلطة ، وتسليمها لآخرين كانوا
يدورون في فلكهم ، معارضين أحيانا، ومتعاونين أحيانا أخرى ، لم يتغير شيء
في الثقافة والاقتصاد، وحتى في السياسة ، فبعض أعضاء الجمعية التأسيسية في
تونس سياسيون تعاونوا مع الحكم السابق قبل الثورة ، ورئيس مجلس الانتقامي
في ليبيا عمل وزيرا للعدل في النظام السابق ، ورئيس مجلس النواب في مصر
كان رئيس كتلة في برلمان النظام السابق، وفي اليمن لم يتغير شيء على
الإطلاق، فكيف يمكن الحديث عن ثورة تعيد إنتاج النظام الاجتماعي والاقتصادي
والسياسي الذي تدعي الثورة عليه ؟ .
منقول للامانة
قامت ثورات
الربيع على الجماجم، فتساقطت فيها الرؤوس، مثل أوراق الشجر في الخريف، وكل
ما أنجزته، بعد سنة، اقتصاد منهار، وانفلات أمني، وانقسام اجتماعي يهدد
بحروب أهلية... صرح رئيس مجلس الانتقامي في ليبيا، قبل أيام أن البلاد
تنزلق نحو حرب أهلية، وحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر مرارا من
انقسام المجتمع بشكل حاد ينذر بحرب أهلية ، كما صرح رئيس الوزراء التونسي،
في دافوس أن
اقتصاد البلاد منهار، ونسبة
النمو المتوقعة أقل من 1.8%، وأن البطالة وصلت حدودها القصوى، وليست مصر
أفضل حالا من تونس، وفي ليبيا يمنع نقص السيولة الناجم عن عدم ثقة
المواطنين في النظام المصرفي، وعدم سيطرة الحكومة على الأمور، من إعادة بعث
النشاط الاقتصادي ، سمح هذا الوضع بإعادة سيطرة القوى الخارجية على
الاقتصاد عن طريق القروض، ونهب الموارد ، فقد تقاسم الفرنسيون ،
والبريطانيون، والإيطاليون النفط الليبي ، وبذلك فإن ثورات الربيع رهنت
الاقتصاد، في عامها الأول، في حين حررته ثورات العسكر، قبل أن تنتكس.
يضاف إلى هذا الانجاز عودة الاستعمار إلى المنطقة في شكل قواعد عسكرية
أجلتها ثورات العسكر، وهيمنة اقتصادية متمثلة في الرأسمالية المتوحشة، التي
حاربتها ثورات العسكر بالقوانين الاشتراكية.
كان الناس قبل ثورات
الربيع يتذمرون من ظلم الشرطي، وهم اليوم يستجدونه ليعود إلى سابق عهده،
بعد أن جربوا البلطجية، وانعدام الأمن ، فقد كان التونسيون يخافون الحاكم،
كما يخاف المصريون ضابط المباحث، فنعم الشعبان بالأمن بسبب ذلك ، أما اليوم
فقد أصبح الحاكم، وضابط المباحث يحترمان حقوق الإنسان، في شعبين لم يتربيا
على احترام القانون، فساد انعدام الأمن.
قامت ثورات الربيع من
أجل مطالب اجتماعية واقتصادية، لكن القوى السياسية التي أجادت ركوب موجتها
حرفتها عن أهدافها النبيلة، ووظفتها في المجال السياسي لتوصلها إلى السلطة ،
فاختزلت كل مطالب الثورة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، أدت إلى انقسام
الطبقة السياسية ... فقد رأى الفائزون في الانتخابات أن الثورة حققت
أهدافها بإيصالهم إلى السلطة، بينما رأى الخاسرون ضرورة استكمال " أهداف
الثورة "، التي لا تكتمل إلا بوصولهم إلى السلطة ، انسحب الفائزون من
الميدان، واعتصم فيه الخاسرون، والكل يدعي استمداد الشرعية من الفقراء ،
هذا من أصواتهم، وذاك من دمائهم.
أخذا بما تقدم فإنه لا يمكننا
أن نسمي ما حدث في ربيع 2011، في بعض البلدان العربية "ثورات" بالمعنى
التاريخي للفعل الثوري ، إذ لم تنتج تلك الاضطرابات تصورات اجتماعية
وثقافية ، وسياسية جديدة، ولم تحدث انقلابا جذريا في البنى الاجتماعية ،
وإنما اكتفت بإبعاد فاعلين سياسيين عن السلطة ، وتسليمها لآخرين كانوا
يدورون في فلكهم ، معارضين أحيانا، ومتعاونين أحيانا أخرى ، لم يتغير شيء
في الثقافة والاقتصاد، وحتى في السياسة ، فبعض أعضاء الجمعية التأسيسية في
تونس سياسيون تعاونوا مع الحكم السابق قبل الثورة ، ورئيس مجلس الانتقامي
في ليبيا عمل وزيرا للعدل في النظام السابق ، ورئيس مجلس النواب في مصر
كان رئيس كتلة في برلمان النظام السابق، وفي اليمن لم يتغير شيء على
الإطلاق، فكيف يمكن الحديث عن ثورة تعيد إنتاج النظام الاجتماعي والاقتصادي
والسياسي الذي تدعي الثورة عليه ؟ .
منقول للامانة
الصقر الليبي- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 7017
نقاط : 19405
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: قامت ثورات الربيع على الجماجم، فتساقطت فيها الرؤوس، مثل أوراق الشجر في الخريف
لعنة الله عليهم وعلى ربيعهم
????- زائر
مواضيع مماثلة
» ثورات الخريف الاوروبي
» وثائقي بعنوان ذلك الخريف، يكشف حقيقة الربيع العبري
» مختار الغول يقول ان الصلابى ليس كاتبا ولو لم تانى كتبه هدية ما دفت فيها فلسا واحد فيها لان الربيع من فم البيت ايبان
» ثورات الربيع العربي !! وما ادراك؟؟
» هل نجحت ثورات الربيع العربي
» وثائقي بعنوان ذلك الخريف، يكشف حقيقة الربيع العبري
» مختار الغول يقول ان الصلابى ليس كاتبا ولو لم تانى كتبه هدية ما دفت فيها فلسا واحد فيها لان الربيع من فم البيت ايبان
» ثورات الربيع العربي !! وما ادراك؟؟
» هل نجحت ثورات الربيع العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي