فيديو محمد مراح و السقوط المدوي لأداة الإمبريالية، قناة الجزيرة

في وقت مبكر من صباح اليوم، اعلنت قناة الجزيرة عن نيتها في بث شريط فيديو تحصلت عليه يُظهر "اعمال القتل التي قام بها محمد مراح مؤخرا في فرنسا و صورها بنفسه"... و لكنها عدلت عن الفكرة سريعا بعد ردود الفعل شديدة اللهجة من قبل عائلات الضحايا و كذا في عدة أوساط فكرية و قانونية داخل فرنسا.

حيث وصف الجميع مبادرة قناة الجزيرة بأنها "غير أخلاقية" و "اعتداء صارخ على حرمة الموتى و مشاعر ذويهم"(1). و ارتفعت أصوات المطالبين بمنع بث القناة في فرنسا و المهددين بوضع حد للنفوذ القطري المتنامي في فرنسا.

و فهم ساركوزي الخبيث عندها ان الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن فندد بدوره بالجزيرة و وصفها بـ "قناة ترعى التطرف و الإرهاب" و وعد بمنع الجزيرة من نشر شريط الفيديو. يا سبحان الله، ارهابي يتبرأ من أصحابه الإرهابيين !

هكذا اذا انقلب السحر على الساحر و فشلت الجزيرة دخول المعترك السياسي الفرنسي و التأثير على مجرى الإنتخابات الرئاسية المقبلة، كما سبق ان فعلت ذلك في انتخابات 2004 عندما بثت الجزيرة شريط فيديو على مقربة من الإنتخابات الأمريكية تظهر فيه صورة مزورة لبن لادن يتوعد فيها الولايات المتحدة... و لقد أحدث البث عندها شعورا بالخوف لدى الأمريكيين الذين فضلوا "رجل الأمن" و انتخبوا بوش لعهدة ثانية.

نحن نعلم جيدا ان الجزيرة هي قناة ناطقة بالعربية و لكنها بالدرجة الأولى أداة تطبيع مع الكيان الصهيوني و هيمنة الغرب الإستعماري على العالم الإسلامي. و عليه فإن الجزيرة (و كذا قطر التي ترعاها) ليست "حرة" و "مستقلة" كما تدعي و انما تتحرك دائما وفق الأجندة المفروضة عليها من قبل القوى الإمبريالية.

برأيي الشخصي، ان هذه القوى الإمبريالية حاولت اللعب بالإنتخابات الفرنسية لصالح ساركوزي و ذلك بتكرار سيناريو الإنتخابات الأمريكية لسنة 2004 و بنفس الأسلوب: بث الأشرطة المشبوهة التي تتحصل عليها الجزيرة لزرع الذعر هذه المرة في المجتمع الفرنسي "من خطر التطرف الإسلامي" و حثه على التصويت لصالح "رجل الأمن" نيكولا ساركوزي... و لكن الخطة فشلت على ما يبدو. فإلى الجحيم جميعكم، يا ساركوزي المجرم و يا جزيرة الغدر و النفاق.

(1) نلاحظ ازدواجية المعايير... لماذا لم يحرك احدهم ساكنا و لم يراعي أحدهم مشاعر الملايين في ليبيا عندما بثت قنوات العار صور الشهيد معمر بلا حياء. أين هي الأخلاق و حرمة الموتى يا عديمي الضمائر و الأخلاق ؟