الحل ليس غدا

الشيطان يسكن فى التفاصيل ، و التفاصيل الليبية هي اليوم تتفرع إلى مزيد من التفاصيل .
ما يريده صنّاع القرار فى ليبيا هو مزيدا من التشردم و الصراع والإنقسام فى خضم هذه التفاصيل بحيث يُصبح الإتفاق على حل مرضى لجميع الأطراف المتصارعة على السلطة و المصالح ضَرب من ضُرُب الخيال .
غدا سيكون هنالك تدخل عسكرى و معه نتائج ستكون سياسية و أخرى إقتصادية و إجتماعية لا تصب فى مصلحة الشعب الليبى ، فالمجرمون الذين تدخلوا أول مرة لم يشبعوا بعد من عملية النهب و السرقة و بالتالى الإستمرار فى هذا النفق حتى نهايته المسدودة أمر مفروض.
كل اللاعبين الدوليين يلعبون اليوم فى الساحة الداخلية الليبية أمام مرأى و مشهد من الشعب الليبى المُتفرج و الذى لم يجد بعد من يقوده لبر الأمان رغم علمه بالداء و الأعداء .
أمام سلبية البعض و جبن البعض الأخر لن يكون الحل غدا ، و معه سننتظر سنوات على الطريقة العراقية و هي النمودج الأفضل بالنسبة لصنّاع القرار أو حتى على الطريقة السورية التى يُراد لها أن تكون فى ليبيا على أقل تقدير و إستبدال الطائفة بالقبيلة .
نعم .. ليبيا بلد قبلى كما حدر من ذلك فى يوم ما قبل الأحداث المهندس سيف الإسلام القدافى و لكن الوضع الدولى تجاوز الوضع القبلى و حتى القبائل إنقسمت على حالها و بالتالى الحل ليس غدا .
سيكون الحل غدا إستثنائيا إذا حصلت معجزة فى زمن ولت فيه المعجزات