وصلتني رسالة(2)

الجزء الأول: https://www.zangetna.com/t30313-topic

أمسكت الظرف بيدي.. يا إلهي إنها ترتجف، بل كلي أرتجف، فهذا الظرف يحمل إجابات عن أسئلة كثيرة لطالما راودتني، لم أستطع التحكم بيدي حتى أني خشيت أن أخطئ وأمزقها أعدتها إلى الطاولة وأخذت نفسا عميقا..
@ يا رب لطالما انتظرت هذه الرسالة يا رب أنزل علي صبرا وثبتني وطمئني عن أهلي يا رب لا تحمل لي هذه الرسالة إلا كل خير يا رب العالمين..
أخذت الرسالة من جديد بقلب ثابت ويدان ترتجفان ولكن بمعدل أبطأ من السابق..
@ بسم الله الرحمن الرحيم..
فتحت الظرف.. أمسكت الورقة وبت أبوسها وأضمها وأشم فيها رائحة بلادي أحس فيها نبض أمي وأبي وشوق إخوتي بيتنا غرفتي وكل شيء، أشعر أن ليبيا بكاملها قد أرسلت لي في ورقة، أبكي وابكي ولا تتوقف دموع عيني، حتى أنني خشيت أن أبللها وأحرم مما حملته على سطورها..
وضعتها جانبا وأخذت أمسح دموعي بطرف قميصي، ثم مددت يدي لأخذها مجددا فإذا بيديه تسبق يدي..
@ أأوه .. فزعتني عادل، لماذا لم تتكلم؟، ولماذا أخذت الورقة؟..
*لأنه منذ 5 دقائق وأنا أكلمك ولا تجيبين، من أعلى السلم وأنا صباح الخير... أسعد الله صباحك.. ما الذي أيقظك باكرا.. وأنت لست معي ومزاجك غريب تبكين وتضحكين وتضمين الورقة وتشكرين الله ولم اعرف ما السبب أخبريني أو ربما إذا قرأت هذه الورقة وصلتني الإجابة ..
@ لالالا لا تقرأها رجاءا، ثم هل أنت هنا كل هذا الوقت ولم أنتبه لك؟!
*ألم أقل لك أنك غريبة.. أخبريني بكل شيء وإلا سأقرؤها هيا تكلمي..
@ إنها رسالة من أبي كتبها منذ 3 أشهر وأرسلها مع أحدهم ووصلتني من نصف ساعة وأنا أجلس أمامها ومترددة في قراءتها وعندما قررت أن أقرأها أخيرا التقطتها يداك قبل أن أصلها..
*ومع من أرسلت؟ وكيف تفتحين الباب لهذا المرسل ولا توقظيني؟
@ أرسلت مع أحدهم وكان قد رأى أبي وعندما علم أبي بأنه قادم إلى هنا أرسلها معه، ثم بالله عليك ليس هذا وقت فتحي للباب دعني أقرؤها هيا.
*أنت تعرفين أنني لا احب أن تفتحي الباب لأي من الليبيين وتعرفين أن هذا يوترني ويعصبني فلما لم تسالي من بالباب ثم تناديني و..
@ كفى أرجوك وأعطني الرسالة وآسفة جدا لفتحي الباب آسفة.
*سارة يضايقني جدا أسلوبك فكل مرة تكررين الخطأ ومن ثم تقدمي عذرك ببساطة ويستوجب على عادل أن يقبله كيف ما كان..
@ عادل أتريد أن نتشاجر لأمر تافه كهذا
*ومن قال إنه تافه.
@ حسن اخبرني ماذا تريد الآن؟
*لا فائدة من الحديث معك فلماذا أتعب نفسي.
كان يبتعد عني والغضب يملأ وجهه، تغاضيت عن ذلك وناديت بأعلى صوتي..
@ إلى أين؟ عادل.. عادل هات الرسالة هاتها .
*لن تقرئيها الآن ما دمت لا تكترثِ لغضبي واعتبريها عقوبة لتصرفك هذا، ولا تقلقِ فلن أقرأها أنا أيضا، على الأقل لو أيقظتني وقابلت الرجل كنت عرفت جديدا عن أخبار البلاد من قلب الحدث فأنت لا تصدقين الجزيرة ولا العربية وتقولين قنوات الكذب..
@ لا تقود الحوار إلى ذلك الطريق فهو مسدود فلا أقنعك ولا تقنعني، ولكن رجاءا أعدني بألا تقرأها..
*قلت لك لن أفعل ولا أظنني قد رجعت من قبل عن كلمة قلتها، أعدي الإفطار وبعد تناوله سأتركك معها وأذهب إلى الجامعة.
(تبا لك دائما يكون ردك جاهزا) كان هذا ردي ولكنني أسررت به في نفسي ولم أبحه أمامه، ولكنني حقا أعلم أنه ينزعج إذا ما تكلمت مع ليبي أو فتحت له الباب أو ..أو... على الرغم من أني لم أفهم السبب فإذا كان بدافع الغيرة فهل غير الليبيين ليسوا رجالا في نظره؟!، لطالما حيرني هذا في شخصيته، ليس في شخصيته هو فقط للأمانة فإخوته من الليبيين في هذا كثر، ولكن المشكلة هو أنه حرمني من الرسالة وأجل قراءتها ...لأذهب واحضر الفطور بسرعة كي يعطيني الرسالة...
وضعت مغلات القهوة على نار هادئة، وجهزت البسكويت، وسافرت مع خيالي فيما قد تحمله الرسالة، في حال بلادنا في السابق، وحالها الآن أو ربما انعدام حالها الآن، علاقات الناس ببعض لابد أنها تغيرت، لابد أن أبي وأمي قلقان بشأني أنا وعادل، فأنا من مدينة تقف على أقصى اليمين وهو من أخرى تقف على أقصى الشمال..
منذ بداية الأزمة كان عادل يشاطرني الرأي ويقف معي على نفس الضفة، كنت أشجعه ويشجعني، كنا حقا نؤازر بعضنا ونقوي بعضنا، ولكن بعد أن تفاقمت الأوضاع وبعد أن وصلت الأحداث لمدينته وأصبح أهله وإخوته في قلب المعركة وأصبح الخطر محدق بهم، بدا يظهر عليه التغيير أصبح خوفه على أهله يغلب إيمانه بأي شيء أخر، كنت أحاول أن أسانده وأثبته وأمنع التخاذل من أن يصل إلى أعماقه، ولكنني كنت أضع نفسي مكانه واقدر موقفه بغض النظر عن كل شيء عمن بدأ ومن أخطأ كنت أضع أمام عيني أن أهله في خطر وإخوته يقاتلون في أرض المعركة والموت يحدق بهم من كل جانب، فعندما كنت أناقشه وكان يذكر لي كل هذا ما كان مني إلا أن أصمت وأبكي على حال وصلنا إليها وأقول يا رب الفرج.
هذا من ناحية أهله، ومن ناحية أهلي فهم في العالم الأخر وأبناء عمي كانوا جنودا في الجيش وكلما كنت أكلم أهلي يطمئنوني بأن النصر قادم والنصر قريب، كنت أشعر بالفرح وأقول الحمد لله ولكنني كنت أرى الحزن والقلق في عينيه، فأقطع المكالمة وأنهيها أو أكلمهم بعيدا عنه، حتى انقطعت الاتصالات نهائيا ولم يعد لأحدنا أن يواصل أهله ، فعلى الرغم من أنه يتعصب أحيانا و يقف عند الجانب الأخر لكنه لم يخطئ يوما بحق أهلي وأبناء عمي ولم يدع أمامي على الأقل إلا بالفرج.
بعد أن تطورت الأحداث وسمع هو أخبار أهله واطمأن نوعا ما عنهم وأنهم بخير، كانت مدينتي محاصرة، كانت دموعي كل ليلة تغسل فراشي قلقا على أهلي وإخبارهم، وكان هو نعم السند لي، وحتى عندما كان يكلم أهله وإخوته يتلفظون عن مدينتي وأهلي بألفاظ أقل ما يقال عنها أنها مهينة كان يسكتهم أو ينهي المكالمة ويعتذر نيابة عنهم، وأمه كذالك كانت دائما تقول له اتركها وسنزوجك ببنت من بنات الثورة، اترك هذه الخائنة ودعها سينفعها الطاغية وأعوانه، كلامها كان ينزل كالسيف على مسامعي ولكنه لم يكن يسكت كان يدافع عني دائما ويقول لها كل هذه الثورة التي تقولين عنها لا تساوي ظفر سارة..
سبحان الله، هذه الدنيا تضعنا في مواقف أحيانا اذا نظرنا إليها من الخارج لا نستوعبها ولا نستوعب تصرفاتنا فيها، ولا نرحم أنفسنا ولا نجد مبررات لنا إزاء هذه التصرفات، لكن الحياة تعلمنا كل شيء وحتى إن نظر الآخرون أنني وعادل متناقضان ومتخاذلان ولكن ربما حبنا كان أكبر من هذه الأزمة وثقتنا ببعض بالرغم من اختلاف الآراء إلا أنني أؤمن بحيه للوطن كما يؤمن بحبي له ..لا أدري هي معادلة صعبة وقد لا يفهمها إلا من عاشها بأدق تفاصيلها..
آآه.. كم أحبك عادل وكم أشكر الله أنك كنت لي ومعي وخاصة في هذه الأزمة..
يا إلهي لقد نسيت القهوة..
@ عادل..عااادل.. هيا قد جهزت الفطور هيا..
*شكرا لك وسلمت يداك..
@ الشكر لله، وأعدك أن تكون آخر مرة أفتح فيها الباب لغريب ليبي أو غيره..
*كم مرة وعدتني ؟ أأذكرك..
@ أعلم ولكن السبب أنني أأخذ الموضوع بحسن نية، ثم إنني اليوم كنت أشعر بأن من يدق الباب معه خبر من أهلي.
*عموما..تعلمين أن عادل لا يمكنه أن يخاصمك ويكفيه هذه النظرة من عينيك كي يسامحك.
@ الحمد لله الذي حباني بك...
*أتركك مع الرسالة، وأرجو أن تخبريني بما تحمله، أعلم مدى خطورتها وكنت أود أن أقرأها معك ولكن تعلمين أن هذه أيام امتحانات وأعلم أنك تريدين أن تقرئيها على أقل من مهلك وتتمعنِ كل حرف كتب فيها وأدعو الله أن تحمل لك كل الأخبار المفرحة..
@يا رب .. ، وفقك الله في امتحان اليوم وفي رعاية الله وحفظه..
وأخيرا عدتي إلي وسأقرؤك وأعلم حال من شغلوني عنهم طوال هذه المدة..

يتبع...

حرام عليك ياريم
اتقي الله فينا واكملي القصة
affraid

عذرا اختي انا خائفة من ان تكون الرسالة خاليةا وان حروفها اختفت بسبب دموع بطلة القصة وانت لاتستطعين اخبارنا بالحقيقة المرة lol!

ماشاء الله اختي المتميزه ريم
جعلتني اعيش تفاصيل القصه بكل دقه حتى انني سمعت صوت غليان القهوة
بارك الله فيك وجعلك من مبدعي ليبيا الحبيبه
ولكن كالعادة جعلتني اتشوق اكثر فاكثر فارجو ان يكون في الرسالة مايشوقني اكثر
شكرا لاحساسك ولذوقك في اختيار الكلمات الرائعه

صحيتي اختي ريم Thump up

بنت الرصيفه كتب:ماشاء الله اختي المتميزه ريم
جعلتني اعيش تفاصيل القصه بكل دقه حتى انني سمعت صوت غليان القهوة
بارك الله فيك وجعلك من مبدعي ليبيا الحبيبه
ولكن كالعادة جعلتني اتشوق اكثر فاكثر فارجو ان يكون في الرسالة مايشوقني اكثر
شكرا لاحساسك ولذوقك في اختيار الكلمات الرائعه

عليك قصقصه و اكلوف فيك انت وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك

لاااااااااا تى كملى
هههههههه وااك علقتى خااطرى
بعد انسجاام عميق
جيتنى كلمة يتبع
affraid

فى الانتظااار
راائعه ياريم
استمرى

بنت طرابلس 1 كتب:لاااااااااا تى كملى
هههههههه وااك علقتى خااطرى
بعد انسجاام عميق
جيتنى كلمة يتبع

فى الانتظااار
راائعه ياريم
استمرى

من طرف ???? الأربعاء 21 ديسمبر - 1:25

سوف اشتري الاعداد الخاصة بالقصة واقرئها مرة واحدة

هههههههههههههههههههه

حقيقة كنت انتظر لمعرفة محتوى الرسالة ولكن بصراحة فى هدا الجزء سرقتنى المشاهد الرائعة والسرد الجميل لها وترابط المشاهد ومع ان محور القصة يدور حول الوطن وماحصل فيه ولكنك لم تنسى ان تعطى نموذج ممتاز ورائع للعلاقة الزوجية والاحترام المتبادل فى اصعب الظروف والوفاء الجميل بين الزوجين الذى نفتقده فى واقعنا المرير ولم يعد هناك زوجة تحترم زوجها والعكس صحيح الا ماندر وبصراحة كم اتمنى ان تكون للقصة فصول عديدة حتى نرى المشاهد الرائعة للوفاء والصدق وحقيقة تاثرت بعلاقة الزوجين واحترامهم لبعض اكتر من معرفة محتوى الرسالة لان الشعوب تتكون من نوة وهى الاسرة ومنها تنطلق الفروع تحياتى اختى ودمتى رائدة الابداع

مازال ابداعك يتواصل في هذه القصة واشكرك على روعة ابداعك
دمتي بخير

عزيزتي ريم قصة رائعة جدآ سلمت يمناك ..
وسأنتقل للجزء الاخير وأنا كلي شوق لمعرفة ماتحملة الرسالة من تفاصيل.
تحياتي لك.

شكرا ريم تركتني اعيش القصة معك واضع نفسي مكانك.... قلت ان المعادلة صعبة ولا يحس بها الا الذي عاشها...وانا صديقتي عشت مثلها وتطفو الى السطح كلما اشدت الصراعات والخلافات وخصوصا اذا كان الطرفان كل منهما ينتمي الى جهة معينة...وكل واحد له وجهة نظر...الحمد لله ان الحب وحد القلوب وكان سلاحا لعادل للدفاع عنك ودمت لعادل ودام لك... ونتمنئ ان تحمل الرسالة بين طياتها خيرا انشاء الله....وان تتوحد قلوب الليبين مثل توحد قلبك وقلب عادل وقلوب كل العائلات ويعود وطنك خير الاوطان كما كان ....
في انتظار النهاية ولا تتركيننا فريسة للشوق....وشكرا مرة ثانية ..

الاستاذة كتب:حرام عليك ياريم
اتقي الله فينا واكملي القصة

عذرا اختي انا خائفة من ان تكون الرسالة خاليةا وان حروفها اختفت بسبب دموع بطلة القصة وانت لاتستطعين اخبارنا بالحقيقة المرة