و أنتصرت بنى وليد .. رغم كيد المعتدى

إن كل حرب تشن مهما كانت ضراوتها يجب أن تحمل في طياتها أهداف عسكرية و أخرى سياسية .. و لن يكون الهجوم على بنى وليد مؤخرا ليشكل الإستثناء لأن ما حدث هي حرب فعلية ضد مدينة أمنة دنبها الوحيد أنها مدينة بداخلها تسكن قبيلة شريفة .
ما حدث في بنى وليد يدكرنا بحرب تموز 2006 و العدوان الصهيوني ضد لبنان و المقاومة اللبنانية وسط صمت و تواطؤ دولي أين تم تدمير البلد من دون تحقيق الأهداف العسكرية و السياسية المعلنة .. ؟
لنقرأ الأحداث بموضوعية و واقعية و لنأخد نقاط الأهداف المعلنة من قبل الميلشيات و العصابات الإجرامية التي هاجمت بنى وليد نقطة بنقطة .
الأهداف العسكرية المعلنة التى رفعت بحسب الجردان كانت كالتالي :
أولا : بسط سيطرة الدولة عسكريا على مدينة بنى وليد
ثانيا : توقيف المطلوبين الدين يطلق عليهم إسم أزلام القدافي
ثالثا : إطلاق سراح الموقوفين لدى بنى وليد
و لنأت الأن لتحليل النتائج نقطة بنقطة .
أول الأهداف لم يتم تحقيقه لأن الواقع يقول أن بن وليد عادت كما كانت برغم الخسائر البشرية و المادية .. و المليشيات المهاجمة عادت من حيث أتت لأنها تدرك أن بقائها في المدينة يعنى نهايتها المؤكدة لأن صيد الجردان سيتكون لعبة مفضلة لأهالي ورفلة و لن يبقى جرد واحد حي في أي بوابة داخل أو خارج المدينة ؟
ثاني الأهداف أيضا لم تتحقق و لم يعلنوا لحد اليوم عن إلقاء القبض على أحد من المطلوبين من قبل عدالتهم العرجاء و إعلام الجردان يشعر بالخزي و العار لأنه لم يكتفى بالكدب على نفسه بل كدب على العالم حين أدعى أنه أمسك بشبح الشهيد خميس القدافي و إلقاء القبض على الناطق الرسمي للشرعية المجاهد موسى ابراهيم بهدف التغطية طبعا على جرائمهم و إيجاد المبررات لهكدا إنتهاكات لا إنسانية فاضحة .. حيث تحول الخبر إلى أضحوكة .. تماما مثل أضحوكة أنهم أمسكوا بشحنة مهربة من الأسلحة حيث إدعوا أنها مهربة من قبل جزائريين و مغاربة إلى ميناء طرابلس إتضحت أنها مجرد لعب للأطفال برغم محاولتهم التمثيلية لفبركة الأحداث لصالح الرواية لولا تراجعهم في أخر لحظة عن هذه التمثيلية الهزلية المكشوفة .. لا ننسى دائما أن ثوار النيتو كعادتهم يعشقون التصوير وهم و بكل جدارة يمثلون ثوارالفيديو كليب و يستحقون جائزة أوسكار في التمثيل .
أما ثالث الأهداف فإن تحقق بعضه ( و هدا دليل قاطع أن الموقوفين لم يتم تعديبهم أو قتلهم كما تفعل عصابات مصراتة مع السجناء ) يبقى السؤال المطروح كالتالي : ماهو الثمن المدفوع مقابل هذا الهدف ؟ بمعنى عندما تخسر بشريا ( و هدا ما حصل فعليا إد سقط العشرات من جرادان النيتوا قتلى أثناء الحرب على بنى وليد ) لأجل إطلاق سراح موقوفين لدى الطرف الأخر .. عندما تتلقى خسائر بشرية فكأنك حولت الموقوف من أسير إلى قتيل .. و بالتالي فإنك الخاسر الأكبر في كل الأحوال هي العصابات الإجرامية المهاجمة .
نأت الأن إلى الأهداف السياسية المعلنة من قبل تلكم العصابات الإجرامية قالوا إن أول و أهم هدف سياسي هو : إتمام التحرير بتحرير بن وليد ؟
كلنا يعلم أن علم الخزي و العار تم رفعه كرها في بنى وليد بعد سقوط مدينة سرت فما الجديد من الناحية السياسية ؟
كما أن شيوخ و ممثلي قبيلة ورفلة داخل المدينة ماتزال السلطة الأبوية بأديهم حتى ولو كانوا معتقلين اليوم فإن السلطة ماتزال بأيديهم لأن المجتمع الليبي مجتمع قبلي و المجلس الإجتماعي سيبقى كما هو أما المجلس المحلي الدى نصبوه فسيعود لطرابلس لأنه دخيل على المجتمع القبلي في بنى وليد و لأنهم لن يأمنوا على أنفسهم البقاء وسط مجتمع حر و غريب عنهم و لا يدين بولائهم ؟
لتبقى أهم خسارة سياسية واجهتم و ستواجههم على المدى القريب و البعيد هي أن الحرب على بنى وليد قد كشفت الوجه الحقيقي البشع لثوار النيتو و حكومتهم الخائنة و مؤتمرهم العميل حتى وسط التعتيم الإعلامي إستطاع العالم أن يعرف حقيقة من ملء فضائيات الدنيا بكاءا و صراخا و عويلا من أن الشهيد معمر القدافي هو من كان يقصف و يقتل في شعبه و إد بالحقيقة الساطعة الأتية من بنى وليد تقول عكس ذلك تماما .
سيعود أهالي بنى وليد لمدينتهم ليشهدوا الدمار و الخراب و النهب و السرقة و كل أثار العدوان كما فعلوا أول مرة .. لكن هذه المرة سيختلف الأمر لأن الأهالي يكونون قد حفظوا الدرس جيدا و لن تتكرر عملية حصار و مهاجمة بن وليد على المدى المنظور لأن الثمن الدى دفعته العصابات الإجرامية كان كبيرا برغم محاولتهم إخفاء الخسائر .
في مقابل ذلك لا يجب أن ننسى أن الدي سرع بخروج العصابات الإجرامية من المدينة هو أوامر أسيادهم و على رأس ذلك الو م أ التى وقفت في وجه الدعوى الروسية لمناقشة الأحداث في مجلس الأمن الدولي لأن رائحة فضاعة الجرائم و المجازر المرتكبة في المدينة و إستعمالهم للغازات السامة ضد المواطنين الأبرياء تكون قد أزكمت الأنوف و بالتالي كشفت الوجه الحقيقي لثوار النيتو و التي حاولت العصابة الدولية و و سائل إعلامهم إخفائها عن العالم .. لأن كل التهم التى وجهت للشهيد معمر القدافي و لنظامه الشرعي شهدناها تمارس بأكثر بشاعة و فضاعة من قبل جردان النيتو مما يعنى أن مشجب حماية المدنيين الدى رفعوه زورا و بهتانا سينقلب عليهم .. لهذا أمرالأسياد عصاباتهم المسلحة بالإنسحاب من المدينة في إنتظار أوامر أخرى ؟
ما يجب معرفته أن ( الدنيا دوارة ) و أنه و كما ضحت الوم أ و من ورائها الغرب بعملائها في المنطقة العربية و تخلت عنهم في رمح البصر هم مستعدون أن يكرروا القصة مع عملاء النيتو و بالضبط المزارطة و القاعدة في الأيام القادمة و إن غد لناظره قريب .. ؟
يا شرفاء الجماهيرية أثبثوا و اصبروا فأن الفجر أت لا محال ؟

ان شاء الله سوف ينتصر انصار الشرعية الخضراء في ليبيا
طال الزمان ام قصر

الخيار لنا الا النصر
بإذن الله