القدس قضية عقيدة

القدس قضية عقيدة

عمر أبو عبد النّور الجزائري

قضية القدس قضية إيمان ، بها
نعزُّ أو نهان ، ليست قضية آثار أو تاريخ أو أوطان ، انّها من عهودنا مع الله التي
نُسأل عن مواقفنا منها ونحاسب على تفريطنا فيها .

إنها ليست قضية الفلسطينيين أو
المقدسيين وحدهم ، إنها أمانة في رقاب كل فرد في الأمة الإسلامية حيث كان ، قد
افلح من أدى ووفى، والويل لمن خان.

يـا راثـي الـقدس ليس القدس iiجدرانا
فـجِّـر مـنـابـع ديـنٍ غـار غاربُه
جـدِّد مـعـانـيَ آيـات iiتـوحِّـدنـا
الـقـدس فـي امَّـة الإسـلام iiنابضةٌ
الـقـدس قـصَّـة حـبٍّ في iiجوانحنا
قـضـيِّـة الـقـدس ركن في iiعقيدتنا
الـقـدس تـشكو فشأنُ العُرب حيَّرها
فـالـعرش أضحى على الإسلام iiكارثة
تـهـوَّد الـحـكـم ُمـا يُرجى به iiأمل
مـالـوا إلـى الـمال فانحلَّت iiمكارمهم
لـقـد تـولَّـوا فـزيغُ القلب iiأركسهم
يـفـاوضـون عـدوَّ الله فـي iiبَـلَـهٍ
فَـرُّوا مـن الصَّفِّ يوم الزَّحف iiفانقلبوا
وهـل يـحـرِّرُهـا بـالـذلِّ iiمُرتزقٌ
بُـعـدا لـنـذْلٍ عـتـا بالفسق iiمُنقلبا
بُـعـدا لـه مـن سـفـيـهٍ تافهٍ iiأفنٍ
يـا أيُّـه الـشعب يا من هُنت من iiفَرَقٍ
الـقـدس تُـخطف والأعراض نازفة iiٌ
هـل مـات قلبك ؟ هل غار اليقين iiأما
الـنَّـصـرُ تـقوى ، يقينٌ في iiجوانحنا
انـظـر فأرض الهدى والوحي قد iiقُلبت
انـظـر فـكم في الحِمى من فاسقٍ iiقذِرٍ
انـظـر فـأكـل الـرِّبا الملعون iiحلَّله
انـظـر فـإنَّ الـعـنا والبؤسَ iiكرَّسه
انـظـر فـزيـغُ الـهوى والغلِّ iiمزَّقنا
فـهـل نـلـوم ُعـدوًّا مـاكرا iiعبثتْ
كـيـف الـنَّـجـاةُ وشرْعُ الله زحزحه

ارجع إلى الـعهـــد عهد الله iiمُنتصرا
أنـت الـخـلـيـفة للرحمن مُذْ نزلت
قـم للامــــانة مُـعـتزًّا iiومُعتبرا
والله دون الـهـدى يـا شـعـب iiامَّتنا
صـهـيـون مـا طـالـنا من قوَّة أبدا
صـهيون ما ضرَّ أهل القدس iiوحدهمو
قـد ضـرَّ أهـل الـفرات الشمِّ iiمُنتقما
ضـرَّ الـجـزائـر والـسُّودان iiمختفيا
هـل هـدْمُ أقصى بلاد الوحي يُعجزُه ii؟
صـهـيـون مـاذلَّـنـا بل ذلَّنا iiوهَنٌ
صـهـيـون مـا طـالـنـا إلا بقادتنا
النَّصر في النَّصر ، حين النَّصر ينصرنا
بـشـائـر الـنَّـصر في دينٍ iiيوحِّدنا
تـحـرَّري أمَّـة الإسـلام مـن iiوَهَنٍ
الـبـعـثُ حـقٌّ وأهـواء الدُّنا iiعبَثٌ
لِـمَ الـتَّـمـسْكُنُ والخيرات فائضةٌ ii؟

قـد ظـلَّ فـي حِـقـب الأزمان iiإيمانا
تـنـمُ الـقـداسة فوق القدس iiأغصانا
تُـنـبِـتْ جـداولُـها في القدس iiآمانا
بـالـرُّوح ديـنـا وتـاريـخا وشريانا
بـاتـت عـلى الأمل المسروق iiعنوانا
إنَّـا نـراهـا عـلـى الإيـمان برهانا
تـلـقـاه أدنـى إلـى الـكفران iiأحيانا
يـلـوِّث الـدِّيـن بـالـخذلان iiنُكرانا
فـالـقوم صاروا لدى الصّهيون iiغِلمانا
صـاروا بـنـعْقٍ على الأطلال iiغِربانا
أضـحـوا لِـنار الهوى والفسقِ عِيدانا
وهـل يُـرقِّـقُ وهْـنُ الضَّبْيِ iiسرحانا
خـلـف الـبـقـايا من الأعداء جِرْذانا
عـدَّ الـيـهـود ورغـم الـغدرِ iiخلاَّنا
وانـحـطَّ يـعـبدُ في الأقصى iiلِبرْمانا
فـهْـمُ الـخـسـاسة في رُؤياه iiأعيانا
أسـلـمـت أقـصاك للصّهيون iiخذلانا
وأنـت تـسـبـح فـي الأهواء iiوَلهانا
يـحـنُّ قـلـبُـك لـلأمـجاد أحيانا ii؟
مـا ضـيَّـع الـقدس إلا الزَّيغُ iiكفرانا
بـعـد الـطـهـارة لـلأدنـاس ميدانا
يـقـضـي اللَّياليَ في الماخور iiسكرانا
زعْـمُ الـضَّـرورة تـحـريفا iiوبُهتانا
شُـحُّ الـغـنـي الـذي يـختال iiتَيْهانا
صـرنـا نُـسـاق إلـى الذبَّاح iiقطعانا
يـداه فـيـنـا بـمـن بـالغدر يرعانا
هـوى الـعـلـوج بـعِلْجٍ صار iiمولانا
فـجِّـرْ يـقـيـنك في الأعداء iiبُركانا
آيـات ربِّـك تـكـريـمـا iiوإحـسانا
لا تـهـمـل الـعـهـد تسويفا ونسيانا
لـن يـرفـع الله يـا لـلـخزي iiبلوانا
مـا ذلَّـنـا فـي الـورى إلا iiخطايانا
قـد ضـرَّ في الأرض صومالا iiوأفغانا
قـد ضـرَّ بـالـمـكـر بلقانا وشيشانا
خـلـف الـذيـن زروا بالدِّين iiعِصيانا
كـم هـدَّ من مسجد في الأرض عُدوانا
بـالاخـتـلاف وخِـبْـثِ القلب iiأردانا
مـن بـدَّلـوا الـوحي بالأهواء نُكرانا
فـلـنـنـصـر الله نُنْصَرْ في iiقضايانا
كـونـوا عـبـادا لـربِّ النَّاس iiإخوانا
قـد كـرَّسـتـه عـلـى مُكْثٍ دَنا iiيَانا
فـلـنـلْـزمِ الـذِّكـرَ إنَّ الذِّكرَ أحيانا
فالله بـالـنُّـوروالـبـتـرول iiأغـنانا