هل بدأ مخطط تقسيم الدول العربية؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل بدأ مخطط تقسيم الدول العربية؟
نواف مشعل السبهان
السماء العربية ملبدة بالغيوم البيضاء وبشائرها من تونس, والسوداء ونذرها واضحة جلية في لبنان والسودان وقبلهما العراق. تونس شهدت حالة ثورية جديدة لا صلة لها بالثورية العربية التي اعتدناها, ثورة شعبية دون عسكر ولا قيادات تركب موجة الجماهير وتتحول مع الوقت إلى زعامات مؤبدة, كما تجربة الثورات العربية. الصراع الداخلي اللبناني, الذي أصبح عادة لبنانية وحالة مستحكمة في الممارسة السياسية فيه, جعل من لبنان مصدرا دائما للقلق العربي, وبؤرة توتر تسخن وتبرد حسب الطقس السياسي الإقليمي والدولي, إلا أن الحالة السودانية تبقى هي أكثر النذر سوداوية في الأفق العربي.
انفصال جنوب السودان, الذي بات مؤكدا وواقعا, وكأول حالة تقسيم لبلد عربي, يطرح سؤالا بالغ الخطورة والجدية وهو هل: بدأ فعلا مخطط تقسيم دول عربية؟
نحن هنا لا نتحدث عن مجرد نظرية ''مؤامرة '' يعتبرها البعض نتاجا لحالة مرضية إسقاطية يحركها الوهم من ناحية, والهروب من المسؤولية من ناحية أخرى، بإلقاء الأسباب على قوى خارجية كالعدو الصهيوني وليس لقصور ذاتي موجود فعلا, وهو أحد أبرز أسباب نجاح التآمر, بل نرتكز على وقائع وأدلة تؤكد أن مؤامرة مخطط تقسيم الدول العربية, خاصة المحيطة بكيان العدو هي جوهر نظرية الأمن الإسرائيلي منذ إنشائه وسيبقى هدفا مستقبليا له, ومفهوم أمن كيان العدو قام وما زال على رهان تفتيت دول عربية معينة طائفيا وعرقيا, وإذا لم يكن ذلك متاحا في مرحلة ما توضع بذوره بالعمل على بث النزاعات والفتن داخل هذه الدول العربية لجعلها مهيأة فيما بعد لتحويلها إلى مشاريع تقسيم حقيقية, والسودان مثال على ذلك بمرحلتيه, ولبنان مثال آخر بمرحلته الأولى.
بدأ مخطط تفتيت الدول العربية وتقسيمها كقاعدة لضمان أمن كيان العدو منذ أول وزير خارجية له موشى شاريت, وهو مفكر قبل أن يكون سياسيا, حيث وضع تقريرا حدد فيه أن تحقيق مفهوم أمن الكيان يعتمد على العمل على تقسيم الدول العربية, واعتبر أن البداية يجب أن تكون بلبنان, ناصحا باللعب على الوضع الطائفي اللبناني, وتزامن ظهور هذا المخطط الجهنمي مع إنشاء كيان العدو على يد الكاتب الأمريكي اليهودي برنارد لويس ونشر في مجلة ''البنتاجون'' الأمريكية، وجاء فيه ''إن العراق يجب أن يقسم لدولة كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب, وهذا الحادث فعلا في العراق اليوم, وأن السودان يجب أن يقسم إلى دولتين عربية في الشمال وإفريقية في الجنوب, وقد تحقق الآن, ولبنان يقسم إلى خمس دويلات سنية وشيعية وعلوية ومسيحية ودرزية, ونذر ذلك موجودة حاليا, وتقسم مصر إلى دولة في الشمال وأخرى في الجنوب, ولعل تحريك العصبية النوبية أخيرا مؤشر على ذلك'', وجاء في مذكرات شامير رئيس وزراء العدو الأسبق أن بن جوريون مؤسس كيان العدو تحدث إليه عن بداية تنفيذ مخطط برنارد لويس والبداية تكون من لبنان, وأنهم استعانوا بضابط ماروني ليبث الفرقة بين السنة والشيعة والمسيحيين والمارونيين فيه! وذكر ابن جوريون أنه ''لا بد من تقوية الميول الانفصالية والانعزالية للأقليات في العالم العربي والإسلامي وتحريكها لتدمير مجتمعاته المستقرة'', وفي هذا السياق, وكدليل على أن مخطط تفتيت الدول العربية حقيقة وليس وهم نظرية تآمر مدعاة, هاهو أريل شارون يؤكد ذلك وهو يتحدث في محاضرة عام 1981 بأن استقرار إسرائيل لا بد أن يكون على حساب انهيار المجتمعات العربية, مؤكدا أن استراتيجية تفتيت العالم العربي تبدأ من الثمانينيات!
نجاح أي مخطط كان يعتمد على عنصرين, الأول امتلاك قدرة فعل, والثاني ضعف الطرف المستهدف وسهوله اختراقه والتأثير فيه, المؤسف والمحزن أن الموقف العربي الذي تهلهل وتضعضع خلال العقدين الماضيين بعد الوقوع في مخادعة السلام الكاذبة, وانفراط عقد العمل العربي المشترك وأسسه, وفر شرط الضعف الذي جعل مثل هذه المخططات تنفذ بعد أن أصبح الانفراد بكل دولة عربية على حدة ممكنا, وما لم يتدارك العرب ذلك فستجري السكين على رقاب الجميع, ونصبح نغني حزنا أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
السماء العربية ملبدة بالغيوم البيضاء وبشائرها من تونس, والسوداء ونذرها واضحة جلية في لبنان والسودان وقبلهما العراق. تونس شهدت حالة ثورية جديدة لا صلة لها بالثورية العربية التي اعتدناها, ثورة شعبية دون عسكر ولا قيادات تركب موجة الجماهير وتتحول مع الوقت إلى زعامات مؤبدة, كما تجربة الثورات العربية. الصراع الداخلي اللبناني, الذي أصبح عادة لبنانية وحالة مستحكمة في الممارسة السياسية فيه, جعل من لبنان مصدرا دائما للقلق العربي, وبؤرة توتر تسخن وتبرد حسب الطقس السياسي الإقليمي والدولي, إلا أن الحالة السودانية تبقى هي أكثر النذر سوداوية في الأفق العربي.
انفصال جنوب السودان, الذي بات مؤكدا وواقعا, وكأول حالة تقسيم لبلد عربي, يطرح سؤالا بالغ الخطورة والجدية وهو هل: بدأ فعلا مخطط تقسيم دول عربية؟
نحن هنا لا نتحدث عن مجرد نظرية ''مؤامرة '' يعتبرها البعض نتاجا لحالة مرضية إسقاطية يحركها الوهم من ناحية, والهروب من المسؤولية من ناحية أخرى، بإلقاء الأسباب على قوى خارجية كالعدو الصهيوني وليس لقصور ذاتي موجود فعلا, وهو أحد أبرز أسباب نجاح التآمر, بل نرتكز على وقائع وأدلة تؤكد أن مؤامرة مخطط تقسيم الدول العربية, خاصة المحيطة بكيان العدو هي جوهر نظرية الأمن الإسرائيلي منذ إنشائه وسيبقى هدفا مستقبليا له, ومفهوم أمن كيان العدو قام وما زال على رهان تفتيت دول عربية معينة طائفيا وعرقيا, وإذا لم يكن ذلك متاحا في مرحلة ما توضع بذوره بالعمل على بث النزاعات والفتن داخل هذه الدول العربية لجعلها مهيأة فيما بعد لتحويلها إلى مشاريع تقسيم حقيقية, والسودان مثال على ذلك بمرحلتيه, ولبنان مثال آخر بمرحلته الأولى.
بدأ مخطط تفتيت الدول العربية وتقسيمها كقاعدة لضمان أمن كيان العدو منذ أول وزير خارجية له موشى شاريت, وهو مفكر قبل أن يكون سياسيا, حيث وضع تقريرا حدد فيه أن تحقيق مفهوم أمن الكيان يعتمد على العمل على تقسيم الدول العربية, واعتبر أن البداية يجب أن تكون بلبنان, ناصحا باللعب على الوضع الطائفي اللبناني, وتزامن ظهور هذا المخطط الجهنمي مع إنشاء كيان العدو على يد الكاتب الأمريكي اليهودي برنارد لويس ونشر في مجلة ''البنتاجون'' الأمريكية، وجاء فيه ''إن العراق يجب أن يقسم لدولة كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب, وهذا الحادث فعلا في العراق اليوم, وأن السودان يجب أن يقسم إلى دولتين عربية في الشمال وإفريقية في الجنوب, وقد تحقق الآن, ولبنان يقسم إلى خمس دويلات سنية وشيعية وعلوية ومسيحية ودرزية, ونذر ذلك موجودة حاليا, وتقسم مصر إلى دولة في الشمال وأخرى في الجنوب, ولعل تحريك العصبية النوبية أخيرا مؤشر على ذلك'', وجاء في مذكرات شامير رئيس وزراء العدو الأسبق أن بن جوريون مؤسس كيان العدو تحدث إليه عن بداية تنفيذ مخطط برنارد لويس والبداية تكون من لبنان, وأنهم استعانوا بضابط ماروني ليبث الفرقة بين السنة والشيعة والمسيحيين والمارونيين فيه! وذكر ابن جوريون أنه ''لا بد من تقوية الميول الانفصالية والانعزالية للأقليات في العالم العربي والإسلامي وتحريكها لتدمير مجتمعاته المستقرة'', وفي هذا السياق, وكدليل على أن مخطط تفتيت الدول العربية حقيقة وليس وهم نظرية تآمر مدعاة, هاهو أريل شارون يؤكد ذلك وهو يتحدث في محاضرة عام 1981 بأن استقرار إسرائيل لا بد أن يكون على حساب انهيار المجتمعات العربية, مؤكدا أن استراتيجية تفتيت العالم العربي تبدأ من الثمانينيات!
نجاح أي مخطط كان يعتمد على عنصرين, الأول امتلاك قدرة فعل, والثاني ضعف الطرف المستهدف وسهوله اختراقه والتأثير فيه, المؤسف والمحزن أن الموقف العربي الذي تهلهل وتضعضع خلال العقدين الماضيين بعد الوقوع في مخادعة السلام الكاذبة, وانفراط عقد العمل العربي المشترك وأسسه, وفر شرط الضعف الذي جعل مثل هذه المخططات تنفذ بعد أن أصبح الانفراد بكل دولة عربية على حدة ممكنا, وما لم يتدارك العرب ذلك فستجري السكين على رقاب الجميع, ونصبح نغني حزنا أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
المدير العام-
- الجنس :
عدد المساهمات : 654
نقاط : 11182
تاريخ التسجيل : 26/02/2011
رد: هل بدأ مخطط تقسيم الدول العربية؟
بدا المخطط فعلا و الايام ستثبت ذالك
ليبيا1969-
- الجنس :
عدد المساهمات : 156
نقاط : 10386
تاريخ التسجيل : 26/02/2011
مواضيع مماثلة
» برنارد لويس صاحب مخطط تقسيم الدول العربيه...
» قناة العربية تعترف ان ما يجري في سوريا هو تقسيم على حسب مخطط المؤرخ اليهودي برنارد لويس
» أخطر دراسة مسربة من البنتاغون: مخطط يقضي بتفتيت الدول العربية قبل 2015
» تعرف علي برنارد لويس صاحب مشروع تقسيم الدول العربية والإسلامية ... للشيخ المجاهد محمد رسلان حفظه الله
» مخطط اليهود فى تقسيم مصر
» قناة العربية تعترف ان ما يجري في سوريا هو تقسيم على حسب مخطط المؤرخ اليهودي برنارد لويس
» أخطر دراسة مسربة من البنتاغون: مخطط يقضي بتفتيت الدول العربية قبل 2015
» تعرف علي برنارد لويس صاحب مشروع تقسيم الدول العربية والإسلامية ... للشيخ المجاهد محمد رسلان حفظه الله
» مخطط اليهود فى تقسيم مصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي