أبو فاطمة : الخيار التاريخي للمقاومة الليبية

إن ماحدث فى ليبيا من إغتيال الدولة
الشرعية وتحويلها إلى ركام بأيدى قوي الشر وعبيدها من خونة وعملاء وممارسة
كل انواع التدمير الاقتصادى والفكري والعبث بالنسيج الاجتماعي والارث
الحضاري جعل من ليبيا دولة من طراز دول العالم المتخلفة بعد ان توقفت عجلة
التنمية الاقتصادية والبشرية وبالرغم من انها حرب عالمية ثالتة شنت على
قلعة من قلاع الحرية إلا أن حدث التدمير سبق وأن جعل من دول ركام او أسيرة
الوصاية والتفتت والنماذج كثيرة ولكن لكل بلد اسلوب ومنهج فى المقاومة
منها من نجاح واخري فشلت فما هو سر النجاح
هنا عدة أمثلة فنزويلا كوبا نيكارغوا الجزائر العراق وافغانستان
فعدم
إنطواء العراق وافغانستان تحت لواء فكري واحد وانجرارهم وراء النزعة
القبلية والطائفية افقدهم القدرة على المناورة والقدرة على حسم المعركة
وكدلك إختلاف توجهاتهم الفكرية واكتفوا بالدفاع عن قبائلهم او طوائفهم وحتى
معتقداتهم العقائدية بل هناك أناس خانوا ولكنهم نظموا انفسهم فى كوادر
بحجة الدفاع عن اهلهم وشيعتهم فزاد من الفرقه والضعف وأدي ذلك لضعف قوتهم
العسكرية وحتي التفاوضية فبقت مكبلة فى مستنقع الصراع الداخلي واي محاولة
لضرب العدو اصبحت إنتحارية لانها وبالرغم من بطوليتها فهي يائسة وفردية
وليس لها أثر حقيقي على العدو .
أما فى حالة فنزويلا كوبا نيكارغوا
الجزائر فالحالة تختلف فكلها ناضلت تحت راية واحدة فكرية وعسكرية
البوليفية فى فنزويلا والشيوعية فى كوبا والسنديانية فى نيكارغوا وجبهة
التحرير فى الجزائر فلكل منها إرث فكري تاريخي ومنطر لثورة مما زاد من
قدرتها على استقطاب عناصر جديدة وأدي ذلك لقدرتها على الاستمرار وإخضاع
العدو للاجلاء والتفاوض ونبدت الجهوية والطائفية وجعلت من تحرير الارض
والانسان هدف وغاية نبيلة فأصبحت نقطة إلتقاء الباحثين على الحرية فتكونت
الكوادر القتالية فى كل المجالات إعلام سياسة وقتال فنجحت وطردت العدو.
الليبين
أمام منعطف تاريخي إما الانطواء تحت لواء فكري واحد او الاكتفاء بتحول
المؤيدين إلى جماعات وقبائل تدافع على نفسها فقط وقد فشلت فى السابق وتوقفت
حركة الجهاد بعد عام 1932 وجاءت الملكية الرجعية.
إن معمر القدافي أسس
فكراً وطرح مشروع سياسي حضاري وخلف موروث عقائدي وتاريخي نضالي عالمي قارع
فيه قوي الطغيان وكان سداً منيعاَ للسيطرة وإفشال المشروع الصهيوني الصليبي
على مدى 42 سنة .إذن المستوجب كل المقاومة ان لا تكون إلا تحت راية معمر
القدافي فكراً وتنطيماً وعملاً وان يعاد تشكيل المقاومة تحت رايته لتكتسب
المقاومة الشريعة التاريخية وثرت النهج التقدمي وتصبح الوريت الشرعي له
وبدلك تكسر اي محاولة للاتفاف عليها فهى دعوة لكل الليبين الاحرار المؤمنين
بفكر معمر القدافي موحد ليبيا وباني مجدها للاستفادة من تجارب الشعوب
المكافحة من أجل الانتعاق فإن تفرقوا فإن مصيرنا مجهول ولكم أسوة في شعوب
اتبعت اهوائهم فضعفت وانهكت وخسرت خسران مبين

المصدر الحوار السياسى الليبى