عبد الله ضرَّاب - الجزائر

انّ من الفضيلة
والواجب الشّرعي شكرُ المحسن وإكرام أهل الفضل ، وبما انّه لا فضل اكبر من
فضل المعلّم المربي النّاصح ، المخلص في عمله الذي يعلّم النّاشئة المعرفة
والفضائل والخير بالحرص والقدوة ، فانّي اكتب هذه الابيات شكرا واعترافا
بالفضل لأحد المعلّمين المخلصين المحتسبين ، الذي شارف على التّقاعد وما
يزال يقوم بواجبه التّربوي والتّعليمي بهمّة وصدق وحرص ، لا توهنه الأوضاع ،
ولا تغريه الأطماع ، رغم النّكران الذي يُعامَلُ به المعلّم في مجتمعنا
حيث يكرَّم الممثل والمغنّي والرّاقص ، ويُحرم المربي الجدير من كلمة تشجيع
وتقدير.
*
حَيِّ المربِّيَ نبْعَ الخير في البلدِ
حيِّ الحسين منير الدَّربِ للولدِ
الشيخُ حقاًّ يربِّي النَّشأَ مُحتسباً
مثل الطبيب مزيل الدَّاء والعُقدِ
كالبدر يهدي شعاع النُّور في ظُلمٍ
كالنَّحل يُؤتي لذيذ الطَّعم في الشَّهَدِ
في الدَّرب يُلفى قريبا من تواضعهِ
في القسم يزأرُ للتّأديب كالأسدِ
عدلٌ ، كريمٌ ، رحيمٌ في تعاملهِ
شهمٌ ، قنوع ٌ، يُعاني العيش بالجَلَدِ
يهدي ، يربِّي ، ويعطي الطفلَ معرفةً
كالبحر يبدو غزير المدِّ والمددِ
صافي الفؤاد وقولُ الحقِّ ديدنهُ
لا يستقرُّ على حقدٍ ولا حسَدِ
سهلُ الجوار ، حليمٌ في تخاصمهِ
يحمي حماه ُولا يجني على أحدِ
بَرٌّ ، وَقورٌ ، وذكر الله شاغلُهُ
يأبى الجلوسَ لأهل اللغو والزَّبدِ
نمَّا غراساً وهذا الشعر غلَّتهُ
قد صاغ جيلا كثير الخير والعدَدِ
حيِّ الحسين وربُّ الناَّس يُكرمهُ
فالله يكرمُ أهلَ الفضل يوم غَدِ
من كان ينصفُ فليذكرْ فضائلَهُ
أو كان يحسدُ فليهلكْ من الكمَدِ