رسالة أحوازية مفتوحة للمؤتمر الخليجي الـ 32

من طرف SUNTOP الإثنين 19 ديسمبر - 22:40

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رسالة أحوازية مفتوحة للمؤتمر الخليجي الـ 32

شبكة البصرة

بعد 31 قمة خليجية خلال عدة عقود بعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي حتى الآن، مازال المجلس متراخيا في مسيرة تكامله، غير متفق على اتخاذ سياسة واضحة، متحدة ومؤثرة لأهم التحديات التي تواجه المجلس وتواجه دوله واستقرارها و تهدد شعوبها من قبل الجارة الطامعة بثرواتهم وبأوطانهم إيران الفارسية التوسعية، الأمر الذي سمح بتغلغل ممنهج لهذا المعتدي بطرق مختلفة في المجتمع الخليجي، خصوصا عن طريق حلفاء النظام من العرب مثل النظام السوري، تارة بواسطة تحريك طائفي صفوي عدواني وعنصري، وتارة أخرى عن طريق عناصر تخريب مأجورة من اجل ضرب استقرار هذه الدول، ونتيجة لهذا التخبط الخليجي الذي استمر طويلا، طالت التدخلات الفارسية معظم دول الخليج والجوار العربي عموما، حتى وصلت الأوضاع الى ما هي عليه اليوم، حيث أصبح واجب على هذه الدول اتخاذ قرارا حاسما لإنهاء هذا الترديد والتلكؤ وبدون تأخير من اجل إيقاف الأطماع هذه بثروتها وترابها واستقرارها الى الأبد وعليها ان تغلق الأبواب على أي نفوذ إيراني يستهدفهم ويستهدف وحدتهم مستقبلا.

بعد المخاطر الجمة التي واجهتها معظم الدول العربية في الخليج من التدخل الإيراني خلال العقود الثلاث الماضية، أصبح متوقع وبعجالة من الدول الخليجية الست في قمتهم هذه اتخاذ موقف موحد لحماية مستقبل دولهم وإبعاد أي شكوك بصدق وحدتهم وبقوة جمعهم وبوحدة كلمتهم، وان يتحركوا متحدين على عدة جبهات لمواجهة الخطر الإيراني ولا يكتفوا بالتحالفات مع الدول الكبرى التي لا تكترث بمصالحهم بقدر ما هي تتحرك لمصالحها وبشراء السلاح وتوسيع الجيوش واستنزاف ثروات شعوبهم لهذا الغرض، بل على الدول الخليجية ان تبني إستراتيجية مؤثرة وتستخدم أساليب المواجهة غير المباشرة الأخرى أيضا لهذا الخطر خصوصا في هذه الفرصة التي كثر فيها النظام الإيراني من أعداءه في الخارج والداخل، وهذه كلها أوراق مهمة يمكن لهذه الدول ان تستخدمها كلها معا وفي آن واحد.

ولتضعيف الموقف الإيراني و لشل تدخلاته وتجفيف ينابيع إرهابه، على الدول الخليجية ان تتخذ موقفا حاسما تجاه النظام السوري الحليف والنافذة الرئيسية للنظام الإيراني في العالم العربي والخلاص منه قبل ان يتمكن من إعادة قواه، وان تتخذ إجراءات مختلفة من هذه الدول لاحتضان القوى العراقية المتضررة من السياسة الإيرانية في العراق، وأيضا عليهم ان يسندوا القضية الفلسطينية بمساعدتهم للفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا بهدف إبعادها عن النظام الإيراني وهم الآن بأمس الحاجة لمن يسندهم بعد زوال نظام الدكتاتور بشار الأسد، وفتح الملف الأحوازي الذي سيلعب فتحه دورا عظيما في التغيير القادم في داخل إيران خاصة وان الأحوازيين متحالفين مع الشعوب غير الفارسية الأخرى لمواجهة النظام الإيراني ويريدون تفكيكه وهدم قوته، وبهذه الآليات المختلفة المؤثرة والمتوفرة عمليا ستغلق كافة الأبواب الإقليمية التي يدخل منها هذا العدو،....

من جانبه، الشعب الأحوازي الذي عانى الكثير خلال 87 عام من الإحتلال، هو جاهز لبناء جبهة عريضة داخلية من الشعوب غير الفارسية ضد النظام الإيراني الإحتلالي وهم صاحبي مصلحة بتضييق الخناق على المطامع الإمبراطورية الفارسية- الطائفية مثل ما دول الخليج العربي الشقيقة هي صاحبة مصلحة بذلك، ومن هذا المنطلق ندعو دول الخليج ان لا تتراخى في اتخاذ قراراتها لتوحيد كلمتها لبناء إستراتيجية خليجية-الأحوازية موحدة للوقوف بوجه هذا العدو الذي وقف ثمان سنوات بعنصرية أمام إرادة المجتمع الدولي من اجل النفوذ في العراق ومن خلاله في الخليج العربي، رافضا لكافة قرارات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وهذا الحقد الفارسي ضد العرب ازداد عمقا يوم بعد يوم، وإعطاء أي فرصة بعد اليوم للنظام الإيراني وخصوصا في ما يخص فرصة امتلاكه للسلاح النووي، ستكون فاجعة لهذه الدول. انها فرصة تاريخية بالنسبة للدول العربية لن تعوض مستقبلا لإيقاف التوسع الإيراني حيث ان النظام يمر الآن بأزمتين كبيرتين، معارضة واسعة من الشعوب ومن بعض أجنحته و وضع اقتصادي متدهور جدا داخليا وتوحد دولي ضده خارجيا، والتأخير في تحجيمه وتفككه لا يساعد بعودة هذه الفرصة مرة أخرى مستقبلا، ولن نبالغ إذا قلنا انه يمكن لهذا النظام ان ينفذ ويفكك هذه الوحدة الخليجية مستقبلا ويمكن فرصة هذه القمم لن تعود و لن تجلس هذه الدول مستقبلا تحت سقف واحد وتعيد جلساتها ومشاوراتها بأمان في عواصمها، حيث ان النظام الفارسي هز أركان عدد من الدول الخليجية حتى الآن وتسبب لسقوط دول فيها بنفوذه في اعلي هرمها ولن يتوانى وسيعمل المستحيل لتفكيك هذه القوى الخليجية الموحدة مستقبلا ان لم تحافظوا على هذه الوحدة بقرارات تمنع من أي نفوذ إيراني في جمعكم، ولكم القرار يا سادة القوم.

محمود أحمد الأحوازي
الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز
‏18‏/12‏/2011

شبكة البصرة

الاحد 23 محرم 1433 / 18 كانون الاول 2011

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط