كواليس غدامس 2

‏تكوليس‬ «غدامس 2».. تغيّر في الأجندة وأطراف الحوار

جدَّدت الأمم المتحدة دعوتها إلى حوار "غدامس 2"، للخروج من الأزمة الحادة التي تشهدها ليبيا، وبين «غدامس 1» و«غدامس 2» حدثت العديد من المستجدات التي ستؤدّي حتمًا إلى تغير في أجندة الحوار، وربما أيضًا في مكوناته.

على الصعيد الغربي، بدا واضحًا أنَّ هناك انقسامًا بين الموقف البريطاني والأميركي، الذي يصر على أن المخرج يكمن في تقاسم السلطة، بغض النظر عن نتائج الانتخابات أو أي توافقات قانونية سابقة، وتجلى هذا الموقف في تصريح السفيرة الأميركية بالجزائر جوان بولاشيك، التي جزمت بأن الحل في ليبيا لن يكون عسكريًا، في مقابل الموقف الفرنسي والإيطالي المتشكك في إمكانية نجاح الحوار، والذي تجلّت رسالته في تصريح وزير خارجية إيطاليا بباولو جينتيلوني، الذي أعلن فيه استعداد بلاده للتدخل العسكري في ليبيا حال طلب الأمم المتحدة ذلك.

شروط الحكومة والبرلمان
أما على الصعيد المحلي، فتقدّم مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه خطوة مهمة عندما قبلا بالحوار "المشروط" مع الجميع، في الوقت الذي ارتبك فيه مشهد مجموعة فجر ليبيا وكتلة النواب المتغيبين ومجموعة دار الإفتاء، بين القبول والرفض، واقترب أغلبهم من منطق الرفض بعد أنْ خلط حكم الدائرة الدستورية الأوراق، وأفرز واقعًا جديدًا، فيما برزت قوة جديدة على هذا المحور السياسي كشفت عن نفسها عبر بيان ما عُرف بمثقّفي مصراتة.
أما على الأرض ففي المنطقة الشرقية تقدّمت «عملية الكرامة» على المستوى السياسي، عبر نيلها حق الاعتراف بها وعودة ضباطها إلى الخدمة بقرار من مجلس النواب، وعسكريًا عبر سيطرتها على بنغازي واستعادة معسكراتها بها.
أما في المنطقة الغربية، فشهدت مرحلة ما بعد «غدامس 1»، اقتراب بعض الكتائب من منطق الحوار مثل كتيبة «المحجوب» بمصراتة، و«كتيبة أبوراوي» بالزاوية، وكذلك دخول المعركة. وهناك طور جديد بعد دخول سلاح الجو بقوة، وقصفه لمواقع ومخازن ومقرات تابعة لـ«فجر ليبيا»، وتمكنه من استعادة ككلة.
وسط كل هذه المتغيّرات يعود البعوث الأممي، برنادينو ليون، إلى ليبيا حاملاً ورقة «غدامس 2»، كمخرج من حالة الركود السياسي الذي خلفه قرار المحكمة العليا، وحالة عدم الحسم الذي خلفه طول المعركة العسكرية.
وتشير بعض التسريبات إلى احتمال تغيّر في أجندة الحوار الذي كان مقتصرًا على النواب المقاطعين والنواب الحاضرين في طبرق، ليشمل هذه المرة قاد أحزاب وكتائب ومشايخ قبائل ومؤسسات مجتمع مدني، وكذلك تشير بعض التسريبات إلى احتمال عرض بعض المبادرات الجذرية، ومنها تقدم بعض الشخصيات الليبية بمقترح حل مجلس النواب وإيقاف المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته عن العمل، والذهاب إلى خيار مجلس رئاسي يدير المرحلة، أو تسليم السلطة إلى لجنة الستين، ومن المنتظر مناقشة المبادرة الأفريقية التي تقترح أيضًا حل النواب وإنهاء عمل المؤتمر والذهاب إلى انتخابات جديدة برعاية وحماية دولية.