مجلس الامن برئاسة ج.افريقيا يطالب بمحاكمة الناتو كمجرم حرب

اخذ على كلمة الشهيد القائد معمر القذافي في الامم المتحدة انها "طويلة" ولكن مضمونها كان وسيبقى مهم في ذاته , فمؤسسة الامم المتحدة تعاني من تقادم واختلالات واختراقات وترهل , وتعبر اقل فأقل عن ما قامت من اجله .. اما الخطاب العربي الشائع فيأخذ هذه القضايا بسطحية تتوهم "الوعي والصوابية" وسخرية ممجوجة لافراطها , ووعي توقف عند "الحرب الباردة" ويتراجع الى حقب سابقة .. فمثلا, اقتراح تقسيم سويسرا غطته مجلة تايم الشهيرة بجدية لأنه وان لم يحقق غايته "تقسيم سويسرا" الا انه يعيد طرح (لاشرعية) قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين وازداوجية قرارات الامم المتحدة , فالاقتراح الليبي يستند الى نفس حيثيات قرار تقسيم فلسطين , فاما ان يكون القرارين "التقسيم" حق او باطل : اما ان يكون حق في العالم العربي وباطل في اوروبا : فهذا تمييز صريح وخلل في العدالة.
حتى اواخر السبعينات كان هنالك "حرب باردة" و"القوتين الاعظم" و"دول عدم الانحياز" .. وانهار هذا النظام وبدأ يتشكل نظام عالمي جديد: اقتصاد السوق , والتكتلات "الاتحاد الاوروبي" و"الافريقي" و"دول امريكا اللاتينية" .. والشركات العابرة للقارات والمنظمات غير الحكومية .. والامن النووي والامن البيئي .. الخ.
استراتيجيا : صعدت البرازيل , تركيا , جنوب افريقيا , الهند وروسيا - كقائمة بذاتها وليس "الاتحاد السوفيتي" - كقوى اقتصادية وجيوسياسية (عظمى) على المسرح الدولي , بالاضافة لامريكا والصين .. ولم يتجدد نظام "الامم المتحدة" ليواكب هذا التحول والتحولات الاخرى التي اشار اليها معمر القذافي في كلمته .. فكل قوة من هؤلاء توازي "الاتحاد الاوروبي" , فمثلا, بقي لفرنسا وبريطانيا حق النقض "الفيتو" مع انهما مجتمعتين لا توازيان قوة المانيا او البرازيل او تركيا او جنوب افريقيا او الهند: الذين لا يملكون هذا الحق "الفيتو"؟.. اما وعي الخطاب العربي فتراجع الى حقبة ما قبل الحرب العالمية الاولى وكأن كل من ساركوزي وكاميرون امبراطور؟ , واردوغان سلطان الدولة العثمانية العلية؟؟ . وصرح جوبيه واستقبل جوبيه وهدد وارعد وازبد جوبيه .. وجوبيه لا يساوي مليم في الحقبة التي نعيش؟؟؟... وبن لادن هزم "قوة عظمى: الامبرطورية السوفيتية" وفي الطريق لهزيمة القوة العظمى الثانية , وعلى حد تعبير عبدالباري عطوان في وثائقي الجزيرة "الاسلاميون" : الداهية بن لادن استدرج امريكا الى العراق ليهزمها هناك؟؟؟؟ .... حجم ما يسمى "الربيع العربي" كتعبير عن ازمة لا يعادل ما تعانيه من اليونان وحدها , فالاتحاد الاوروبي يمر بأزمة خانقة تعصف بكافة اعضاءه باستثناء المانيا , وغلاف وموضوع التايم في "22 - 8 2011" يقول (تحلل وانهيار اوروبا , وربما الغرب) فآنذاك التقت امريكا مع الصين (اقتصاديا) في منتصف الطريق , وكنتيجة سقطت اوروبا تحت العجلات والى الهاوية, والمانيا تبتعد تدريجيا باتجاه روسيا لتنقذ نفسها , وما احتلال ليبيا ونهبها الا لترقيع هذا المركب الغارق


وصف باحث الماني استراتيجي النظام العالمي الذي تشكل بعد "الحرب الباردة" بالوحيد القطب عسكريا , ومتعدد الاقطاب استراتيجيا واقتصاديا كشطرنج ثلاثي الابعاد : فامريكا قوة عسكرية لا تضاهى, وميزانيتها العسكرية 6 اضعاف ميزانيات العالم العسكرية مجتمعة "الشرطي الكوني" فامريكا تعتبر العالم كله منطقة نفوذ ولجيشها قيادة لكل قارة بالتعاون مع الجيوش الموجودة "قيادة مشتركة" وهي دفاعية عموما وليست كلها سلبية فهي مسؤولة عن الانقاذ في حالة الكوارث الطبيعية والمجاعات - وهذا منفصل عن سياسة امريكا الخارجية : السلبية عموما - .. اما "الشطرنج ثلاثي الابعاد" فغير معقد - كما يوحي الاسم - اذا فككنا كل حالة بوعي : ففي الامن النووي ما زالت روسيا وامريكا اللاعب الاساسي وموجه القرار لما لديهما من مخزون وما تراكم لديهما من تقنية , في (القضية الفلسطينية : محور الصراع في الشرق الاوسط) يتكرر امامكم مصطلح (الرباعية : Quartet) , فكل من "امريكا, روسيا , الامم المتحدة , الاتحاد الاوروبي" طرف في المعادلة وتوجيه القرار , في العدوان على ليبيا ((حملة صليبية : كما سماها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)) لأنها تكتل مجموعة لصوص وبلطجية امتطوا العجز والفشل العربي بتسمية "مجموعة الاتصال" , وللرد على عباقرة الجهل وفقهاء الجاهلية .. فهكذا كان يضحك العالم على "عميد الدبلوماسية العربية : عمرو موسى" :



اليوم الاربعاء (4 - 1 - 2012) دعا الرئيس الدوري لمجلس الامن (سفير جنوب افريقيا في الامم المتحدة : باسو سانجكو) الى تحقيق في جرائم الناتو في ليبيا , لتجاوز الناتو قرار "الحظر الجوي: حماية المدنيين" مما ادى الى سقوط اعداد كبيرة من الابرياء ضحايا , وقال (نحن نعرف ان القرار في حد ذاته يعاني من مشاكل , وعلى سوءه فقد تم تجاوزه بطريقة اجرامية , مما ادى الى تراكم وارتفاع الاصوات المطالبة باحقاق الحق .. حدد القرار مهمة الناتو باهداف محدودة وبضرورة توخي الدقة في التنفيذ , وما حصل عكس ذلك تماما) .. ودعا الى تحقيق لا يكتفي بمعاينة واحصاء التجاوزات على الارض فحسب , بل ملاحقة كافة الاطراف المسؤولة عما ارتكب من جرائم , وقال (يجب ان يكون التحقيق شامل وغير متحيز ويشمل كل جريمة ارتكبت وملاحقة مرتكبها سواء كان السلطة الليبية او الناتو او الجرذان) واضاف (قرار الامم المتحدة محدد بحماية المدنيين وليس تغيير "اسقاط" النظام او اي شيء آخر).
يأتي هذا التحرك على التوازي مع تحرك روسي مكافيء ومعزز , وكلاهما انتقدا بشدة تصريحات الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون" التي زعم فيها التزام الناتو بقرار الامم المتحدة.

http://www.washingtonpost.com/world/middle-east/un-diplomat-calls-for-human-rights-investigation-into-nato-actions-in-libya/2012/01/04/gIQATyy1aP_story.html

من جانبها صرحت الناطقة باسم الناتو ان مجموعة الاتصال ((الحلف الصليبي)) اونا لنكسيجو: ان الناتو لم يتجاوز القرار الدولي ولم يتسببضحايا مدنيين ... وهذا يتعارض على نطاق واسع مع الحقائق المعروفة والمنشورة , بما في ذلك تحقيقات منظمات وصحف دول مجموعة الاتصال

http://www.nytimes.com/2011/12/18/world/africa/scores-of-unintended-casualties-in-nato-war-in-libya.html?_r=2&scp=4&sq=libya&st=cse

http://www.nytimes.com/interactive/2011/12/16/world/africa/nato-airstrikes-in-libya.html?ref=africa#page/warehouses