أمريكا والخديعة الأخرى

فبرايريين فرحين بتسريب أخبار عن نية ضرب أمريكا لما أسمته الأرهاب
وبعض الجماهيريين أيضا لايخفون فرحهم وتهلليلهم بذات الأخبار .
..
أمريكا تدخلت في كثير من دول العالم بشعارات براقة هتف لها الكثير من الناس وأيدوها . ولكن النتائج أتبثت أن تلك الشعارات مجرد ذرائع للتدخل لزيادة الفوضى . وبث الفرقة . ونشر الجريمة والأرهاب . وتشتيت المجتمعات .
. ولعل مثال العراق مازال واضحا أمامنا . حيث سوقوا للعالم بأن تدخلهم لنشر الديمقراطية . ونزع أسلحة التدمير الشامل . والأن بعد 10 سنوات النتيجة هي تراجع الديمقراطية لأدنى مستوياتها . ناهيك على الفوضى العارمة والأنقسامات . والفقر المدقع وضياع الأقتصاد في هذا البلد النفطي . وتفشي الأرهاب والتطرف . والأدهى أنه لم يعثر حتى الأن على أي شئ له علاقة بأسلحة الدمار والشامل .
ثم ليبيا التي تدخلت فيها أمريكا بحجة حماية المدنيين ونشر الديمقراطية والتقدم والحرية وغيرها من الشعارات البراقة . لكن اليوم بعد 3 سنوات من هذا التدخل فان الواقع يشير الى تدني مستوى الديمقراطية بسيطرة جماعة الأخوان بقوة السلاح على مواقع القرار برضا امريكي . وأنتشار الفوضى مما أدى الى ضياع الحقوق والحريات . وضياع الأقتصاد وسرقة الأرصدة التي كانت مايقارب 400 مليار . وأنتشار الأرهاب بشكل مفزع وبدعم غربي من خلال أجتماع سفرائهم بقادة القاعدة في ليبيا .
فلا تحققت الديمقراطية في العراق . ولاشهدت ليبيا التقدم والحرية . ولاتوقف الأرهاب في أفغانستان والصومال . بل أزدادت الحرائق والفوضى في كل مكان وطئته أقدام الغرب الصليبي أيا كانت المبررات والشعارات والذرائع .
..
فلا الفبرايريون تعلموا من دروس الماضي . ولا بعض الجماهيريين فهموا تلك التصريحات الخادعة والكاذبة التي تدغدغ العواطف فقط . لكن حقيقتها تكون زيادة حجم الكارثة والفوضى والضياع .
.
أمريكا يقودها حزبان يتصارعان على السلطة . وتبقي دول العالم هي القرابين على مدبح الأنتخابات الهزيلة . جمهوريين يتداولون ملف الأرهاب ويفتحون حادثة قتل السفير كريس في بنغازي ويطالبون بالتحقيق في خطوة للضغط على حزب الديمقراطيين الذين في السلطة . بينما يرد حزب الديمقراطيين بالتلويح بمحاربة الأرهاب لكسب الرأي العام وأظهار القوة . وقد يقوم فعلا بضربات جوية لاتسمن ولاتغني من جوع . وقد يتم القبض على بعض الشخصيات المتهمة بحادثة قتل السفير . ككبش فداء فقط لأرضاء الشارع الأمريكي .
الخلاصة كل هذه الضجة ليس لها علاقة بمصلحة الليبيين أيا كانت أنتماءاتهم . بقدر ماهي ليبيا اليوم ساحة لأستعراض القوة الأمريكية . وحلبة صراع بين الأحزاب الأمريكية . والخاسر هو الشعب الليبي . شعبا وارضا وسيادة وكرامة وشرفا وتاريخا ... الفــــــــــــــارس