حقيقة الفرقة الإعلامية الناتجة عن موجة اللاجئين من تركيا إلى ليبيا

فجأة و دون سابق إندار نقف مشدوهين أمام وسائل الإعلام الدولية التى تنقل لنا بالصوت و الصورة مشاهد هذا التدفق البشرى من المهاجرين السوريين و الأفارقة لنشهد على مأساة إنسانية تدمى القلوب .. لعلى أخرها كانت صورة الطفل السورى ملقى على الشواطئ التركية .، هذا الطفل المسكين الذى إنتظر جثمانه لساعات و ساعات ملقى على شاطئ البحر فى إنتظار تشريف الكاميرات و الصحفيين فى إخراج تركى رخيص . غابت على الجميع حقيقة أن سوريا كانت تعيش فى أمن و إستقرار و أنها البلد العربى الوحيد المكتفى ذاتيا الذى يأكل مما يزرع و يلبس مما ينسج و الديون الخارجية السورية كانت شبه منعدمة كما أن السوريين بمختلف طوائفهم الدينية و مذاهبهم الفكرية كانوا يتعايشون مع بعضهم البعض فى محبة و ألفة و سلام و وحدة وطنية تحت سقف الوطن و فى ظل حكم الرئيس بشار الأسد و الرئيس الراحل حافظ الأسد . غابت على الجميع حقيقة أن الضجة الإعلامية الحاصلة سببها تركيا ، فبسبب المجرم " اردوغان " و حكام مماليك الخليج و أسيادهم تم إدخال سوريا الدولة و الشعب فى هذا النفق المظلم ، و هو اليوم يستغل مأساة اللاجئين لتصفية حساباته السياسية مع الدول الغربية بعدما تخلت عنه و رفضت دعمه فى خطته التى كان و لايزال يلهث ورائها منذ سنوات بخصوص المنطقة العازلة على الحدود التركية - السورية قصد قضم جزء من التراب السورى فى مقدمة لتقسيم المقسم خدمتا لمشروع الشرق الأوسط الجديد. غابت على الجميع حقيقة أن تركيا هي أول بلد سعى لفتح مخيمات فى محاولة لتكرار النمودج التونسى على الحدود الليبية - التونسية عندما فتحوا مخيمات لليبيين من منطقة الزنتان قصد تدريبهم و تسليحهم و إلقائهم إلى الداخل الليبى لمقاتلة أبناء الجماهيرية تحت رعاية دول عصابة حلف النيتو .. و بعدما لعبوا بالسوريين فى مخيمات اللجوء داخل تركيا و أستغلوهم أسوأ إستغلال فى دمار بلدهم و قتل أبناء شعبهم و الإتجار بأعضائهم و أعراضهم إنتقلوا إلى المرحلة الثانية من الإستغلال السياسى الرخيص لمأساة السوريين بإلقائهم فى البحر قصد الإبتزاز و الضغط و المتاجرة السياسية بهم فى لعبة الأمم الحقيرة بين تركيا و الدول الغربية . غابت على الجميع حقيقة أن دول مماليك الخليج الراعية للإرهاب و المصدرة له إلى الداخل السورى رفضت إستقبال هؤلاء اللاجئين السوريين على أراضيها ، و هي المقتدرة ماليا و تركت لبنان الضعيف إقتصاديا يتحمل وزر جرمهم فى حق سوريا البلد .. و هي التى دفعت الملايير لدعم المجرمين فى سوريا إعلاميا و تموينا و تسليحا . غابت على الجميع حقيقة أن الميليشيات المسلحة الليبية هي أيضا وجدت فرصتها فى هؤلاء اللاجئين الأفارقة أو السوريين و هي اليوم تستغلهم و تتاجر بهم طمعا فى المال و فى المكاسب السياسية قبل الإعلان عن تشكيل ما يسمى حكومة الوفاق الوطنى .. هنالك الملايين بل الملايير من الأموال تُجنى من قبل تجار البشر من أقصى الحدود الجنوبية لليبيا إلى غاية السواحل الليبية المطلة على البحر ، و طوال هذا الخط تنشط جماعات و ميليشيات تابعة لهذا الطرف أو ذاك قصد الحصول على حصتها من المال و النفود. غابت على الجميع حقيقة أن البلدان الإفريقية كانت تعيش فى نعيم قبل أن يأتيها تجار العبيد ثم الإستعمار الغربى الذى نهب و سرق ثروات الشعوب الإفريقية و تدخل فى شؤونهم الداخلية و أوصلهم إلى هذا المنحدر السحيق و مع هذا ماتزال الشركات الغربية تنهب و تسرق " أكلتهم لحما و رمت بهم عظما " و عندما لجأ لها بعضهم أغلقت الأبواب فى وجوهمم و هي التى تتحمل كل المآسى و المصائب التى تحدث فى القارة الإفريقية . نحن فى زمن الإعلام المفبرك و الكاذب و المضلل .. الذى يحاول التوجيه و الدعاية لغاية فى نفس يعقوب و ها قد شاهدتم ما فعل هذا الإعلام المجرم فى كل من ليبيا و سوريا و حتى اليمن ، وعندما تأتيكم صور من هنا و هناك فعليكم الإنتباه أن لا شيء عفوى يحدث فى الإعلام العربى أو الدولى .