وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
أمس فجرا أغمضت أم نضال (مريم فرحات) عينيها، وذهبت إلى ربها راضية مرضية، بعد رحلة جهاد ولا أروع سطرتها بالدم والدموع والبطولة والتضحية. أم نضال أيقونة فلسطين، وراية عزها التي انتصب طويلا في وجه الغزاة، فأذلتهم أيما إذلال.
أم نضال، قصة تستحق أن تروى لكل الأجيال، ليس اليوم، بل في كل زمن كي تستلهم بطولتها وتضحيتها كلما حاصرتها الخطوب. تستلهمها في سياق مواجهتها لغطرسة الاحتلال، أي احتلال.
إنها خنساء فلسطين بامتياز، تلك التي تبعتها خنساوات كثر؛ في فلسطين وفي ساحات المقاومة والجهاد الكثيرة، وربما سبقتها خنساوات أخريات على الدرب بعد الخنساء الأولى (الصحابية) التي قدمت زوجها وأبناءها الثلاثة في معركة واحدة واستقبلت نبأ استشهادهم بالدعاء إلى الله بأن يجمعها بهم في جنات النعيم، لتسطر بذلك تلك المسافة الهائلة التي يصنعها الإيمان في نفوس البشر، هي التي بكت دهرا على أخيها صخر، وكتبت فيه أجمل الأشعار:
فوالهفي عليه ولهف نفسي أيصبح في التراب وفيه يمسي
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
قبل ذلك اليوم من أيام شهر آذار 2002، كان المعروف عن نساء فلسطين أنهن يستقبلن أبناءهن الشهداء المرفوعين على الأكتاف بالزغاريد والدموع، وكم غنى المغنون للشهيد المحمول على الأكتاف وأمه التي تطلق الزغاريد، وكتب محمود درويش يقول: “أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها. أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد..عاد مستشهدا. فبكت دمعتين ووردة، ولم تنزو في ثياب الحداد”.
في ذلك اليوم من أيام شهر آذار 2002، وما ان ظهرت أخبار عملية الاقتحام الاستشهادية البطولية في مستوطنة عتصمونا في قطاع غزة، حتى تساءل الناس عن ذلك البطل الذي نفذ العملية وأردى سبعة من حراس المستوطنة قتلى، وجرح آخرين قبل أن يقضي شهيدا بعد نفاذ كامل ذخيرته من مخازن رصاص وقنابل.
كانت عملية في منتهى البطولة والروعة. ثم جاء الخبر. إن البطل هو محمد فرحات، ابن أم نضال فرحات الأصغر، محمد ذو التسعة عشر ربيعا، لكن الأهم هو تلك الصور التي تدفقت بعد ذلك وأصابت الناس بالذهول، والصهاينة بالرعب والإذلال.
في الصور، كانت أم نضال فرحات تحتضن ابنها وتودعه في طريقه نحو الشهادة، وتوصيه بأن يقاتل قتال الأبطال، ويرتقي كما أجمل الشهداء.
من يومها، صارت أم نضال أيقونة فلسطين الأجمل، لاسيما حين علم الناس لاحقا بسيرتها، هي التي قدمت شهيدين آخرين (نضال ورواد)إلى جانب محمد، وأسيرا أمضى 11 عاما في سجون الاحتلال. ولم تضف عضويتها في المجلس التشريعي شيئا، فقد ظلت كما هي أم الشهداء والأبطال وعنوان التحريض على المقاومة والجهاد.
لم تتوقف أم نضال، بل لعلها بدأت، فقد تحولت من يوم استشهاد محمد إلى أم المجاهدين والأبطال الذي يذهبون إليها (كما تذهب إليهم في القواعد) كي يستلهموا منها أبجديات التضحية والبطولة، الأمر الذي أغاظ المحتلين الذين ردوا باستهداف منزلها بالقصف والتدمير خمس مرات في مناسبات شتى، لكن الله لم يكتب لها الشهادة بالصواريخ، فكانت خاتمة رحلتها إغماضة جفن في مستشفى الشفاء في قطاع غزة بعد رحلة معاناة مع الأمراض التي أورثتها إياها تلك الرحلة الشاقة.
لأم نضال قلب طفل، فكم بكت على شهدائها وشهداء فلسطين، تماما كما بكت محمد دون أن يراها وهو في طريقه للشهادة، لكنها أرادت أن تكون رابطة الجأش، تثخن في عدوها وتمعن في قهره، وتعلم الأجيال دروس التضحية والفداء.
قالت دائما إن فلسطين تستحق، وإن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وإن هذا الدرب هو درب العزة الذي لا مناص لنا من عبوره رغم حاجتنا الإنسانية للهدوء والأمن والاستقرار، وهو درب فُرض علينا حين داهم الغزاة بيوتنا واحتلوا أرضنا وشردوا شعبنا.
أم نضال، هي خنساء فلسطين، لكن في فلسطين جحافل من النساء اللاتي كنّ أكثر عطاء من الرجال. لقد كنّ أمهات الشهداء والأسرى وأخواتهم وزوجاتهم اللاتي تحملن المسؤولية بعدهم، وسرن على ذات الدرب، درب البطولة والتضحية وعلّمن أبناءهن أن فلسطين تستحق.
سلام عليك يا أمنا وأختنا وسيدتنا ورايتنا التي وقفت مثل سنديانه في وجه الغزاة، سلام عليك يا زينة نساء فلسطين، يا أم الشهداء والأبطال.
على مثلك تبكي فلسطين كما بكت أروع الشهداء. سلام عليك، يوم ولدت ويوم رحلت، ويوم تبعثين حيّة مع فلذات كبدك الشهداء، ومع أجمل الشهداء والنبيين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
????- زائر
رد: وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
نسأل الله ان يتقبله بواسع مغفرته باذن الله
انا لله وانا اليه لرجعون
اصدق التعازي واحرها لك اخي السهم
انا لله وانا اليه لرجعون
اصدق التعازي واحرها لك اخي السهم
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ماينتسى مالبال خوي جيفارا... اجعنا جنانن عاليات اديارا.... يوم ملاحم سرت..... سجل فخر ليبيا بكل جدارا
رحمك الله يا اخونا المعتصم بالله يا جيفارا العرب
ليبيا هي امي وغلاها يجري في دمي
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21320
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
رد: وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
محارب الصحراء كتب:نسأل الله ان يتقبلها بواسع مغفرته باذن الله
انا لله وانا اليه لرجعون
اصدق التعازي واحرها لك اخي السهم
بارك الله بك اخي الحر محارب الصحراء ونسأل الله ان يتقبلها بواسع رحمته ومغفرتة
اللهم آآآآمين
????- زائر
رد: وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
اللهم ارحمها واغفر لها واجعلها من اهل الفردوس الاعلى من الجنه الذين يدخلونها بغير حساب ولاسابق عذاب امين
بنت مكه المكرمه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 64
نقاط : 8476
تاريخ التسجيل : 12/03/2013
رد: وداعا أم المجاهدين والشهداء، وداعا خنساء فلسطين
محارب الصحراء كتب:نسأل الله ان يتقبله بواسع مغفرته باذن الله
انا لله وانا اليه لرجعون
اصدق التعازي واحرها لك اخي السهم
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51294
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» جانب من الاشتباكات بين قوات المجاهدين وطلائع المجاهدين العرب والليبيين
» خنساء ليبيا
» الى د عائشة معمر القدافى ارجوا من يوصلها لها
» تحيه لصبرك يا خنساء ليبيا
» إسرائيل توسع عمليتها البرية والشهداء يتجاوزون الـ400
» خنساء ليبيا
» الى د عائشة معمر القدافى ارجوا من يوصلها لها
» تحيه لصبرك يا خنساء ليبيا
» إسرائيل توسع عمليتها البرية والشهداء يتجاوزون الـ400
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
أمس في 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي