مقتطفات من كتاب برنار هنري ليفي: "خَوض الحرب كُرها" --ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقتطفات من كتاب برنار هنري ليفي: "خَوض الحرب كُرها" --ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
مقتطفات من كتاب "خَوض الحرب كُرها"
برنار هنري ليفي Bernard Henri Lévy
لكسبرس L’Expresse
ترجمة: خالد محمد جهيمة Kaled Jhima
http://www.lexpress.fr/actualite/monde/bhl-libye-la-guerre-sans-l-aimer-extraits-exclusifs-du-livre_1048843.html
برنار هنري ليفي على كورنيش بنغازي، يحضر تعليق شباب ثائرين علم المملكة، شعار ليبيا الحرة، بتاريخ 3 مارس. مارك روسيل/أوريزون/لايت ميدياسيون
أخبر برنارد ليفي، ورافق، وسأل رئيس الجمهورية، وطلب مساعدته، منذ أن هاتفه من بنغازي، يوم السبت بتاريخ 5 مارس، إلى أن زار نيكولا ساركوزي ليبيا، بتاريخ 15 سبتمبر. لقد احتل، مازجا بين شخصيتي الأب جوزيف، وسانت سيمون، خلال ستة أشهر، موقعا فريدا. وهاهو يرسم في كتابه "خوض الحرب كرها"، صورة رئيس الدولة باعتباره زعيم حرب..
الاثنين 7 مارس (صباحا، في الإليزيه)
"بدأ بالقول : أشكرك على حضورك
ـ أنا هو السعيد بالحصول على هذا الموعد، بسرعة كبيرة.
ـ قرأت ما كتبته. لكن احك لي، رغم ذلك، قليلا."
حكيت له بنغازي. [...] سمعني مدة عشر دقائق تقريبا، دون أن يقاطعني، نعم سمعني. هل اقتنع بالفعل؟ ما هي درجة دقة معلوماته؟ لقد زدت، في ظل الشك، بعضَ الشيء.
"من ناحية أخرى، فالأمر جد بسيط... لو حصلت مجزرة في بنغازي، فإن دم المذبوحين سيلطِّخ العلم الفرنسي."
[...] شعرت، من خلال سلسلة من العلامات (ضوء خافت في النظرة، ثبات مفاجئ، هروب قسمات الوجه)، بأنني لمست، دون علم، نقطة سرية في الروح، أو وجعا قديما، لا أدري.
"قاطعني، قائلا بصوت منخفض : هذا جيد. هذا جيد. لنوفر بعض الوقت. أعرف ذلك كله. إنه تأكيد للتقارير التي تَصلني. من الواضح أنه قد فات الأوان لفرض حضر على الطيران. لكن تحقيق ضربات تستهدف المطارات الثلاثة التي تُقلع منها الطائرات العسكرية، ثم القيام بتشويش على أنظمة إرسالها، يُمثل، في الواقع، حلا..."
كشر، كأنه يريد أن يقول : "لنأمل ألا يكون الأوان قد فات، من أجل فعل ذلك"، ثم ألقى نظرة على هاتفه النقال، الذي اهتز، على الأريكة، واستمر قائلا : "نعم، قد تكفي ضربات على سرت، وسبها، وباب العجيزية. لكن يجب القيام بذلك بسرعة. بل بسرعة فائقة."
لم تكن أمامه أي ملاحظات. لكنني أدركت أنه مطلع على الموضوع.
لن أكون ميتران. لن أكون الرئيس الذي ترك الشعب الليبي يُقتل في ظل رئاسته. (ساركوزي).
قال : "المشكلة الفعلية ستكون ذات طابع سياسي، كأنه يعترض على نفسه. أولا، هذا مجلس اللا وطني الانتقالي...
نعم
وافقت على استقبالهم، إذن سأقابلهم.
جيد
ـ السؤال الحقيق هو : ماذا نفعل معه؟ وإلى أي مستوى، هل نصل غلى مستوى الاعتراف؟"
يبدو أنه قد طرح السؤال على نفسه بصدق، ولم يتخذ قراره، حول هذه النقطة، بعد. [...] متى يمكن أن يكونوا في باريس؟
ـ لا أدري... بأسرع وقت ممكن... [...]
ـ ثم هناك المشكلة السياسية الأخرى. لا يمكن لفرنسا، كذلك، أن تذهب [إلى الحرب] وحيدة.
قلت أوه. ثلاثة مطارات..."
ضحك.
"لا يمكن، أن يتم ذلك، حتى بالنسبة لثلاثة مطارات، دون موافقة حلفائنا. والأهم من ذلك، دون تفويض دولي. الأسوأ أن يتم الوقوع في خطإ بوش في العراق. لن يُغفر ذلك لفرنسا، ولا لي. [...] سنقوم بتسوية ذلك، اعتبارا من يوم الجمعة. سنعمل على أن يكون هناك إجماع أوروبي. وسنذهب إلى الأمم المتحدة، بقوة هذا الإجماع.
ـ وإن لم ينجح ذلك؟
ـ سينجح.
لاحظ ارتيابي، وسألني، ففاجأني بحق:
من يمكنه أن يعترض على ذلك؟
ـ لا أدري... من يعتقد أن برلسكوني، وميركل، سيقتنعان بسهولة؟
ـ أنا ومركل متفاهمان. لا يمكن ألا تكون حساسة بعدالة القضية.
ـ ما ذا عن جوبيه، في هذه الحالة....؟ "
فعل كأنه لم يسمع شيئا، وكرر : "ميركل! كيف يمكن تصور عدم موافقة ميركل على هذه العملية ؟ [...] ما هو عمل السياسة، إن لم يكن تذكرَ دروس التاريخ، واستخلاصَ النتائج منها؟ [...]. [...] عندما أفكر في هؤلاء الناس الذين سيقولون إنني أقوم بذلك، لأسباب سياسية... أنا لست واهما. هذه الحرب لن تكون شعبية. أو حتى لو كانت كذلك، فلن يدوم ذلك طويلا. لكن ليس هذا هو السؤال. يجب القيام بها. "
برنارد هنري ليفي، في انتظار نيكولا ساركوزي، ومجلس اللا وطني الانتقالي، في طرابلس، بتاريخ 15 سبتمبر. إي إف بي/ إريك فيفيربرج
الخميس 10 مارس
الإليزيه. الساعة العاشرة. كنا في صالة الاجتماعات الكبيرة، الملاصقة لمكتب الرئيس، الذي كان، في السابق، مكتب أتالي. جلس ساركوزي على يسار الطاولة، محيطا بهنري جوينو، وبدفيد ليفيت، ومساعده نيكولا جالي. وجلس في الواجهة، علي العيساوي، مَحيطا بمحمد جبريل يسارا، وعلى يمينه برجل لا أعرفه، لكنني عرفت، منذ ذلك الوقت، أنه علي زيدان، ثم أنا الذي جلست بجوار هذا الأخير.
كان الليبيون مُرهَبين
وخيمت على المكان أجواء رسمية.
بدا المستشارون الفرنسيون، بغرابة، مُشَوَّشين، كما لو كانوا، هم أنفسهم، لا يعرفون ما الذي ينتظرهم. جوينو، بخاصة، محتشد في كرسيه، وكتفاه مضمومان، ونظرته حارقة في وجه كئيب، وكان يُطلق، بطريقة غريبة، نظرات قلقة يمينا، وشمالا.كان وجه ساركوزي متوترا، ومركِّزا، بطريقة لم أعهدها فيه من قبل، وقد بدأ الحديث، وتكلم في أغلب أثناء المقابلة.
قال : "تابعت باهتمام كبير تطور الأحداث في بلدكم. [...] لقد وصلت إلى خلاصة، أوقفوني إن أخطأت، أن الحل الوحيد، في مواجهة العنف المستمر، والجرائم المرتكبة، يكمن في القيام بعملية عسكرية. أوه! لن نعلن الحرب على ليبيا، كما أننا لن نقوم بالثورة نيابة عن الليبيين. ولا أدري لماذا قد يحتاج الليبيون إلى الفرنسيين، أو إلى أي كائن من كان، للقيام بثورتهم بدلا منهم. [...] لقد فهمت، عن طريق السيد ليفي، أنكم تطلبون تدخلا جويا متواضعا، ومحدودا زمنيا، وموجها ضد الوسائل العسكرية التي توقع بالمدنيين أضرارا يشهد عليها العالم، ولا تطلبون وجود قوات على الأرض. أوافق على ذلك، وأقول لكم باسم فرنسا، إنني موافق على هذا التدخل المحدود، والموجه، الذي تطلبونه منا. [...] لرئيس الدولة حقوق (قليلة) وعليه واجبات (كثيرة). أول هذه الواجبات هو حماية شعبه، وهو ما فشل فيه القذافي، بل إنه أقدم على فعل أسوأ من ذلك؛ فضحايا قمعه يعدون، على ما يبدو، بالآلاف. [...] لذا فقد الحق في إدارة بلده، ولم تعد له أي شرعية. وأنا مؤيد لنقل سريع، بل مباشر، لكامل الشرعية، إلى مجلسكم الوطني المؤقت الذي تمثلونه. سيكون ذلك في غاية البساطة؛ إذ سنقوم بالاعتراف بكم، منذ اليوم، باعتباركم ممثلي ليبيا الشرعيين، والوحيدين. "
يهدر ساركوزي قائلا، ميركل ومبدأ الحذر "الذي يرثى له"
[...] استمرت الجلسة مدة ساعة. اندهش الليبيون، ولم يجدوا كلمة قوية بما فيه الكفاية، يعبرون بها عن امتنانهم لهذا الرئيس مبعوث العناية الإلهية، وهم يسلمون عليه. [...] لكن، بمجرد أن خرجت، رن هاتفي. إنه الرئيس الذي أراد معرفة وجهة نظري في المقابلة، ومعرفة ما إن كنت سعيدا، أو لا، وإن كان قد وافق وافق كل ذلك ما تحدثنا عنه، أو لا. ثم قال لي، في غرابة، ودون أن أعرف لماذا، حتى الآن، على الرغم من وصول اليوم إلى نهايته، وبدئي في تسجيل أحداثه، : " حسنا... لقد كنت، أنت أيضا، هنا...لا تتردد، إذن، في الحديث، عما رأيته، وسمعته...لا تتردد في التعبير عن نفسك..."
الخميس 17 مارس
[...] المستشارة ميركل مثال على الحذر "المؤسف". لكن مدفيديف سيفي بوعده. أما هو، ساركوزي، فقد قام، شخصيا، بإقناع، رئيس جنوب أفريقيا، ورئيس وزراء اليونان. بحيث، إن قبل هو جينتاو، الذي هاتفه شخصيا، هو أيضا، عدم استخدام حق الفيتو، واكتفى بعدم التصويت، واستسلم عضو آخر للالتماس (لا توجد كلمة أخرى)، الذي وجهه إليه، فإن هناك فرصة كبيرة، في أن تتم الموافقة على مشروع القرار الفرنسي.
[...]
رن هاتفي. إنه رئيس الجمهورية، من جديد. ما زلت ساهرا، وذلك ليس من طبيعتي. أردت أن أعلنه لك بنفسي. لقد ووفق على القرار. نعم تمت الموافقة عليه. إنه لنصر عظيم لفرنسا. لكنه، بخاصة، نصر عظيم لليبيا التي صار شعبها منذ الآن في حماية المجتمع الدولي. " تعاقبت، في هذه المحادثة الأخيرة، وهي الثالثة في هذا اليوم، عبارات الفرح (" لقد كافحت، أنا سعيد")، والعرفان ("كان زوما رائعا")، واعتبارات سطحية (سأهاتف أوباما لتهنئته، سواء أكان سيشترك في العملية العسكرية أم لا)، وبعض الفضول (ماهو رأي من يحيطون بي؟ وهل أنا متأكد من أن كون بنديت، مثلا، كان موافقا على التدخل العسكري)، ثم لهجة قائد الحرب، المركِّز الذي أجبر، منذ الآن، على تَوليه، الجادَّة ( لديه بالفعل فكرة عن ميدان المعركة، وعن الجبهات، فقد كلف أركانه الخاصة، وجنرالاته بالبدء في العمل، وسيكون عنده، منذ صباح الغد، خطة للضربات، يجب استخدامها دون تأخير، إن شئنا إنقاذ بنغازي).
السبت 19 مارس
لقد كان رئيسا أكثر توترا، وحرصا من ذي قبل، ذلك الذي أعلن إلى، هذه المرة، قرب بداية الضربات. "حان الوقت. كل المعلومات التي تصلنا تشير إلى أن القذافي قد سَخِر منا بإعلان وقف النار المزعوم، وإلى أن سقوط بنغازي، في هذا الوقت الذي نتحدث فيه، لن يكون سوى مسألة ساعات، وربما دقائق، إن لم نتدخل. لكن ذلك سيتم. سنكون في المنطقة في الوقت المناسب. ستقصف الطائرات الفرنسية أولا، ثم تتلوها الكندية. أما الأمريكيون فسيصلون غدا. والعرب في الساعات التالية. لماذا لا يقومون بذلك مباشرة؟ لأن عندهم مشكلة في الطيارين. لكن ذلك لا أهمية له. إنهم يدعموننا بقوة."
انتابني شعور غريب بأن ما بينه، وبين القذافي قد تحول، فجأة، كما يقال في الروايات البوليسية، إلى "قضية شخصية".
وفي النهاية، مكالمة ثالثة، عند حوالي الساعة الثامنة مساء. كان هادئا. "تم تحييد قافلة أولى. لقد قمنا، منذ ساعتين، بتدمير سيارة مصفحة. لكن الأمر أكثر جدية الآن؛ فقد تم القضاء على أربع دبابات، الدبابات الأربع الأولى التي كانت على أبواب بنغازي. كانت طائراتنا هن من قصفن في المرتين. الطائرات الفرنسية. سنضرب طوال الليل إن تطلب الأمر. كانت معلوماتنا جيدة. لم تكن المدينة لتصمد ليلة أخرى. اعتقدت خلايا القذافي أنها استولت عليها بالفعل، وبدأت تكشف عن نفسها في الضواحي. لكنهم يختبئون الآن. لقد انتقل الخوف من معسكر إلى آخر. هذا حسن."
الأحد 27 مارس
ليس هناك شيء خاص. كان يريد فقط إخباري بآخر التطورات، وإحاطتي علما بأن الطيارين الفرنسيين على وشك البداية في قصف سرت. "قصف سرت في النهاية، أفهم ذلك، يدقق نيكولا ساركوزي...قصف بطاريات صواريخ الدفاع الجوي المنتشرة حول سرت...تحييدها واحدة تلو الأخرى مع الحرص، بالطبع، على عدم حدوث أخطاء جانبية..."
الأحد 27 مارس
سألته عن ماهية "المبادرة الدبلوماسية الكبيرة" التي مافتئت الإذاعات تعلن عنها، منذ الصباح، والتي ستعلن عنها، كما يقال، قمة لندن يوم الثلاثاء. فأجابني قائلا : "لا شيء. فالصحافة تبالغ. لكن هناك سوء فهم. ما تحدثنا عنه يوم الجمعة يكمن في المخرج الذي يجب فتحه الآن، بعد هذا الضغط، أمام جنرالات، ورجالات النظام، الذين يرغبون في الانشقاق عنه. أما فيما يتعلق بالقذافي. فلن تُقدم له أي تنازلات، وعليه أن يرحل." [...]
قلت له. إن شعورا غريبا يتملكني؛ فقد أصبح ما بينه، وبين القذافي، فجأة، كما يقال في الروايات البوليسية "قضية شخصية"، فضحك. فسألته لماذا لا يجيب.
الثلاثاء 29 مارس
حديث مع الرئيس
كان غاضبا من باراك أوباما، الذي كان " يرغب في الانسحاب". لقد تناقش معه البارحة. كان النقاش صعبا جداوحازما، وصعبا جدا. اقتنع بأن الولايات المتحدة تحاول ترك العملية.
"يقول في إصرار : إنه لأمر غريب جدا. لقد كانوا جيدين في البداية. جيدين جدا. كان هو، أوباما، من فصل بين جيتس، وكلينتون، عندما اتخذ قرار التدخل. لكن فجأة....لم أعد أفهم ما يجري...سينسحب، أنا متأكد من ذلك..."
السبت 9 أبريل
"ولد طفل في طبرق، منذ بضعة أيام، وسمي باسمك.
عفوا؟
ـ اسمه "نيكولا ساركوزي". اسم العائلة : لم أعد أتذكر. لكن اسمه : "نيكولا ساركوزي"،
ـ هذا غير معقول! "
برنار هنري ليفي في ميدان التحرير، ببنغازي، بتاريخ 13 أبريل. مارك روسيل/ أريزون/لايت ميدياسيون
الجمعة 20 مايو
يوم مشمس.
حرارة الصيف. شرفة قصر الإليزيه التي تطل على الحديقة. تفصل بيننا منضدة، من خشب أبيض.
"يمكنك الاحتفاظ بنظارتك، فالضوء قوي."
[...]
جاء دوره ليتكلم، ويخبرني، كما يقول دائما، شاعرا بنوع من اللذة في ذلك، "بمعلومات عن الجبهة". تم إغراق أسطول القذافي. استمرار الضربات. قرب تدخل المروحيات المقاتلة من نوع غزال، وتيجر، المزودة بصواريخ مضادة للطائرات من نوع هوت، كتلك التي استخدمت في أبيدجان؛ لتحييد آخر القوات الموالية لجباجبو. حذرني قائلا : "لا تتحدث عن ذلك. إنه أمر سري للغاية؛ للاحتفاظ بعنصر المفاجأة. سيغير ذلك وجه هذه الحرب..."
[...]
قفزت أمام عيني، اليوم، حقيقة جديدة، إنها الثالثة، أضعها في ملف تغيُّر ساركوزي بسبب ليبيا. تلك المتعلقة بالدعوة إلى الحفاظ على السر المتعلق بصواريخ هوت. هذا الحث على السرية. هل كان ساركوزي، الآخر، القديم، قادرا على ذلك؟ أكان ذلك الشخص نفسه، الذي رسمتُ صورته في المقال الذي طلبته مني صحيفة نيويورك تايمز، بعد الانتخابات مباشرة، والذي كان الشخصَ الوحيد الذي لا يملك طوية، من بين كل من أعرفهم (أولا لا توجد عنده الأنا العليا. لكن لا يملك، بخاصة، طوية، ولا تحفظا داخليا، النموذج الدقيق للشخصية السارترية الذي اختُصرت إلى شبكة من النيات، إلى نقطة"، قادرا على أن يفرض، على نفسه، قانون الصمت هذا؟
ليس أكيدا.
الأربعاء 1 يونيو
" الطائرات التي تحدثنا عنها، عندما التقينا في المرة الأخيرة، موجودة في عين المكان...
ـ هذا شيء ممتاز. لكن لماذا لزم ذلك كل هذا الوقت؟ الناس، في مصراتة، لا يعرفون لماذا. ليس للمقاتلين على الجبهة سوى كلمة واحدة تتردد على ألسنتهم..."
لم يتركني أكمل.
"كان علينا انتظار الإنجليز الذين كانت تعاني آلياتهم من مشاكل تقنية. لم نكن نرغب أن نبدأ بدونهم.
ـلنحسن الظن. لقد تصورت، على العكس تماما، مشهد منافسة تظهر فيه فرنسا متفوقة على بريطانيا. ذلك في مصلحة الليبيين
ـ لن أفعل ذلك بالتأكيد. فأنا أعمل مع كاميرون، منذ البداية، يدا بيد. لذا لن أتغير اليوم. ثم..."
لن أقسم أنه كان صادقا في تلك اللحظة.
"ثم هذه التسريبات التي ظهرت في الصحافة... لا بد من القول إنها لم تساعدنا."
رأيت، في الواقع، في الأيام الماضية، مقالا كبيرا، دقيقا، ومفصلا في صحيفة لوفيجارو. هل كان يلمح إلى أنني كنت مصدر ذلك الإفشاء؟ "لقد رأيت ذلك. لكنني قلت لنفسي : إن مصدر هذه التسريبات هو الإليزيه..."
لكنه أوقفني بسرعة قائلا:
"لا. لقد خرجت من وزارة الدفاع.
لم يدهشني ذلك إلا قليلا؛ فلونجيه كان ضد ذلك منذ البداية."
السبت 4 يونيو
أضاف، بنبرة ضجِر، أنه سينتصر في هذه الحرب، وأنه لا بد له من ذلك، لكن الفرنسيين، لا يهتمون بذلك في الواقع ـ فهم بطبيعتهم مهووسون بقضايا البطالة، والقدرة الشرائية.
"احتججت، وأنا أرى علامات الإنذار تومض على راداري الصغير الخبير بالمزاج الساركوزي فيما يتعلق بالحرب في ليبيا، قائلا بأنني لا أوافق على ذلك؛ فالشعوب، أيضا، تسعى إلى العظائم، أو على الأقل إلى احترام ذواتها.
ـ رد بنعم، أنَطق بها شاكا؟
الاثنين 6 يونيو
قلت، بدون تمهيد، : "لقد جلبت هذا"، وسلمته بعض صور من مصراتة، كان مارك روسيل قد جهزها له خصيصا. [...] استغرق في تأمل طويل للصور الخمس، كما صورت الأخيرة منها، التي أثارت اهتمامه أكثر من السابقات، مجموعةً من المقاتلين يقفون على تَلَّة في جبهة عبد الرؤوف، ويلوحون بالعلم الفرنسي، بينما ألوح، أنا، بالعلم الليبي.
قال : "إنه أمر مدهش. [...] إنه أمر مدهش...إنه لأمر مدهش حقا"
[...] "جهد بسيط آخر، ويصبح أصدقاؤنا على أبواب رأس لانوف، التي يعني الوصول إليها الوصول إلى الموانئ النفطية. مما يُمكن ملاك الثروة الوطنية الشرعيين من استردادها. إذن..."يَضع الصورة أسفا."...يستطيع الليبيون، في النهاية، أن يبدأوا في تحقيق رغبتهم العميقة في تمويل مجهودهم الحربي. لأننا قد سلمناهم في الأسابيع الأخيرة فقط، 40 طنا من الأسلحة. تلك كمية ضخمة. [...] وهو ما قلناه دائما. لقد وَفينا بوعدنا. غير..."عَبَس". "غير أن الوعد شيء، والوفاء به شيء أخر. كان هناك الكثير من الوعود. لكن عندما يتعلق الأمر بالوفاء بها، لا تجد، بالصدفة، كثيرا من الناس. إنها مشكلة حقيق. نحن وحيدون، والقذافي يعرف ذلك..."
تخطر على بالي، في كل مرة، يقول لي فيها إلى أنه وحيد، فكرة أن ذلك ثقيل جدا. [...]
"يجب على هذا النظام أن يفهم أننا جادون.
ـ قلت، متنفسا الصعداء، : أتراه لم يفهم ذلك بعد؟
ـ لا. لا أظن ذلك. يعتقد أن الوقت يلعب لصالحه هو، وأننا سنتعب، وأن التحالف سيتشقَّق.
ـ أليس الأمر كذلك؟
هو من سيقفز هذه المرة
الاثنين 13 يونيو
[ساركوزي :[ ـ سنغير الاستراتيجية، فقد تعود عليها القذافي؛ لذا فهو يحمي نفسه. لا بد من إيجاد عنصر المفاجأة.
ـ ما هي المتغيرات؟ أ يتعلق الأمر بنظام مقاربة الآليات، أم بتوقيت القصف، أم بالارتفاع؟
ـ نحن نفكر في ذلك... الارتفاع، بدون شك... يستخدم الانجليز مروحياتهم، كما لو كانت طائرات...سنقترب، نحن، من الأرض...أعتقد أننا نستطيع أن ننزل حتى بعد خمسين مترا منها... لكن ذلك يتطلب الخروج في الليل فقط، في ظروف قاسية الظلمة...
الخميس 30 يونيو
وجدته هادئا. بعيدا عن هذا الانفعال الذي بدأ يصفه به خصومُه، من جديد، هذه الأيام. مع هذا الشيء الحاد في أسفل الوجه، الذي لاحظته كثيرا عند من يعالجون من الإدمان.
"وصلتني رسالتك. "
تركت له رسالة أخبرته فيها بلقائي المحمودي، ورجالَ القذافي.
"مشكلة هؤلاء الناس تكمن في أننا لا نعرف من يمثلون، ولا نعلم هامش المناورة عندهم.
ـ قلت : هذا حق. لكن ألا يستحق هذا المحاولة، على الرغم من ذلك؟ حتى لا نندم على الأقل على عدم المحاولة.
[...]
"أوه، نَدم... ذلك ليس في طبعي. الآن، أنا أعمل. إذن أنا في الحرب. ولا مجال، بالنسبة لي، لاستخلاص جزء من الثانية يمكن أن أسخره لذلك.
ـ لا شك في ذلك. لكن هذا جزء من الحرب أيضا؛ فما بعد الحرب بضعٌ من الحرب. ما الذي سيجري في اليوم الذي سيعقب النصر؟"
[...]
"هذا مضحك. تتحدث مثل مستشاريَّ (يبتسم بمودة للوفيت). يقول لي جميعهم : "رئيس اليوم التالي...اليوم التالي..." بماذا يمكنني أن أجيب؟ نحن لا نتغير أبدا. أنا أحب، في الحقيقة، التركيزَ على عمل واحد، وأستغرق تماما في عمل اللحظة.
ـ حتى إن فكر آخرون، خلال هذا الوقت، في اللحظة القادمة؟ وحتى إن وضعوا أنفسهم في موقف يُمَكنهم، عندما تواتي الفرصة، من أن يسرقوا من فرنسا نصرها؟
ـ أوه... ما ذا تعني سرقةُ النصر؟ سيكون هناك، على كل حال، مثل هذه الديناميكية،
هل تعتقد أن السيدة روايال كان يمكنها أن تفعل ما فعلت؟
ـ أفكر فيما يعده الأمريكان، مثلا، يعلم الله أنني لست ضد الأمريكيين، لكن...
ـ وأنا كذلك! "
ثم ييستدرك:
"رغم أن لهم طريقة غريبة في لبس أحذية حجم 48، وفي طريقتهم في سحقك تحت أقدام أحذيتهم الضخمة، وعندما تصرخ : "لقد دهست قدمي!"، يجيبك: "هذا خطأك يا رجل! ماذا كنت تفعل تحت حذائي؟".
[...] "لست أحدَ مؤيديك، ورفقتنا ستنتهي، كما تعرف، في اللحظة التي ستنتصر فيها فرنسا في هذه الحرب. لكن لا أرى سببا يجعل الفرنسيين يكتفون بلعب دور صناع الحروب، في الوقت الذي يقوم فيه غيرهم بلعب صناع السلام.
ـ لست من مؤيِّدي... هذا مهم! هل تعتقد أنه كان يمكنها، السيدة روايال، أن تقوم بما قمت به؟ وأنه كان بإمكانك أن تكون جالسا إلى جانبها هنا، تتناقشان في الطريقة المثلى التي يجب على بلد ديمقراطي أن يَسلكها لحماية المدنيين؟ [...] عَمَّ كنا نتحدث؟ نعم، هذه الحرب. كنت أقول إننا سنربَحها."
استدرك. "في النهاية، نحن...من السهل أن نقول نحن. لأنه سيكون هناك، في النهاية، من... " قام بحركة تعبر عن العد. "الأمريكان، نحن متفقون على أنهم ليسوا هنا في الحقيقة. " الإصبع الثاني " "الإيطاليون، كان يمكن الاعتماد عليهم...لكن علينا أن نتساءل هل ظل لبرلسكوني عقل. "الإصبع الثالث. "الاتحاد الأفريقي. لقد قُمتَ بعمل جيد مع واد. لكن بدون زوما..."يحرك إصبعه الثالث في إصرار خاص. "يجب تذكُّر ذلك! لا يزال جاكوب زوما دائما هنا. ثم إصبعه الثالث، ورفع الرابع: "هناك الإنجليز، بالتأكيد. أوه الإنجليز ! " بما يوحي بأن لديه الكثير ليقوله عن الإنجليز. "الإنجليز جيدون. إنهم حلفاء رائعون. أعرف أنه، لولاهم، ولولا كامرون، ما استطعنا أن تحقيق ذلك كله. هناك مشكلة واحدة، تكمن في أنهم بحاجة لاستشارة ثلاثة مكاتب محاماة، لكي يطلقوا قنبلة واحدة. " ثم أضاف، لأنه لاحظ أنني لم أفهم، قائلا : "بلى. أنا، أستشير هيئة أركان حربي، فإن قالوا لي إنني أستطيع الذهاب إلى هناك، فإنني أذهب. أما هم...
[...]
الأربعاء 20 يوليو
(لقاء مع المتمردين [الثوار]، في الإيليزيه)
[ساركوزي :] "أتعتقدون أنه سيرحل؟
ـ يسأل رمضان ملتفتا، كما لو كنا نتحدث عن شخص وراءه، قائلا: من؟
ـ القذافي
أوه...! لا، لا أعتقد ذلك.
هذا رأيي. لذا يجب إرغامه.
ـ يسال رمضان في هيئة متواطئ، لماذا لا يتم قتله؟"
قام الرئيس، بذراع منبسطة، وكف مفتوحة، بحركة لإيقافه.
"أولا، لأنني لا أريد أن أجعل منه شهيدا. وثانيا، لأنني لست قاتلا.
ـ لكنه، هو نفسه، قاتل!
ـ نعم. لكن القتلة في الدول الديمقراطية يذهبون إلى السجون. "
ثم، بصوت خفيض
"لكن إن قتل في مواجهة، فذلك أمر آخر. أعتقد أن ذلك قد يكون خطأ، لكن لن تكون له علاقة بي. "
الجمعة 22 يوليو
تجرأت، لأول مرة، لأنني شعرت بأن عنده بعضُ الوقت، على أن أطرح عليه السؤال الذي يحرق شفتي منذ أسابيع، وأسابيع، : هل خامره شك يوما؟ [في عملية ليبيا]. انتفض قائلا :
"كيف ذلك؟"
ـ ليس في عدالة القضية، بالتأكيد. لكن في المخرج. في رحيل القذافي... في الجدول الزمني...
ـ أبد. أبدا
[...] سألته عما إذا كان قد حقق تقدما فيما يتعلق بوساطة أزنار.
نعم. بالتأكيد. لكن ليس أزنار، بل فليب جونزاليس. ذلك يعني أنها لم تنجح. هذا الشخص الموجود في طرابلس مجنون، طبيا. يجب فهم ما يعنيه ذلك. [...] أما أنا، فأعرفه. " [...]
[برنار هنري ليفي : ] "أريد أن أصدق ذلك. لكنه ليس متعصبا. إنه شخص قادر على الاستماع لما يقال له، وعلى تقويم ميزان القوى.
[...]
ـ يداه ملطختان بكثير من الدماء. لذا فهو يعلم أنه إن ترك، فسيَجد، بالضرورة، من يقتله يوما ما. "
الخميس 4 أغسطس
[ساركوزي] " [...] من حسن الحظ، بالمناسبة، أنني أقنعت كامرون بتأجيل سفرنا إلى بنغازي في شهر يوليو. تَخَيَّل أننا وصلنا في وسط عاصفة التأثر بموت عبد الفتاح يونس! لا. عندما نذهب، يجب أن تكون زيارتنا مشروعا فعليا. سنذهب لنتكلم، ونتوجه إلى سكان بنغازي، لنقول أشياء قوية [...] لقد قرأت، بالمناسبة، ما كتبتَ عن يونس. لقد كنتَ على حق. سيجدون لنا بالطبع، ثلاثَ خلايا إسلامية متسللة! ما أكبرها من صفقة! كما لو لم يحدث، أبدا، تسللٌ في كل مثل هذه الحالات! [...] لا أهمية لأمزجة المصابين بمرض ميونيخ، مقارنةً بالنهاية التي لا شك فيها. سيكون النصر حليفَنا. النصر هو النصر، ولن يأتيَ أحد ليقول : "كم كان طويلا.! كم تأخر. كم كنا نفضل أن تكون الحرب أقل تعثرا، الخ.!" سيُسرِع الوقت، في لحظة ما، وسَيسحَق كل شيء، كما لو تم ذلك عبر عدسة مقربة. ولن نشعر، بمرور الأيام، بأن الحرب كانت طويلة. سيكون هذا النصر، في الحقيقة، في مستوى الصعوبات، والتحديات. لذا لا بد من الحذر! فما يجري يتجاوز شخصى، ويتجاوز ولايتي، إذ يتعلق بمكانة فرنسا التي نحن على وشك بنائها في العالم العربي. إنه النظام العالمي، وأسلوبُ العلاقات الدولية، اللذان نحن في سياق تحديدهما فيما يتعلق بالعقود الزمنية القادمة. إنه حدث بعيد المدى، وزلزال بطيء. كل ذلك يحتاج إلى قليل من الصبر.
الجمعة 19 أغسطس
أخبرني ساركوزي، هذا الصباح، بأنه سيلتقي بجبريل يوم الأربعاء، دوفيلبان في جربة؟ يزعم أنه لا علاقة له بالأمر. كان يمكنه أن يُوقعه في هذا الفخ، لكنه لم يفعل. يريد الجميع، على كل حال، التدخل في كل شيء الآن.
برنار هنري ليفي Bernard Henri Lévy
لكسبرس L’Expresse
ترجمة: خالد محمد جهيمة Kaled Jhima
http://www.lexpress.fr/actualite/monde/bhl-libye-la-guerre-sans-l-aimer-extraits-exclusifs-du-livre_1048843.html
برنار هنري ليفي على كورنيش بنغازي، يحضر تعليق شباب ثائرين علم المملكة، شعار ليبيا الحرة، بتاريخ 3 مارس. مارك روسيل/أوريزون/لايت ميدياسيون
أخبر برنارد ليفي، ورافق، وسأل رئيس الجمهورية، وطلب مساعدته، منذ أن هاتفه من بنغازي، يوم السبت بتاريخ 5 مارس، إلى أن زار نيكولا ساركوزي ليبيا، بتاريخ 15 سبتمبر. لقد احتل، مازجا بين شخصيتي الأب جوزيف، وسانت سيمون، خلال ستة أشهر، موقعا فريدا. وهاهو يرسم في كتابه "خوض الحرب كرها"، صورة رئيس الدولة باعتباره زعيم حرب..
الاثنين 7 مارس (صباحا، في الإليزيه)
"بدأ بالقول : أشكرك على حضورك
ـ أنا هو السعيد بالحصول على هذا الموعد، بسرعة كبيرة.
ـ قرأت ما كتبته. لكن احك لي، رغم ذلك، قليلا."
حكيت له بنغازي. [...] سمعني مدة عشر دقائق تقريبا، دون أن يقاطعني، نعم سمعني. هل اقتنع بالفعل؟ ما هي درجة دقة معلوماته؟ لقد زدت، في ظل الشك، بعضَ الشيء.
"من ناحية أخرى، فالأمر جد بسيط... لو حصلت مجزرة في بنغازي، فإن دم المذبوحين سيلطِّخ العلم الفرنسي."
[...] شعرت، من خلال سلسلة من العلامات (ضوء خافت في النظرة، ثبات مفاجئ، هروب قسمات الوجه)، بأنني لمست، دون علم، نقطة سرية في الروح، أو وجعا قديما، لا أدري.
"قاطعني، قائلا بصوت منخفض : هذا جيد. هذا جيد. لنوفر بعض الوقت. أعرف ذلك كله. إنه تأكيد للتقارير التي تَصلني. من الواضح أنه قد فات الأوان لفرض حضر على الطيران. لكن تحقيق ضربات تستهدف المطارات الثلاثة التي تُقلع منها الطائرات العسكرية، ثم القيام بتشويش على أنظمة إرسالها، يُمثل، في الواقع، حلا..."
كشر، كأنه يريد أن يقول : "لنأمل ألا يكون الأوان قد فات، من أجل فعل ذلك"، ثم ألقى نظرة على هاتفه النقال، الذي اهتز، على الأريكة، واستمر قائلا : "نعم، قد تكفي ضربات على سرت، وسبها، وباب العجيزية. لكن يجب القيام بذلك بسرعة. بل بسرعة فائقة."
لم تكن أمامه أي ملاحظات. لكنني أدركت أنه مطلع على الموضوع.
لن أكون ميتران. لن أكون الرئيس الذي ترك الشعب الليبي يُقتل في ظل رئاسته. (ساركوزي).
قال : "المشكلة الفعلية ستكون ذات طابع سياسي، كأنه يعترض على نفسه. أولا، هذا مجلس اللا وطني الانتقالي...
نعم
وافقت على استقبالهم، إذن سأقابلهم.
جيد
ـ السؤال الحقيق هو : ماذا نفعل معه؟ وإلى أي مستوى، هل نصل غلى مستوى الاعتراف؟"
يبدو أنه قد طرح السؤال على نفسه بصدق، ولم يتخذ قراره، حول هذه النقطة، بعد. [...] متى يمكن أن يكونوا في باريس؟
ـ لا أدري... بأسرع وقت ممكن... [...]
ـ ثم هناك المشكلة السياسية الأخرى. لا يمكن لفرنسا، كذلك، أن تذهب [إلى الحرب] وحيدة.
قلت أوه. ثلاثة مطارات..."
ضحك.
"لا يمكن، أن يتم ذلك، حتى بالنسبة لثلاثة مطارات، دون موافقة حلفائنا. والأهم من ذلك، دون تفويض دولي. الأسوأ أن يتم الوقوع في خطإ بوش في العراق. لن يُغفر ذلك لفرنسا، ولا لي. [...] سنقوم بتسوية ذلك، اعتبارا من يوم الجمعة. سنعمل على أن يكون هناك إجماع أوروبي. وسنذهب إلى الأمم المتحدة، بقوة هذا الإجماع.
ـ وإن لم ينجح ذلك؟
ـ سينجح.
لاحظ ارتيابي، وسألني، ففاجأني بحق:
من يمكنه أن يعترض على ذلك؟
ـ لا أدري... من يعتقد أن برلسكوني، وميركل، سيقتنعان بسهولة؟
ـ أنا ومركل متفاهمان. لا يمكن ألا تكون حساسة بعدالة القضية.
ـ ما ذا عن جوبيه، في هذه الحالة....؟ "
فعل كأنه لم يسمع شيئا، وكرر : "ميركل! كيف يمكن تصور عدم موافقة ميركل على هذه العملية ؟ [...] ما هو عمل السياسة، إن لم يكن تذكرَ دروس التاريخ، واستخلاصَ النتائج منها؟ [...]. [...] عندما أفكر في هؤلاء الناس الذين سيقولون إنني أقوم بذلك، لأسباب سياسية... أنا لست واهما. هذه الحرب لن تكون شعبية. أو حتى لو كانت كذلك، فلن يدوم ذلك طويلا. لكن ليس هذا هو السؤال. يجب القيام بها. "
برنارد هنري ليفي، في انتظار نيكولا ساركوزي، ومجلس اللا وطني الانتقالي، في طرابلس، بتاريخ 15 سبتمبر. إي إف بي/ إريك فيفيربرج
الخميس 10 مارس
الإليزيه. الساعة العاشرة. كنا في صالة الاجتماعات الكبيرة، الملاصقة لمكتب الرئيس، الذي كان، في السابق، مكتب أتالي. جلس ساركوزي على يسار الطاولة، محيطا بهنري جوينو، وبدفيد ليفيت، ومساعده نيكولا جالي. وجلس في الواجهة، علي العيساوي، مَحيطا بمحمد جبريل يسارا، وعلى يمينه برجل لا أعرفه، لكنني عرفت، منذ ذلك الوقت، أنه علي زيدان، ثم أنا الذي جلست بجوار هذا الأخير.
كان الليبيون مُرهَبين
وخيمت على المكان أجواء رسمية.
بدا المستشارون الفرنسيون، بغرابة، مُشَوَّشين، كما لو كانوا، هم أنفسهم، لا يعرفون ما الذي ينتظرهم. جوينو، بخاصة، محتشد في كرسيه، وكتفاه مضمومان، ونظرته حارقة في وجه كئيب، وكان يُطلق، بطريقة غريبة، نظرات قلقة يمينا، وشمالا.كان وجه ساركوزي متوترا، ومركِّزا، بطريقة لم أعهدها فيه من قبل، وقد بدأ الحديث، وتكلم في أغلب أثناء المقابلة.
قال : "تابعت باهتمام كبير تطور الأحداث في بلدكم. [...] لقد وصلت إلى خلاصة، أوقفوني إن أخطأت، أن الحل الوحيد، في مواجهة العنف المستمر، والجرائم المرتكبة، يكمن في القيام بعملية عسكرية. أوه! لن نعلن الحرب على ليبيا، كما أننا لن نقوم بالثورة نيابة عن الليبيين. ولا أدري لماذا قد يحتاج الليبيون إلى الفرنسيين، أو إلى أي كائن من كان، للقيام بثورتهم بدلا منهم. [...] لقد فهمت، عن طريق السيد ليفي، أنكم تطلبون تدخلا جويا متواضعا، ومحدودا زمنيا، وموجها ضد الوسائل العسكرية التي توقع بالمدنيين أضرارا يشهد عليها العالم، ولا تطلبون وجود قوات على الأرض. أوافق على ذلك، وأقول لكم باسم فرنسا، إنني موافق على هذا التدخل المحدود، والموجه، الذي تطلبونه منا. [...] لرئيس الدولة حقوق (قليلة) وعليه واجبات (كثيرة). أول هذه الواجبات هو حماية شعبه، وهو ما فشل فيه القذافي، بل إنه أقدم على فعل أسوأ من ذلك؛ فضحايا قمعه يعدون، على ما يبدو، بالآلاف. [...] لذا فقد الحق في إدارة بلده، ولم تعد له أي شرعية. وأنا مؤيد لنقل سريع، بل مباشر، لكامل الشرعية، إلى مجلسكم الوطني المؤقت الذي تمثلونه. سيكون ذلك في غاية البساطة؛ إذ سنقوم بالاعتراف بكم، منذ اليوم، باعتباركم ممثلي ليبيا الشرعيين، والوحيدين. "
يهدر ساركوزي قائلا، ميركل ومبدأ الحذر "الذي يرثى له"
[...] استمرت الجلسة مدة ساعة. اندهش الليبيون، ولم يجدوا كلمة قوية بما فيه الكفاية، يعبرون بها عن امتنانهم لهذا الرئيس مبعوث العناية الإلهية، وهم يسلمون عليه. [...] لكن، بمجرد أن خرجت، رن هاتفي. إنه الرئيس الذي أراد معرفة وجهة نظري في المقابلة، ومعرفة ما إن كنت سعيدا، أو لا، وإن كان قد وافق وافق كل ذلك ما تحدثنا عنه، أو لا. ثم قال لي، في غرابة، ودون أن أعرف لماذا، حتى الآن، على الرغم من وصول اليوم إلى نهايته، وبدئي في تسجيل أحداثه، : " حسنا... لقد كنت، أنت أيضا، هنا...لا تتردد، إذن، في الحديث، عما رأيته، وسمعته...لا تتردد في التعبير عن نفسك..."
الخميس 17 مارس
[...] المستشارة ميركل مثال على الحذر "المؤسف". لكن مدفيديف سيفي بوعده. أما هو، ساركوزي، فقد قام، شخصيا، بإقناع، رئيس جنوب أفريقيا، ورئيس وزراء اليونان. بحيث، إن قبل هو جينتاو، الذي هاتفه شخصيا، هو أيضا، عدم استخدام حق الفيتو، واكتفى بعدم التصويت، واستسلم عضو آخر للالتماس (لا توجد كلمة أخرى)، الذي وجهه إليه، فإن هناك فرصة كبيرة، في أن تتم الموافقة على مشروع القرار الفرنسي.
[...]
رن هاتفي. إنه رئيس الجمهورية، من جديد. ما زلت ساهرا، وذلك ليس من طبيعتي. أردت أن أعلنه لك بنفسي. لقد ووفق على القرار. نعم تمت الموافقة عليه. إنه لنصر عظيم لفرنسا. لكنه، بخاصة، نصر عظيم لليبيا التي صار شعبها منذ الآن في حماية المجتمع الدولي. " تعاقبت، في هذه المحادثة الأخيرة، وهي الثالثة في هذا اليوم، عبارات الفرح (" لقد كافحت، أنا سعيد")، والعرفان ("كان زوما رائعا")، واعتبارات سطحية (سأهاتف أوباما لتهنئته، سواء أكان سيشترك في العملية العسكرية أم لا)، وبعض الفضول (ماهو رأي من يحيطون بي؟ وهل أنا متأكد من أن كون بنديت، مثلا، كان موافقا على التدخل العسكري)، ثم لهجة قائد الحرب، المركِّز الذي أجبر، منذ الآن، على تَوليه، الجادَّة ( لديه بالفعل فكرة عن ميدان المعركة، وعن الجبهات، فقد كلف أركانه الخاصة، وجنرالاته بالبدء في العمل، وسيكون عنده، منذ صباح الغد، خطة للضربات، يجب استخدامها دون تأخير، إن شئنا إنقاذ بنغازي).
السبت 19 مارس
لقد كان رئيسا أكثر توترا، وحرصا من ذي قبل، ذلك الذي أعلن إلى، هذه المرة، قرب بداية الضربات. "حان الوقت. كل المعلومات التي تصلنا تشير إلى أن القذافي قد سَخِر منا بإعلان وقف النار المزعوم، وإلى أن سقوط بنغازي، في هذا الوقت الذي نتحدث فيه، لن يكون سوى مسألة ساعات، وربما دقائق، إن لم نتدخل. لكن ذلك سيتم. سنكون في المنطقة في الوقت المناسب. ستقصف الطائرات الفرنسية أولا، ثم تتلوها الكندية. أما الأمريكيون فسيصلون غدا. والعرب في الساعات التالية. لماذا لا يقومون بذلك مباشرة؟ لأن عندهم مشكلة في الطيارين. لكن ذلك لا أهمية له. إنهم يدعموننا بقوة."
انتابني شعور غريب بأن ما بينه، وبين القذافي قد تحول، فجأة، كما يقال في الروايات البوليسية، إلى "قضية شخصية".
وفي النهاية، مكالمة ثالثة، عند حوالي الساعة الثامنة مساء. كان هادئا. "تم تحييد قافلة أولى. لقد قمنا، منذ ساعتين، بتدمير سيارة مصفحة. لكن الأمر أكثر جدية الآن؛ فقد تم القضاء على أربع دبابات، الدبابات الأربع الأولى التي كانت على أبواب بنغازي. كانت طائراتنا هن من قصفن في المرتين. الطائرات الفرنسية. سنضرب طوال الليل إن تطلب الأمر. كانت معلوماتنا جيدة. لم تكن المدينة لتصمد ليلة أخرى. اعتقدت خلايا القذافي أنها استولت عليها بالفعل، وبدأت تكشف عن نفسها في الضواحي. لكنهم يختبئون الآن. لقد انتقل الخوف من معسكر إلى آخر. هذا حسن."
الأحد 27 مارس
ليس هناك شيء خاص. كان يريد فقط إخباري بآخر التطورات، وإحاطتي علما بأن الطيارين الفرنسيين على وشك البداية في قصف سرت. "قصف سرت في النهاية، أفهم ذلك، يدقق نيكولا ساركوزي...قصف بطاريات صواريخ الدفاع الجوي المنتشرة حول سرت...تحييدها واحدة تلو الأخرى مع الحرص، بالطبع، على عدم حدوث أخطاء جانبية..."
الأحد 27 مارس
سألته عن ماهية "المبادرة الدبلوماسية الكبيرة" التي مافتئت الإذاعات تعلن عنها، منذ الصباح، والتي ستعلن عنها، كما يقال، قمة لندن يوم الثلاثاء. فأجابني قائلا : "لا شيء. فالصحافة تبالغ. لكن هناك سوء فهم. ما تحدثنا عنه يوم الجمعة يكمن في المخرج الذي يجب فتحه الآن، بعد هذا الضغط، أمام جنرالات، ورجالات النظام، الذين يرغبون في الانشقاق عنه. أما فيما يتعلق بالقذافي. فلن تُقدم له أي تنازلات، وعليه أن يرحل." [...]
قلت له. إن شعورا غريبا يتملكني؛ فقد أصبح ما بينه، وبين القذافي، فجأة، كما يقال في الروايات البوليسية "قضية شخصية"، فضحك. فسألته لماذا لا يجيب.
الثلاثاء 29 مارس
حديث مع الرئيس
كان غاضبا من باراك أوباما، الذي كان " يرغب في الانسحاب". لقد تناقش معه البارحة. كان النقاش صعبا جداوحازما، وصعبا جدا. اقتنع بأن الولايات المتحدة تحاول ترك العملية.
"يقول في إصرار : إنه لأمر غريب جدا. لقد كانوا جيدين في البداية. جيدين جدا. كان هو، أوباما، من فصل بين جيتس، وكلينتون، عندما اتخذ قرار التدخل. لكن فجأة....لم أعد أفهم ما يجري...سينسحب، أنا متأكد من ذلك..."
السبت 9 أبريل
"ولد طفل في طبرق، منذ بضعة أيام، وسمي باسمك.
عفوا؟
ـ اسمه "نيكولا ساركوزي". اسم العائلة : لم أعد أتذكر. لكن اسمه : "نيكولا ساركوزي"،
ـ هذا غير معقول! "
برنار هنري ليفي في ميدان التحرير، ببنغازي، بتاريخ 13 أبريل. مارك روسيل/ أريزون/لايت ميدياسيون
الجمعة 20 مايو
يوم مشمس.
حرارة الصيف. شرفة قصر الإليزيه التي تطل على الحديقة. تفصل بيننا منضدة، من خشب أبيض.
"يمكنك الاحتفاظ بنظارتك، فالضوء قوي."
[...]
جاء دوره ليتكلم، ويخبرني، كما يقول دائما، شاعرا بنوع من اللذة في ذلك، "بمعلومات عن الجبهة". تم إغراق أسطول القذافي. استمرار الضربات. قرب تدخل المروحيات المقاتلة من نوع غزال، وتيجر، المزودة بصواريخ مضادة للطائرات من نوع هوت، كتلك التي استخدمت في أبيدجان؛ لتحييد آخر القوات الموالية لجباجبو. حذرني قائلا : "لا تتحدث عن ذلك. إنه أمر سري للغاية؛ للاحتفاظ بعنصر المفاجأة. سيغير ذلك وجه هذه الحرب..."
[...]
قفزت أمام عيني، اليوم، حقيقة جديدة، إنها الثالثة، أضعها في ملف تغيُّر ساركوزي بسبب ليبيا. تلك المتعلقة بالدعوة إلى الحفاظ على السر المتعلق بصواريخ هوت. هذا الحث على السرية. هل كان ساركوزي، الآخر، القديم، قادرا على ذلك؟ أكان ذلك الشخص نفسه، الذي رسمتُ صورته في المقال الذي طلبته مني صحيفة نيويورك تايمز، بعد الانتخابات مباشرة، والذي كان الشخصَ الوحيد الذي لا يملك طوية، من بين كل من أعرفهم (أولا لا توجد عنده الأنا العليا. لكن لا يملك، بخاصة، طوية، ولا تحفظا داخليا، النموذج الدقيق للشخصية السارترية الذي اختُصرت إلى شبكة من النيات، إلى نقطة"، قادرا على أن يفرض، على نفسه، قانون الصمت هذا؟
ليس أكيدا.
الأربعاء 1 يونيو
" الطائرات التي تحدثنا عنها، عندما التقينا في المرة الأخيرة، موجودة في عين المكان...
ـ هذا شيء ممتاز. لكن لماذا لزم ذلك كل هذا الوقت؟ الناس، في مصراتة، لا يعرفون لماذا. ليس للمقاتلين على الجبهة سوى كلمة واحدة تتردد على ألسنتهم..."
لم يتركني أكمل.
"كان علينا انتظار الإنجليز الذين كانت تعاني آلياتهم من مشاكل تقنية. لم نكن نرغب أن نبدأ بدونهم.
ـلنحسن الظن. لقد تصورت، على العكس تماما، مشهد منافسة تظهر فيه فرنسا متفوقة على بريطانيا. ذلك في مصلحة الليبيين
ـ لن أفعل ذلك بالتأكيد. فأنا أعمل مع كاميرون، منذ البداية، يدا بيد. لذا لن أتغير اليوم. ثم..."
لن أقسم أنه كان صادقا في تلك اللحظة.
"ثم هذه التسريبات التي ظهرت في الصحافة... لا بد من القول إنها لم تساعدنا."
رأيت، في الواقع، في الأيام الماضية، مقالا كبيرا، دقيقا، ومفصلا في صحيفة لوفيجارو. هل كان يلمح إلى أنني كنت مصدر ذلك الإفشاء؟ "لقد رأيت ذلك. لكنني قلت لنفسي : إن مصدر هذه التسريبات هو الإليزيه..."
لكنه أوقفني بسرعة قائلا:
"لا. لقد خرجت من وزارة الدفاع.
لم يدهشني ذلك إلا قليلا؛ فلونجيه كان ضد ذلك منذ البداية."
السبت 4 يونيو
أضاف، بنبرة ضجِر، أنه سينتصر في هذه الحرب، وأنه لا بد له من ذلك، لكن الفرنسيين، لا يهتمون بذلك في الواقع ـ فهم بطبيعتهم مهووسون بقضايا البطالة، والقدرة الشرائية.
"احتججت، وأنا أرى علامات الإنذار تومض على راداري الصغير الخبير بالمزاج الساركوزي فيما يتعلق بالحرب في ليبيا، قائلا بأنني لا أوافق على ذلك؛ فالشعوب، أيضا، تسعى إلى العظائم، أو على الأقل إلى احترام ذواتها.
ـ رد بنعم، أنَطق بها شاكا؟
الاثنين 6 يونيو
قلت، بدون تمهيد، : "لقد جلبت هذا"، وسلمته بعض صور من مصراتة، كان مارك روسيل قد جهزها له خصيصا. [...] استغرق في تأمل طويل للصور الخمس، كما صورت الأخيرة منها، التي أثارت اهتمامه أكثر من السابقات، مجموعةً من المقاتلين يقفون على تَلَّة في جبهة عبد الرؤوف، ويلوحون بالعلم الفرنسي، بينما ألوح، أنا، بالعلم الليبي.
قال : "إنه أمر مدهش. [...] إنه أمر مدهش...إنه لأمر مدهش حقا"
[...] "جهد بسيط آخر، ويصبح أصدقاؤنا على أبواب رأس لانوف، التي يعني الوصول إليها الوصول إلى الموانئ النفطية. مما يُمكن ملاك الثروة الوطنية الشرعيين من استردادها. إذن..."يَضع الصورة أسفا."...يستطيع الليبيون، في النهاية، أن يبدأوا في تحقيق رغبتهم العميقة في تمويل مجهودهم الحربي. لأننا قد سلمناهم في الأسابيع الأخيرة فقط، 40 طنا من الأسلحة. تلك كمية ضخمة. [...] وهو ما قلناه دائما. لقد وَفينا بوعدنا. غير..."عَبَس". "غير أن الوعد شيء، والوفاء به شيء أخر. كان هناك الكثير من الوعود. لكن عندما يتعلق الأمر بالوفاء بها، لا تجد، بالصدفة، كثيرا من الناس. إنها مشكلة حقيق. نحن وحيدون، والقذافي يعرف ذلك..."
تخطر على بالي، في كل مرة، يقول لي فيها إلى أنه وحيد، فكرة أن ذلك ثقيل جدا. [...]
"يجب على هذا النظام أن يفهم أننا جادون.
ـ قلت، متنفسا الصعداء، : أتراه لم يفهم ذلك بعد؟
ـ لا. لا أظن ذلك. يعتقد أن الوقت يلعب لصالحه هو، وأننا سنتعب، وأن التحالف سيتشقَّق.
ـ أليس الأمر كذلك؟
هو من سيقفز هذه المرة
الاثنين 13 يونيو
[ساركوزي :[ ـ سنغير الاستراتيجية، فقد تعود عليها القذافي؛ لذا فهو يحمي نفسه. لا بد من إيجاد عنصر المفاجأة.
ـ ما هي المتغيرات؟ أ يتعلق الأمر بنظام مقاربة الآليات، أم بتوقيت القصف، أم بالارتفاع؟
ـ نحن نفكر في ذلك... الارتفاع، بدون شك... يستخدم الانجليز مروحياتهم، كما لو كانت طائرات...سنقترب، نحن، من الأرض...أعتقد أننا نستطيع أن ننزل حتى بعد خمسين مترا منها... لكن ذلك يتطلب الخروج في الليل فقط، في ظروف قاسية الظلمة...
الخميس 30 يونيو
وجدته هادئا. بعيدا عن هذا الانفعال الذي بدأ يصفه به خصومُه، من جديد، هذه الأيام. مع هذا الشيء الحاد في أسفل الوجه، الذي لاحظته كثيرا عند من يعالجون من الإدمان.
"وصلتني رسالتك. "
تركت له رسالة أخبرته فيها بلقائي المحمودي، ورجالَ القذافي.
"مشكلة هؤلاء الناس تكمن في أننا لا نعرف من يمثلون، ولا نعلم هامش المناورة عندهم.
ـ قلت : هذا حق. لكن ألا يستحق هذا المحاولة، على الرغم من ذلك؟ حتى لا نندم على الأقل على عدم المحاولة.
[...]
"أوه، نَدم... ذلك ليس في طبعي. الآن، أنا أعمل. إذن أنا في الحرب. ولا مجال، بالنسبة لي، لاستخلاص جزء من الثانية يمكن أن أسخره لذلك.
ـ لا شك في ذلك. لكن هذا جزء من الحرب أيضا؛ فما بعد الحرب بضعٌ من الحرب. ما الذي سيجري في اليوم الذي سيعقب النصر؟"
[...]
"هذا مضحك. تتحدث مثل مستشاريَّ (يبتسم بمودة للوفيت). يقول لي جميعهم : "رئيس اليوم التالي...اليوم التالي..." بماذا يمكنني أن أجيب؟ نحن لا نتغير أبدا. أنا أحب، في الحقيقة، التركيزَ على عمل واحد، وأستغرق تماما في عمل اللحظة.
ـ حتى إن فكر آخرون، خلال هذا الوقت، في اللحظة القادمة؟ وحتى إن وضعوا أنفسهم في موقف يُمَكنهم، عندما تواتي الفرصة، من أن يسرقوا من فرنسا نصرها؟
ـ أوه... ما ذا تعني سرقةُ النصر؟ سيكون هناك، على كل حال، مثل هذه الديناميكية،
هل تعتقد أن السيدة روايال كان يمكنها أن تفعل ما فعلت؟
ـ أفكر فيما يعده الأمريكان، مثلا، يعلم الله أنني لست ضد الأمريكيين، لكن...
ـ وأنا كذلك! "
ثم ييستدرك:
"رغم أن لهم طريقة غريبة في لبس أحذية حجم 48، وفي طريقتهم في سحقك تحت أقدام أحذيتهم الضخمة، وعندما تصرخ : "لقد دهست قدمي!"، يجيبك: "هذا خطأك يا رجل! ماذا كنت تفعل تحت حذائي؟".
[...] "لست أحدَ مؤيديك، ورفقتنا ستنتهي، كما تعرف، في اللحظة التي ستنتصر فيها فرنسا في هذه الحرب. لكن لا أرى سببا يجعل الفرنسيين يكتفون بلعب دور صناع الحروب، في الوقت الذي يقوم فيه غيرهم بلعب صناع السلام.
ـ لست من مؤيِّدي... هذا مهم! هل تعتقد أنه كان يمكنها، السيدة روايال، أن تقوم بما قمت به؟ وأنه كان بإمكانك أن تكون جالسا إلى جانبها هنا، تتناقشان في الطريقة المثلى التي يجب على بلد ديمقراطي أن يَسلكها لحماية المدنيين؟ [...] عَمَّ كنا نتحدث؟ نعم، هذه الحرب. كنت أقول إننا سنربَحها."
استدرك. "في النهاية، نحن...من السهل أن نقول نحن. لأنه سيكون هناك، في النهاية، من... " قام بحركة تعبر عن العد. "الأمريكان، نحن متفقون على أنهم ليسوا هنا في الحقيقة. " الإصبع الثاني " "الإيطاليون، كان يمكن الاعتماد عليهم...لكن علينا أن نتساءل هل ظل لبرلسكوني عقل. "الإصبع الثالث. "الاتحاد الأفريقي. لقد قُمتَ بعمل جيد مع واد. لكن بدون زوما..."يحرك إصبعه الثالث في إصرار خاص. "يجب تذكُّر ذلك! لا يزال جاكوب زوما دائما هنا. ثم إصبعه الثالث، ورفع الرابع: "هناك الإنجليز، بالتأكيد. أوه الإنجليز ! " بما يوحي بأن لديه الكثير ليقوله عن الإنجليز. "الإنجليز جيدون. إنهم حلفاء رائعون. أعرف أنه، لولاهم، ولولا كامرون، ما استطعنا أن تحقيق ذلك كله. هناك مشكلة واحدة، تكمن في أنهم بحاجة لاستشارة ثلاثة مكاتب محاماة، لكي يطلقوا قنبلة واحدة. " ثم أضاف، لأنه لاحظ أنني لم أفهم، قائلا : "بلى. أنا، أستشير هيئة أركان حربي، فإن قالوا لي إنني أستطيع الذهاب إلى هناك، فإنني أذهب. أما هم...
[...]
الأربعاء 20 يوليو
(لقاء مع المتمردين [الثوار]، في الإيليزيه)
[ساركوزي :] "أتعتقدون أنه سيرحل؟
ـ يسأل رمضان ملتفتا، كما لو كنا نتحدث عن شخص وراءه، قائلا: من؟
ـ القذافي
أوه...! لا، لا أعتقد ذلك.
هذا رأيي. لذا يجب إرغامه.
ـ يسال رمضان في هيئة متواطئ، لماذا لا يتم قتله؟"
قام الرئيس، بذراع منبسطة، وكف مفتوحة، بحركة لإيقافه.
"أولا، لأنني لا أريد أن أجعل منه شهيدا. وثانيا، لأنني لست قاتلا.
ـ لكنه، هو نفسه، قاتل!
ـ نعم. لكن القتلة في الدول الديمقراطية يذهبون إلى السجون. "
ثم، بصوت خفيض
"لكن إن قتل في مواجهة، فذلك أمر آخر. أعتقد أن ذلك قد يكون خطأ، لكن لن تكون له علاقة بي. "
الجمعة 22 يوليو
تجرأت، لأول مرة، لأنني شعرت بأن عنده بعضُ الوقت، على أن أطرح عليه السؤال الذي يحرق شفتي منذ أسابيع، وأسابيع، : هل خامره شك يوما؟ [في عملية ليبيا]. انتفض قائلا :
"كيف ذلك؟"
ـ ليس في عدالة القضية، بالتأكيد. لكن في المخرج. في رحيل القذافي... في الجدول الزمني...
ـ أبد. أبدا
[...] سألته عما إذا كان قد حقق تقدما فيما يتعلق بوساطة أزنار.
نعم. بالتأكيد. لكن ليس أزنار، بل فليب جونزاليس. ذلك يعني أنها لم تنجح. هذا الشخص الموجود في طرابلس مجنون، طبيا. يجب فهم ما يعنيه ذلك. [...] أما أنا، فأعرفه. " [...]
[برنار هنري ليفي : ] "أريد أن أصدق ذلك. لكنه ليس متعصبا. إنه شخص قادر على الاستماع لما يقال له، وعلى تقويم ميزان القوى.
[...]
ـ يداه ملطختان بكثير من الدماء. لذا فهو يعلم أنه إن ترك، فسيَجد، بالضرورة، من يقتله يوما ما. "
الخميس 4 أغسطس
[ساركوزي] " [...] من حسن الحظ، بالمناسبة، أنني أقنعت كامرون بتأجيل سفرنا إلى بنغازي في شهر يوليو. تَخَيَّل أننا وصلنا في وسط عاصفة التأثر بموت عبد الفتاح يونس! لا. عندما نذهب، يجب أن تكون زيارتنا مشروعا فعليا. سنذهب لنتكلم، ونتوجه إلى سكان بنغازي، لنقول أشياء قوية [...] لقد قرأت، بالمناسبة، ما كتبتَ عن يونس. لقد كنتَ على حق. سيجدون لنا بالطبع، ثلاثَ خلايا إسلامية متسللة! ما أكبرها من صفقة! كما لو لم يحدث، أبدا، تسللٌ في كل مثل هذه الحالات! [...] لا أهمية لأمزجة المصابين بمرض ميونيخ، مقارنةً بالنهاية التي لا شك فيها. سيكون النصر حليفَنا. النصر هو النصر، ولن يأتيَ أحد ليقول : "كم كان طويلا.! كم تأخر. كم كنا نفضل أن تكون الحرب أقل تعثرا، الخ.!" سيُسرِع الوقت، في لحظة ما، وسَيسحَق كل شيء، كما لو تم ذلك عبر عدسة مقربة. ولن نشعر، بمرور الأيام، بأن الحرب كانت طويلة. سيكون هذا النصر، في الحقيقة، في مستوى الصعوبات، والتحديات. لذا لا بد من الحذر! فما يجري يتجاوز شخصى، ويتجاوز ولايتي، إذ يتعلق بمكانة فرنسا التي نحن على وشك بنائها في العالم العربي. إنه النظام العالمي، وأسلوبُ العلاقات الدولية، اللذان نحن في سياق تحديدهما فيما يتعلق بالعقود الزمنية القادمة. إنه حدث بعيد المدى، وزلزال بطيء. كل ذلك يحتاج إلى قليل من الصبر.
الجمعة 19 أغسطس
أخبرني ساركوزي، هذا الصباح، بأنه سيلتقي بجبريل يوم الأربعاء، دوفيلبان في جربة؟ يزعم أنه لا علاقة له بالأمر. كان يمكنه أن يُوقعه في هذا الفخ، لكنه لم يفعل. يريد الجميع، على كل حال، التدخل في كل شيء الآن.
عدل سابقا من قبل ام سيف في الإثنين 14 نوفمبر - 22:10 عدل 1 مرات
ام سيف-
- الجنس :
عدد المساهمات : 6556
نقاط : 19830
تاريخ التسجيل : 05/08/2011
رد: مقتطفات من كتاب برنار هنري ليفي: "خَوض الحرب كُرها" --ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
لعنة الله عليك وعلى اسمك
وان شاء الله نهايت الغرب والخونة قربت
وان شاء الله نهايت الغرب والخونة قربت
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
انا ساكن في قلوب الملايين
صديقي الشهيد حمادة
فلسطيني محب القذافي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 11171
نقاط : 21108
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
رد: مقتطفات من كتاب برنار هنري ليفي: "خَوض الحرب كُرها" --ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
لعنة الله عليك وعلى اسمك
وان شاء الله نهايت الغرب والخونة قربت
وان شاءالله انتم المهزومين ونحن المنتصرين
وان شاء الله نهايت الغرب والخونة قربت
وان شاءالله انتم المهزومين ونحن المنتصرين
????- زائر
رد: مقتطفات من كتاب برنار هنري ليفي: "خَوض الحرب كُرها" --ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
ساركوزي :ستنتصر فرنسا في هذه الحرب
لعنة الله عليك
وان شاءالله انتم المهزومين ونحن المنتصرين
لعنة الله عليك
وان شاءالله انتم المهزومين ونحن المنتصرين
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
طرابلس عاصمة الجماهيرية
ام سيف-
- الجنس :
عدد المساهمات : 6556
نقاط : 19830
تاريخ التسجيل : 05/08/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة : كتاب يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي : برنار هنري ليفي : الحرب دون أن نحبها
» برنار هنري ليفي .. خبايا الحرب الليبية ..خطير جدا
» فرنسا: من ساركوزي الى هولاند و من برنار ليفي الى لوران فابيوس
» برنار هنري ليفي في كتابه الجديد يكشف خبايا واسرار الحرب الليبية
» الغويل: سأقاضي ساركوزي مجرم الحرب وعراب الربيع العربي برنار ليفي لدورهم فى تدمير ليبيا
» برنار هنري ليفي .. خبايا الحرب الليبية ..خطير جدا
» فرنسا: من ساركوزي الى هولاند و من برنار ليفي الى لوران فابيوس
» برنار هنري ليفي في كتابه الجديد يكشف خبايا واسرار الحرب الليبية
» الغويل: سأقاضي ساركوزي مجرم الحرب وعراب الربيع العربي برنار ليفي لدورهم فى تدمير ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي