عنترة وعبلة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عنترة وعبلة
عنتر وعبلة ظل عنترة يثير خيالنا وأحاسيسنا ويرجف قلوبنا بقصته الأسطورية الجميلة، وبصفاته الأخلاقية الرفيعة، وبشعره العظيم المليء بصور جميلة أخاذة، وأوصاف دقيقة بديعة، وتعبيرات بليغة محكمة وبسيطة في الوقت نفسه. ومن يقرأ قصة عنترة لابد أن يتعاطف مع آلامه وصراعه العادل من أجل الحرية. يعتبر عنترة أحد الفرسان المشهورين.. هي أشهر قصص "المتيمين" الجاهليين هي قصة تستمد شهرتها من ناحيتين : من شهرة صاحبها الفارس الشاعر البطل، ثم من القصة الشعبية التي دارت حولها. وعلى الرغم من شهرة هذه القصة، وعلى الرغم من ضخامة القصة الشعبية التي دارت حولها وكثرة التفاصيل والحواشي بها، فإن المصادر القديمة لا تمدنا بكثير من تفاصيلها، ولكنها في إطارها العام قصة ثابتة لا شك فيها بدلالة شعر عنترة الذي يفيض بأحاديث حبه وحرمانه. نشأ عنترة العبسي من أب عربي هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من سادات قبيلته، وأم أجنبية هي زبيبة الأمة السوداء الحبشية، وكان أبوه قد سباها في بعض غزواته. وسرى السواد إلى عنترة من أمه، ورفض أبوه الاعتراف به، فاتخذ مكانه بين طبقة العبيد في القبيلة، خضوعا لتقاليد المجتمع الجاهلي التي تقضي بإقصاء أولاد الإماء عن سلسلة النسب الذهبية التي كان العرب يحرصون على أن يظل لها نقاؤها، وعلى أن يكون جميع أفرادها ممن يجمعون الشرف من كلا طرفيه : الآباء والأمهات، إلا إذا أبدى أحد هؤلاء الهجناء امتيازا أو نجابة فإن المجتمع الجاهلي لم يكن يرى في هذه الحالة ما يمنع من إلحاقه بأبيه. حانت الفرصة أغار بعض العرب على عبس وأستاقوا إبلهم فقال له أبوه: كُرّ يا عنترة فقال: العبدُ لا يحسن الكَرّ إنّما يحسنُ الحِلاب والصّر فقال له أبوه: كُرّ وأنت حُر فهب عنترة كالإعصار يدفعه حب للحرية إلى فعل المستحيل. فهزم الأعداء ورد الإبل فادّعاه أبوه وألحقه بنسبه. استطاع بشجاعته أن يحقق حريته التي طالما حلم بها . يجمع بين عنفوان القوى و رقة المحب !!!!!!!!!!!!!!!!!! كان الأبطال يخشون نزاله. وأصبحت شجاعته أسطورة يرددها العرب إلى يومنا هذا. أحب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وتقدم عنترة إلى عمه يخطب إليه ابنته، ولكن اللون والنسب وقفا مرة أخرى في طريقه، فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجري في عروقه دم غير عربي، وأبت كبرياؤه أن يرضى بعبد أسود مهما تكن شجاعته وفروسيته زوجاً لابنته العربية الحرة النقية الدم الخالصة النسب. هل يعجز المحب ؟ يقال إن عمه طلب منه تعجيزاً له وسدا للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، ويقال إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وأنه لقي في سبيلها أهوالا جساما، ووقع في الأسر، وأبدى في سبيل الخلاص منه بطولات خارقة، ثم تحقق له في النهاية حلمه، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. محاولة لتخلص منه ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططا، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة. نهاية غير معروفة ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب. وفي أغلب الظن أن عنترة لم يتزوج عبلة، ولكنه قضى حياته راهبا متبتلا في محراب حبها، يغني لها ويتغنى بها، ويمزج بين بطولته وحبه مزاجا رائعاً جميلاً. وهو يصرح في بعض شعره بأنها تزوجت، وأن زوجها فارس عربي ضخم أبيض اللون، يقول لها في إحدى قصائده الموثوق بها التي يرويها الأصمعي : إما تريني قد نحلت ومن يكن ** غرضاً لأطراف الأٍنة ينحل فلرب أبلج مثل بعلك بادن ** ضخم على ظهر الجواد مهبل غادرته متعفرا أوصاله ** والقوم بين مجرح ومجدل بعد المصادر تروي أنه ظفر بها فعلا و تزوجها و لم تنجب له أولادا اختلفت النهاية و لكن المؤكد أن عنترة قد تفرد بحبه لعبلة وكان هذا التفرد من خلال قصائده ومعلقاته التي لم تكد تخلو من ذكر محبوبته عبلة، وذكر اسم الحبيبة علنا في القصائد لم يكن أمرا مألوفا فيما مضى، وبذلك خرج عنترة عن المألوف وتحدى سلطة مجتمعه وقبيلته. وحب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها، وأصبح الحبيب الصادق في حبه، وبذلك خلد أسطورة الحب الصادقة إلى يومنا هذا. ومضات في قصة عنترة لقد سلك عنترة من حيث علم أم لم يعلم طريقين يقودان المرء إلى التميز : 1- القرار الشجاع الذي ينقل الإنسان من الثرى إلى الثريا , ومن ملامسة التراب إلى معانقة السحاب 2- الحرية التي تقود إلى الإبداع 3- السعي في تحقيق ما يريد و ليس البكاء خلف الجدران
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19764
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
رد: عنترة وعبلة
أُعَاتِـبُ دَهــراً لايَلِـيـنُ لِنَـاصِـحٍ
وَأُخْفِي الجَوَى فِي القَلْبِ وَالدَّمْعُ فَاضِحِي
وَقَومِي مَعَ الأيَّامِ عَـوْنٌ عَلَـى دَمِـي
وَقَـدْ طَلَبونِـي بِالقَـنَـا والصَّفَـائِـحِ
وَقَـدْ أَبْعَدونِـي عَـنْ حَبِيـبٍ أُحِبُّـهُ
فَأَصْبَحْتُ فِي قَفْرٍ عَـن الإنْـسِ نَـازِحِ
وَقَدْ هَانَ عنْدِي بَـذْلُ نَفْـسٍ عَزِيـزَةٍ
وَلَـوْ فَارَقَتْنِـي مَـا بَكَتْهَـا جَوَارِحِـي
وَأَيسَـرُ مِــنْ كَـفِّـي إِذَا مَدَدْتُـهَـا
لِنَيْـلِ عَطَـاءٍ مَـدُّ عُنْـقِـي لِـذَابِـحِ
فَيَـا رَبُّ لاتَجْعَـلْ حَيَـاتِـي مَـذَمَّـةً
وَلا مَوْتِـي بَيْـنَ النِّسَـاءِ النَّـوَائِـحِ
وَلكـنْ قَتِيـلاً يَـدْرُجُ الطَّيـرُ حَوْلَـهُ
وَتَشْرَبُ غِرْبَانُ الفَـلا مـنْ جَوَانحِـي
وَأُخْفِي الجَوَى فِي القَلْبِ وَالدَّمْعُ فَاضِحِي
وَقَومِي مَعَ الأيَّامِ عَـوْنٌ عَلَـى دَمِـي
وَقَـدْ طَلَبونِـي بِالقَـنَـا والصَّفَـائِـحِ
وَقَـدْ أَبْعَدونِـي عَـنْ حَبِيـبٍ أُحِبُّـهُ
فَأَصْبَحْتُ فِي قَفْرٍ عَـن الإنْـسِ نَـازِحِ
وَقَدْ هَانَ عنْدِي بَـذْلُ نَفْـسٍ عَزِيـزَةٍ
وَلَـوْ فَارَقَتْنِـي مَـا بَكَتْهَـا جَوَارِحِـي
وَأَيسَـرُ مِــنْ كَـفِّـي إِذَا مَدَدْتُـهَـا
لِنَيْـلِ عَطَـاءٍ مَـدُّ عُنْـقِـي لِـذَابِـحِ
فَيَـا رَبُّ لاتَجْعَـلْ حَيَـاتِـي مَـذَمَّـةً
وَلا مَوْتِـي بَيْـنَ النِّسَـاءِ النَّـوَائِـحِ
وَلكـنْ قَتِيـلاً يَـدْرُجُ الطَّيـرُ حَوْلَـهُ
وَتَشْرَبُ غِرْبَانُ الفَـلا مـنْ جَوَانحِـي
fawzi zertit- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 9139
نقاط : 20679
تاريخ التسجيل : 02/06/2011
. :
. :
. :
رد: عنترة وعبلة
شكرا لك على المرور والاضافة اخي فوزي
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19764
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي