إلى كل المجاهدين في ليبيا

الحمدالله منزل الكتاب ,ومجري السحاب ,هازم الأحزاب , متوعد المنافقين بأشد العذاب , والصلاة والسلام على خير الأحباب , نبي الأمة وداعيها إلى جنة عرضها السموات والأرض يدخل فيها المجاهدون الصابرون من أي باب , وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم من أهل السلف ذوي الأفهام والألباب وبعد :

ألا إن كلاب الصليب قد تتداعوا على الإسلام وأهله , كما تتداعى الأكلة على قصعتها , فعاثوا في بلاد المسلمين بالقتل والتحريق , فقتلوا الأطفال والشيوخ , واغتصبوا النساء وأهلكوا الحرث والنسل, ولا حول ولا قوة إلا بالله , وقد ساعدهم في هذا منافقين كذبوا بالله ورسوله , ورغبوا بملة الكفر والإلحاد , فمرقوا من الإسلام وأهله كما يمرق السهم من الرمية .

أيها الليبيون المجاهدون اثبتوا واصبروا وصابروا ورابطوا حتى يفتح الله عليكم من عنده ولا تركنوا للعدو وإن أمّنكم , فالأفعى تحمل سمها بين نابيها وإن صمتت.

واثبتوا عند اللقاء واصبروا فقد قال ربكم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) فأقلوا الخلاف على أمرائكم , واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل , وتثبتوا فإن أحزم الفريقين من يعرف ورود الإبل ومصدرها , واتزروا للحرب وادرعوا الليل , فهو أنكل بعدوكم و أشد وجعاً عليه , واعلموا أن لا جماعة لمن اُختلف عليه .

ولا تقودوا بعضكم إلى خسران , فالمضارب الكيس الذي إن وجد ربحاً أتجر , وإلا احتفظ برأس المال , واعلموا أن الشجاعة ليست في المواجهة والطعن في الصدور , بل الشجاع من جمع الإقدام وحسن التدبير , فمتى ما وجدتم معركتكم خاسرة , فانفضوا أيديكم وتراجعوا وأعدوا أنفسكم وتذاكروا أخطائكم , ولا تأخذنكم الشجاعة الهوجاء بلا وعي أو تفكير , فتقولوا بل نموت ولن نرجع , فاعلموا حينها أنكم متم حتف أنوفكم , وخنتم أهلكم وأرضكم , فبموتكم تستباح الأعراض ويقتل الأطفال وتغتصب الأرض , وفي بقائكم وانسحابكم لتدارك أخطائكم إرباكٌ للعدو إذ أنه لن يأمن على نفسه بوجودكم , وفيه راحة واطمئنانٌ لأهلكم .

ألا وعليكم بالدعاء , فإنه سهم الله الذي لا يخطئ وليس بين دعواتكم وبين ربكم حجاب , فقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت حلقة البلاء وكانت الضيقة كان يقول ( تضيقي تفرجي ) ثم يرفع يديه ويقول ( بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم اللهم إياك نعبد وإياك نستعين اللهم كف عنا بأس الذين كفروا إنك أشد بأساً وأشد تنكيلا ) فما يخفض يديه المباركتين حتى يأتي الله بالنصر , فأكثروا من الدعاء وألحوا فيه فإن ربكم قريبٌ سميعٌ مجيب .




ألا وإن الإسلام لا يؤتى من ضعف , ألا وإن الإسلام يعلوا ولا يُعلى عليه , فيا أيها المسلمون أصدقوا الله كي يصدقكم وادعوه كي يستجب لكم , ولا تولوا ظهوركم يوم الزحف إلا متحيزٍ لفئة ومبتغي مكيدة بعدو .

واعلموا وإن قصرت خطانا عن الوقوف بجانبكم لقتال عدونا وعدوكم , إلا أننا لم نكف عن الدعاء لكم بالنصر , فنسأل الله لكم النصر والثبات .

اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا وقلة حيلتنا اللهم فكن عوننا وقوتنا اللهم انصر اخواننا المجاهدين في ليبيا اللهم انصرهم وبارك لهم وعليهم اللهم وسدد رميهم ووحد صفهم واجمع كلمتهم على الحق يارب العالمين .

اللهم عليك باليهود ومن هاودهم وبالنصارى ومن ناصرهم اللهم إنا نشكوهم إليك فإنهم لا يعجزونك يا جبار السموات والأرض أرنا فيهم عجائب قدرتك .

اللهم وأحزنهم كما أحزنونا وأسفهم كما أسفونا اللهم وأتي اليهود والنصارى ومن والاهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا .

اللهم واجعل قنابلهم عليهم نارا اللهم وسلطهم على بعضهم وشتت شملهم وفرق جمعهم وباعد بين قلوبهم اللهم وأحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا ياعزيز ياجبار .

اللهم وأعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين واحمي حوزة الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .


كتبه / حمود العنزي