ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻭﺍﻟﻀﺒﻊ

ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺿﺒﻊ ﻋﺠﻮﻝ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺃﻛﻠـﻪ

ﻭﺷﺮﺑﻪ ، ﻭجميع ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ .
ﻭفى ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ راى ظبيأ وكعادتة هجم على الفور دون ان يلاحظ ان الظبي لايستطيع الحراك

فادا بالضبع وسط كمين تنغرس فيه أبر المخدر استيقظ الضبع وهو فى قفص لم يره فى حياته

وبجانبه قفص اخر داخله صقر نظر الضبع حوله مستغربا تم حدق بالصقر
سأله الصقر من اي بلد انت

...لم يلتفت الضبع واستمر فى النظر حوله مندهشا

الصقر: انت من الشرق
التفت الضبع الى الصقر

الصقر انت اقوى ضبع فى ليبيا كيف تمكنوا منك ؟ هدا غريب

الضبع كيف عرفتني

الصقر ..انا من سرت كنت اراك كتيرا وانا احلق فى السماء

الضبع اين نحن ؟ ....مند متى وانت هنا ؟

الصقر ..نحن فى حديقة يهود مزراطه ....وأنا هنا من سنتين.

الضبع سنتان ...سوف اخرج من هنا قبل ان يمر اسبوعان

وجاء الليل واصبح المكان خاليا الا من الضبع والصقر

اخرج الصقر من تحت جناحه قطع صغير من الحديد المسنن واخد يسن اسفل القضيب الخلفي للقفص

الضبع .مند متى وانت تفعل هدا ؟
الصقر : من بعد وصولي الي هنا بشهر فبعد شهر من وصولي وجدت هده الحديدة بجانب القفص

فاخدتها واخفيتها فى جناحي وبدات مشوار خروجي من هدا القفص .

الضبع ..ولكن ماتفعله اشبه بالجنون هده الحديدة الصغيرة لن تفعل شيئا
الصقر :ولكنها تجعلني اعيش على امل الخروج واستعادة حريتي ....وان تعيش بامل خير من ان تعيش بلا امل

سخر الضبع من كلام الصقر وقال بثقة عالية..

ولكني ساريك كيف ساخرج من هنا بايام وليس بعشرات السنوات

وانهى الصقر عمله المعتاد باربع ساعات يوميا تم اخفى اثر السن فى القضيف وهو اثر لا يكاد يرى ثم بعتر

بجناحه ماتساقط من برادة الحديد التي لاتكاد ترى ايضا

وفى اليوم التالي جاء اربعة من عمال الحديقة ليقوموا بغسل الضبع بالماء والصابون اقتربو منه شيئا فشيئا

وفى دلك الحين كان هناك عاملان مستعدان كل منهما ببندقيه الحقن المخدره وفتحوا باب القفص فهجم الضبع

عليهم وجرح احدهم ولكن ما ليث ان اطلق العاملان حقن المخدر عليه فوقع على الارض دون حراك نظف العمال الضبع واعادوه الى قفصه بعد ان قلموا مخالبه استيقظ الضبع فى الليل والتفت الى الصقر فوجده منهمكا

فى محاولة قص قضيب فقال له ساخرا ....اما زلت تعبث بهده الحديدة ؟

الصقر ...مبتسما لقد كنت شجاعا كعادتك ..ولكنككنت متسرعا ايضا...التسرع اضر بك

انظر الى مخالبك ........ نظر الضبع الى مخالبه فوجدها قد نزعت اعمض عينه ومدد جسمه كانه يريد النوم واخدت ...الدموع تسيل من عينيه

سارت الايام ومضى على الضبع فى قفصه ثلاتة شهور

وفى الصباح جاء وقت تنظيفه وكالعادة قيدوه واخرجوه وكان الضبع مطيعا جدا هده المرة وعض يده فوقعت البندقيه فهرب الضبع على الفور ولكنه وجد سورا عاليا لم يستطع ان يتخطاه وبدأ يبحت عن ثغرة اومنطقة فى السور يستطيع الخروج منها ولكن دون جدوى حتى احس بطلقات المخدر تنغرس فى جسمه

ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻀﺒﻊ ﻟﻴﻼ ﻭﻓﺘﺢ ﻋﻴنيه ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺼﻘﺮ

المغمس كعادته فى محاولة قص القضيب اخد يراقب الصقر دون ان يتلفظ باي كلمة التفت الصقر اليه فوجده مستيقظا فقال له ..

....هده المرة كنت شجاعا وقويا وهدا معروف عنك ولم تكن متسرعا وهدا جديد عليك ولكنك لم تكن متأنيا بالقدر الكافي التاني ادا لم يكن كافيا صاحبه تفحص انيابك

ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻀﺒﻊ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ ﻗﺪ ﻧﺰﻋﺖ ﻓﺼﺮﺥ ﺻﺮﺧﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷرض مغشيا عليه مضت الايام والشهور

ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ حتى ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺒﻊ اربع سنوات فى قفصه وفى احدى الليالي قال الصقر للضبع ..

ادا خرجت من قفصل يوما ادهب الى وادي سوف الجين وانتظرني عندها في الليالي التي يكون فيها القمر بدرا وادا خرجت انا قبلك سأنتظرك بالمثل .

استيقظ الضبع بعد تلك الليله وفتح عينيه واتجه نحو الصقر ليحدثه ولكن لم يجد الصقر ووجد قضيب القفص مقصوصا مرميا على الارض فرح الضبع بانتصار الصقر وخروجه من قفصه ولكن احس يالحزن لانه فقد صديقا طيبيا وحكيما
مضت الايام والشهور وبعد سته شهور من هروب الصقر اصيب الضبع بمرض اقعده واصبح لا يستطيع المشي الا بصعوبه حاول اطباء الحديقه معالجته .ولكن دون جدوى وكان راي الاطباء ان علاج الضبع

يكون برجوع للطبيعة والا سوف يموت وان على القائمين على الحديقة ارجاعه الى الطبيعة لان بقاءه فيه ضرر للحديقة اكتر من نفعه وفى حال تم شفاءه فانهم سيصطادونه مرة اخرى

وبالفعل تم ارجاع الضبع ووضعوه في مكتن بيعد كتيرا عن وادي سوف الجين فاخد الصبع يمشي ليصل

اليها بمعاناة وصعوبة فائقتين بسبب مرضه وسنوات سجنه وظل الضبع يناصل حتى وصل الى وادي سوف الجين ولكن القمر كان هلالا ويحتاج الى ايام لصبح بدرا اخد الضبع ينظر الى كل طائر فى السماء لعه يجد الصقر وبعد ايام اتيقظ الضبع فوجد طعاما شهيا طازجا امامه ودون تفكير عرف ان الصقر هو من وضع له الطعام فنظر الى السماء فوجد الصقر يحلق حرا عزيزا فرح الضبع شديدا وصرخ عاليا مناديا الصقر وعلى الفور هبط الصقر الى الضبع وتعانقا وسالت من عيونهما دموع حراء اخد الصقر يرعى الضبع ويساعده ليرجع سيرته الاولى شجاعا قويا وكان يحضر له الطعام والعلاج ويدافع عنه ادا تعرض لعدوان ومضت الايام حتى الضبع مثل السابق دو باس شديد يهابه الجميع ودات يوم بينما كان الصقر يحلق فى الجو والضبع ينظر اليه بسعادة ادا بالصقر يصاب ويهوي على الارض هجم الصيادون يهود مزريطه على الصقر ونزعوا ابرة المخدر واخدوه ومشوا مغادرين والضبع ينظر اليهم ..

اخد الضبع ينتظر فرصه لياخد الصقر دون ان يقع هو ايضا فى الاسر بدا على الضبع التاني والتروي

وعندما وصل الصيادون الى منطقه مليئه بالاشجار المتشابكة هجم الضبع عليهم واخد الصقر وهرب داخل الاشجار وخلال لحظات لم يلاحظ له اثر استيقظ الصقر من المخدر وقص عليه الضبع ماحدث فقال

الصقر .......فى هده المره كنت شجاعا مقداما كعادتك وكنت ايضا متانيا يالقدر الكافي على غير عادتك

الضبع انت من علمني التاني وها انت تقطف ثمار دلك

الصقر ..ان تكون متانيا لايكفي بل تحتاج ان تعلم .الاخرين التاني حتى نحصد محصول التأني كاملا

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ __ التأني من الله والعجله من الشيطان __ فالتاني لاياتي الابخير وكم يكون الخير عظيما عندما ياتي بالحرية