الطيب والشرير

لقد سبق وكتبت هذا الموضوع في سياق إحدى مداخلاتي لإحدى المواضيع ... ولكنني أعيده هنا كموضوع منفصل لأهميته ... هذا بعد أن زاد الهرج والمرج في مواضيع لاتخدم قضية منتدانا ... قضية تحرير ما أحتل من أرض ليبيا الحبيبة من قبل الخونة والعملاء ... والمحافظة والدفاع بالروح والدم عن المدن التي ترفع راية العز والمجد ... الراية الخضراء ... والله أكبر ...

معظمنا يعرف من مشاهدة الأفلام البوليسية أو من إضطلاعه على الأمور وثقافته ... أنه في الغالب يدخل إلى غرفة التحقيق للتحقيق مع المتّهم محققان أحدهما يمثل دور المحقق الخيّر واحدهما يمثل دور المحقق الشرير ... وكل منهما يمثل دوره بجدارة ، الشرير بإخافة المتهم وتهديده وضربه بين الحين والآخر لإرهاب المتهم ... أما المحقق الطيب فدوره يتمركز حول تمثيله بالتظاهر بمنع زميله الشرير من ضرب المتهم وكذلك بطمأنة المتهم وحثّه على الإعتراف بذنبه إنقاذاً له من شر زميله الشرير ... وغالباً يقع المتهم بهذا الفخ ويعترف بالذنب حتّى لو كان بريئاً ... وكما نرى فإن الدوران مكملان لبعضهما البعض وذلك للإحتيال على المتهم ( الضحية ) وإيقاعه بالفخ المنصوب له بالترهيب أو بالترغيب ... وهذا ما أصبحت ألاحظه في في مواضيع مشككة أصبحت تطرح أخيراً في منتدانا الصامد من قبل بعض الأعضاء المتسبين حديثاً في نفس اليوم أو بفرق يوم اويومين ... وهم متفقون لا أخالهم إلاّ يجلسون في غرفة واحدة ... احدهم يطرح الموضوع المشكك والأخر يصطنع الإستهجان وآخر يلعب دور الحيادي وآخر دور المتقبل للآمور بحزن ... إني أجزم أنهم كلهم متفقون لزعزعة ثقتنا بأنفسنا وتخريب المنتدى ... ولا أعمم كلامي بكل المنتسبين الجدد فوالله منهم الكثير من المخلصين والوطنيين ...

يحكى أنه كان لمحمد زميلين ولنقل على سبيل المثال ( زيد ) و (عمرو ) ... ذهب زيد في رحلة إلى أحد المدن ولما رجع سأله محمد عن المدينة ... فأجاب زيد بأنها مدينة الترفيه والنساء ففي كل شارع حانة وخمارة والنساء الجميلات متوفرات وحسب الطلب !!! فتعجب محمد مما آلت إليه تلك المدينة المسلمة ...

وبعد فترة من الزمن ذهب عمرو في رحلة إلى نفس المدينة ولما رجع من رحلته سأله محمد نفس السؤال ... فأجاب عمرو بأنها مدينة الإسلام ففي كل شارع فيها يقابلك مسجد وجامع ولا ترى فيها إلاّ الزوايا والتي يذكر إسم الله فيها وتتلى آياته سبحانه وتعالى !!! فتعجب محمد من إجابة عمرو ولم يستطع معرفة الحقيقة ...

فجمع زيد وعمرو معاً وواجههما بإجابتيهما المتناقضة ليعرف الكاذب فيهما ... فأصرّ كل منهما على إجابته وحلف بالله على صدقه ...فإتفق الثلاثة أن يذهبوا إلى أحد الحكماء ممن يعرف تللك المدينة حق المعرفة لأنه من أهلها ... واهل مكة أدرى بشعابها ... ليحكم بينهم ...

قال لهم الحكيم :- زيد صادق بما قال وحلف عليه ... وعمرو صادق بما قال وحلف عليه ... فتعجب محمد كثيراً وأكثر من قبل من إجابة الحكيم !!!!

فلما رأى الحكيم تعجب محمد قال له : لا تعجب من جوابي فكل من زيد وعمرو شاهد ورأى ما كان يبحث عنه ... فزيد بحث عن الفساد والمجون فوجده ... وعمرو بحث عن الإيمان والفضيلة فوجده (فالطيور على أشكالها تقع ) فهز محمد رأسه بالموافقة وزال عجبه ...

فيا إخوتي وأخواتي في هذا المنتدى المناضل ... أيها الشرفاء وأيتها الشريفات إني أنصحكم كأخ كبير بالعمر لكم أن تفرزوا الأخبار والمواضيع جيدها من فاسدها ... فتحتفظوا بالجيد منها وتنشروه ... أمّا الفاسد منها فترموه بصفيحة القمامة وأغلقوا غطاء الصفيحة جيداً حتى لا تنتشر رائحة القمامة النتنة ...

والله من وراء القصد والمبتغى ... والله أكبر فوق كيد المعتدي ...