الحوار في القرآن الكريم /بقلم رضوان علي / اراب تايمز
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحوار في القرآن الكريم /بقلم رضوان علي / اراب تايمز
يقوم الحوار في القرآن الكريم باللين والحجة والبرهان والحكمة. من ذلك قول الله تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) (83) سورة البقرة، ? ، وقول الله تعالى: ?وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ? (159) سورة آل عمران، وقال تعالى: ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? (125) سورة النحل، ? وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (61) سورة الأنفال، ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ? (118-119) سورة هود، قال تعالى: ?اذْهَبَا إِلَى فِر ْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى? (42-44) سورة طه،قال تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ? (107) سورة الأنبياء، قال تعالى: ?وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ?. (34-35) سورة فصلت.
عندما عصى إبليس اللعين ربه، وأبى أن يمتثل لأوامر الله بالسجود لآدم كما فعل الملائكة، لم يسارع الله سبحانه وتعالى إلى إنزال العقاب المباشر به والقضاء عليه مع أن إبليس قد تعهد بإغواء بني آدم.. وإنما جرى حوار بين الله - جل في علاه - وإبليس اللعين الذي طلب إمهاله إلى يوم الدين فكان له ذلك. وعندما ادعى فرعون ذو الأوتاد الإلوهية في الأرض، وخاطب أهل مصر بأنه لا يوجد لهم إله غيره لم يأذن الله حينئذ بإنزال العقاب عليه، وهو القادر على أن يقول للشيء كن فيكون، وإنما أرسل إليه النبي موسى عليه السلام ليحاوره بالقول اللين؛ لعله يتذكر أو يخشى، ويرجع عن ادعاءاته الباطلة. وكذلك بالنسبة إلى مختلف الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله -سبحانه وتعالى - إلى أقوامهم؛ حيث كانوا يحاورونهم ويقارعونهم بالحجج والبراهين والأدلة الدامغة؛ للرجوع عن غيهم وكفرهم، والتسليم بما أراده الله لهم أن يكون حقاً.
من هنا نجد أن مبدأ الحوار مع الإنس والجن قد بدأ مع خلق الخليقة.. ولنا في القرآن الكريم عظة ومثل واعتبار وأسوة.فهو يروي لنا قصص الأولين والآخرين، وكيف كان يتم الحوار ليس بين الإنسان والإنسان فحسب وإنما بين الله جلّت قدرته وبعض خلقه بمن فيهم إبليس اللعين.. وكيف كان الله يظهر الحق في نهاية الحوار ليؤمن به الجميع. إن ديننا الإسلامي السمح حثنا على الحوار مع ذاتنا ومع الآخرين، ووازعنا الديني يعمل على تقوية ضمائرنا؛ وبالتالي أكسبنا أخلاقاً عالية واحتراماً للآخرين وحُسْن تعامل وتسامح مع شعوب العالم.. وأهمية الحوار تأتي من أن الإنسان مخلوق كرّمه الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض فوضعه في مرتبة تفوق سائر المخلوقات، وخصّه بالعقل بوصفه أداة أساسية من أدوات التكليف؛ وبالتالي أرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وجعل حياته الدنيوية حياة ابتلاء وامتحان؛ إلا أن التعارف بين هذه التجمعات حالة ضرورية لتجنب البغي والظلم؛ حيث يقول تعالى: ?وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا? (13) سورة الحجرات. فالتعارف مقصد شرعي ليس للمسلمين فقط، بل لسائر البشر والعالم والشعوب و الأمم؛ حيث أبرزت الآية هذا المعنى، وهو ما يعني أن القرآن الكريم مع مفهوم التعارف بين الناس الذي يتم عبر الحوار والجدل.
وأرى أن الحوار يحتل أهمية قصوى في المجتمع؛ فالحوار هو الوسيلة الطبيعية للتواصل بين الناس؛ نظراً إلى تعدد آرائهم واختلاف وجهات نظرهم، كما أن تعرف كل طرف على آراء ووجهات نظر الآخر لا يتم إلا عبر وسيلة الحوار. والقرآن الكريم عني بترسيخ مفهوم الحوار والجدل، كما عني بهما المنهج النبوي الشريف كذلك؛ فأوصى القرآن الكريم بأن يكون الحوار بالتي هي أحسن كآلية هادئة للتواصل، وأنه قد لا يكون ثمة تطابق بين الجميع في جميع التفاصيل، إلا أنهم يجتمعون في الكُليات، وعند وجود اختلاف فإن لعقلاء القوم منهم دوراً كبيراً في التقريب عبر الحوار والتواصل؛ وهذا الأمر يجعلنا نعمق الحوار فيما بيننا؛ لأنه الوسيلة الأمثل الموصلة لنقطة السلامة، وإلا فإن البديل هو العنف والكارثة.
فالصراعات والحروب التي شهدها العالم من قبل - خلال الحرب العالمية الثانية مثلاً - قد قتلت ما يقارب الأربعين إلى الخمسين مليون قتيل؛ ومن هنا وصلت أوروبا إلى نتيجة مفادها: إن الحوار ضرورة للتوصل إلى نقاط اتفاق والحفاظ على السلم بين الناس, وقد سبقها القرآن الكريم إلى ذلك بقرون. وأؤكد أن التعايش يحقق للإنسان حقوقه، ويحفظ مصالح جميع الفرقاء؛ فالحوار والتعايش لا بد أن يكونا من أسس بناء المجتمعات الحضارية، ومن الضروري تحويلهما إلى قيم راسخة قوية. أما إذا لم يحدث التقارب للحق الذي نراه جميعاً فإن التعايش يكفل لكل طرف حرية الاختيار وصون حقوقه. فالحديث عن الحوار الوطني ضرورة وواجب
----------------------------------------
اذا الحوار واجب ديني
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15129
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: الحوار في القرآن الكريم /بقلم رضوان علي / اراب تايمز
بارك الله فيك أخي جماهيري
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
نتنفس من الأخضر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 23128
نقاط : 34899
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: خلاص الليبيين كبودها درهت
مواضيع مماثلة
» الاعجاز اللغوي بالقرآن الكريم ( الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم )
» إعجاز القرآن الكريم
» اعرف شخصيتك من القرآن الكريم
» لمسات بيانية في القرآن الكريم ..
» للماء 23 اسما في القرآن الكريم
» إعجاز القرآن الكريم
» اعرف شخصيتك من القرآن الكريم
» لمسات بيانية في القرآن الكريم ..
» للماء 23 اسما في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي