إهداء لكل جرذان الوطن العربي ابتداء بثورة الياسمين انتهاء بثورة الناتو والبقية تأتي
صفحة 1 من اصل 1
إهداء لكل جرذان الوطن العربي ابتداء بثورة الياسمين انتهاء بثورة الناتو والبقية تأتي
- · الحملات الاستعمارية صراع بين إمبراطوريات على تقاسم الكعكة الاقتصادية للعالم.
- · حركات التحرر حققت نمو هدد مصالح الغرب الاقتصادي.
- الثورات الداخلية في سوريا ومصر وليبيا تستهدف الإطاحة بالأنظمة والدفع بها إلى حروب أهلية وصولاً إلى تقسيمها إلى دول ضعيفة.
"ليس
كل ما يبرق ذهباً".. وليس كل الثورات ربيع!! .. تطرح تلك العبارات قراءة
مغايرة لما بدا مبشراً مع اندلاع ثورات الربيع العربي منذ ثورة تونس
ومروراً بمصر وليبيا واليمن وسوريا، تبحث في تساؤل قديم ـ جديد تشغله منذ
قرون جدلية تحريك التاريخ هل هو الاقتصاد أم السياسة أم خليط من كل شيء، في
هذا الحوار يحرص د.سامح أبو عرايس الخبير الاقتصادي على
طرح قراءة لما بين السطور من منظور ورؤية اقتصادية لا تعترف سوى بالأرقام
تفسيراً لمشاهد التاريخ لكنها لا تنحي جانباً نظرية المؤامرة لتفسير
الصراع الدائر بل تكرس من فرضياتها المفرطة في الغموض..
القاهرة ـ علاء لطفي
يرى
الخبراء أن التنافس الاقتصاد هو الوجه الآخر للاستعمار الجديد.. كيف تقرأ
التطورات السياسية الدائرة في العالم العربي من منظور الصراع التاريخي
ومدي انسحابه على الحاضر؟
لا
يمكن أن نفصل في أي تحليل السياسة عن الاقتصاد، فالاقتصاد هو المحرك
الأساسي والدافع الرئيسي وراء أغلب الحروب والحملات الاستعمارية التي مرت
سواء على العالم العربي أو الحرب العالمية الأولى أو الثانية، فهي في
النهاية صراع بين إمبراطوريات على تقاسم الكعكة الاقتصادية للعالم، لكن لكي
نرى ونفهم ما يحدث في العالم العربي الآن وشمال أفريقيا نحتاج إلى قراءة
عكسية ترجع إلى الخلف حتى الدولة العثمانية، فهذه المنطقة كانت أيام
المماليك ومن يرجع للتاريخ يجد حروب استعمارية بين المماليك والبرتغال
واسبانيا على سبيل المثال في دول مثل الهند كان فيه صراع بين مصر والبرتغال
على استعمار مناطق في الهند وهذه من الأشياء التي لا يعلمها الناس مع
الوقت حلت قوى أخرى وهي الدولة العثمانية وكانت هي التي توحد هذه المنطقة
وتسيطر على التجارة فيها، الغرب نجح في تفكيك الدولة العثمانية من خلال
الحروب من خلال إثارة ثورات يمكن كلنا نعرف الثورة العربية الكبرى للشريف
حسين ودعم حركاته.
الدول
العثمانية استعمرت بريطانيا وفرنسا، وهذه الدول تقاسمت الغنيمة، وتم
تحويل الاقتصاديات في هذه المنطقة بالكامل إلى نمط اقتصادي يسيطر عليه
المستعمر الأجنبي ليتحول المواطنين في هذه الدولة إلى مجرد عمال أو عبيد
للمستعمر.
مشاهد
الثورات العربية نقلت لنا تدخل سريع للناتو في ليبيا بدعوى مساندتها ضد
الاستبداد القائم منذ 40عام، وتزامن ذلك مع إعلان مجلس الانتقامي في
ليبيا عزمه إعادة النظر في كل اتفاقيات البترول التي كانت في العهد
السابق.. في تقديرك هل هناك رابط بين الماضي والحاضر يدفع باتجاه انغماس
حقيقي للغرب في شؤون المنطقة؟
هذا
لا ينفصل كثيراً عما أشرت إليه من قبل، فبعد أن مر الاستعمار بالمنطقة
وخلف تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا، ظهرت فجأة علامة فارقة وهي
ثورة 23يوليو، وصعود الاتحاد السوفيتي كقوة داعمة لحركات التحرر العربية،
وتزامن ذلك مع وصول الحكم العسكري في مصر وليبيا والجزائر إلى سدة الحكم،
وأعتبر الحكم في ليبيا امتداد لعبد الناصر، وظهرت حكومات القومية العربية
التي بسطت سيطرتها وسيادتها على الثروات الطبيعية لبلادها وحقت نوع من
العدالة الاجتماعية وأممت ممتلكات الاستعمار، ولأول مرة حصل المواطن في هذه
الدول على جزء من نصيبه في ثروات بلاده، ومع الوقت أصبح النمو الذي حدث
في هذه الدول يهدد مصالح الغرب الاقتصادي.
وبلغ
الناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل مصر مقاربا الطريقة الشرائية للجنية
500 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل ربع حجم الاقتصاد البريطاني، والدين
الخارجي لمصر 34 مليار دولار فقط مقابل 9 تريليون دولار على بريطانيا، هذا
معناه أن مصر كانت في طريقها في خلال 20 إلى30 سنه أن يتجاوز حجم
اقتصادها حجم الاقتصاد البريطاني، غير أنه في النهاية دول الغرب لا تريد
لهذه الدول أن تقوى اقتصادياً وتنافسها، وفي نفس الوقت لديها أطماع في
تقاسم هذه الكعكة الاقتصادية، وبالتالي تم ذلك من خلال إثارة ثورات داخلية
سواء الذي يحدث في سوريا في مصر في ليبيا في غيرها للإطاحة بهذه الأنظمة
ومن ثم دفع هذه الدول إلى حروب أهلية وتطاحن وصولاً إلى تقسيمها إلى دول
ضعيفة ليس لها سيطرة على مواردها، بعد ذلك تتدخل القوى الغربية للشركات
الغربية لتسيطر على الاقتصاد وتهدم الصناعة الوطنية وتحولها إلى دول
متعددة الجنسيات وتغرق هذه الدول بالديون وهذا هو السيناريو الذي نراه
الآن.
في
تقديرك هل الغرض من تقسيم المنطقة هو اقتصادي فقط أم أن هناك نقطة أبعد
من ذلك؟ وهل يمكن للمعونات الأمريكية أن تكون أداة إخضاع للسياسة المصرية
في الفترة القادمة؟
لو
كان الاقتصاد المصري في هذه المرحلة يحتاج إلى دعم من الغرب لما تآمروا
عليه، في أواخر السبعينات ومع بداية الثمانينات كانت المعونة الأمريكية
تمثل جزء كبير من الناتج المحلي الإجمالي المصري، ومع الوقت ومع الخطط
الخمسية التي مرت خلال الـثلاثون عام الماضية ورغم الشكوى من سوء الأوضاع
الاقتصادية فإن الاقتصاد المصري حقق نمواً وبلغ الناتج القومي 500 مليار
دولار سنوياً، وهذا قيمة السلع والخدمات التي تنتج في مصر سنوياً، السياحة
تقدم دخل يتجاوز 13 مليار دولار سنوياً، والصادرات تدر دخلاً يقدر بأكثر
من 30 مليار دولار، ومساهمة الإنتاج الصناعي تقدر بنحو 40% من الناتج
القومي الإجمالي.
المعونة
الأمريكية كانت مليار دولار وبالتالي فهي لا تمثل سوى 0.25% من الناتج
المحلي الإجمالي المصري، وخلال الفترة من 25 يناير حتى الآن خسرنا من
احتياطي البنك المركزي منفرداً 11مليار دولار أو أكثر، ما يوازي حجم
المعونة الأمريكية على مدي ثمانية أعوام، وهو ما يؤكد أن الاقتصاد المصري
غير قائم على المعونة، وأن هذه هي الفكرة الخاطئة عند كثير من الناس كثير.
تتراوح
تقديرات وتحليلات بعض الدوائر السياسية في أن الولايات المتحدة الأمريكية
إما راغبة في تدمير الاقتصاد المصري أو تنوى الاستئثار بالفرص الواعدة
فيه.. ما تقيمك لتلك التقديرات خاصة وأن مصر ليس لديها نفس الثروات
الموجودة لدى ليبيا أو دول أخرى؟
حجم
الاقتصادي المصري يساوي خمس أضعاف الاقتصاد الليبي، والمواطن الليبي أكثر
غنى عن المصري لأن عدد السكان هناك أقل، وهذا هو السبب، لكن مع حجم
السكان في مصر وضخامة الاقتصاد فإن الغرب والولايات المتحدة، سواء مباشرة
عن طريق إيصال عملائهم ـ ومن يتلقي تمويلهم بصفتهم ناشطين سياسيين أو
رجال أعمال أو غيره ـ إلى الحكم، فسيمكنهم ذلك من ببيع المؤسسات
الإستراتيجية بأسعار رخيصة، أو فتح الباب للقروض الخارجية ـ وهذا الحديث
بدا يتردد على مسامعنا الأيام الأخيرة، نحن دولة من أقل دول العالم في
المديونيات الخارجية، مديونياتنا الخارجية 34 مليار دولار بعد كل هذه
المشاكل، وهي لا شيء في مقابل جميع دول العالم، ومركزنا ليس من بين
الدول المائة الأعلى مديونية في العالم، مديونية المواطن المصري الخارجية
300 دولار للفرد مقابل 147ألف دولار للفرد في بريطانيا، وهذه أشياء لا تنسى
وتحركهم لإيصال عناصر تفتح الباب للقروض وتدخل الدولة في دوامة الديون،
وخصخصة الصناعات الإستراتيجية مثل شركات المياه والكهرباء ،السكك الحديدية
،الطيران، ومنشآت ما زالت ملك الدولة وهناك ضغوط متواصلة على الدولة
لخصخصتها، وأذكر أنه في عام 99-2000مُورست ضغوط على الدولة لخصخصة شركة
حديد الدخيلة على سبيل المثال وبيعها لشركة "أرثنر" البريطانية، وفي هذا
الوقت تفتق ذهن الدولة عن خلق رجل أعمال مصري ليستحوذ على هذه الشركة
بتمويل من البنك الأهلي وبالتالي يحافظ على هذه الشركة، وهو أحمد عز للحفاظ
على هذه الشركة ضمن الأصول المصرية أو حماية صناعة الحديد والصلب المصرية
بالذات، بعد ما شاهدنا بيع شركات الأسمنت للمستثمرين الأجانب وتحكموا في
سعر الأسمنت ورفعوا الأسعار لمستويات غير معقولة.
كيف
ترى مستقبل الاقتصاد الليبي في ضوء نتائج النموذج العراقي القائم منذ
2003م باعتباره نموذج موجود لجزء من المنطقة العربية ويمكن القياس عليه
بالنظر إلى طبيعة التطورات السياسية المتشابهة؟
الاقتصاد
العراقي بالطبع منهار للغاية، لكن هناك مفارقة غريبة جداً أن العراق في
عهد صدام وأيام الحرب العراقية الإيرانية كان دخل المواطن العراقي من أعلى
عشر دول على مستوى العالم، وكان هناك نحو 4 مليون عامل مصري يعملون في
العراق رغم أن سعر البترول لم يكن مرتفع جداً، اليوم سعر برميل البترول في
حدود المائة دولار ويصل إلى 150 دولار في بعض الفترات، والدولة لا تشهد
حرب طاحنة مع إيران أو مع غيرها، ومع ذلك المواطن العراقي في ظروف معيشية
سيئة لأن البنية الأساسية متهالكة، والعمل يجري في العراق وسط أجواء ساخنة
تصل فيها درجات الحرارة إلى فوق الخمسين درجة، وانقطاع مستمر للكهرباء
طوال الوقت، وأعتقد أن هذا من الممكن أن يكون أيضاً مصير ليبيا بعد أن سقط
القذافي وانتهى عهد الرفاهية.
larbi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 14307
نقاط : 33503
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
. :
. :
رد: إهداء لكل جرذان الوطن العربي ابتداء بثورة الياسمين انتهاء بثورة الناتو والبقية تأتي
http://www.lost-truth.com/%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1/%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%84%D9%80-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%AE%D9%8A%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
larbi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 14307
نقاط : 33503
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي