للدموع انواع

[b]في اواخر الستينات وبداية السبعينات كنت جالسا مع عائلتي المحلقه حول المذياع تستمع الى كلمة معمر القذافي
بخصوص اجلاء القواعد الاجنبيه الجاثمه على ارض الوطن.كنت اراء البسمه والبشاشه على وجه ابي واخوتي الكبار ولا اعي سببها كنت صغير لا افقه في الدنياء سوى اللعب والاكل . ومرت ايام وراء ايام حتى جاء يوم رحيل اخر جندي على تراب بلدي,قال ابي لوالدتي غدا ايقضيني باكرا لكي احضر الاحتفال بطرد اخر جندي .
قلت خذني باابي معك ابتسم ابي وقال اذهب نام الان وغدا سوف اخذك معي قالت امي انه صغير اخاف ان يضيع منك في الزحام فبكيت ووقفت على روؤس اصابعي وقلت انظري باامي لقد اصبحت كبير فقهقه ابي وقال سوف نذهب معي اذهب نام الان
كان بيتنا عباره عن كوخ من الصفيح في منطقه باب تاجوراء كانت تعرف في ذلك الحين (بالقرابه)
حاولت النوم ولكن دوت جدوى.لم تكن فرحتي بذهاب مع ابي هي وحدها من ابعد النوم عني بل كان هناك ضيف ثقيل يلازمني ويشاركني في غطائي وملابسي حشره تسمى بالبرغوث وكان يلسعني ويمتص في دمي واصبحت اتقلب يمينا وشمالا حتى سمعت صوت ابي يقول وعي الصبي,فقفزت وخرجت الى المطبخ المغطى بسعف النخيل فقدمت لي امي عبود من الزميته(دقيق الشعير) وكأس الشاي .كان هذا فطورنا في ذلك الوقت
وخرجنا متوجهين الى قاعدة الملاحه..كانت المسافه بين كوخنا الموجود في القرابه والقاعده طويله ولكن اجتهدت في المسير حتى اثبت الى ابي باني اصبحت رجلا قولا وفعلا
كانت الطريق مردحمه بالرجال الذاهبه الى الاحتفال وبعد وقت وصلنى .كان الزحام شديد والاصوات تتعالى في الفضاءبالهتافات كنت ماسكا يد ابي واذ بأبي يجهش بالبكاء فبكيت معه فأسكتني وقال لي لماذا تبكي فنظرت اليه ولم اجبه لاني لا اعرف سبب بكاء ابي حتى كبرت وعرفت ان البكاء نوعان
وشتان بين بكاء ابي وبين بكائ
فابي بكاء من شدة الفرح بطرد المستعمر اما انا فبكيت من شدة حزني على ضياع وطني ورجوع المستعمر
فهل ياترى يطول بي العمر واذرف دموع الفرح على تحرير وطني مثل ابي
--------------------
هبوب الريح

بارك الله فيك خوي هبــــــــــوب الريح ..

كلمات رائعة و ذكريات تستحق الكتابـــــة ..

يا رب نذرف دمـــــــوع الفرح بتحرير الوطن من جديد وإن شاء الله يكون اليوم

قريب فقد طال إنتظارنا ...