برقه تشكو من تهميش الحكومه المستورده لها

والشرق لن يقبل بذلك



المنارة 8 فبراير 2012


الجميع
يدعو الى عدم تقسيم البلاد, وكلنا يتجنب تشتيت الشعب الليبى ومدنه وجعله
اقل تماسك ووحده, الا ان العمل فى محيط الحكومه , وجدية عدم المركزية يشير
الى الاتجاه العكسى , المركزية لا تزال فى عقول المسئولين ولن تندثر الا
بعد البدء فى تغيير مواقع الوزارات وتوزيعها على المدن الكبيرة, هذه هى
الخطوة الاولى لتحقيق عدم المركزية, ما نراه الان هو طرابلس مره اخرى تظهر
علينا فى وزاراتها وجلساتها وموتمراتها, وحتى فى الخدمات العالمية حيث تقلع
وتهبط فى مطار طرابلس الدولى الطائرات القادمه من كافة دول العالم, ولا
ينظر احدا الى مدننا الاخرى فى شرق البلاد, مثل مطار البيضاء وطبرق ودرنه
وبنغازى, هذه المدن التى يقطنها ملايين من الليبيين حرموا حتى من ابسط
الامور فى التنقل السريع, ناهيك عن السفارات والقنصليات الاجنبية التى تتخذ
من طرابلس مقرا لها, هذه هى المركزية بعينها, مدينة بنغازى لا تختلف كثيرا
عن مدينة طرابلس الا فى التهميش.عندما نتدارس ما قامت به حكومة الكيب منذ
استلامها لامور البلاد وحتى هذه اللحظة, نرى انها تسعى فى الواقع فى
مهامها نحو مدن الغرب والمناطق والمدن المجاوره لها , وتهميش شئون المناطق
الشرقية حتى البسيطه منها, والادله كثيرة حيث استلمت طرابلس عددا كبيرا من
سيارات الاسعاف وسيارات الاطفاء من دولة الكويت الشقيقه ولم تستلم المناطق
الشرقية واحده منها, رغم اننا اصبحنا دولة ديمقراطية متساوية فى الحقوق
والواجبات, فقد كان التوزيع العادل ان يصل بعض من هذه السيارات الى المدن
الشرقية, ايضا امتيازات ومرتبات تصرف لثوار الغرب وخاصة طرابلس ومصراته
والزنتان , بينما ينتظر اشاوس الشرق متى يتذكرهم الكيب وحكومته الغربية,
هذا الوصف يجب ان يقال لاننى فى الشهور الماضية قمت بالسفر الى المانيا
والى بريطانيا وهولندا وقد التقيت باعداد كبيرة مع هولاء الجرحى فى هذه
الدول فقد التقيت بعدد 50 جريح فى هولندا, ولم اجد بينهم جريحا واحدا من
مدينة المرج او البيضاء او المدن الاخرى الواقعه فى المنطقة الشرقية وحتى
حدود جمهورية مصر العربية.

ايضا سافرت الى المانيا وقد اكتشفت انهم جميعا من المناطق الغربية وخاصة
اعداد كبيرة من مدينة مصراته بالاضافة الى عدد بسيط من مدينة بنغازى ويوجد
بالمانيا اكثر من 900 جريح, الا اننى لم التقى جريحا واحدا من المناطق
الشرقية مثل مدينة المرج او البيضاء او درنه او طبرق, بريطانيا ايضا لا
يوجد بها شرقاوى واحد. هذا هو الواقع الحقيقى مما جعلنى اتسائل لماذا لا
يوفد الجرحى من المناطق الشرقية الى هذه الدول؟ هل هم لم يشاركوا فى الثورة
والقتال, حيث ووفق المعلومات الصحيحه وغير المزوره ان ابناء المدن الشرقية
هم من قام باشعال الثورة وهم ايضا من كان السبب فى تحرير مدينة مصراته
والزنتان وكل مدن جبل نفوسه وان اوائل الشهداء كانوا من مدينة البيضاء, ثم
يتبعهم شهداء مدينة بنغازى, وانا شخصيا كنت اعيش لحظات المعارك وخباياها فى
كل لحظة ودقيقه, حينها لم يكون الحديث قد بداء على الثوار الذين قدموا
انفسهم وتسلقواعلى انهم هم من حرر مدينة طرابلس مثل السيد بالحاج والسيد
ناكر, حتى وزير الدفاع الذى كان يقود كتيبة فى الزنتان كان يستلم الاسلحه
التى جلبها ابناء المناطق الشرقية من الفرنسيون وبدونهم لم يتحرر الجبل
الغربى, ثم اخيرا قرر الاستيلاء على هذه الاسلحه واحتفظ بها فى الزنتان
لتقوية كتائبه, لقد كان السيد حفتر وثوار حقيقيون اخرون هم من اتفق مع
الفرنسيون باسقاط الاسلحة بالمظلات على جبل نفوسه فى منتصف الليل بطائراتهم
الفرنسية.

فى الحقيقة ابناء الشرق هم من قادوا المعارك فى كافة المدن الليبية,
وجلبوا الاسلحه الى مدن الغرب وهم ايضا من درب حتى من يعتبرون انفسهم الان
قادة لمجالس عسكرية فى مصراته و طرابلس. كل هذه الاعمال كانت من ابناء
الشرق لانهم كانوا يومنون بوحدة ليبيا حتى وان كانت المعارك تبعد عن مدنهم
الاف الكيلومترات, كانت العبارات تنطلق من مدينة بنغازى مليئه بالذخيره
والاسلحه والمحاربين لمساندة اخوتنا فى المدن الغربية والجبل الغربى.

مدن الشرق مهمله الان بسبب هذه الحكومه التى تشكلت بطريقة غير مناسبه
وغير منصفه وعادله فى التكوين لتوحيد ليبيا, لعل المواطن فى المدن الغربية
والشرقية يرغب بكل جديه فى عدم تقسيم البلاد ولكن هذه الحكومه والطريقة
التى تعمل بها هى التى سوف تدفعنا الى الرغبه فى التقسيم.

اهالى الشرق من راس نالوف وحتى الحدود الليبية المصرية قادرون على تكوين
حكومة موحده لهذه المدن وسكان, المنطقة الشرقية تملك جيشا منظما وتملك
ايضا كتائب متكونه من شباب شجعان واقوايا من اجدابيا وبنغازى المرج
والبيضاء والقبه ودرنه وحتى مدينة طبرق الشامخه, ولديها طائرات وطيارون
اكفاء, ولكننا لا نرغب فى التقسيم, لقد سبق وقلنا ان المركزية سوف لن تختفى
وهذه حقيقة نعيشها اليوم وبعد عام على اسقاط النظام المركزى, وقد نادينا
بالبدء بانشاء الجيش الوطنى فى مدن الشرق ثم سوف تلحق بنا المدن الاخرى بعد
ذلك, ولكن كان هناك من يقف دائما ضد هذه المطالب, نحن الان نعيش عواقب
التاخير, وكل يوم انتظار سوف يصعب علينا حل المشاكل فى طرابلس وفى المدن
الغربية الاخرى مثل مصراته والزنتان وغيرها, ولكن النزاع مستمر فى المدن
الغربية مره على مبنى للاذاعه, ومره اخرى على من يدير مطار طرابلس زنتانى
او طرابلسى, واستمر التنازع بين القبائل: مصراته ترغب فى قتل كل تاورغى غير
معبره بالقانون, و الحدود الليبية التونسية تفتح يوما وتقفل ابوابها
اسبوعا , الكل فى المدن الغربية يريد ان يكون هو الحاكم, الزنتان يقومون
بسجن سيف الاسلام ليس حفاظا على حياته كما يدعون , وانما هى نوع من
المقايضه لاكتساب المزيد من المكتسبات, حيث تم اختيار وزير الدفاع من مدينة
الزنتان لهذا السبب, والثائر الثانى ناكر يدعى انه يحتجز عبدالله السنوسى,
وحكومة الكيب تجهز فى الرضاعه لكل من يرعبها فى الغرب, وتتعامل معهم كانهم
اطفال رضع , وزير الدفاع لا يحمل الموءهلات التى تجعل منه وزيرا لموءسسة
مثل وزارة الدفاع , وكاننا فى المناطق الشرقية ليس لدينا مثقفون واصحاب
شهادات عليا تمكنهم من قيادة هذه الوزارة. لقد قاربنا العام منذ بداية
الثورة ومازالت الامور كما هى فى مكانها. وزير المالية يصف نفسه بالطرطور
اذا بقى وزيرا فى وضع ليبيا القائم الان, لانه شعر ان الثوار المسيطرين على
المنافذ البرية والبحرية والجوية هى صاحبة الكلمة وليس رائيسه الكيب
وحكومته وجيشه, وعليه لا توجد سيطره على مقدرات الدوله, وكما يقال بالمال
يمكنك شراء الذمم فليس كل ثائر ملاكا.

اعود مره اخرى واقول لابناء المدن الشرقية باننا ان لم نتحرك لتحديد
مستقبل ابنائنا فى شرق البلاد , فانكم باقون اعواما اخرى تنتظرون حلول
مشاكل المدن الغربية, وقد لا تحل الا بحروب اهليه, العاقل يقول لنستمر فى
بناء جيشنا فى الشرق وبناء موسساتنا المدنية والاهتمام بمدننا وسكانها
وبمدارسنا ومستشفياتنا ولا ننتظر حكومة الكيب او المجلس الانتقالى ليحل
بعصاته السحرية مشاكل الغرب, لانها سوف لن تحل حتى تكون هناك قوة يحترمها
الجميع, وهذه القوة هى تكوين الجيش الوطنى الليبى فى الشرق.

كلنا لا يرغب فى المركزية ولا فى الانفصال ولكن نحن نرغب فى البداية فى
بناء بلادنا, واستقرار الامن, وتحديد مستقبلنا ومستقبل ابنائنا, فلماذا
ننتظر حتى يتصافح عبدالحكيم بالحاج مع ناكر الزنتانى, ويسلمون اسلحتهم
للسيد الكيب؟ او الى وزير الدفاع؟ ولماذا ننتظر حتى مصراته تغفر وتتسامح مع
سكان تاورغا وبنى وليد مع بقية القبائل المتناحره؟ علينا القيام بتشكيل
حكومه محليه للمدن الشرقية , يمكننا ايضا من خلالها تفعيل دستور عام 51 بعد
تعديله والبدء فى تنظيم الدوله وعندما تحل مشاكل الغرب فمرحبا بهم
للانظمام الينا. نحن نحتفظ بحقهم فى موارد الدوله , ولا ناخذ الا ما يحق
لنا, الحمد لله النفط يتدفق ولا ينقصنا الا البناء وعدم التوقف فى وضع لا
نعرف متى ينتهى.

نصيبنا فى الثروة هو ميزانية مدننا فى الشرق, ونحن نستطيع توزيعها وفق
نسب عدد السكان لكل مدينة فى الشرق وجعل المجالس المحلية لهذه المدن حرة
التصرف فى انشاء المشاريع التى تراها جيده وتتناسب مع طموحاتهم فى مدنهم ,
وتمنح المدن حرية التصرف فى ميزانياتها تحت رقابة الموسسات المدنية وديوان
المحاسبه والصحافة الحره. دستور عام 51 جاهز للعمل به ويجب الا نضيع الكثير
من الوقت فى انتظار اصلاحات من حكومة الكيب او المجلس الانتقالى لان
الحالة فى غرب البلاد لا تبشر بالخير.

جميعنا يعرف اسباب المشاكل, ولكن لا يوجدا حلا افضل من الفيدرالية.

افركا مان .