استعمار غربي بوجه جديد
صفحة 1 من اصل 1
استعمار غربي بوجه جديد
"أنباء موسكو"
وإذا استمرت الأحداث على هذا النحو، فإننا سنشهد عما قريب تكوُن نظام استعماري جديد. وتشير كل الدلائل الى أن هذا النظام سيكون "نظاما عالميا جديدا" (New World Order) سيحل في المستقبل البعيد، محل النمط الثنائي القطب للعلاقات الدولية
ففي السنوات الأخيرة نضجت في البلدان العربية بالفعل مقدمات ملائمة لحدوث تغيرات سياسية داخلية جذرية. فاستحالة تبديل النُخب الحاكمة فيها وعجزها عن طرح خطة مبررة للتغييرات على شعوبها، بالإضافة الى مشاكل سياسية واقتصادية، وتزايد عدد الشباب الساعين للتحرك والذين أُتيحت لهم فرصة المقارنة بين ما يجري في بلدانهم و خارجها، كل ذلك أدى بالتدريج الى "الثورات العربية" الحالية. بيد أن كل ما سبق ذكره لم يطل إلا قليلا من الوقت، وقد ظلت ليبيا تحقق نموا سريعا:
فقد أنفق العقيد القذافي أموالا ضخمة للحفاظ على مستوى عال للمعيشة في البلاد فتم في ظل حكمه محو الأمية، وطبق نظام الرعاية الصحية المجانية وغير ذلك. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي في ليبيا بالنسبة للفرد الواحد من السكان المؤشر الأعلى بين دول شمال أفريقيا حيث بلغ 14192 دولارا في العام 2010. وأوشكت القيادة الليبية بحلول العام 2011 على إنجاز أكبر مشروع لإرواء الأراضي في العالم، ألا و هو مشروع "النهر العظيم" الذي كان من شأنه أن يروي مناطق جافة من البلاد بمياه النوبة. أضف الى ذلك أن مواطني العديد من الدول العربية وغير العربية، توافدوا الى ليبيا للعمل برواتب عالية.
أما الآن فجميع هذه المشاريع أصبحت في عداد المنسيات، ذلك لأن ليبيا تعرضت لغزو هدفه السيطرة على اقتصاد البلاد. بطبيعة الحال لا يمكن أن ينكر المرء وجود مشاكل سياسية داخلية في الدولة الليبية، ووجود معارضة في نخبتها السياسية غير أن انفصاليي بنغازي لم يحظوا بتأييد أكثرية السكان، بل شكلوا جماعات اختلط" فيها الأنصار السابقون للقذافي والساخطون عليه لسبب ما، وكذلك ممثلو الحركات الإسلامية المتشددة ، والأوساط المسيرة. فمنذ فبراير شباط عام 2011 قام الخبراء الأميركيون والأوروبيون المختصون بالتقنيات السياسية، بشكل مصطنع وغير ناجح، بتشكيل قوة متجانسة من هذه الجماعات تابعة لهياكل محددة.
وإذا استمرت الأحداث على هذا النحو، فإننا سنشهد عما قريب تكوُن نظام استعماري جديد. وتشير كل الدلائل الى أن هذا النظام سيكون "نظاما عالميا جديدا" (New World Order) سيحل في المستقبل البعيد، محل النمط الثنائي القطب للعلاقات الدولية
ففي السنوات الأخيرة نضجت في البلدان العربية بالفعل مقدمات ملائمة لحدوث تغيرات سياسية داخلية جذرية. فاستحالة تبديل النُخب الحاكمة فيها وعجزها عن طرح خطة مبررة للتغييرات على شعوبها، بالإضافة الى مشاكل سياسية واقتصادية، وتزايد عدد الشباب الساعين للتحرك والذين أُتيحت لهم فرصة المقارنة بين ما يجري في بلدانهم و خارجها، كل ذلك أدى بالتدريج الى "الثورات العربية" الحالية. بيد أن كل ما سبق ذكره لم يطل إلا قليلا من الوقت، وقد ظلت ليبيا تحقق نموا سريعا:
فقد أنفق العقيد القذافي أموالا ضخمة للحفاظ على مستوى عال للمعيشة في البلاد فتم في ظل حكمه محو الأمية، وطبق نظام الرعاية الصحية المجانية وغير ذلك. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي في ليبيا بالنسبة للفرد الواحد من السكان المؤشر الأعلى بين دول شمال أفريقيا حيث بلغ 14192 دولارا في العام 2010. وأوشكت القيادة الليبية بحلول العام 2011 على إنجاز أكبر مشروع لإرواء الأراضي في العالم، ألا و هو مشروع "النهر العظيم" الذي كان من شأنه أن يروي مناطق جافة من البلاد بمياه النوبة. أضف الى ذلك أن مواطني العديد من الدول العربية وغير العربية، توافدوا الى ليبيا للعمل برواتب عالية.
أما الآن فجميع هذه المشاريع أصبحت في عداد المنسيات، ذلك لأن ليبيا تعرضت لغزو هدفه السيطرة على اقتصاد البلاد. بطبيعة الحال لا يمكن أن ينكر المرء وجود مشاكل سياسية داخلية في الدولة الليبية، ووجود معارضة في نخبتها السياسية غير أن انفصاليي بنغازي لم يحظوا بتأييد أكثرية السكان، بل شكلوا جماعات اختلط" فيها الأنصار السابقون للقذافي والساخطون عليه لسبب ما، وكذلك ممثلو الحركات الإسلامية المتشددة ، والأوساط المسيرة. فمنذ فبراير شباط عام 2011 قام الخبراء الأميركيون والأوروبيون المختصون بالتقنيات السياسية، بشكل مصطنع وغير ناجح، بتشكيل قوة متجانسة من هذه الجماعات تابعة لهياكل محددة.
a-ahmad-
- الجنس :
عدد المساهمات : 106
نقاط : 9850
تاريخ التسجيل : 18/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي