النيتو محبط من أداء مجلس الانتقامي وفوضى مسلحيه، وسيعلن انسحابه من ليبيا خلال أيام

الاردني الحر كتب:كارتر هام قائد القوات الأمريكية في أفريقيا للصحفيين عن نية الحلف اتخاذ قرار في غضون أسبوع للانسحاب من ليبيا، يأتي منسجما مع نقاش محتدم داخل أروقة قيادة النيتو تميل فيه أغلب الدول إلى إنهاء عملياتها في ليبيا.
وقال المراقبون إن النيتو قد أدرك بما لا يدع مجالا للشك أن ليبيا لن تكون كما يريدها مصدرا آمنا للنفط وتدفق الاستثمار، فيعد أسابيع طويلة لا يبدو أن مجلس الانتقامي قادر في نظر النيتو على تسيير البلاد ولا على تجاوز تركيبتها القبلية والمناطقية المعقدة، إضافة إلى الضعف الذي أبداه مسلحو المجلس في ظل واقع من الفوضى ورفض الانضباط والسلوك التجاري الذي يستحل بيع كل شيء، السلاح والأخبار والأسرار.
وبحسب النيتو فإن قادته لا يثقون في المجلس ومسلحيه الذين يتهمهم بأنهم تجار يبيعون أسرار الاجتماعات وقطع السلاح لكل من يدفع لهم.
وقال ضابط سام من القوات البريطانية: قامت دول غربية وعربية بدعم ثوار الناتو بالسلاح، لكن لا أحد يعرف أين ذهب كل هذا العدد من القطع التي دخلت ليبيا، ثم بعد هذا هم يتحدثون عن نقص في السلاح والذخيرة على مشارف بني وليد وسرت..مضيفا: إنهم لا يأخذون السلاح منا لاستعماله في المعارك بل لبيعه لجهات لا نعرف من هي بالضبط..لقد فقدنا الكثير بسبب غبائهم وعدم انضباطهم.
وقال مصدر من داخل ليبيا إن النيتو اجتمع منذ أسبوع بمجلس الانتقامي وحذره من الاستمرار في هذه الفوضى وعدم الانضباط، وقد وبّخ قيادي من النيتو محمود جبريل على فشله في تأسيس حكومة، وقال له بالحرف: أنتم تهدمون كل ما بنيناه، وتفسدون كل ما نريده هنا ، بينما برر بوشنه صراحة في الاجتماع أنّ المجلس قد حاول فعلا ضبط الواقع سياسيا وعسكريا، لكن أذرعا سياسية وعسكرية رفضت الانصياع لأمره، وفي كل الحالات لم يعد بالإمكان السيطرة عليها خاصة وهي تمتلك شرعية الثورة أيضا وتمتلك السلاح، مبرزا أن قتالها سيظهر للعالم كله مدى هشاشة مشروع مجلس الانتقامي .
وأمام كل هذا يظهر للدول الغربية التي جاءت من أجل النفط والاستثمار مع ما يتطلبه ذلك من الأمن والاستقرار، أن خططها لن تتحقق في بلد لا يبدو فيه أبدا أن المجلس ومسلحيه قادرون على السيطرة على الوضع دون تدخل النيتو، والدليل في معركتي سرت وبني وليد، بينما لا يمكن للنيتو أن يبقى إلى الأبد حارسل لنظام حكم ظهر فشله رغم إسعافات كثيرة تلقاها عالميا.
ومع تصلب سرت وبني وليد وظهور تفجرات جديدة في الجنوب الليبي ، يبدو للنيتو أنه لا استثمار ولا أمن في المستقبل الليبي وهو ما يدعو إلى التعجيل بالرحيل، بينما السؤال المطروح هو:
كم سيحتاج المجاهدون في ليبيا من الوقت لتطهيرها من مسلحي المجلس بعد انسحاب النيتو؟
البعض يرى أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من أسبوع..وهو ما يطرح أسئلة كبيرة حول مستقبل مجلس الانتقامي وأتباعه..