الوطن العربي و مخطط الإبادة.....

عندما صنّف العرب تاريخيا ظلما و تزويرا على أنّهم عرب بائدة و عرب عاربة و عرب مستعربة تخيّل أعدائنا أنّهم يمكن لهذا الشعب المارد الذي ينبت في قلب الصحراء من دون ماء لأن يبيدوه مثل ما أبيد أجداده و كذلك استوطن الشك بعض العرب في هويتهم العربية و قفز البعض الآخر تفاخرا بأنّه هو الأصل و بالتالي الوطن العربي يتعرض للتدمير الخارجي و التدمير الذاتي من أجل انهاء وجوده.

المستفيد من هذا الوضع هم أعداء الوطن والأمة، العرق و الدين، على أساس أنّ العلاقة تناظرية بين الإسلام و العرب و وجودهم و وجوده فلم يكتفي الغرب المسيحي بالحروب المتتالية و الضروس على هذا الوطن في كل مراحل التاريخ بل قام بزراعة كيان كالسرطان في قلب الجغرافيا و في قلب التاريخ و الدين.

هذا الكيان الإسرائيلي فلسفته في الحياة الخوف و هاجس اللاأمن و من شدة مكر الغرب وضعوه في منطقة لا يمكن التفريط فيها كما فرطنا في الأندلس و مالطا و صقلية و غيرهم و عند قوم أشداء و أقوى منه و بالتالي يبقى يبحث كيف يحقق الأمن في مكان هو مدرك تماما حتمية مغادرته فقام بوضع مخطط مع ذلك الغرب لإبادة العرب حتى يتحقق له الأمن.

المخطط و كما وصفه الزعيم الشهيد بقطار الموت فهو ليس موت البعض و بقاء البعض الآخر و إنّما هو الإبادة الكليّة لأنّهم يعلمون أنّ العرب برجل واحد من بين جبال مكة استطاعوا أن يسقطوا و يستولوا على امبراطوريات لم يخطر ببال احد سقوطها و تكسر عندهم أكبر الجبابرة و قامت كذلك عندهم اعظم الحضارات و بالتالي هذا المخطط وضع بإحكام و تفنن رهيب جزء ينفذه الأعداء و الجزء الآخر ينفذه الأبناء تحت مختلف الذرائع.

المخطط بدأ بخلق الطوائف داخل كل وطن عربي و بداية بالطوائف العرقية المتواجدة بأطراف العرب كالأكراد في العراق و سورية و المسيحيين في جنوب السودان و الشيعة في جهة ايران و سيأتي الزنوج في جنوب شمال افريقيا مع البربر لتكوين دويلات محيطة لتختزل المساحة و خلق عوازل عن العالم الخارجي و خلق جوار معادي لتعيش المنطقة الحروب الجوارية لاستنزاف الطاقة البشرية و الاقتصادية.

فيأتي بعده دور الطوائف الداخلية سواء دينية أو عرقية أو حتى حزبية و عقائدية و بالتالي خلق عدم الانسجام الاجتماعي داخل الدولة و هو أكبر عدو لها بحيث يمنعها من التقدم و الأمن و الاستقرار و بحيث يطول الصراع من أجل تحقيق كل لهدفه فيكون أداة هدم و عرقلة حقيقية للتنمية زيادة على تطور ذلك الصراع الى نزاع مسلح و قد تنشأ من صلبه دويلات داخل الدولة و بالتالي لن ينتهي الصراع إلاّ بانتهائهما.

من صلب مشكلة الطوائف و كما ذكرنا في المقدمة مشكلة التشكيك في الهوية فيصبح العربي يقول من أنا و هل أنا فعلا عربي فيأتي المترصد له سواء من الأعداء أو من الطوائف العرقية أو حتى من العرب فيقول له أنت عربت فقط و أصلك من كذا و كذا و يصدق المسكين لأنّه مكسور الجناح يتلاعب به من شاء و قد سمعت في قنوات تلفزيونية لأشقاء من بلدان عربية يقولون انّهم هم فقط العرب و غيرهم لا بل يرفضن عروبة حتى اليمن و مناطق ذكرت عروبتها في السنّة الصحيحة و بالتالي يتناقص عدد العرب بالملايين دون قتال أو حتى مجرد عناء و لكن فقط بالجهل و السخف.

من المخطط كذلك الاختلاط الديمغرافي لمدن و دول عدد سكانها قليل مثل دبي و الدوحة و ابوظبي و سيأتي من بعدهم مدن أخرى للإخلال بنسبة التواجد العربي و تمميع الموجود بتلك المناطق كما فعلوا بالسكان العرب بالدول المجاورة للدول العربية مثل تنزانيا و اريتريا و تشاد و النيجر و مالي و تركيا و ايران و حتى اسبانيا و امريكا اللاتينية حيث اصبحوا نسيا منسيا بل هم العرب البائدة، كذلك المساس باللغة و تهمشيها و طرح بديل لها من اللغات الاجنبية أو حتى اللهجات المحلية لخلق شعب هجين لسانه لا يعبر عن انتمائه.

المجاعة اخذت حصتها في هذا الوطن المنكوب فأبادت العرب في وقت أموال البذخ العربي تصرف في التفاهات و التآمر و التسلح غير المبرر و اللعب دون الالتفاتة لإخوانهم الفقراء و المحتاجين.

الحروب الأهلية و النزاعات البينية هي ضمن مخطط التدمير الذاتي و نجد الملايين من العرب ماتوا نتيجة ذلك ونتيجة أسباب واهية بل لجهل و مرض عضال نتيجة ابتعادنا عن الدين و العدل المبين و أصبحنا نأتمر من طرف الأعداء و نخون الوطن و نبيع الكرامة و نقتل الأشقاء بمئات الآلاف دون رحمة أو شفقة.

بطبيعة الحال الأعداء لهم نصيب في المخطط من خلال ما ذكرناه سابقا و كذلك بطريقة مباشرة من خلال فرض حروب جائرة أتت في قرن واحد على الملايين من العرب زيادة على الفقر و الجهل و التخلف و مازلنا مسرح لتلك الحروب و الابادة المنظمة.

كل برامج المخطط مترابطة و حتى لا نستطيع تغيير الوضع يتركنا العدو لأكبر عدو و هو الجهل و التخلف الفكري و الاقتصادي و العلمي فزرعوا فينا الوهن و انعدام الثقة و الهمة و غياب الإرادة التي بدونها لا نحقق تنمية و لا نمو رغم كل الموارد الاقتصادية التي وهبنا الله إياها و زدنا على ذلك كل أسباب الأفول بتفشي المخدرات و سوء الأخلاق و الفساد الممنهج في كل مجالات الحياة و لم نترك سوءا إلاّ و فعلناه بل تعدينا عدونا في برمجة الدمار لأنفسنا و أصبحنا نقوم بالإبادة الذاتية.

هذا باختصار لأهم النقاط في المخطط الذي نراه يأكل الجسد العربي كالصدأ عند حافة البحر تتلاطم علينا الأمواج دون أن نحرك ساكنا بل تساعده على الفتك بنا و لكن رغم هذا و ذاك نحن نحن باقون رغم الداء و الأعداء و النصر لنا يوم نغيّر ما بانفسنا.

هدا كيف يبي بوشنه .. تبقي ياعظمى فخراب

احنا كنا قبله فى جنه.. وكنا ليبين أحباب

جمله تربطنا المحنه.. ويربطنا الدين والانساب

وهو ناوي عاد بيحكمنا.. وعابي بينجح الانقلاب

من غربه ناتو جابلنا.. ومن شرقه جايب لكلاب

ياجوج العالم لمنا.. وتور موزه يدفع لحساب

بالموني زلبح شلقمنا.. وظني فى البراني خاب

خاين كيف خونة بوشنه.. وخونة كوسه والنداب

وساركوزي يقصف فى هلنا.. موش طالق حتا الشياب

والعبد أوباما هاجمنا.. وكاميرون واحد من الادناب

والتركي ماسلمنا من..ا متمفرس واحد نصاب

اليفي يريد يقسمنا.. ومجلسنا بارد لاعصاب

نسوان وفيديها حنه.. منهم ماتسمعش جواب

ومفتي الجزيرة بيفتنا.. واتي يدكدك فى المشهاب

وموسى بعض الدول عطنا.. رشوه ويرتب لاسباب
[ولكن]

يجي يوم يعود معمرنا.. معاه جنود أسراب أسراب

وشوف طحالب تنظملنا.. ليهم مادروش أحساب

عليهم مولانا ينصرنا.. اللي جاي يريد أسلاب

فيهم رانا الامر حسمنا.. أنقصوه الراس اللي طاب

وبوشنه يحصل مامنا ..نقاي خشومه الكداب

فى ساعه نفتكو منه ..نرموه سنين في سرداب

بعدين العظمى تتهني.. ونبنوها بيدين شباب

ومعادش حاجه تشغلنا.. ولاغازي يدوسلنا تراب

ويبقى فوق الروس علمنا.. الخضراء توصل فى السحاب

شعر[ السالم ]