ليبيا تتعرض لعدوان صهيوصليبي على غرار سيناريو تدمير العراق

ليبيا تتعرض لعدوان صهيوصليبي على غرار سيناريو تدمير العراق
20/03/2011
سقطت قناة الجزيرة القطرية سقوطاً مُريعاً بعد أن تحولت إلى قناة دعائية رخيصة تلفق وتفبرك تنفيذاً لأجندة أمير قطر
والصهيوني أمير قطر أوغل في مؤامرة تدمير ليبيا والفتنة بين أهلها كما أوغل من قبل في مشروع تدمير العراق وتشريد أهله
والمجرم المأفون عمرو موسى يمنح الغرب الصليبي صكاً مفتوحاً بسم الجامعة العربية يبيح لهم احتلال ليبيا ونحر الليبيين!
ومفتي موزة آية الله قرضاوي يُفتي بإهدار دم القذافي بينما لم نسمع منه فتوى بهدر دم السفاح جورج بوش أو حمد بن خليفة!
الحقيقة أنني في البداية قررت أن ألتزم الصمت وأن ابتعد ما استطعت عن هذه الفتنة التي حدثت في ليبيا, كي لا أتورط في المُشاركة ولو بشق كلمة في التحريض على سفك الدماء بين الليبيين, أو أساهم في مشروع تدمير وتقسيم ليبيا, ولكن مع تسارع الأحداث واتضاح عمق المؤامرة الدولية الكبيرة التي حيكت لتفكيك وتدمير ليبيا كبلد وكشعب كما حدث في العراق, فلا مجال إذن للسكوت أو الحيادية, وليغضب مني من يغضب وليعتب عليّ من يعتب فإني سأقول الحقيقة وإن كانت مرة ومؤلمة للبعض وأجري على الله.
ولكن يجب التنويه أولاً, أن الثورة الليبية في بداية الأمر قد وجدت قبولاً وتعاطفاً ولاقت صدىً طيباً من قبل الجميع وأنا واحد منهم, وذلك بسبب الجو الإيجابي العام الذي ساد الثورتين المجيدتين في تونس ومصر, وكذلك بسبب بعض الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي يُعاني منها إخواننا الليبيين, خصوصاً فيما يتعلق بحرية الرأي وقلة دخل الفرد الليبي مُقارنة بالفرد التونسي بالرغم من حجم الثروات النفطية الهائلة في البلاد, حيث انشغل العقيد القذافي في مشاريع الوحدة الأفريقية وتحسين علاقاته مع جيرانه عبر المتوسط كالإيطاليين والفرنسيين الطامعين أصلاً في أرضه ونفطه.
وقد أغفل الزعيم تطلعات وهموم شعبه وترك زمام الأمور بيد ما يُسمى باللجان الثورية, مما أدى إلى تبوء وتسلط اللصوص والمُرتشين واستشراء حالات الفقر والبطالة بين المواطنين, وتضخم الفساد والفاسدين, خصوصاً أولئك الذين كانوا يتمتعون بالملايين من خيرات ليبيا, ثم قلبوا للعقيد ظهور المجن مع أول عثرة للنظام من أمثال شلقم والدباشي وعبد المنعم الهوني وغيرهم من انتهازيين ووصوليين تمتعوا بأموال وخيرات البلد ثم تحولوا إلى الجانب الآخر ليحصدوا مزيداً من الأموال والثروات.
ناهيك عن تدخل بعض أبناء العقيد في كل صغيرة وكبيرة في الدولة, ومن ثم تزكية ودعم مجموعات انتهازية من رجيع السفلة والفاسدين سرعان ما انقلبوا على النظام, فأصبح صديقهم وراعيهم سيف الإسلام محل لتندرهم في الفضائيات السعودية والقطرية, من أمثال سليمان دوغة وبقية شلة الغد, مما عرقل عجلة النمو وأوقف مشروع الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد.
كل تلك التداعيات الخطيرة شجعت الطامعين في البلاد وحمست الطامحين لاقتسام الكعكة الليبية التي أسالت لعاب الجميع, فتكالب الأعداء ومعهم الإمعات للانقضاض على ثروات ليبيا من النفط والغاز.

وحينها انطلقت شرارة الانتفاضة الليبية في مدينة بنغازي, كان بالإمكان مُعالجتها في وقتها لو أن وزير الداخلية الليبي الذي انشق عن النظام لاحقاً كان متجاوباً مع مُعاناة أهالي السجناء وقام بتخفيف الضغوط الأمنية عن المواطنين وتحقيق مطالبهم المشروعة, ولكن الفشل المُتعمد في معالجة الأزمة, سارع في اندلاع شرارة الثورة وبدأت تنتقل إلى بقية أطراف بنغازي.
وشخصياً كنت أتوقع في بداية الأمر أن يتكرر نفس السيناريو التونسي أو المصري وينتهي الأمر بدون خسائر أو أي تدخل أجنبي, ويحصل الإخوة في ليبيا على مطالبهم السياسية المشروعة وينالوا حقوقهم, ومن ثم يتنحى الزعيم الليبي عن سدة الحكم, وتنتهي الثورة بسلام وبصورة طبيعية وسلمية قريبة جداً فيما حدث في كلا الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر.
وبسبب ذلك الجو العام السائد وكذلك تفاءلنا المبالغ فيه بما حدث في تونس ومصر, فلم ننتبه أو نراجع الاختلافات الجذرية أو نحسب الفوارق والحسابات بين تونس ومصر وبين ليبيا؟
وأنا شخصياً لم أتوقع أن يكون في ليبيا "جلبيات" أي نسخ مطورة من (جلبي العراق), وتوقعت أن الثوار وطنيون وأصحاب مبادئ وقيم سامية ومواقف عروبية راسخة وثوابت إسلامية أصيلة.
حتى استمعت لنداء عبد الحفيظ غوجة وهو يطالب بدون حياء أو خجل من مجلس الأمن بسرعة التدخل وفرض حظراً جوياً على بلاده وتزويد الثوار بالسلاح!؟
ثم خرج علينا وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل رئيس ما يُسمى بالمجلس الانتقالي والذي وضع دمغة الإخوان على جبهته, وهو يتوسل الدول الغربية بالإسراع بفرض الحظر الجوي وضرب من اسماهم بـ(مرتزقة القذافي)!؟
ثم بدأت الاتصالات بين المجلس الانتقالي برئاسة مصطفى عبد الجليل والسفير البريطاني في طرابلس بعد غادر الأخير إلى لندن وأغلقت السفارة أبوابها, وحينما سأل السفير البريطاني مصطفى عبد الجليل عن احتياجاتهم؟
قال له عبد الجليل : حالياً نحن حاجة ماسة للسلاح الخفيف!!

ثم تلقى اتصالاً آخر من السفير الأمريكي السابق في طرابلس!
ثم حل في بنغازي اليهودي الصهيوني الفرنسي المُتطرف الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية بيرنارد هنري ليفي, الذي يُعتبر من أشد المناصرين لإسرائيل في فرنسا وهو أيضاً من أشد العنصريين ضد العرب والمُسلمين في فرنسا, والذي قام بزيارة بنغازي وقام بإنزال العلم الليبي الرسمي الأخضر بنفسه وداس عليه بأقدامه, وسط تهليل وتصفيق من قبل الثوار في بنغازي!!
وقد التقى هذا الصهيوني البغيض بيرنارد ليفي بمصطفى عبد الجليل وقد أشاد به, وذكر أن الثوار معجبون كثيراً بإسرائيل, وذكروا له أنهم لا يكنون العداء لإسرائيل!

إذن إذا كان البعض يُصنف أمثال مصطفى عبد الجليل هذا وبقية رفاقه المُتعاونين مع الغرب كمناضلين ومجاهدين, وهم يتعاونون الآن مع الشياطين ويستقوون بالصهاينة والصليبيين للقضاء على نظام القذافي!
إذن فإن فالمعارض العراقي السابق أحمد الجلبي سيكون سيد المُجاهدين حسب تصنيف هؤلاء الخونة, لأنهُ هو الآخر قد تآمر وتعاون مع الصهاينة والصليبيين لتدمير بلده كما فعل هؤلاء الخونة!
فما الفرق إذن بين جلبي العراق وجلبيي بنغازي؟
كلاهما كلاب للغرب وأدوات للأجنبي ويستقوون بالصهاينة والصليبيين في سبيل الوثوب على السلطة.
وأما دور المأفون عمرو موسى الذي منح الغرب الصليبي صك مفتوح بإسم الدول العربية لتدمير وتمزيق ليبيا, فالبتأكيد قد قبض موسى ثمن تدمير ليبيا من آل ثاني, وإلا فإن عمرو موسى كأمين غير أمين للجامعة العربية قد انتهت فترة رئاسته للجامعة العربية, فكيف يتجرأ ويمنح الدول الغربية المسوغ القانوني بسم الجامعة العربية لتدمير وقتل الشعب الليبي!ّ؟
ثم لم ندرك أو على الأقل أنا شخصياً لم أنتبه إلى أن ليبيا تمتلك احتياطي هائل من الغاز, لأنني كنت أظن أن ليبيا تمتلك البترول فقط, ولم نكن نعرف أن أفضل نوعية نفط في العالم هو النفط الليبي ما يُسمى بالنفط الخفيف الخالي من مادة الكبريت والخاص بوقود الطائرات, وأن ليبيا يعتبرها الأوربيون بوابتهم نحو إفريقيا, وأن ليبيا أنشئت كدولة مُستقلة بقرار من قبل الأمم المُتحدة, ولذلك طالب ذلك الليبي التعيس عبد الرحمن شلقم بتدخل الأمم المتحدة, وذكرهم بأن الأمم المُتحدة هي من أنشئت الدولة الليبية!!
المُثير أن بعد الأزمة الليبية بأيام, أي بعد سيطرة المُتمردين على خطوط البترول ومصافي النفط الليبي, ومن ثم انخفاض الإنتاج الليبي من النفط إلى حوالي 600 ألف برميل يومياً, خرج علينا وزير النفط السعودي علي النعيمي بتصريح تعودنا عليه من قبل خونة الأمة, وهو أن آل سعود سوف يزيدون كمية الإنتاج من النفط السعودي بحوالي 700 ألف برميل يومياً, لسد النقص من حصة النفط الليبي.
ولما ارتفعت أسعار البترول عالمياً, والذي من المُفترض أن يحصد أرباحه آل سعود, ويسروا بنسبة ارتفاع الأسعار والتي تجاوزت 115 دولار للبرميل الواحد, كونهم سيحصدون المليارات, خرج وزير النفط السعودي النعيمي مرة أخرى ليصرح بتصريح غريب وموغل في الخسة والعمالة؟
حيث صرح النعيمي قائلاً : نبشر الدول المٌستهلكة للبترول الليبي الصافي الخفيف, أننا وجدنا تركيبة نفطية خاصة تعادل النفط الليبي, وهي عبارة عن خلط كميات معينة من النفط السعودي الحفيف مع النفط الجزائري ليحصلوا على تركيبة قريبة من نوعية النفط الليبي الصافي!!
أي أن آل سعود كانوا مُستميتين في سد النقص من إنتاج النفط الليبي الصافي, كي لا يكون للنفط الليبي عامل ضغط على الدول الأوربية المُستهلكة, وكي لا يكون عقبة اقتصادية كأداء في حال توجيه ضربات عسكرية لليبيا!
وحينما استمرت أسعار البترول في الارتفاع, وكان المفروض أن يكون هذا الارتفاع الكبير في سعر البرميل يصب في صالح ميزانية آل سعود, إلا أن وزير البترول السعودي خرج علينا مرة أخرى وفي جعبته هذه المرة حلاً سحرياً لسد النقص من البترول الليبي المُميز؟
حيث قال هذا المأفون, أن السعودية على استعداد لتزويد الدول التي تستورد من النفط الانغولي في آسيا بالنفط السعودي, وفي المُقابل سوف يتحول النفط الإنغولي إلى الدول المُستهلكة في أوربا خصوصاً في المصافي الفرنسية والايطالية والأسبانية!؟
ولمعرفة السبب في اختيار علي النعيمي للنفط الانغولي تحديداً ودون غيره؟
لأنهُ نفط انغولا مطابق لمواصفات النفط الليبي وله نفس المميزات كونه يخلو من مادة الكبريت.
ثم بدأت الحقائق تتجلى رويداً روبدا, خصوصاً بعد انكشاف عورة قناة الجزيرة القطرية, فإذا بذاكرتنا المُتعبة والمُثقلة بالأحداث تعيدنا رغماً عنا لسيناريو تدمير وتقسيم العراق, وإذا بصورة ذلك الصهيوني القطري البغيض حمد بن جاسم تتراءى أمامي, وهو ينقل رسالة مجرم الحرب جورج بوش الأخيرة إلى العراق ويسلم بنفسه رسالة التهديد إلى صدام حسين, والتي انطلقت بعدها بساعات الطائرات الأمريكية المُقاتلة من القواعد الأمريكية في قطر لتدمير بلاد الرافدين وتقتل النساء والأطفال, حيث كانت المؤتمرات العسكرية الأمريكية تعقد يومياً في قاعدة العديد في قلب قطر.
وهاهم الخونة المتآمرون اليوم يجتمعون في باريس برئاسة ساركوزي وكاميرون وهيلاري كلينتون, لنحر الشعب الليبي بحجة حماية المدنيين, بينما صواريخ توما هوك الأمريكية التي انطلقت اليوم, لن تفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة, سوف تطحن أجساد الجميع.
والغريب أن نفس المجرم القطري حمد بن جاسم ومعه المجرم ناصر جودة المبعوث الخاص بقزم الأردن ومبعوث ملك المغرب, وهوشيار زيباري مبعوث جلال طالباني جاؤوا يوقعون بحوافرهم على جريمة تدمير وقتل الشعب الليبي التي نفذت اليوم بأيدي صليبية وبأموال وإعلام عربي وخليجي!
وسبب حقد هذا المجرم حمد بن جاسم على الشعب الليبي لأنهُ سبق وأن طلب شخصياً من الليبيين منح شركة دانة غاز القطرية حق الامتياز وتسويق الغاز الليبي عبر الشركات القطرية, إلا أن الليبيين رفضوا الطلب, وهو ما جعل آل ثاني يغضبون من القذافي, وكانوا يطمعون من وراء خلخلة النظام في ليبيا لتحقيق مصالحهم وجني المكاسب الخاصة بهم من خلال دعم المتمردين, في سبيل أن يحصلوا من ورائهم على غنيمة احتكار الغاز الليبي, كرد لجميل أو رد المعروف لآل ثاني ولذراعهم قناة الجزيرة التي ساندتهم ضد نظام معمر القذافي.

وكلنا شاهد كيف تسارعت الأحداث فإذا بأمير قطر مسود الوجه يظهر وهو يُناشد أسياده في مجلس الأمن للتدخل عسكرياً في ليبيا, لفرض حظراً جوياً على البلاد متباكياً على أحوال الليبيين, ومن يعرف الدور القطري الخبيث في المنطقة قطعاً سيتوصل إلى الحقيقة وأن دموع التماسيح القطرية ما هي إلا مؤامرة جديدة لتدمير ليبيا وتشريد شعبها, بحجة الحرية والديمُقراطية القطرية؟
وقد بدأت بوادر تلك المؤامرة التدميرية الخبيثة, وذلك حينما اصطف بعض الليبيين في طوابير لاستلام المُساعدات الدولية والمعونات القطرية, وهي نفس الصورة المؤلمة والمهينة التي صورت العراقيين كلاجئين يستجدون المنظمات الإنسانية ويستعطفون جلاديهم وقتلة أطفالهم الأمريكان بعد تدمير العراق!
علماً أن المواطن الليبي عرف عنه عزة النفس والكرامة والاكتفاء الذاتي في ظل حكم القذافي رغم قلة المدخول, إلا أننا لم نرى ليبياً ذهب يبحث عن فيزة عمل في الخليج كما تفعل بقية الجاليات العربية, ولم نسمع أن ليبياً وقف على أبواب اللئام ليحصل على مساعدة عينية أو تبرع من قبل قاتليه!!
شخصياً كدت أن أصدق ألاعيب أمير قطر أثناء قصف قطاع غزة, وقد غالطت نفسي حينها وقلت لعلي كنت مخطئاً في تقييمي لأمير قطر, وربما يكون الرجل قد ندم على جريمته في المشاركة في تدمير العراق, وربما تاب وأراد أن يُصحح غلطته في غزة!
إلا أن الأفعى السامة تبقى أفعى غادرة مهما غيرت من جلدها ومهما ازداد ملمسها نعومة ورقة, وأن الضبعة لا يُمكن أن تترك عادة الغدر أو تتخلى عن فكرة الاقتيات على جثث وأجساد الآخرين.
وآل ثاني هم أفاعي غادرة وضباع قذرة يقتاتون على أجساد العرب والمُسلمين.
والغريب أن هذا الصهيوني أمير قطر قد قال بين طيات خطابه قبل أيام "أن تلك النظم الدكتاتورية", ويقصد طبعاً نظام القذافي ونظام حسني مبارك وبنعلي, الذين هم فعلاً أنظمة دكتاتورية, إلا أن حمد ومن خلال خطابه الموتور هذا, هو يعدُ نفسه خارج منظومة الدكتاتورية ويعتبر نظامه الموزوي ديمقراطياً خالصاً وأنه الدوحة أصبحت واحة غناء للحرية وللديمُقراطية!!
ومهما روجت قناة الجزيرة فلن تستطيع أن تُقنع الجمهور العربي أن مالكها حمد بن خليفة آل ثاني أصبح فجأة عروبي الهوى وديمُقراطي التوجه وبات يُصارع ضد الأجندات الصهيوأمريكية, بينما هو من أوفى أصدقاء إسرائيل في المنطقة ويحتفظ بأكبر قواعد أمريكية في العالم!؟
ولا يمكن لحمد بن خليفة أن يُقنع طفلاً صغير أنهُ ضد إسرائيل وضد سياسة الاحتلال والاستيطان الصهيونية, وهو يستقبل شيمون بيريز وتسيفي ليفني بالأحضان في قطر, ومازال المكتب الإسرائيلي في الدوحة, معطلاً وليس مُلغى نهائياً.
إذن هي أجندة صهيوأمريكية مخفية ومن أهم أدواتها الرئيسية هو ذلك العميل المنتفخ أمير قطر الذي بات يستخدم ذراعه الإعلامي في قناة الجزيرة العربية والإنجليزية.
ولا أخفيكم أنني وإن كنت من المُنتقدين لبعض سياسات وتوجهات قناة الجزيرة, لكنني كنت أعتبرها أفضل بكثير من قناة العربية السعودية, وربما بسبب عدائنا ونقمتنا على قناة العبرية السلولية تعاطفنا مع قناة الجزيرة القطرية دون أن نشعر, ثم انحزنا لجهة تلك القناة القطرية المأجورة, وشخصياً لم أكتشف أنها قناة رخيصة ومنحدرة إلى هذا الحد, إلا في الأيام الأخيرة عندما سقطت ورقة التوت عن أمير قطر وقناته الموجهة.
وهذا تقصيرٌ مني وأعترف أنني كنت مخدوعاً لسنوات طويلة بقناع تلك القناة الصهيونية, والتي نجحت في استغفالنا من خلال شعاراتها واستعانتها بأشخاص لديهم قبول شعبي وجماهيري.
طبعاً هذا لا يعني أنني غيرت نظرتي عن قناة العبرية السعودية, بل على العكس اتضح لي الآن أنهما يرضعان من ثدي صهيوني واحد, إلا أن قناة الجزيرة القطرية كانت تتصرف بذكاء ودهاء لأنها كانت مهيأة لمشاريع تآمرية كبيرة, فتحتاج إلى كسب ثقة المُشاهدين وتعاطف الجماهير معها, وهذا للأسف ما حصل سواء بغفلة من الجمهور أو بسذاجة.

فاليوم مثلاً ظهرت علينا المذيعة العراقية ليلى الشيخلي والفرحة تغمرها بعد أن قامت الطائرات الفرنسية بقصف الأراضي الليبية وكذلك إطلاق أكثر من 110 صواريخ توما هوك أمريكي على العاصمة طرابلس, فقالت تلك التعيسة وهي مبتسمة : (حصاد اليوم من ليبيا طبعاً)!!
ونفس الشيء كان موقف زميلها الأجوف جمال ريان, وكأنهم كانوا يتلذذون بحصاد الرؤوس من الشعب الليبي ويتشفون بقصف المدن الليبية بالصواريخ والطائرات الصليبية!!
وأما اليوم صباحاً فقد كان التحريض على قصف ليبيا مقززاً, وأما الخبر الرئيسي لقناة الجزيرة القطرية :
فقد كان المشهد المصور الذي يظهر طائرة ميراج ليبية وهي تهوي في بنغازي بنيران المُتمردين, وكادت قناة الجزيرة أن تطير فرحاً لأنها وجدت إدانة دامغة وواضحة للنظام الليبي كونه يقصف بنغازي جواً, قبيل اجتماع باريس المشؤوم؟
وكانت تكرر المقطع مراراً وتكراراً لكي تثبت للمجرمين ساركوزي وكاميرون وكلينتون أن الطائرات الليبية تقصف بنغازي, ولم تتوقف عن عرض ذلك المقطع, إلا بعد أن أعلن المُتمردين أنفسهم لقناة البي بي سي العربية أن تلك المُقاتة التي هوت كانت للمتمردين وقد سقطت أثناء إقلاعها لقصف كتائب القذافي المتمركزة في الأحياء الغربية لمدينة بنغازي!؟
فبلعت الجزيرة لسانها ولم تعتذر للجمهور عن الخطأ المهني الفادح والتحامل المفضوح ومُجانبة الحقيقة, ولم توضح للمشاهدين والمُتابعين, هل تم إسقاط الطائرة من قبل المُتمردين أنفسهم عن طريق الخطأ, خصوصاً وأننا سمعنا إطلاق نار كثيف لمقاومة الطائرات وأصوات تكبير؟
أم تم إسقاط المقاتلة الخاصة بالمتمردين من قبل كتائب القذافي؟
قطعاً لن يجيبوا ولن يبرروا, لكن اسألوا وضاح خنفر لربما سيأخذ الموافقة من قبل المجرم حمد بن جاسم لكي يبرر ذلك التحامل المفضوح ضد ليبيا.
أما مفتى موزة آية الله قرضاوي الذي كان يمتدح القذافي ويقبل منه الهدايا المليونية تحت بند (أن النبي قبل الهدية), فقد جلب قبل أيام وعلى وجه السرعة ليُفتي بهدر دم القذافي الذي كان يغرقه بالهدايا المليونية, ويُحرض على قتله من على شاشة قناة الجزيرة التي تزعم أنها لا تشجع العنف ولا تدعم الإرهاب أو التهديد بالقتل.
فلم نسمع للقرضاوي فتوى بإهدار دم مجرم الحرب جورج بوش الذي سفك دماء الأفغان والعراقيين والباكستانيين؟
ولم نسمع فتوى من قبل آية الله قرضاوي بحق سيده وولي نعمته أمير قطر عندما فتح أراضيه لتنطلق منها الطائرات الأمريكية لتقتل مئات الآلاف من الأفغان والعراقيين الأبرياء؟
ولم نسمع منه فتوى خنفشارية تبيح دم أمير الكويت صباح الأحمد الذي فتح أراضيه لتدمير العراق وتشريد أهله, والذي مازال لحد الآن يُسمى احتلال العراق, (تحرير العراق)؟
فهل قرضاوي بيه كان نائماً أو أن ولي خمره حمد لم يعطيه الضوء الأخضر ليهدر الدماء من على منبر قناة الجزيرة؟
سوف يتحمل هذا الدجال الأفاق يوسف القرضاوي هو وولاة نعمته آل ثاني ومعهم قناة الجزيرة الصهيونية وكل من حرض ودعم وسوق لغزو ليبيا وزر وإثم تدمير ليبيا وتمزيق أوصالها, وسيكون ذنب الأبرياء الذين سيسقطون بصواريخ الأمريكان والفرنسيين والبريطان وتراق دمائهم في رقاب هؤلاء جميعاً ولن ينفعهم التبرير أو التملص مما اقترفته أيديهم.
وأنا شخصياً مثلما وقفت وبشدة ضد عملية غزو أفغانستان واحتلال العراق ومن قبل وقفت ضد تدمير وتشريد شعب بلاد الرافدين, فإنني سوف أقف نفس الموقف مع ليبيا الآن وهي تتعرض لغزو صليبي غاشم بتآمر من كلاب وعملاء العرب, وليخسأ الخاسئون.
وللحديث عن ليبيا بقية.
2011-03-20

مقالة رائعة بوركت اخي العزيز

ليبيا تتعرض لعدوان صهيوصليبي على غرار سيناريو تدمير العراق

ليبيا تتعرض لعدوان صهيوصليبي على غرار سيناريو تدمير العراق

رد: ليبيا تتعرض لعدوان صهيوصليبي على غرار سيناريو تدمير العراق