سبب القصف الأمريكي لصبراته
صفحة 1 من اصل 1
سبب القصف الأمريكي لصبراته
هذا ملخص لمقال نشرته صحيفة الفورين بوليسي الأمريكية يوم 19 فبراير 2016
الهدف من قصف موقع داعش في صبراتة هو إنقاذ تونس من الخطر الذي يتهددها حيث ترى الولايات المتحدة أن تونس هي المثال الحي الوحيد لنجاح ما أسمته بالربيع العربي من خلال تحقيقها للمسار الديمقراطي.
و قد صرح الناطق باسم البنتاقون بيتر كوك بأنه على الرغم من أن داعش تمثل تهديدا مستمرا للغرب، إلا أننا رأينا الخطر محدقا باقترابها من دولة مجاورة هي تونس. و يضيف كوك قائلا بأن شوشان، و هو قيادي داعشي مات تحت القصف الأمريكي بصبراتة، قد سهل انتقال الكوادر التونسية المنظمة لداعش من تونس إلى ليبيا، و منها إلى مختلف دول العالم.
لقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم المتزايد تجاه التهديد المتصاعد الذي تشكله داعش باقترابها من الحدود التونسية و هم يخشون حدوث هجمات تؤدي إلى انهيار تونس ذات الوضع الإقتصادي الحساس و الحديثة العهد بالتجربة الديمقراطية. لقد ارتكز هذا التخوف على حادثتين إرهابيتين استهدفتا السياحة حدثتا العام الماضي بتونس، إحداهما بمتحف باردو الوكني بتونس و الذي خلف 23 قتيلا، و الآخر بمنتزه بسوسة و الذي أسفر عن مقتل 38 شخص. في شهر نوفمبر من العام الماضي، أعلنت داعش مسؤوليتها عن تفجير حافلة تضم أفرادا من الحرس الرئاسي و أدى إلى مقتل 12 منهم. في تلك الهجمات، تم تأكيد ضلوع شوشان بالأمر و أصدرت الحكومة التونسية بحقه أمر القبض عليه.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة شنت غارتين سابقتين في العام الماضي، إحداهما على اجدابيا و الأخرى على درتة في محاولة استهدافها لقياديين بارزين في تنظيم داعش.
يقول عميل السي آي إيه السابق بروس ريدل بأن ما جرى هو استهداف مكان محدد يشكل تهديدا محددا، و لا يندرج تحت بند مكافحة داعش في كافة أقطار ليبيا. فقد أكد الناطق باسم البيت الأبيض مارك تونر بأن هذا القصف لا يعد بداية لضرب داعش في ليبيا، كما أضاف بأن الولايات المتحدة لم تقم بقصف صبراتة إلا بعد إعلام السلطات الليبية. و يشير توني إلى الفجوة السياسية الموجودة في ليبيا و التي أدت إلى استقطاب الميليشيات إلى الحكم قائلا بأن الولايات المتحدة لا تزال تدعو إلى تشكيل حكومة موحدة. "نريد أن نراهم مستقرين بطرابلس."
في الوقت الذي واجهت فيه داعش صعوبات في العراق و سوريا، نجدها سيطرت بسرعة فائقة على الأراضي الليبية. ففي أقل من سنة تمكنت من السيطرة على أكثر من 300 كيلومتر من الأراضي الليبية بما فيها مدينة سرت، شنت هجمات على منشآت نفطية و فرضت نظامها الهمجي على المناطق التي سيطرت عليها.
في نفس الوقت، تريد الولايات المتحدة انتشال تونس و باقي المنطقة من مستنقع داعش المتمدد. عندما قام وزير الخارجية جون كيري بزيارة إلى تونس عام 2014 و حضر الانتخابات الديمقراطية بها، صرح بأن تونس و هي منبع الربيع العربي، هي المثال الحي للديمقراطية الحية لمن يدعي بأن الديمقراطية غير ممكنة في هذا الجزء من العالم.
ناقش مسؤولون من البنتاغون لعدة أشهر منح تونس مروحيات و طائرات بدون طيار، كما قام القادة العسكريين الأمريكان بمناقشة نظرائهم الفرنسيين و الريطانيين عن كيفية الحد من تمدد داعش، في الوقت الذي تقوم فيه القوات الأمريكية و الفرنسية و البريطانية و الإيطالية بعمليات استطلاع على الأراضي الليبية.
عندما قام الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بزيارة إلى البيت الأبيض العام الماضي، أعلن أوباما بأن تونس هي حليف قوي خارج حلف الناتو، فاتحا السبيل بالتالي إلى التنسيق العسكري و الدعم الأمني.
قالت تونس بأنها أنهت هذا الشهر بناء جدار بطول 250 كيلومتر على امتداد حدودها مع ليبيا، و أنه يمكن للشركات الأمريكية و الألمانية أن تشرع بوضع معدات مراقبة إلكترونية، و قد علق وزير الدفاع التونسي فرحات حورشاني "سيساعدنا هذا الأمر على تأمين حدودنا و إيقاف التهديدات".
لكن في الوقت التي أظهرت فيه تونس تفاعلها الكامل مع الاستخبارات الأجنبية لصد الهجمات الإرهابية، تفتقر قواتها العسكرية و الإستخباراتية إلى الموارد اللازمة للتصدي لداعش في أراضيها. و الوضع الإقتصادي المتردي للبلاد يجعلها أرضا خصبة لتجنيد الشباب للإنظمام إلى داعش.
يقول كريم مزران و هو عضو في مجلس رفيق الحريري الأطلسي: "إذا تم حل مشكلة ليبيا السياسية، فسيكون من الممكن هزيمة داعش. لكن إن ظلت ليبيا على حالها، فسيأتي المزيد من الناس إلى ليبيا للتدريب و التخطيط للهجمات." سواءا في تونس أو غيرها من المناطق.
لقد فضلت الولايات المتحدة أن تقوم بالتحرك على عكس حلفائها الأوروبيون الذين فضلوا التروي إلى حين تشكيل حكومة تمنحهم الإذن بالتدخل العسكري.
https://foreignpolicy.com/2016/02/19/why-the-us-strike-in-libya-wasnt-just-about-libya/?utm_content=buffer014c6&utm_medium=social&utm_source=facebook.com&utm_campaign=buffer
الهدف من قصف موقع داعش في صبراتة هو إنقاذ تونس من الخطر الذي يتهددها حيث ترى الولايات المتحدة أن تونس هي المثال الحي الوحيد لنجاح ما أسمته بالربيع العربي من خلال تحقيقها للمسار الديمقراطي.
و قد صرح الناطق باسم البنتاقون بيتر كوك بأنه على الرغم من أن داعش تمثل تهديدا مستمرا للغرب، إلا أننا رأينا الخطر محدقا باقترابها من دولة مجاورة هي تونس. و يضيف كوك قائلا بأن شوشان، و هو قيادي داعشي مات تحت القصف الأمريكي بصبراتة، قد سهل انتقال الكوادر التونسية المنظمة لداعش من تونس إلى ليبيا، و منها إلى مختلف دول العالم.
لقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم المتزايد تجاه التهديد المتصاعد الذي تشكله داعش باقترابها من الحدود التونسية و هم يخشون حدوث هجمات تؤدي إلى انهيار تونس ذات الوضع الإقتصادي الحساس و الحديثة العهد بالتجربة الديمقراطية. لقد ارتكز هذا التخوف على حادثتين إرهابيتين استهدفتا السياحة حدثتا العام الماضي بتونس، إحداهما بمتحف باردو الوكني بتونس و الذي خلف 23 قتيلا، و الآخر بمنتزه بسوسة و الذي أسفر عن مقتل 38 شخص. في شهر نوفمبر من العام الماضي، أعلنت داعش مسؤوليتها عن تفجير حافلة تضم أفرادا من الحرس الرئاسي و أدى إلى مقتل 12 منهم. في تلك الهجمات، تم تأكيد ضلوع شوشان بالأمر و أصدرت الحكومة التونسية بحقه أمر القبض عليه.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة شنت غارتين سابقتين في العام الماضي، إحداهما على اجدابيا و الأخرى على درتة في محاولة استهدافها لقياديين بارزين في تنظيم داعش.
يقول عميل السي آي إيه السابق بروس ريدل بأن ما جرى هو استهداف مكان محدد يشكل تهديدا محددا، و لا يندرج تحت بند مكافحة داعش في كافة أقطار ليبيا. فقد أكد الناطق باسم البيت الأبيض مارك تونر بأن هذا القصف لا يعد بداية لضرب داعش في ليبيا، كما أضاف بأن الولايات المتحدة لم تقم بقصف صبراتة إلا بعد إعلام السلطات الليبية. و يشير توني إلى الفجوة السياسية الموجودة في ليبيا و التي أدت إلى استقطاب الميليشيات إلى الحكم قائلا بأن الولايات المتحدة لا تزال تدعو إلى تشكيل حكومة موحدة. "نريد أن نراهم مستقرين بطرابلس."
في الوقت الذي واجهت فيه داعش صعوبات في العراق و سوريا، نجدها سيطرت بسرعة فائقة على الأراضي الليبية. ففي أقل من سنة تمكنت من السيطرة على أكثر من 300 كيلومتر من الأراضي الليبية بما فيها مدينة سرت، شنت هجمات على منشآت نفطية و فرضت نظامها الهمجي على المناطق التي سيطرت عليها.
في نفس الوقت، تريد الولايات المتحدة انتشال تونس و باقي المنطقة من مستنقع داعش المتمدد. عندما قام وزير الخارجية جون كيري بزيارة إلى تونس عام 2014 و حضر الانتخابات الديمقراطية بها، صرح بأن تونس و هي منبع الربيع العربي، هي المثال الحي للديمقراطية الحية لمن يدعي بأن الديمقراطية غير ممكنة في هذا الجزء من العالم.
ناقش مسؤولون من البنتاغون لعدة أشهر منح تونس مروحيات و طائرات بدون طيار، كما قام القادة العسكريين الأمريكان بمناقشة نظرائهم الفرنسيين و الريطانيين عن كيفية الحد من تمدد داعش، في الوقت الذي تقوم فيه القوات الأمريكية و الفرنسية و البريطانية و الإيطالية بعمليات استطلاع على الأراضي الليبية.
عندما قام الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بزيارة إلى البيت الأبيض العام الماضي، أعلن أوباما بأن تونس هي حليف قوي خارج حلف الناتو، فاتحا السبيل بالتالي إلى التنسيق العسكري و الدعم الأمني.
قالت تونس بأنها أنهت هذا الشهر بناء جدار بطول 250 كيلومتر على امتداد حدودها مع ليبيا، و أنه يمكن للشركات الأمريكية و الألمانية أن تشرع بوضع معدات مراقبة إلكترونية، و قد علق وزير الدفاع التونسي فرحات حورشاني "سيساعدنا هذا الأمر على تأمين حدودنا و إيقاف التهديدات".
لكن في الوقت التي أظهرت فيه تونس تفاعلها الكامل مع الاستخبارات الأجنبية لصد الهجمات الإرهابية، تفتقر قواتها العسكرية و الإستخباراتية إلى الموارد اللازمة للتصدي لداعش في أراضيها. و الوضع الإقتصادي المتردي للبلاد يجعلها أرضا خصبة لتجنيد الشباب للإنظمام إلى داعش.
يقول كريم مزران و هو عضو في مجلس رفيق الحريري الأطلسي: "إذا تم حل مشكلة ليبيا السياسية، فسيكون من الممكن هزيمة داعش. لكن إن ظلت ليبيا على حالها، فسيأتي المزيد من الناس إلى ليبيا للتدريب و التخطيط للهجمات." سواءا في تونس أو غيرها من المناطق.
لقد فضلت الولايات المتحدة أن تقوم بالتحرك على عكس حلفائها الأوروبيون الذين فضلوا التروي إلى حين تشكيل حكومة تمنحهم الإذن بالتدخل العسكري.
https://foreignpolicy.com/2016/02/19/why-the-us-strike-in-libya-wasnt-just-about-libya/?utm_content=buffer014c6&utm_medium=social&utm_source=facebook.com&utm_campaign=buffer
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 16652
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي