هكذا في البر يفعل بي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين.
ها نحن نعاودن الحديث عن موضع يحاول الكثيرين تجاهله رغم أني اعتبره النقطة الاولى للمصالحة الوطنية. كنت قد تابعت لقاء الأخت نادية ابنة الشيخ المدني الشويرف الذي بثته قناة دريم، والحقيقة أني تألمت كثيرا وأنا ارى ابنة الشيخ تحاول جاهدة ولوحدها انقاد أبيها وسمعته مما هوفيه من البلاء. الألم تضاعف كونها ليبية لم تجد أذان صاغية من قبل ابناء بلدها ليسمعوا لها وينظروا في حال أبيها. كنت قد تطرقت لموضوع الشيخ فور خروجه على اذاعات النظام السابق والحقيقة قبل ان انشر تلك المقالة ناقشت أمره مع بعض الأصدقاء وكان اغلبهم ينظر اليه انه قد ساند الظالم! أنا كانت لي وجهة نظر اخرى في خروجه ورأيه. والحقيقة أن الذي قلته في تلك المقالة تطابق مع ما كان يقصده حيث أني تأكدت من ذلك حين تم اعتقاله. فحينما سئل فور اعتقاله لما كنت في صف القذافي قال أنا ما كنت في صفه إطلاقا وان كلامي وفتواي كانا لله وحده. وهذا الكلام وافق وجهة نظري في الشيخ فور خروجه لاول مرة بعد اربعة اشهر من الحرب الطاحنة. بعد مرور اكثر من ثمانية اشهر على اعتقاله ترى لما يصر معتقليه على عدم اطلاق صراحه وهوفي سن متقدمة من العمر. اثناء اللقاء مع الأخت نادية اتصل احدهم والذي له دراية بوضع السجون في مصراته وقال بان الشيخ ليس معتقلا وانه تحت الإقامة الجبرية وان خروجه فيه خطر علي حياته! وحين اقترحت أبعاده من ليبيا قال باننا في انتظار المحاكم من اجل محاكمته! كلام في الشرق وكلام في الغرب، فمن ناحية انه تحت الإقامة الجبرية خوفا على حياته، ومن ناحية انه ينتظر محاكمته! اكاد اجزم انه مسجون لحاجة في نفس يعقوب! إذ كيف يطلق حارس القذافي الشخصي فورا بعد سقوط طرابلس في ايدي المليشيات ويعتقل رجل بلغ من العمر عتيا لكونه كان مخالفا للرأي! والغريب ان هذا الرجل شيخاً يؤخذ منه ويرد عليه في الفتاوي الاجتهادية، فلماذا لانه خالف الاخرين يسجن بدل ان يرد عليه وينتهي الامر؟ ما هوالضرر الذي لحق بالبلاد من الشيخ تكلتكم أمهاتكم يا اصحاب العقول الضيقة كيف يعتقل رجل بلغ هذا العمر فقط كونه خالف في الرأي! يقول المتصل بان الشيخ ينتظر محاكمته كغيره من المسجونين، ولم نعرف لما كل هذا التأخير في تفعيل المحاكم! هل هوكسب للوقت حتى لا تتم محاكمة سيف الاسلام وبعض أركان النظام الذين يملكون معلومات قد تطيح بالكثيرين سواء في المجلس اوالحكومة اوحتى على مستوى الدول العربية والغربية! ام انهم في صدد انشاء محاكم خاصة لهؤلاء لكي تكون نتائجها تصب في مصلحة أركان المجلس وأعوانه! كل هذا التأخير وما يترتب عليه من بغضاء وكره متزايد بين المدن والقبائل الليبية يقع على عاتق عبيد العرب والغرب اصحاب مجلس الانتقامي وحكومته الهشة. وليعلم الجميع بان التاريخ لا يرحم وانهم انما يمرغون بسمعتهم وسمعة قبائلهم الارض نتيجة الفوضي الممنهجة على التراب الليبي إرضاء لمصالح عربية وغربية.
لننظر الى موقف الشيخ من هذه الحرب، اصحاب العقول الضيقة يقولون بانه لم يكن في صف الثورة وهذا ربما يكون صحيحا وفي هذا الامر لكل وجهة نظر ولا احد يستطيع ان يعاقب الاخر فقط لانه لم يكن مقتنع بفكرته، والا فإننا ننتهج نهج القذافي من قبيل الشرعية الثورية!. يقولون بانه كان مساندا للقذافي ضدنا! والرد على هذه النقطة فيه تفصيل، اذ ان الشيخ لم يكن للقذافي عونا في هذه الحرب والتزم الحياد شهورا ولما دخل الناتوعلى الخط وحرفت الثورة وتعنت الطرفين، اجتهد في مسالة الناتووحرم الاستعانه به على قتال الأخوة. تكلم في الاذاعة وناشد الجميع ولم يسمع له احد، وبما انه ضد الناتوفمن المؤكد بانه ليس في صف المستعينين به. واذا كان الثوار استعانوا بالناتوضد القذافي وكل مناصيرية ورأوا ان هذا يجوز، فمن باب اولى ان ينظم الشيخ في صف القذافي ضد الناتوومريديه، وهذه بتلك! إذ كيف تحلون لأنفسكم ما تحرمونه على غيركم!. يستشهدون بان له فتوى لمناصري القذافي تحل لهم الإفطار في رمضان, ( هنا يجب الفصل بين الموقف من الثورة والفتوى الشرعية) اذا سلمنا جدلنا بانه في صف القذافي، اليس كل من وقف مع القذافي مسلم، وأليسوا في حالة حرب ويعتبرون انفسهم يحاربون الناتولا الليبيين فقط، اولسنا بالنسبة اهم الفئة الباغية كما كنا نراهم من قبل! اذاً الفتوى من منظور شرعي صحيحة وليس عليها غبار. (رغم أني اكاد اجزم ان موقفه كان من الناتووليس ممن استعان به، وانه بسببها يعتبر في خانة القذافي، إذ انه يشترك معه في هذه النقطة فقط).

رغم اني لا اتفق مع رئيس تحرير صحيفة القدس العربي السيد عطوان في كل ما يقول الا انه من باب الإنصاف ان الرجل كثيرا ما يضع النقاط على الحروف، وانا اتفق معه فيما قاله في المقالة الاخيرة ولذلك استقطعت هذه الجملة منها (نعم هناك مؤامرة تستهدف مصر. نعم نحن نؤمن بنظرية المؤامرة عندما نتابع المشهد المصري وتطوراته المرعبة. نعم هناك قوى تريد افشال الثورة المصرية وتكريه الشعب مفجرها بها، ودفعه الى الندم عما فعل، والحنين الى نظام سابق غارق في الفساد والقمع واذلال المواطن وتهشيم دور مصر ومكانتها الاقليمية والعالمية). نعم هناك مؤامرة تحاك ضدنا وتعرقل دخول الدولة مرحلة البناء وتطبيق المصالحة الوطنية. ومع الاسف الشديد هناك اعضاء من بني جلدتنا يساهمون بشكل مباشر اوغير مباشر في هذه المؤامرة. لعلنا نتطرق الى الفوضى الممنهجة داخل التراب الليبي في المقالة القادمة بإذن الله.
توفيق الطيف
http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/20950

المقابلة مع ابنة الشيخ العلامة الشويرف
https://www.youtube.com/watch?v=819Bk5Xg43c

اختنا المحترمه/ أم سيف بالله تدلينا على سبيل لإنقاذ الشيخ المدني من ايدي اناس لايعرفون الله ولا خلقه وعليه فما نمتلك هو الداء له بأن يفك الله اسره أما بخصوص ماجاء في مقالة المدعو توفيق فالسم الذي يقطر من بين سطورها من أشد السموم فتكا وخاصة نحن في أغلب الاحيان نتلقف العناوين دون الغوص فيما وراء القصد وفقك الله وشكر سعيك وأنار دربك