بانت حقيقة المنشف الانتقالى فالاخوانجيه يهددون بالسلاح وغيرهم بالنزول للشارع

الحوار السياسي الليبي Libyan Political Dialogue

حسام المصراتي : الجزيرة غاضبة وتتوعد الانتقالي والاخوان يطالبون بتنحي عبد الجليل..!

خسارة الاخوان المسلمين لليبيا غير متوقعة وإذا ما حدثت هذه الخسارة فإنها
ستكون القشة التي ستقصم ظهر المشروع الامريكي الاسرائيلي نحو احتواء ثورات
الربيع العربي. ومشروع (الاسلمة الجديدة) فقد حضي الإخوان المسلمون
بالمباركة الامريكية الاسرائيلية لمشروع امبراطوريتهم الموعودة في المنطقة
شرط أن تكون قطر مركز القرار والمرجعية السياسية والدينية لهذا المشروع.

وكان واضحاً أن رياح قانون الانتخاب الجديد في ليبيا اتت بما لا تشتهي سفن
امبراطورية الاخوان الموعودة. وهو ما جعل الجزيرة تخرج عن طورها وتعلن
حالة الطورئ القصوى. وتنتزع السويحلي من فراشه البارد لتسند إليه دور محامي
الاخوان من مصراته. وتجر أبوسدرة إلى غرفة الاستوديو ليتم تقريع وتوبيخ
مجلس الانتقامي وعبد الجليل على سوء فعلتهم. وخلطهم اللامتوقع لأوراق
اللعبة الانتخابية.

الطريف في الأمر أن تستعين الجزيرة بمظاهرات
وهمية ضد قانون الانتخاب الجديد. (انها مظاهرات اهالي بني وليد في طرابلس
المطالبين بضرورة التحقيق في أحداث بني وليد الأخيرة وضرورة ونزع السلاح).
ولكن، قدمتها الجزيرة في تقريرها ضمن برنامج ماوراء الخبر يوم 29/1/2012
على أنها مظاهرات شعبية ضد قانون الانتخاب الجديد. يمكن للقارئ مشاهدة
الفيديو على اليوتيوب في الرابط أدناه. ولم تكتفي الجزيرة بهذا بل صعدت
لهجة الحوار إلى حد التهديد باللجوء إلى طرق أخرى للإحتجاج. ربما يقصدون
تأليب الشارع ضد المجلس أو استخدام السلاح أو تجنيد العشرات لإقتحام مقر
المجلس مرة أخرى وضرب عبد الجليل نفسه هذه المرة. لا ندري ستبدي الأيام ما
نجهله...!

وليست الجزيرة وحدها بالطبع، من يقود الحملة ضد
الانتقالي بل أيضاً القناة القطرية الموجهة للشارع الليبي (ليبيا الاحرار)
وكذلك المواقع الاعلامية والاكترونية للأخوان المسلمين التي فتحت النار على
مجلس الانتقامي وعلى عبد الجليل بسيل من المقالات والتصريحات النارية
لعدد من رموز الاخوان والمسلمين ومن بينهم عبد الرؤوف المناعي واسماعيل
القريتلي وهو أحد موظفي موقع الجزيرة نت وأنس الفيتوري وآخرون، الذين صعدوا
من حدة لهجتهم الهجومية إلى حد المطالبة بإسقاط عبدالجليل واتهام المجلس
الانتقالي بالتلاعب بقانون الانتخاب الجديد.

ولكن، يبدو أن
الانتقالي الليبي أمهل ولم يهمل، في شأن التطاول القطري..! لا ندري...
حقيقة لا أخفي عليكم إستغرابي من صمود عبد الجليل كل هذا الوقت..! إنها
الجزيرة وأخطبوط الاخوان المسلمين والذين لم يستطع محمود جبريل والذي يصنفه
الشارع الليبي بأنه من أشد الحاذقين والدهاة على الساحة السياسية الليبية،
بينما لم يصمد أمام حملتهم القوية والشرسة حتى بضع أيام. فكيف صمد عبد
الجليل كل هذا الوقت والحملة الاعلامية قد طالت واستغرقت من الوقت أكثر مما
ينبغي؟ هل نكون أسأنا تقدير دهاء عبد الجليل وحنكته السياسية، أم هي فقط
مشيئة الله؟ ربما، فهي الأقوى بالطبع.

تحاول الجزيرة ورجالها
تسويق فكرة أن الليبيين يخشون المد الاسلامي ووصول ما يسمى بالاسلاميين
لسدة الحكم في ليبيا كما ظهر في تقاريرها المنتقدة لقانون الانتخاب الجديد.
وهذا بالطبع ما فطن إليه الليبيون فهم شعب مسلم 100% وفزاعة الاسلام لا
تجد أي صدى لها في ليبيا. ولكن، التدخل والوصاية الاجنبية والمشاريع
المستوردة هي ما يشكل القلق والهاجس الأكبر لذى الليبيين.

ثم أن
ليبيا لا تعاني مشكلة المحرمات ومظاهر العلمانية التي تعانيها دول الجوار
مثل تونس ومصر فليبيا ليس مسموحاً فيها بيع الخمور وبيوت الدعارة ولحوم
الخنزير. فهذه الأشياء محرمة سلفاً وغير مقبولة بتاتاً لا دينياً ولا
إجتماعياً. ومسألة تطبيق شرع الله أمر لا يختلف عليه الليبيون. وفي المقابل
يدرك الليبيون بأن قطر هي على قائمة الدول التي تتفشى فيها هذه الظواهر
المحرمة والمقيتة بالنسبة لليبيين. علاوة على العلاقات القطرية الإسرائيلية
والقواعد الامريكية. لذلك ليس هناك ليبي واحد –اللهم إلا المجندين- يؤمن
بأن قطر ستكون الوصي المثالي على الاسلام أو على ليبيا.

يبدوا أن
قطر و(مشروع الاسلمة وفقاً للمواصفات الامريكية الاسرائلية) في مأزق
بالنسبة للحالة الليبية. ولكن ذلك لا يعني خسارتهم لمعركة الاستيلاء على
(ليبيا) أهم الاهداف الحيوية لهذا المشروع حيث تقبع المصادر الطبيعية
الغنية بالنفط والغاز. والتي ستكون مصدر تمويل مهم لهذا المشروع الامريكي
الاسرائيلي. والذي وإن رفع شعار (الاسلمة الجديدة) في الظاهر ولكنه في
حقيقة الأمر هو محاولة لإحتواء التيار الاسلامي والسيطرة على مركز صناعة
القرار فيه وهو أن يكون (السمع والطاعة) لولي الأمر في قطر، الولاية
الامريكية في الشرق الأوسط.

وفي هذا الجانب لا ننسى المعارك
الجانبية الأخرى التي تخوضها قطر مع كل من تركيا والسعودية لإنتزاع دور
اللاعب الرئيسي في المنطقة. بالنسبة لتركيا الطامحة لعودة نفودها التاريخي
في المنطقة ومحاولة استنهاض امبراطورية الرجل المريض "الدولة العثمانية"
والتي حكمت المنطقة لأكثر من أربعة قرون باسم الاسلام قبل سقوطها في الحرب
العالمية الأولى.

ولكن، تركيا اليوم ليست تركيا الأمس، قد انتعشت
سياسياً وإقتصادياً. وقد استطاعت بناء دولة (متقدمة ومستقلة) ولكنها في
المقابل تعاني اليوم ضغطاً ورفضاً أوروبياً وإسرئيليا للعب أي دور ريادي في
المنطقة. وآخر أوراق الضغط السياسي كانت قضية إبادة الأرمن، وهي الابادة
التي كانت قد قامت بها (الامبراطورية العثمانية قديماً). وترفض تركيا اليوم
الاعتراف بتلك القضية حفاظاً على نصاعة إرث إمبراطوريتها القديمة التي
تأمل في إحيائها.

وهذا علاوة على التماس الحالي لتركيا مع
اسرائيل وعلاقاتها المتوثرة معها على عكس قطر (الحليف القوي) و(الخادم
المطيع) لأمريكا واسرائيل. لذلك استطاعت قطر بمباركة اسرائيل وامريكا نقل
مركز قيادة الاخوان إلى قطر وهي ذات (الولاء المطلق) و(الالة الاعلامية
القوية) و(الاستعداد للدفع بسخاء لا محدود للحملات الانتخابية) لتمرير
مشروع "الأسلمة الجديدة وفق المعايير الامريكية الاسرائيلية". أما السعودية
فهي المملكة العجوز التي لا تشكل ذلك الخطر الكبير على الدور القطري.
والذي قريباً سيسقطها المد القطري حسب وعد وزير الخارجية القطري، ولكن بعد
الانتهاء من أمر سوريا.

وليس خافياً على أحد السخاء القطري في دعم
حملات الاخوان المسلمين الانتخابية في كل من مصر وتونس وما صاحبها من ردود
فعل غاضبة في الشارعين المصري والتونسي. وجاري العمل المكثف في ليبيا أما
إخوان سوريا فهم أيضاً قيد الانجاز وهي مسألة وقت ليس إلا.

ولكن
السؤال كم سيصمد عبد الجليل والانتقالي وهل سيرضخ لمشيئة الاخوان وقطر
ويخصص لهم الحصة الأكبر في المجلس التأسيسي أم أن قطر ستغير الخطة للعمل
على الفردي ...؟

سننتظر كم الجموع الذين سيحركهم الإخوان والحملة
الاعلامية المكثفة للجزيرة وليبيا الأحرار وليبيا أولاً وليبيا تي في
وليبيا الحرة ضد مجلس الانتقامي ورئيسه..!
Like · · =217308438295825&p[]=1537269]Share · 2 hours ago

• 
  
• 2 people like this.
  
  
• 1 share
  
• 
  
  
  
  • Sulyman Ali تشخيص
    رائع للدور القطري الامريكي الخبيث ويدل على نظرة ثاقبة وذكاء صاحب
    المقال واكثر ما اثار اعجابي هو تنبه الكاتب لألاعيب وتلفيقات الجزيرة
    في تصوير مظاهرات كتيبة 28 مايو ضد وزير الدفاع على انها ضد قانون
    الانتخابات ,,, تماما كما صورت.
    
    
    
    
    
  • 
    
  • Abedal Hage اثنان ما لهمش امان المجلس والاخوان المعركه الان بين الاخوان والاخرين
    الصراع الان بدأ يتضح داخل المنشف بين الاخوانجيه والاخرين
    واذا عملنا اعدائنا صف نجد الاكثر عداوه والاشد خطوره على الوطن والعروبه والاسلام هم الاخوانجيه
    ولهذا رايناهم يبعدون من تحالف وتامر معهم من الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين وغيرهم
    فكل الذين تساقطو هم من خارج الاخوانجيه
    هم يريدون ان يخلو لهم الجو وخاصة بعد اقصاء الجماهيريين بقانون ظالم
    عليه من قاعدة التحالفات والتحييد لنفتح كوه للتحاور مع غير الاخوانجيه مهما كانت جريمة الخيانه التى ارتكبوها
    لانها قضية وطن يتطلب التضحيات والعض على الام الجراح