إنه يستحق الإنتظار

** الانتظار..
ليس مملاً دائماً..
ثمة أشياء تستحق الانتظار.. ربما يأخذ من العمر !
** ولكنه يستحق الإنتظار..
قد يذهلنا أن يقول إنسان مثل هذا القول.. لكن لو فكرنا في قيمة الشيء المنتظر..
في انتظار الصحراء للمسطر..
في انتظار الشتلات الصغيرة حتى تتسامق وتطل بأعناقها الزهرات الجميلات..
في انتظار الرطب إلى أن يكتمل طلعه على رؤوس النخل..
** قال أهلونا.. (شي ترجيه ولا شي تاكله)..
وهو اختصار جميل لحالة انتظار ما هو يستحق الانتظار..
** حين تتململ وأنت تنتظر.. حين تسخن عروقك من التوتر.. فأنت لا شك تنتظر أمراً عادياً..
ليس مذهلاً.. ولا مدهشاً.. ولا تضعه في القائمة الذهبية في حياتك وربما الماسية..
فمن المؤكد أن لكل منا قوائم معبأة بالأشياء والوجوه مصنفة ومتدرجة من الماسي ثم الذهبي ثم الفضي ثم الطيني!.
حين لا تعبر على الأشياء فأنت لا تحبها

** وفي هذا أيضاً تقول الكاتبة (إم جيه رايان) في كتابها ذائع الصيت (قوة الصبر)
إنها ولظروف اقتصادية قاهرة انتقلت من بيتها الفاخر بأرضياته الخشبية الفاخرة واللامعة إلى بيت أصغر منه قليلاً ويغطي أرضياته سجاد تظهر عليه البقع بكل سهولة ويفتقد للفخامة واللمعان..
وكلما نظرت إليه من خلف مكتبها الذي تجلس عليه شعرت بالأسى.. وقررت أن تبدله بخشب الباركيه الفاخر وعملت بكل جهد لتوفر المال اللازم لذلك.. ومرت أربع سنوات وهي تنتظر اللحظة التي تتوق إليها..
وحين تنظر الآن إلى الخشب اللامع الممتد أمامها الذي ترى فيه صورة قلمها وهو في يديها تشعر بالزهو.. وتعتبر هذه اللحظة من أجمل لحظات حياتها وتقول إنها مدينة للسجاد العادي بسنوات جميلة من الانتظار الجميل للحظة مذهلة هي لحظة تحقق الحلم!
** لذا لا تستغرب حين يقول لك ثري إنه لا يشعر بالسعادة كما يتصور البعض..
لأن تحقق كل الأشياء في لحظة الحلم بها.. تؤدي إلى تخمة تفقد الأشياء مذاقها..
** بيد أن السعي والصبر والسير في طريق يوصل إلى لحظة تشيع في حياتنا الدهشة والجمال.. هو المتعة التي تضفي على الأشياء قيمتها..
ومن ليس لديه حلم.. فليذهب إلى الفقراء ويحلم معهم ويتبنى أحلامهم ليشعر بالسعادة التي يشعرون! ليذهب إلى المستشفيات وينتظر مع البسطاء لحظة شفاء لمرضاهم..
والقائمة ولا شك تطول..!




ألستم معي بأن هناك شي في حياتكم تنتظرونة وهو يستحق الإنتظار