د. سالم عمر الزبيدي:إلى أهلي في زليتن: أعزيكم وأناديكم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
د. سالم عمر الزبيدي:إلى أهلي في زليتن: أعزيكم وأناديكم
بين مذبحة ماجر 2011/7/2 وكارثة سوق الثلاثاء 2016/1/7 قواسم مشتركة من الألم والحرقة والأسف على وطن أضاعه أهله وعلى أرواح راحت ضحية الطمع أو الجشع أو الحسد أو البغض أو الجهل أو عدم تقدير العواقب. الأسباب عديدة ولكن النتيجة واحدة وطن مغتصب، وإرادة مسلوبة، وأرواح تزهق، وأسر تبكي فلذات أكبادها، ومجتمع متفكك، وشامت يتلذذ، ومصاب يتحسر. مدينة زليتن الوادعة التي كان الغرباء يشدون إليها الرحال طلبا للعلم أو بحثا عن لقمة عيش أو تيمنا بصاحب بركة كانت دائما آمنة وكانت على مر الأجيال ملاذا لمن يطلب الأمن والأمان، لأنها كانت على الدوام مضرب المثل في تعايش قبائلها، وتماسك عشائرها، وتراحم عائلاتها، وتراص أسرها. أحداث فبراير 2011 ومجرياتها ونتائجها كانت دموية على أهل زليتن، جرت فيها حوادث أهمت قبائل دون أخرى، وعشائر دون غيرها، وأسرا بعينها، بل وأفرادا في حد ذاتهم داخل الأسرة الواحدة، وفي المقابل كان الطرف الآخر يهلل فرحا لحزن الآخرين، وشماتة بما لحقهم من أسى وأنين.
قوائم ضحايا الحادث الأليم اليوم تأتي تباعا، ومن يدونها لا يقرن الاسم بالهوية الاجتماعية، ولا يلون أيا منها باللون السادة أو بغيره، بل هم ضحايا الانفجار الآثم، شباب في عمر الزهور لاحت لهم فرصة الحصول على لقمة تسد الرمق على ضنك من العيش وشح في الموارد فطلبوها في ميدان الأمن ليفاجئهم أعداء الأمان ممزقا أجساد الشهداء ومثخنا بالجراح أجساد رفاقهم الأحياء.
المصيبة اليوم عمت أهل زليتن فليست في طرف دون الآخر، جميعهم هرعوا إلى سوق الثلاثاء من كل النواحي ومن كل القبائل ومن كل العائلات ومن كل الأسر، أهل زليتن اليوم سواسية في المحنة، كلهم جاءوا يبحثون عن فلذات أكبادهم بين الأنقاض، وفي الركام، وتحت السيارات، وفوق الأسقف. الكل يجمع الأشلاء ويبحث عن الأطراف ويتحسس الأنامل عله يستخرج من بينها جسدا يدفنه أو راحة يد يدفن فيها دموعه وحرقته.
زليتن الأمس فرقتها السياسة والمأساة، فهل تجمعها اليوم المأساة دون السياسة؟ أشلاء الشهداء الضحايا اليوم اختلطت ودماؤهم امتزجت، وأشباه الأجساد التي جمعت خليط من هؤلاء وأولئك. مأساة اليوم طالت الجميع وكما جمعت أشلاء الأجساد الطاهرة الباحثين عنها بين أكوام الحجارة، وكما جمعتهم الدماء المسكوبة، والدموع المنهمرة حري بأهل زليتن اليوم أن يجتمعوا ضد عدوهم المشترك الذي استغل الظروف السياسية والتباعد الاجتماعي بين أهلها ليقيم لنفسه القواعد ويمهد لنفسه أسباب القوة للقيام بفعلته هذه والتي ليست سوى البداية إذا لم يحسم العقلاء أمرهم ويتصدون له بالوحدة الاجتماعية في غياب الوحدة السياسية.
ندائي إلى أهلي في زليتن اليوم أن يقيموا عزاء مشتركا وأن يدفنوا شهداءهم في مقبرة واحدة ويدفنوا معهم أسباب تمزقهم وضعف حالهم وهوانهم أمام شلة مارقة من الدين الإسلامي تتخذ من الدين ستارا للسيطرة على عقول البسطاء، ولشرعنة أفعالهم المشينة وأساليبهم الصليبية التي لم يأت الله بها من سلطان وتمجها الطبيعة الإنسانية على مر الدوام.
قوائم ضحايا الحادث الأليم اليوم تأتي تباعا، ومن يدونها لا يقرن الاسم بالهوية الاجتماعية، ولا يلون أيا منها باللون السادة أو بغيره، بل هم ضحايا الانفجار الآثم، شباب في عمر الزهور لاحت لهم فرصة الحصول على لقمة تسد الرمق على ضنك من العيش وشح في الموارد فطلبوها في ميدان الأمن ليفاجئهم أعداء الأمان ممزقا أجساد الشهداء ومثخنا بالجراح أجساد رفاقهم الأحياء.
المصيبة اليوم عمت أهل زليتن فليست في طرف دون الآخر، جميعهم هرعوا إلى سوق الثلاثاء من كل النواحي ومن كل القبائل ومن كل العائلات ومن كل الأسر، أهل زليتن اليوم سواسية في المحنة، كلهم جاءوا يبحثون عن فلذات أكبادهم بين الأنقاض، وفي الركام، وتحت السيارات، وفوق الأسقف. الكل يجمع الأشلاء ويبحث عن الأطراف ويتحسس الأنامل عله يستخرج من بينها جسدا يدفنه أو راحة يد يدفن فيها دموعه وحرقته.
زليتن الأمس فرقتها السياسة والمأساة، فهل تجمعها اليوم المأساة دون السياسة؟ أشلاء الشهداء الضحايا اليوم اختلطت ودماؤهم امتزجت، وأشباه الأجساد التي جمعت خليط من هؤلاء وأولئك. مأساة اليوم طالت الجميع وكما جمعت أشلاء الأجساد الطاهرة الباحثين عنها بين أكوام الحجارة، وكما جمعتهم الدماء المسكوبة، والدموع المنهمرة حري بأهل زليتن اليوم أن يجتمعوا ضد عدوهم المشترك الذي استغل الظروف السياسية والتباعد الاجتماعي بين أهلها ليقيم لنفسه القواعد ويمهد لنفسه أسباب القوة للقيام بفعلته هذه والتي ليست سوى البداية إذا لم يحسم العقلاء أمرهم ويتصدون له بالوحدة الاجتماعية في غياب الوحدة السياسية.
ندائي إلى أهلي في زليتن اليوم أن يقيموا عزاء مشتركا وأن يدفنوا شهداءهم في مقبرة واحدة ويدفنوا معهم أسباب تمزقهم وضعف حالهم وهوانهم أمام شلة مارقة من الدين الإسلامي تتخذ من الدين ستارا للسيطرة على عقول البسطاء، ولشرعنة أفعالهم المشينة وأساليبهم الصليبية التي لم يأت الله بها من سلطان وتمجها الطبيعة الإنسانية على مر الدوام.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34413
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
لا حول ولا قوة إلاَ بالله !!
في الوقت الذي أعزِي فيه إخوتي الليبيين وخاصة إخوتي في زليتن ود. سالم الزبيدي وأعتبر أن ما حدث مصاب جلل لكل الليبيين .. خاصة وأن ذلك لم ولن يكون نهاية المصائب الإستعمارية على ليبيا ولا أدري ما مصلحتهم في زرع الإرهاب وإذكاء الفتن بين الليبيين السذج ــ وكأنهم مازالوا لم يستيقظوا من هذا الحلم المزعج ولم يرصوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويتصدوا لهذا المخطط الدامي والذي سيضيع وراءه ليبيانا ونصبح لاجئين إلى الأبد .. فهل من يقظة وانتفاضة .. والرجوع للأمن والأمان ما قبل يوم 17/2/ 2011 ؟؟؟
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
عبدالحق1-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1081
نقاط : 10169
تاريخ التسجيل : 16/03/2012
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي