|| البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||

الحمد لله إننا مسلمين و لكن هل كنا سنكون مسلمين لو لم يكن أباءنا و أمهاتنا مسلمين ؟. هل كنا سنكون مسلمين لو ولدنا في أحدى الدول الاوربية مثلا و كان أهلنا ينتمون الى هذه الدولة ؟. هل كنا سنكره إسرائيل لو كنا اسرائيليين ام ستكون كراهيتنا منصبة نحو العرب و المسلمين ؟.

الاجابة على الاسئلة أعلاه تدل على ان هناك الكثير من الاراء و الانتماءات و الميول يكتسبها الانسان من البيئة المحيطة به و يؤمن بها بغض النظر عن صحتها او عكس ذلك ... من منا عاد لنقطة الصفر و بدأ يبحث و يقيم الامور بنظرة محايدة للوصول للحقيقة و القرار الصحيح ... هناك الكثير من الاوروبيين او الامريكان اعتنقوا الاسلام و ذلك لانهم لم يتأثروا بالبيئة المحيطة بهم او المظلة الاجتماعية التى تضمهم ... هؤلاء بحثوا و نقبوا و تحرروا من الانحياز ... و ربما ايمانهم أقوى مننــا لانه ليس من السهل الانتقال من ديانة الى ديانة ما لم تتوفر القناعة الكاملة 100% ... كثيرا ما نكون ضحية عدم البحث عن الحقيقة و الايمان بالمعلومة القريبة التى تصلنا دون عناء او تعب ... المعلومات التى في الغالب تكون موجه و تتوافق مع سياسات و اجندات البيئة المحيطة بنا ...

و المقدمة اعلاه تنطبق على الحالة الليبية و ان لم يكن على الغالبية الغالبة من الشعب الليبي ... و هذا سبب وجود مناطق و مدن ليبية معارضة و اخرى مؤيدة و بغض النظر عن ايهما كان على حق و ايهما كان على باطل فان الاغلبية كانت تؤمن بالافكار المتداولة في الشارع بدون التفكير في الوصول للحقيقة من خلال نظرة محايدة فربما كان ابي و اخي و جاري و صديقي على خطأ ... و ليس بالضرورة انهم جميعا على حق مادام ان هناك فئة اخرى في منطقة او مدينة اخرى تخالفنا الرأي ...

مدينة بنغازي على سبيل المثال تعتبر معقل انصار فبراير و لكن بالرغم من ذلك لم تتبدل قناعات و افكار افراد اللجان الثورية ببنغازي فقاوموا و قاوموا و تعرضوا للاعتقالات و التعذيب و لم يتبدلوا رغم ان البيئة المحيطة لم تكن مهيأ لظهورهم ... و بالمقابل اتذكر ان لدي صديق من مدينة اجدابيا يعمل بمدينة سبها و طوال تواجده بسبها كان مؤيدا للقائد و يفرح لانتصارات قوات الشعب المسلح و كم كان سعيدا يوم تحرير اجدابيا و التقدم نحو بنغازي ... و بعد فترة عاد لاجدابيا و وجدته يضع راية الاستقلال في حسابه على الفيس بوك فقولت له (خزي عليك تجرذنت ؟؟؟)

فرد علي بانه أكتشف أمور كان يجهلها ... و الحقيقة انها تأثير البيئة المحيطة و فرقها بين سبها و إجدابيا ...

و هذه الظاهرة هي ايضا سبب التحول الكبير و السريع في الرأي الشخصي و الانتماء فكم من بيت كان يرفع رأيه الاستقلال في المنطقة الشرقية و انزلها و رفع الرأيه الخضراء يوم دخول قوات الشعب المسلح لمدينة بنغازي ... و كم و كم هم هؤلاء الذين خرجوا في مليونيات طرابلس تأييدا للقائد و خرجوا كذلك احتفالا بسقوط طرابلس ؟؟. فهناك فئة محايدة تؤيد من يسيطر فقط و هناك فئة تتبدل معتقداتها سريعا لان ايمانها باي معتقدات ضعيف اساسا ... و هناك من يتبدل وفق مصالحه ...

و مع كل ما سبق هناك بقعة مضيئة متمثلة في كل من ظل متمسكا بأفكاره و أنتماءه رغم الظروف الصعبة ... هناك من نظر للامور بمنظار محايد و اختار الطريق الصحيح ... صدقونى كثيرا ما عدت لنقطة الصفر لاعادة تقييم الامور و مع ذلك دائما ما اختم هذا التقييم بـ (الحمد لله) ... محطات كثيرة بداية من 17 فبراير و حتى 20 اكتوبر جعلتني اقول الحمد لله انني كنت على حق ...

و كان اخرها مشهد استشهاد القائد وهو يرتدي البدلة العسكرية فقد تحديت الكثيرين ان هذا الرجل سيفي بوعده و لن يهرب ... و مقولة المعتصم قبل استشهاده ردا على من اتهموه بسرقة اموال الليبيين (لو كان عندي فلوس لهربت خارج ليبيا ) ...فمن يفكر في السلطة و الجاه لن يقترب من الموت و يواجهه ...

من طرف gandopa الجمعة 9 أغسطس - 14:46

عندما يسيطر الفراغ على الفرد وتتغلب العاطفه، تغيب المباديء والقيم.

الانسان يلد وهو بالفطره مسلم الى ان تؤثر عليه البئه المحيطه به ويتحول او يبقى على فطرته.

تمام هناك عدد ممن تربوا داخل بيئه مسلمه وعندما تحولوا الى بيئه غير مسلمه تخلوا عن الاسلام واعتنقوا المسيحيه وهذه حقيقه.

مشكلة ليبيا وغيرها هو الفراغ، فلو كان اؤلئك الشباب الليبيين الذين قاتلو تحت راية الناتو يفقهون ولو الشيء اليسير عن الاستعمار، لما ركبوا تلك الفتنه وكانوا معولا هداما.

اليوم عندما عاشوا الذمار واقعا ملموسا بعد ان تحصلوا على كل ماكنوا يعتقدون انهم محرمون منه، الا انهم لم يجدوا ضالتهم في الراحه والهناء بل هم من هم الى غم وكل يوم في مصيبه اكبر.

تماما مثلما البيئه تلعب دورا في بناء الانسان بخيره وشره الا ان الثقافه والاطلاع هو من يسقل الانسان ويجعله ثابثا على مبداء اما التعاطف مع الاشياء فهذا سينهار باول وخزهه وينقلب الى الضد، فقط لانه كان كالحمار الذي يحمل اسفارا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت رسالة موسى كوسه للحصول على درجة الماجستير فى علم الاجتماع " اثر البيئة فى نشو العقيدة "
وقدم دراسة لمقارنة بين 40 زعيم منهم القائد وسوكارنو وعبد الناصر ونابيلون وغيرهم
فوجد بينهم صفات مشتركة منها
- انهم من بيئة متوسطة فلا شغلهم الفقر للبحث عن لقمة العيش , ولا الهاهم الثراء عن التفكير فى هموم المجتمع
- لاينامون
-صعيبي المراس

gandopa كتب:

لك التحية اخي جندوبة و اتفق معك ... الفراغ مشكلة كبيرة و الكارثة ان من قاتلوا مع الناتو لم يجدوا من ياخذ بيدهم للطريق السليم و اقصد المحيطين بهم ... نعم لقد غرر بهم كيف لا و كبيرهم المفروض انه مستشار (بوشنة) طالبهم في بداية الاحداث بالتقدم نحو طرابلس وهو يعلم بان مواجهة جيش نظامي يعني الانتحار و لكن الابادة الجماعية و الدم الليبي كان مطلوب بشدة لدى المستشار و من يقف خلفه حتى تتعقد الامور و تصل لما وصلت اليه ...

جماهيري ضد الرشوقراطيه كتب:

مشكور اخي جماهيري على الاضافة ... موسى كوسا واحد من الناس الذين فكروا في النجاة بانفسهم و لم يفكروا في نجاة ليبيا و مع ذلك اتمنى ان يكون قد وصل لبر الامان فعلا ...

|| البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||

|| البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||

رد: || البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||

قبل ان يتم تجنيده /موسى كوسه اعد رسالة ماجستير بالخصوص

رد: || البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||

رد: || البيئة المحيطة و تأثيرها على الرأي و الانتماء ||