فضائح حكام قطر

من طرف ميار الإثنين 30 مايو - 1:32

[b][size=29]قطر بين الوجه العربي والتوجه الإسرائيلي
تتباهى قطر بوجهيها المتناقضين.
تملك الجرأة على استضافة خالد مشعل ورفاقه, قبل الاستقرار في دمشق, تجنباً لمحاولات الاغتيال الإسرائيلية. وهي تجرؤ على احتضان عزمي بشارة وتوفر له الحماية ومركز الأبحاث. وهي لا تخشى لومة لائم, أميركي أو إسرائيلي, في إعادة إعمار بعض ما دمرته إسرائيل في جنوب لبنان. وهي أيضاً لا تشعر بالحرج من منح «الثوريين» و«التقدميين», من سياسيين وإعلاميين ومثقفين, لبنانيين ومصريين وجنسيات أخرى, كل أنواع الدعم المباشر وغير المباشر, عبر العطاءات والمشاريع والمقاولات والاستيراد والتصدير. وهي لا تبخل طبعاً بفتح «جزيرتها» لهؤلاء وأخذ راحتهم في لعن أميركا وإسرائيل, وكل من يتصل ويتواصل معهما.
الوجه الآخر لـ«العملة» القطرية «الذكية» والمتذاكية نراه مصكوكاً بعلاقات حميمة مع إسرائيل, وبتبعية مكشوفة للولايات المتحدة.

فيها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة. وإليها يذهب شيمون بيريز وباراك وليفني وغيرهم معزَّزين مكرَّمين. وعلى شواطئ الأرض المحتلة تقوم قصور الاستجمام القطرية.
لا يمكن الاستخفاف بالعقل, وبالتالي, اعتبار هذه السياسة الانتهازية لغزاً معقداً لا يقبل التفسير, إلا إذا كان المفسرون يعتبرون الغباء مصدر رزق وفير.
مع كل هذا, لم تعد هناك تناقضات بين كشف المستور وستر المكشوف. فقد ملّ الناس استعراض فضائح النظام العربي, خصوصاً مع فقدان «طاقية الاخفاء» لقوتها السحرية.
لم يعد مهماً القول إن قطر تحافظ على قضايا العرب المركزية, طالما أن ذلك ليس أكثر من مبرر للعلاقات الجدية مع إسرائيل.
لا تحتاج قطر الى كل البذخ والجهد لتغطية «السماوات بالقباوات», كما يقول العامة, بعد أن غابت الدهشة, وسقط الاستغراب, وأصبح الاستهجان, ومعه التنديد والاستنكار, بلا معنى… وبمعنى آخر, فهي غير مضطرة للبس الوجه العربي في توجهها الإسرائيلي.
انتهى زمن مصالح الأمة, ولا داعي بعد الآن لمراعاة مشاعر الشعوب العربية, ومن ثم, تحسين الصور المشوهة, وتجميل المواقف البشعة.
تستطيع الأنظمة العربية أن تثق بسياساتها ومبادراتها التنازلية, وأن تقدم عليها من دون احراج من «قلة» تسير على طريق الانقراض والعزلة, فهي تكتب لشعوب لا تقرأ. وتصرخ في آذان لا تسمع. وتحرِّض جماهير تقطعت بها السبل الى الوحدة وفلسطين… والعراق.
هذه فرصة نادرة. إنه موسم التنزيلات. تماماً كالمحال التجارية في آخر كل موسم.
تنازلوا… فقد انتهى موسم الرأي العام. بيعوا كل شيء, ولو بأقل الأثمان, استعداداً لعرض «الموديلات» الحديثة للشرق الأوسط الجديد في واجهات حكوماتكم, تلك الواجهات التي تبهر الجمهور بأنوار «السلام» الفلسطيني, وديكورات تحرير العراق
[/size]

منقول من مدونة فصيح العرب[/b]