فشل الاخوان يلقي بظله على خلافة الغنوشي
صفحة 1 من اصل 1
فشل الاخوان يلقي بظله على خلافة الغنوشي
تسلل هاجس خلافة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية إلى عدد من قياداتها النافذة تنظيميا وسياسيا حتى أنها باتت تمهد لتوفير أكثر ما يمكن من الحظوظ لخلافته من خلال سعيها إلى ضمان تموقع أكثر نفوذا ضمن لائحة القيادة التي يفترض أن تفرزها أشغال المؤتمر القادم للحركة. وفقد الغنوشي حالة الإجماع التي كانت حوله داخل الحركة بوصفه زعيمها التاريخي، وبدأت أصوات كثيرة من أنصاره تطالبه بالتنحي خلال المؤتمر الذي لم يتحدد موعده بشكل نهائي إلى الآن.
ويحاول الغنوشي التوفيق بين آراء متناقضة لقيادات بارزة في عدة ملفات، وهو ما زاد من حدة الخلاف حول وجوده في الرئاسة بين فريقين، الفريق الأول يرى أن الغنوشي اختطف النهضة وحوّلها إلى لعبة بيده يتحالف مع خصومها ويغضب أبناءها خاصة الذين اضطروا لتركها بسببه، متهمين إياه بأنه يحتكر القرار ويستخدم الديمقراطية الداخلية لفرض رأيه.
ويتمسك الفريق الأول بالبعد العقائدي، وهو غاضب من تخلي الغنوشي عن أحد مقومات الحركة، وهي إسلاميتها بما تعنيه من الاستعداد لتطبيق الشريعة والعمل على تغيير المجتمع ليتقبلها، وليس الاندماج فيه والقبول بقوانين تتنافى مع الصفة الإسلامية يطلق عليهم فريق الصقور، ومن أبرز رموز هذا التيار نذكر الحبيب اللوز والصادق شورو، وكلاهما رئيس سابق للحركة. لكن الصقور فقدوا سيطرتهم على القيادة السياسية للحركة بعد الثورة، وخرج إلى الواجهة فريق ثان أغلبه من خريجي المحاماة والعلوم الإنسانية وأقلية من البراغماتيين دارسي العلوم أو الشريعة.
ويعمل هذا الفريق على تحويل النهضة إلى حزب سياسي براغماتي يميل إلى التصالح مع الدولة وقوانينها، ومن أبرز رموزه عبدالفتاح مورو نائب الغنوشي والقيادي التاريخي، ونورالدين البحيري وزير العدل السابق، وهو أحد أبرز قيادات مجموعة “الحمائم” في التنظيم. ويريد الحمائم قطع الصلة بين الغنوشي والتنظيم الدولي، ولئن كانوا يجاملونه ليظل في صفهم ويضفي شرعية على استمرارهم في الواجهة، إلا أنهم يدعونه إلى التفرغ للعمل الفكري وللعلاقات الخارجية حتى يتمكنوا من السيطرة على التنظيم الذي عرف استقالات واسعة بسببهم.
ويدفع فريق الحمائم إلى الفصل بين الدعوي والسياسي، ليسهل عليه إقناع خصومهم بأنهم يتجهون نحو بناء حزب مدني لا يستخدم الدين في الوصول إلى السلطة، لكن هذا الفصل سيوسع دائرة الغضب عليهم وعلى الغنوشي نفسه. ورغم عمق الخلافات، فإن التحديات الداخلية، وتداعيات فشل تجربة الإسلام السياسي في المنطقة قد تؤجل الإطاحة بالغنوشي في المؤتمر القادم. لكن الثابت أن بقاء الغنوشي أو رحيله بعد المؤتمر سيوسع من دائرة الخلافات بين الفريقين بسبب استحالة التوفيق بين خطين سياسيين متناقضين كلاهما ينتظر رحيل الغنوشي ليضع يده على الحركة ويوجه دفتها لفائدته.
ويحاول الغنوشي التوفيق بين آراء متناقضة لقيادات بارزة في عدة ملفات، وهو ما زاد من حدة الخلاف حول وجوده في الرئاسة بين فريقين، الفريق الأول يرى أن الغنوشي اختطف النهضة وحوّلها إلى لعبة بيده يتحالف مع خصومها ويغضب أبناءها خاصة الذين اضطروا لتركها بسببه، متهمين إياه بأنه يحتكر القرار ويستخدم الديمقراطية الداخلية لفرض رأيه.
ويتمسك الفريق الأول بالبعد العقائدي، وهو غاضب من تخلي الغنوشي عن أحد مقومات الحركة، وهي إسلاميتها بما تعنيه من الاستعداد لتطبيق الشريعة والعمل على تغيير المجتمع ليتقبلها، وليس الاندماج فيه والقبول بقوانين تتنافى مع الصفة الإسلامية يطلق عليهم فريق الصقور، ومن أبرز رموز هذا التيار نذكر الحبيب اللوز والصادق شورو، وكلاهما رئيس سابق للحركة. لكن الصقور فقدوا سيطرتهم على القيادة السياسية للحركة بعد الثورة، وخرج إلى الواجهة فريق ثان أغلبه من خريجي المحاماة والعلوم الإنسانية وأقلية من البراغماتيين دارسي العلوم أو الشريعة.
ويعمل هذا الفريق على تحويل النهضة إلى حزب سياسي براغماتي يميل إلى التصالح مع الدولة وقوانينها، ومن أبرز رموزه عبدالفتاح مورو نائب الغنوشي والقيادي التاريخي، ونورالدين البحيري وزير العدل السابق، وهو أحد أبرز قيادات مجموعة “الحمائم” في التنظيم. ويريد الحمائم قطع الصلة بين الغنوشي والتنظيم الدولي، ولئن كانوا يجاملونه ليظل في صفهم ويضفي شرعية على استمرارهم في الواجهة، إلا أنهم يدعونه إلى التفرغ للعمل الفكري وللعلاقات الخارجية حتى يتمكنوا من السيطرة على التنظيم الذي عرف استقالات واسعة بسببهم.
ويدفع فريق الحمائم إلى الفصل بين الدعوي والسياسي، ليسهل عليه إقناع خصومهم بأنهم يتجهون نحو بناء حزب مدني لا يستخدم الدين في الوصول إلى السلطة، لكن هذا الفصل سيوسع دائرة الغضب عليهم وعلى الغنوشي نفسه. ورغم عمق الخلافات، فإن التحديات الداخلية، وتداعيات فشل تجربة الإسلام السياسي في المنطقة قد تؤجل الإطاحة بالغنوشي في المؤتمر القادم. لكن الثابت أن بقاء الغنوشي أو رحيله بعد المؤتمر سيوسع من دائرة الخلافات بين الفريقين بسبب استحالة التوفيق بين خطين سياسيين متناقضين كلاهما ينتظر رحيل الغنوشي ليضع يده على الحركة ويوجه دفتها لفائدته.
د.محمد جبريل-
- الجنس :
عدد المساهمات : 872
نقاط : 8621
تاريخ التسجيل : 25/12/2014
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي