الأبعاد التآمرية لعدوان الناتو على الجماهيرية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأبعاد التآمرية لعدوان الناتو على الجماهيرية
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأبعاد التآمرية لعدوان الناتو على الجماهيرية
شبكة البصرة
ورقة الأستاذ محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه في ندوة مركز ابن خلدون التي أقامها لتأبين القائد معمر القذافي في فندق وصال وسط العاصمة نواكشوط بتاريخ 01/11/2011
لعقود طويلة من الزمن والأمة العربية منكوبة في واقع حالها، مهدورة كرامتها، مسلوبة إرادتها، محاربة في لقمة عيشها وحقها في المعرفة، تتوالى عليها الكوارث والنكبات، كأنما قدرها انتظار الكارثة أو النكبة بعد التي سبقتها. من احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين والجولان إلى احتلال العراق وتدميره والاستحواذ على مقدراته تمهيدا ـ لا قدر الله ـ لتقسيمه وتشطيره وجعله مركزا لتصدير الخراب والدمار في المنطقة كلها، إلى احتلال ليبيا الذي نحن بصدد الحديث عنه.
فلم يعد خافيا على أي عقل حصيف ما خططت له القوى الاستعمارية وعلى رأسها زعيمة الشر في العالم الولايات المتحدة الأمريكية من مكائد حبكتها في دوائرها ودهاليزها المظلمة منذ أن تم تحديث المخطط الأمريكي الصهيوني القديم عبر طبعته الجديدة "الفوضى الخلاقة"، التي كانت آخر ما تفتقت عنه ذهنية كوندا ليزا رايس. من مقتضيات هذه الفوضى ما نشاهد فصوله اليوم تتوالى واحدة تلو الأخرى فوق خارطة وطننا العربي الكبير، أبرز ما نضح من هذه الفصول ما شاهدناه بأم أعيننا وعشناه واقعا حقيقيا في الجماهيرية العظمى عندما تم استهداف ليبيا عبر أذرع المخابرات الأمريكية واحتياطيها المشغل في أوربا، ومن خلال طوابير كان جلها يعمل في العلن ضد مخططات أمريكا والغرب عموما، لكنها كانت تعمل في الظلام بتنسيق محكم مع أعداء الأمة ولصالح الاستعمار لتستيقظ وقت الحاجة وعند الضرورة كاحتياطي مضموم يتم اللجوء إليه في الوقت المناسب.
لقد كانت الشرارة الأولى التي أشعلها ثوار الناتو هي مهاجمتهم للثكنات العسكرية وقتلهم لمنتسبي الجيش الوطني الليبي واستحواذهم وسيطرتهم على الأسلحة، وإشهارهم لها في وجه المدنيين ومن ثمة السيطرة على بنغازي التي أرادوها عاصمة لمخططاتهم التي اتضح في ما بعد أنها مخططات أعدت بعناية ودقة خصوصا عندما حطت طائرة منظر "الربيع العربي" برنار انري ليفي في مطار بنغازي، ليتم استقباله هناك والتعامل معه كأب للثورة المزعومة.
من هنا بان المخطط واتضح لكل ذي بصيرة. إلى أين تتجه الأحداث؟ ومن يوجها؟ وما هي أهدافه؟.. من المعروف أن ثورة الفاتح من سبتمبر جاءت ثورة تحررية بمعنى أنها تملك قرارها وتمسك برنامجها الذي اختطته طريقا لها، بعيدا عن الإملاءات الأجنبية والتبعية والعمالة، ومعروف أن هذا من المحرمات التي لا يقبل المستعمر بها ويعتبرها خروجا على قيم الحضارة والعصر، بل يمشي به الحال إلى اعتبارها أفكارا شيطانية تجب محاربتها إن آجلا أم عاجلا.. على مدى اثنتين وأربعين سنة عمر ثورة الفاتح من سبتمبر كانت المشاغلة مشاغلة الثورة وقائدها الشهيد المجاهد معمر القذافي ديدن القوى الاستعمارية. نصبت أفخاخها، وضعت شراكها، حركت طوابيرها طائراتها، أساطيلها، ونسجت خيوطها، وفبركت ولفقت أكاذيبها وسوقت شيطنتها وحاربت على كل الجبهات، حتى إذا حان الوقت حشدت قواها برا وبحرا وجوا وانغمست في عدوانها الآثم وهي تحمل في يدها صك براءة اسمه حماية المدنيين، وأية حماية تلك التي تأتي من أعداء الأمة التاريخيين. إنه وبعناية فائقة مسلسل الضحك على الذقون، واستغباء الشعب والتحايل على أحلامه وتطلعاته، ليس في حساب حلف شمال الأطلسي عبر عدوانه الآثم على ليبيا سوى فكرة واحدة هي احتلال هذا البلد والاستحواذ على ثرواته وتمكينه من يد القوى العميلة، التي لا تحمل من المشاريع التنموية والديمقراطية سوى النهب والسلب والقتل وهتك الأعراض وتحويل الوطن إلى كانتونات تعبث بها السؤس والفئران واللعنة. فالأطماع التاريخية للقوى الغربية في الجماهيرية هي أطماع لا تخطئها الملاحظة لما تتمتع بها الجماهيرية من مقدرات وثروات طبيعية تسيل لعاب حلف شمال الأطلسي ومن بعده أمريكا وهما اللذان سيقتسمان ـ لا قدر الله ـ كعكة المارد الليبي بعد أن يتم لهما الأمر بتصفية الوطنيين والشرفاء المقاومين الذين لبوا نداء التاريخ والوطن وشرعوا في مقاومة المحتل.
إن الأطماع التوسعية لعدوان الناتو على الجماهيرية تتمثل في الأهداف التالية أولا تركيع ليبيا من خلال إسقاط نظامها الوطني وتصفية رموزه، وثانيا الاستحواذ على النفط الليبي والسيطرة على موقع جغرافي هام يعتبر مدخلا حيويا من مداخل الوطن العربي مع ضبطه وإقامة قواعد عسكرية داخل الأرض الليبية تكون سيفا مسلطا على دول المغرب العربي ومصر والسودان وشمال غرب إفريقيا. ينضاف إلى ذلك مصادرة مكتسبات الشعب الليبي وإفقاره بعد إغراقه في ليبرالية متوحشة يقودها مرتزقة تمت تهيئتهم وتدريبهم على السرقة والتلصص والنهب، ومن ثم تحويله إلى شعب أمي بعدما حققه من تقدم على مستوى التعليم والصحة وبعدما توفر عليه من مجانية لكليهما مع الماء والكهرباء.
لقد كان المشهد والحال هذه منبئ بتدخل غربي يلغي استقلال ليبيا ويعيدها كما العراق إلى حظيرة الأسرة الدولية وهي كناية عن إيصالها إلى حافة الهاوية، جرى هذا ويجري على مرأى ومسمع من الشعب العربي الذي تم تغييبه من خلال المشاهد الخداعة التي أعطته الجنة دون ما تعب، بل إن هذا يجري بمشاركة أنظمة عربية وصلت بها الوقاحة درجة الإعلان عن نفسها والتباهي بمشاركتها في العدوان إرضاء لأسيادها الأمريكان والصهاينة، وهي حالة ما كنا سنصل إليها لو لم يتم التآمر على الأنظمة الوطنية وتحييدها بالحرب المباشرة، التي تتم عبر حشد العالم الشرير ضد النظام الوطني المستهدف غربيا.
لقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وهي تلعق جراح هزيمتها النكراء في عراق المقاومة والشموخ، وجدت نفسها عاجزة عن تصدر الأحداث العسكرية في ليبيا، فعمدت إلى ذيلها حلف شمال الأطلسي وعملائها الجاهزين في الوطن العربي لتوكل إليهم وتسند لهم مهمة العدوان على ليبيا واحتلالها، ظنا منها أنها باحتلال ليبيا ستطرح يدها على أكبر احتياطي نفط في افريقيا، وسوف تقضي على أحد أهم قلاع الرفض والممانعة ومقاومة المد الصهيوني في المنطقة، وستطال يدها مصر وتونس ليتسنى لها خنق انتفاضتيهما وإفراغهما من محتواهما، وإعادة ترتيب المنطقة على المقاسات الأمريكية الخليعة، كل هذا وغيره من التطلعات الاستعمارية التي تتضمنها الإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الوطن العربي. إن الأنظمة العربية العميلة التي شاركت في العدوان على ليبيا وهي أنظمة متخلفة عفنة وغارقة في التآمر على الأمة في فلسطين والعراق، لقد سلمت أوطانها جهارا نهارا لراعي البقر الأمريكي ليقيم عليها قواعده العسكرية، ليمارس بها ومنها عدوانه الغاشم على العراق وفلسطين وأفغانستان وتدفع هي صاغرة فاتورة وجود القواعد وما يترتب عليها من عدوان، فهي جزء من المؤامرة والعدوان والهيمنة. وهذه حالة فرز جديد في المنطقة العربية تتطلب من المقاومة أينما كانت التعامل مع هذه الظاهرة التي خرجت من الظلام إلى النور وأعلنت عن نفسها بوضوح لا غبار عليه.
أمام هذا المشهد الذي يرسم لوحة قاتمة لحالة عربية متردية تبدو الصورة في الجانب الآخر وقد حملت في أحشائها حالة مخاض عربي جديد دشنته بجدارة واقتدار المقاومة العراقية الباسلة، وهي تبطح أمريكا أرضا وتهزمها شر هزيمة، ممزقة مخططاتها الخطيرة في المنطقة. الصورة نفسها تبدو جلية في ليبيا بعدما قدم بسخاء قائدها الشهيد المجاهد معمر القذافي روحه فداء لوطنه وهو واقف يحمل بندقيته ببسالة الجندي المقاوم، وهي حالة موصلة لما بعدها من مقاومة للشعب الليبي الذي يعد نفسه لمرحلة من الجهاد جريا على درب أجداده من الذين نازلوا الاستعمار وهزموه شر هزيمة على أرض ليبيا الطاهرة. إن استلهام هذا النموذج هو الذي يعيد لليبيا حريتها وكرامتها بعد طرد الاحتلال وأعوانه مرتزقته وإعادة ليبيا وشرعيتها وحضنها العربي الأصيل.
لقد امتشق المجاهد معمر القذافي سيف الجهاد في ليبيا في وجه قوى العدوان والاستعمار وهو يفتح بذلك مرحلة جديدة من التضحية والفداء والوفاء للوطن ندر أن وقعت في زماننا ليقضي شهيدا كما خطط هو وأراد، وكأن شاعر المقاومة العراقية قد عناه بقوله:
خذ مكانك واقفا في المنتصف
مت مثلما خططت
لا تدع المجال إلى الصدف
هي ميتة شرف...
شبكة البصرة
الثلاثاء 5 ذو الحجة 1432 / 1 تشرين الثاني 2011
الأبعاد التآمرية لعدوان الناتو على الجماهيرية
شبكة البصرة
ورقة الأستاذ محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه في ندوة مركز ابن خلدون التي أقامها لتأبين القائد معمر القذافي في فندق وصال وسط العاصمة نواكشوط بتاريخ 01/11/2011
لعقود طويلة من الزمن والأمة العربية منكوبة في واقع حالها، مهدورة كرامتها، مسلوبة إرادتها، محاربة في لقمة عيشها وحقها في المعرفة، تتوالى عليها الكوارث والنكبات، كأنما قدرها انتظار الكارثة أو النكبة بعد التي سبقتها. من احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين والجولان إلى احتلال العراق وتدميره والاستحواذ على مقدراته تمهيدا ـ لا قدر الله ـ لتقسيمه وتشطيره وجعله مركزا لتصدير الخراب والدمار في المنطقة كلها، إلى احتلال ليبيا الذي نحن بصدد الحديث عنه.
فلم يعد خافيا على أي عقل حصيف ما خططت له القوى الاستعمارية وعلى رأسها زعيمة الشر في العالم الولايات المتحدة الأمريكية من مكائد حبكتها في دوائرها ودهاليزها المظلمة منذ أن تم تحديث المخطط الأمريكي الصهيوني القديم عبر طبعته الجديدة "الفوضى الخلاقة"، التي كانت آخر ما تفتقت عنه ذهنية كوندا ليزا رايس. من مقتضيات هذه الفوضى ما نشاهد فصوله اليوم تتوالى واحدة تلو الأخرى فوق خارطة وطننا العربي الكبير، أبرز ما نضح من هذه الفصول ما شاهدناه بأم أعيننا وعشناه واقعا حقيقيا في الجماهيرية العظمى عندما تم استهداف ليبيا عبر أذرع المخابرات الأمريكية واحتياطيها المشغل في أوربا، ومن خلال طوابير كان جلها يعمل في العلن ضد مخططات أمريكا والغرب عموما، لكنها كانت تعمل في الظلام بتنسيق محكم مع أعداء الأمة ولصالح الاستعمار لتستيقظ وقت الحاجة وعند الضرورة كاحتياطي مضموم يتم اللجوء إليه في الوقت المناسب.
لقد كانت الشرارة الأولى التي أشعلها ثوار الناتو هي مهاجمتهم للثكنات العسكرية وقتلهم لمنتسبي الجيش الوطني الليبي واستحواذهم وسيطرتهم على الأسلحة، وإشهارهم لها في وجه المدنيين ومن ثمة السيطرة على بنغازي التي أرادوها عاصمة لمخططاتهم التي اتضح في ما بعد أنها مخططات أعدت بعناية ودقة خصوصا عندما حطت طائرة منظر "الربيع العربي" برنار انري ليفي في مطار بنغازي، ليتم استقباله هناك والتعامل معه كأب للثورة المزعومة.
من هنا بان المخطط واتضح لكل ذي بصيرة. إلى أين تتجه الأحداث؟ ومن يوجها؟ وما هي أهدافه؟.. من المعروف أن ثورة الفاتح من سبتمبر جاءت ثورة تحررية بمعنى أنها تملك قرارها وتمسك برنامجها الذي اختطته طريقا لها، بعيدا عن الإملاءات الأجنبية والتبعية والعمالة، ومعروف أن هذا من المحرمات التي لا يقبل المستعمر بها ويعتبرها خروجا على قيم الحضارة والعصر، بل يمشي به الحال إلى اعتبارها أفكارا شيطانية تجب محاربتها إن آجلا أم عاجلا.. على مدى اثنتين وأربعين سنة عمر ثورة الفاتح من سبتمبر كانت المشاغلة مشاغلة الثورة وقائدها الشهيد المجاهد معمر القذافي ديدن القوى الاستعمارية. نصبت أفخاخها، وضعت شراكها، حركت طوابيرها طائراتها، أساطيلها، ونسجت خيوطها، وفبركت ولفقت أكاذيبها وسوقت شيطنتها وحاربت على كل الجبهات، حتى إذا حان الوقت حشدت قواها برا وبحرا وجوا وانغمست في عدوانها الآثم وهي تحمل في يدها صك براءة اسمه حماية المدنيين، وأية حماية تلك التي تأتي من أعداء الأمة التاريخيين. إنه وبعناية فائقة مسلسل الضحك على الذقون، واستغباء الشعب والتحايل على أحلامه وتطلعاته، ليس في حساب حلف شمال الأطلسي عبر عدوانه الآثم على ليبيا سوى فكرة واحدة هي احتلال هذا البلد والاستحواذ على ثرواته وتمكينه من يد القوى العميلة، التي لا تحمل من المشاريع التنموية والديمقراطية سوى النهب والسلب والقتل وهتك الأعراض وتحويل الوطن إلى كانتونات تعبث بها السؤس والفئران واللعنة. فالأطماع التاريخية للقوى الغربية في الجماهيرية هي أطماع لا تخطئها الملاحظة لما تتمتع بها الجماهيرية من مقدرات وثروات طبيعية تسيل لعاب حلف شمال الأطلسي ومن بعده أمريكا وهما اللذان سيقتسمان ـ لا قدر الله ـ كعكة المارد الليبي بعد أن يتم لهما الأمر بتصفية الوطنيين والشرفاء المقاومين الذين لبوا نداء التاريخ والوطن وشرعوا في مقاومة المحتل.
إن الأطماع التوسعية لعدوان الناتو على الجماهيرية تتمثل في الأهداف التالية أولا تركيع ليبيا من خلال إسقاط نظامها الوطني وتصفية رموزه، وثانيا الاستحواذ على النفط الليبي والسيطرة على موقع جغرافي هام يعتبر مدخلا حيويا من مداخل الوطن العربي مع ضبطه وإقامة قواعد عسكرية داخل الأرض الليبية تكون سيفا مسلطا على دول المغرب العربي ومصر والسودان وشمال غرب إفريقيا. ينضاف إلى ذلك مصادرة مكتسبات الشعب الليبي وإفقاره بعد إغراقه في ليبرالية متوحشة يقودها مرتزقة تمت تهيئتهم وتدريبهم على السرقة والتلصص والنهب، ومن ثم تحويله إلى شعب أمي بعدما حققه من تقدم على مستوى التعليم والصحة وبعدما توفر عليه من مجانية لكليهما مع الماء والكهرباء.
لقد كان المشهد والحال هذه منبئ بتدخل غربي يلغي استقلال ليبيا ويعيدها كما العراق إلى حظيرة الأسرة الدولية وهي كناية عن إيصالها إلى حافة الهاوية، جرى هذا ويجري على مرأى ومسمع من الشعب العربي الذي تم تغييبه من خلال المشاهد الخداعة التي أعطته الجنة دون ما تعب، بل إن هذا يجري بمشاركة أنظمة عربية وصلت بها الوقاحة درجة الإعلان عن نفسها والتباهي بمشاركتها في العدوان إرضاء لأسيادها الأمريكان والصهاينة، وهي حالة ما كنا سنصل إليها لو لم يتم التآمر على الأنظمة الوطنية وتحييدها بالحرب المباشرة، التي تتم عبر حشد العالم الشرير ضد النظام الوطني المستهدف غربيا.
لقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وهي تلعق جراح هزيمتها النكراء في عراق المقاومة والشموخ، وجدت نفسها عاجزة عن تصدر الأحداث العسكرية في ليبيا، فعمدت إلى ذيلها حلف شمال الأطلسي وعملائها الجاهزين في الوطن العربي لتوكل إليهم وتسند لهم مهمة العدوان على ليبيا واحتلالها، ظنا منها أنها باحتلال ليبيا ستطرح يدها على أكبر احتياطي نفط في افريقيا، وسوف تقضي على أحد أهم قلاع الرفض والممانعة ومقاومة المد الصهيوني في المنطقة، وستطال يدها مصر وتونس ليتسنى لها خنق انتفاضتيهما وإفراغهما من محتواهما، وإعادة ترتيب المنطقة على المقاسات الأمريكية الخليعة، كل هذا وغيره من التطلعات الاستعمارية التي تتضمنها الإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الوطن العربي. إن الأنظمة العربية العميلة التي شاركت في العدوان على ليبيا وهي أنظمة متخلفة عفنة وغارقة في التآمر على الأمة في فلسطين والعراق، لقد سلمت أوطانها جهارا نهارا لراعي البقر الأمريكي ليقيم عليها قواعده العسكرية، ليمارس بها ومنها عدوانه الغاشم على العراق وفلسطين وأفغانستان وتدفع هي صاغرة فاتورة وجود القواعد وما يترتب عليها من عدوان، فهي جزء من المؤامرة والعدوان والهيمنة. وهذه حالة فرز جديد في المنطقة العربية تتطلب من المقاومة أينما كانت التعامل مع هذه الظاهرة التي خرجت من الظلام إلى النور وأعلنت عن نفسها بوضوح لا غبار عليه.
أمام هذا المشهد الذي يرسم لوحة قاتمة لحالة عربية متردية تبدو الصورة في الجانب الآخر وقد حملت في أحشائها حالة مخاض عربي جديد دشنته بجدارة واقتدار المقاومة العراقية الباسلة، وهي تبطح أمريكا أرضا وتهزمها شر هزيمة، ممزقة مخططاتها الخطيرة في المنطقة. الصورة نفسها تبدو جلية في ليبيا بعدما قدم بسخاء قائدها الشهيد المجاهد معمر القذافي روحه فداء لوطنه وهو واقف يحمل بندقيته ببسالة الجندي المقاوم، وهي حالة موصلة لما بعدها من مقاومة للشعب الليبي الذي يعد نفسه لمرحلة من الجهاد جريا على درب أجداده من الذين نازلوا الاستعمار وهزموه شر هزيمة على أرض ليبيا الطاهرة. إن استلهام هذا النموذج هو الذي يعيد لليبيا حريتها وكرامتها بعد طرد الاحتلال وأعوانه مرتزقته وإعادة ليبيا وشرعيتها وحضنها العربي الأصيل.
لقد امتشق المجاهد معمر القذافي سيف الجهاد في ليبيا في وجه قوى العدوان والاستعمار وهو يفتح بذلك مرحلة جديدة من التضحية والفداء والوفاء للوطن ندر أن وقعت في زماننا ليقضي شهيدا كما خطط هو وأراد، وكأن شاعر المقاومة العراقية قد عناه بقوله:
خذ مكانك واقفا في المنتصف
مت مثلما خططت
لا تدع المجال إلى الصدف
هي ميتة شرف...
شبكة البصرة
الثلاثاء 5 ذو الحجة 1432 / 1 تشرين الثاني 2011
alandaloussi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 295
نقاط : 10191
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
رد: الأبعاد التآمرية لعدوان الناتو على الجماهيرية
التأمر على ليبيا كان واضح وجلي من البداية ولكن العالم ،، أعمى ،، وأصم ،، وأبكم ،، وأخرس
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
محمد القحص-
- الجنس :
عدد المساهمات : 4359
نقاط : 14074
تاريخ التسجيل : 31/08/2011
. :
مواضيع مماثلة
» فى الذكرى العاشرة لعدوان حلف الناتو على ليبيا نترحم على أرواح الشهداء
» بلخادم ينتقد تدخل الناتو في الجماهيرية ويقول إن "سايسبيكو" جديدة ترسم في الوطن العربي
» المواقع الاخبارية تتسابق في نشر عودة قناة الجماهيرية وتأثيرها على الناتو وعملائه
» هام جدا اللي عاوز يعرف الطبخات التآمرية الجديدة يتفضل يدخل هنا
» عودة قناة الجماهيرية اربكت الناتو وعملائه والدليل تصريحاتهم فتارة تبث على النايل سات وتارة ليست عليه
» بلخادم ينتقد تدخل الناتو في الجماهيرية ويقول إن "سايسبيكو" جديدة ترسم في الوطن العربي
» المواقع الاخبارية تتسابق في نشر عودة قناة الجماهيرية وتأثيرها على الناتو وعملائه
» هام جدا اللي عاوز يعرف الطبخات التآمرية الجديدة يتفضل يدخل هنا
» عودة قناة الجماهيرية اربكت الناتو وعملائه والدليل تصريحاتهم فتارة تبث على النايل سات وتارة ليست عليه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي