المأساة الزليطنيـة... والأرادة الناتوية
صفحة 1 من اصل 1
المأساة الزليطنيـة... والأرادة الناتوية
بقلم عبدالمجيد محمـد المنصورى
شاء القدر أن تكون زليطن الأسمرية، ضحية أول هجمات، الكوبرا الأرهابية، مُباشرة بعد توقيع أتفاق الصُخيرات المغربية... الكوبرا، التى صنعها مُلاك عالمُنا الثالت لتكون عَصَاة الطاعة الرهيبة، حتى نَقبَل الليبيين بمُخرجاتهم على الأرض، وليس فقط الأكتفاء بتوقيع الصُخيرات ... ومن لا يقبل، ما له إلا مواجهة عضات الكوبرا، وعصراتها، وتكرار ذلك فى أماكن مختلفة من جسد بلاده، حتى يستكين.
أما جَزَرتُهُم، فهى وهمُ الحرية والديمقراطية، وكذبة العيشة الهنية (الخير جاى) فى حُضن الدول البربرية، التى بكل وقاحة أصبحت لا تُبالى، فى أعلانها على ما ستفعله بنا من دمار أخلاقىُ اجتماعى وبنيوى، تمهيداً، لأستكمال تشتيتنا نزوحاً وهجرة، تهيئة لقسمة دولنا، ومن ثم نهبة ما فوق وتحت أرضُنا، لنبقى مَسخٌ بشرىٌ، نشتركُ مع ما تبقى من بَهائمُنا، فى الدبيب على أرضٌ، سنقول عنها بعدئذٍ، كانت يوماً أرضُنا، وأن كُنا أشباهُ بشرٌ نسكُنُها، ولكن كانت لنا ولو بعضُ مَهابة.
يا سادتنا مُلاكُنا الجُدد القـُدامى... نحن لم نرفض الأتفاق الذى صِغتُمُوهُ (بآيادينا قهراً)... بل أعلنا قبوله قولاً بكل التلفزيونات حتى الأباحية، وكتابتاً بكل موقعٍ وجريدة، وعلى كل حوائط الدنيا... مُكررين صباح مساء، قبولنا عقدكم علينا صَاغرين مُرغمين، لأنقاذ فلذات أكبادنا، ووطنٌ قد يصبح فى أياماً قادمة، عزيزٌ وغالى على أحفادُنا، لم نعرف نحن أباء اليوم قيمته فى أيامٌ ماضية، فجَحَدناه حقه، حتى صارت ليبيـا ضمن قائمة الأوطان المطلوب، حيازة خزائنكم لصكوك مُلكيتها أرضاً وأستعبادُها شعباً.
فالأمل، أن تـُعطـُونا قليلاً من الوقت، حتى نتهيأُ للأستسلام لكم على أيدى عبيدكم/عررابيكم منا، وفق قواعد العاقد (القوى) والمعقود عليه (المُنهك المجبور)... وأعلموا... أن أستمرار أطلاقكم سراح أفاعيكم، المتأسلمة قولاً والكافرة عملاً، الرهيبة فى تسلُطهَا علينا، أمس فى بن وليد والقـُبة وسائرُ الجنوب، وبنغازى وورشفانة والكُفرة ودَرنة وسِرت.. الخ، واليوم فى زليطن والسِدرة، وغداً (لاسمح ألله) فى آماكن اُخرى، أمرٌ لن يجديكم نفعاً.
إذ والحالُ هذه، مع ما يفعله عُملائكم/عررابيكم منا ليبيين وعرب، فيما تَبَقـَى من أجسادُنا المطعونة النازفة جروحاً وقروحاً، والتى أنهَكَها الوهنُ طوال خمسة سنين عُجاف، من الذبح والجَلد والسجن والعذاب، واقله النزوح والهجرة، لن تجدو فينا بعد كُلُ ذلك عُمالُ سُخرة، بعضدهم بضع قوة، تنفعكم فى أقامة مشروعاتكم المُستقبلية، على أرضنا المُنقسمة السَبيَة.
ولو كانت لنا نحنُ المناكيب الليبيين، الرِخاص على أنفـُسُنا، أهليةُ البشر الكاملة، لنسَتحِقَ أن نكون خليفة ألله فى الأرض، كما أراد خالقـُنا، الذى بما فعلناه ونفعلهُ، عصيناه مَعصيةٌ بائنة فى وضح النار، وكَفرنا كُفراً صَريحاً بائناً بما جاء فى آياته، بعدم قتل نفسٌ واحدة إلا بالحق، فقتلنا جميع الأنفس بالظـُلم، وخالفنا سُنة رسوله (ص) فخَسِرنا شَفاعته، وبالآخر نكرنا كامل نواميسُ البشرية.
إذ لو كُنا كما آراد ألله، مُطيعين له، راجين عفوه وطامعين فى شَفاعة رسوله، لما جَلبنا كُوكتيل الأستعمار الذى نراهُ اليوم الى بلادُنا، حتى وصل بنا الحالُ الى ما نحن فيه، من ذلٌ ومَهَانة، فرَكِبَ ضُهورَنا كل أوغاد الأعَاجم والعرب، فأوصلنا عُملائُهم/عررابيهم من سقط متاعُ أبناؤنا، للمُحصِلة أو النتيجة النهائية، لكل من عَصى ألله، وفرط فى أرضه وشرفه، وأصبح مَطيةٌ، لدول الأستعمار الربيعية.
تلك الدول، التى خَلَقَت مِنا وفينا ليبيين وعرب، أهمُ أدواتها المتمثلة فى تكفيريينا وعلى رأسُهم الدواعش، ألذين صنعوهم، ويدفعون بهم، للوصول الى السلطة، دون أن يعلم أبناؤنا دواعشُنا المُضَلَلَين، بأنهم وبعد أستعمالهم كأحصنة طروادة، فيوصلون أصحاب كذبة الربيع الى مُبتغاهم... سيكونون هم أنفسهم، آخر حِزمة حَطب، سيقدفُها صانعوهم من أصحاب الربيع، فى آتون النار المُستعرة، التى ستأتى علينا جميعاً بكل عرقياتُنا، شعوباً وقبائل ومن ثم أوطان، طالما لم نُغير ما بأنفـُسُنا.
فندعوا ألله أن يُساعدكم، أى (دواعشنا وسائر تكفيريينا وميليشاويينا قتلتنا) فيهديكم سواء السبيل، قبل أن تُلاقوا حتفكم من قبل أربابكم(صُناعكم)مع أمرائكم وقياداتكم، ذلك حتى لا نَضلِم صغارُ الدواعش وسائر صغار القتلة، الذين عن حُسن نية، لا يعرفون أنهم، يخدمون شياطين الشرق الأسود الجديد، وأبنه الذى جعلونا نتبناه سِفاحاً، وأسموه لنا الربيع العربى؟!.
وليعلموا، أن قياداتُهُم، مرتبطون بدوائرأستخبارات الدول الصانعة لهم، ولكن الشباب الذين يقذفون أرواحهم تفجيراً ليقتلوننا أطفالاً وعجائز... لا يعلمون شىءٌ، من أشياء الشرق والربيع... وعدم العِلم ذاك، لن يعفيَهُم من مُلاقاة ربهم مع أمرائُهم وقياداتُهم، فى وضع اسوأ من وضع أبليس... ألذى تجاوزوهُ بعشرات المرات عِصياناً، والذى كَفـَرَهُ ألله، لمُجرد أنه لم يَسجُد لآدم، فما بالـُنا صِغار الدواعش وسائر صغار القـَتَلة، ونحن نذبح آلاف البشر مع التكبير... فكم مرة يا تُرى نَستَحقُ تكفير ألله لنا؟.
مع الأسف، وصلنا الى مُستوى اسوأ شعوب الأرض، التى تشتعل النيران بكل أركانها، ولا تحاول حتى أن تصرُخ... وتحيط بها النكبات من كل مكان، ولا تحاول حتى أن ترفـُض... ويحكُمها الغريب بأيدى أبنها العميل، فترضى... ويتقدم صُفوفها القتلة، فتختلط فيها أقدارالناس، ليسود فيها صغارالمَقام، ويُداسُ فيها كِبارهُ، و يُزاحُ فيها أصحاب المواهبُ، فيعتلى قِمتُها الجُهلاء فترضُخ... ويُذبح فيها الشُرفاءُ ذبحُ النِعاج كل يوم، فلا تُبالى... حَسبُنا ألله ونعم الوكيل، فيكم يا أرباب الشرق العليل.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34411
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» المأساة بعينها
» ليبيا الناتوية والهجرة غير الشرعية
» سرقة القمر الصناعي في ليبيا الناتوية..!
» صدر في موسكو بإشراف البروفيسور اناتولي يغورين كتاب يتناول المأساة الليبية
» د. موسى إبراهيم:"الناتوية" هو الصفة الأكثر التصاقاً بحركة فبراير
» ليبيا الناتوية والهجرة غير الشرعية
» سرقة القمر الصناعي في ليبيا الناتوية..!
» صدر في موسكو بإشراف البروفيسور اناتولي يغورين كتاب يتناول المأساة الليبية
» د. موسى إبراهيم:"الناتوية" هو الصفة الأكثر التصاقاً بحركة فبراير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي