سيناريو ليبيا لن يتكرر في سوريا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سيناريو ليبيا لن يتكرر في سوريا
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
سيناريو ليبيا لن يتكرر في سوريا |
شبكة البصرة |
علي حسين عمران |
لقد دلت المعطيات المحلية والعربية والإقليمية والدولية من خلال دراسة الأبعاد الداخلية والخارجية للقضية السورية (نقاط القوة والضعف) لكل الأطراف المتصارعة بشكل علمي وعملي على ما هو واقع على الأرض بعيدا عن المبالغة أو الاستخفاف. نتوقع لا خيار عسكري أمريكي أطلسي على سوريا لأنه غالي الكلفة، وبما ان سوريا ليست ليبيا لكي تعوض عن تلك الخسائر للقوات الغازية، كما ان القضية لم تتعلق بدمشق وحدها وإنما مع حلفائها أيضا. كما نعتقد ان ما يجري في سوريا اكبر من فك ارتباط علاقة النظام مع إيران وحزب الله اللبناني، بل هو ترتيب احتلال العراق بوسائل أخرى بعد الهزيمة العسكرية التي تلقتها الإدارة الأمريكية على أيدي رجال المقاومة الوطنية العراقية، وبالتالي المطلوب هو رأس المقاومة في العراق وفلسطين، لان الإستراتيجية الدولية تقول: ان نقلت البيدق على رقعة الشطرنج لا تكلف بالعناء وإنما ما وراء النقلة. وعلى ضوء هذه المقدمة لابد من تحديد ميزان القوى بين الأطراف المتصارعة من حيث العوامل المحلية والإقليمية والدولية، وأوجه المقارنة بالأحداث المتشابهة بين ليبيا وسوريا كنموذج لكي نضع الاحتمالات والسيناريوهات بالمشهد السوري، وتتلخص هذه العوامل بما يلي: أولا: العامل الداخلي. انعدام التماسك السياسي في أوساط المعارضة حيث حدثت عدة انشقاقات بين الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين . السورية في الداخل والخارج، فاغلب الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .في الداخل ترفض رفضا قاطعا التدخل الأجنبي أو الاستقواء به وتؤكد على وحدة سوريا أرضا وشعبا. تزايد الاضطرابات المسلحة للمعارضة في المناطق الريفية والقرى الصغيرة وخاصة المحاذية للحدود التركية واللبنانية والأردنية. أما في دمشق وحلب لم تحدث فيها اضطرابات بل كانت هامشية ليست لها تأثير على الأرض. الاحتجاجات الداخلية تشكلت ببعض الشرائح الاجتماعية ذات التوجهات الدينية السلفية المدعومة من أقطار الخليج العربي وتركيا والولايات المتحدة والحلف الأطلسي وأخوان الشيطان الحزب اللااسلامي في العراق. أما النظام السوري يتمتع بكتلة مجتمعية اكبر تماسكا واكبر حجما من الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين . وخاصة في دمشق وحلب إضافة الى اللاذقية وطرطوس والرقة والسويداء، وهذا لا يعني انه ليس هناك بعض الاضطرابات داخل تلك المدن. المؤسسة العسكرية لازالت قوية وتتمتع بقيادة وإدارة وسيطرة وأسلحة متطورة بالإضافة الى الأجهزة الأمنية الأخرى. الدولة لازالت قوية وانسيابية عملها الإداري بتقديم الخدمات للمواطنين. الدبلوماسية السورية حققت نجاحات بكسب الشارع المحلي والعربي والدولي المناهض للامبريالية من حيث المرونة التي أبدتها ويعبر عنها بالمقولة التي تقول: لا تكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر، وقد تجسد ذلك بعرض القضية السورية بكل تفاصيلها من خلال مندوبها الدائم في الأمم المتحدة السيد بشار الجعفري الذي كان رائعا ومقتدرا وذكيا وملما بكل أبعاد اللعبة. ثانيا: العامل العربي والإقليمي: تشكلت كتلة إقليمية وعربية معادية لدمشق ضمت تركيا ومجلس التعاون الخليجي إضافة الى ليبيا وتونس والمغرب والأردن والسلطة الفلسطينية، حتى وصل الحال بـ(قيام النفر المتفرنس والمدجن المنصف المرزوقي بأول عمل له قطع العلاقات مع سوريا وليس رفضه العلاقات مع الكيان الصهيوني، ولا رفض التعاون مع الاحتلال في ليبيا). بالمقابل لهذه الاصطفافات برزت اصطفافات النظام السوري على المستوى الإقليمي حزب الله اللبناني وبعض الأطراف التركية الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .لحكومة اردوغان. أما على المستوى العربي الجزائر واليمن وحكومة الاحتلال في العراق بإيعاز إيراني ولكنه موقف متذبذب وانتهازي لغرض خلط الأوراق. ثالثا: العامل الدولي: ان الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان الاتحاد الأوربي اتخذت سياسة العقوبات الاقتصادية والسياسية من طرف واحد ضد دمشق وسعيها لإسقاط النظام، كما أوكلت دورا الى تركيا في فعاليات استهداف سوريا بالتنسيق مع بغل موزة بالمقابل تتمتع دمشق بمساندة روسيا والصين وقد تجلى موقفهما في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق الفيتو ضد القرار الدولي الذي يدين سوريا، بالإضافة الى الهند والبرازيل وفنزويلا والأرجنتين وإيران فضلا عن بقية دول العالم المناهضة للامبريالية الأمريكية والغرب. وإزاء هذا العرض لا نعتقد ان سيناريو ليبيا سوف يتكرر في سوريا، للأسباب التالية: ان ليبيا دولة ذات مساحة كبيرة صحراوية مع ترابط ساحلي ضيق بينما جغرافية سوريا تختلف بشكل واضح عن ذلك. ان ليبيا فيها كتلة سكانية صغيرة الحجم تتمركز في المدن الساحلية بينما سوريا تتميز بكتل سكانية اكبر وتتوزع ضمن مختلف المناطق السورية. في ليبيا سكانها يشكلون كتلة منعزلة عن دول الجوار أما في سوريا يترابط سكانها مع سكان دول الجوار الإقليمي باعتبار سوريا هي الوريث التاريخي لبلاد الشام. الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الليبية حصلت على موطئ قدم خلال الأسابيع الأولى من السيطرة الكاملة على منطقة بنغازي الشمالية والشرقية أي استيلائها على 30% من إجمالي رقعة ليبيا بمساندة الحلف الأطلسي برا وبحرا وجوا، أما الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .السورية لم تحصل على بقعة صغيرة من أراضي سوريا بالرغم من مرور سنة كاملة على الاحتجاجات. ان الجيش السوري يختلف عن كتائب الجيش الليبي من حيث التجربة والخبرة والعدة والعدد. وهناك احتمال ثاني من إيجاد حملة من الذرائع والمطالبة بضرورة إقامة ممر أنساني أو منطقة عازلة لحماية المدنيين. وبالتالي قيام واشنطن والحلف الأطلسي بعمل عسكري لتدمير قدرات الدفاع الجوي السوري والقدرات الصاروخية وتدمير شبكات القيادة والسيطرة بما يؤدي الى إصابة دمشق بالعجز والشلل التام. ونشك ان يتحقق هذا السيناريو لان الصراع لم يكن بين دمشق والقوى الأجنبية المتداخلة وإنما مع حلفاء سوريا. نستنتج من ذلك في حال فشل الخيار الخارجي سيكون أخصب الخيارات هو (حرق سوريا من الداخل) وتستمر هذه الحالة لفترة أطول. لذا ندعو القوى الحية في الأمة والإنسانية ان لا تبقى مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في سوريا ولا تسمح للولايات المتحدة الأمريكية والغرب المتصهين والقوى الرجعية العربية بالتدخل في الشؤون الداخلية في سوريا وبنفس الوقت لا تسمح لإيران الصفوية ان تجعل سوريا أرضا وشعبا الحديقة الخلفية لمشروعها القومي الفارسي ولابد من إيقاف نزيف الدم العربي السوري سواء كان من الجيش السوري أو الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .أو المواطنين العزل، وتدعو القيادة السورية لتفويت الفرصة على الأعداء في تنفيذ مطاليب الجماهير السورية المشروعة والمزيد من اليقظة والحذر والوعي من قبل جماهير امتنا العربية وأحزابها وتياراتها وشخصياتها المناهضة للاستعمار والصهيونية لما يحاك من تأمر وتفتيت وتجزئة المجزئ وتقسيم المقسم وقيام سايكس بيكو جديدة وبالتالي لن يسلم الحكام المتواطئين معه والمشتركين في جرائمه. |
شبكة البصرة |
الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433 / 13 آذار 2012 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |
SUNTOP-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1934
نقاط : 14285
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
. :
سبق تاريخي
أعتقد أن أكبر عامل هو وجود العملاء والخونة في ليبيا بشكل غير مسبوق تاريخيا..... ولن ينسي التاريخ لليبيا ذلك!!!!
nasir-
- الجنس :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 9811
تاريخ التسجيل : 18/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي