إسرائيل تمنح المضربين عن الطعام حقوقاً "هزيلة"

السماح بتوفير الفواكه والخضار بين المشتريات داخل السجن وإعادة 3 فضائيات كي يتابعها الأسرى




ردت إسرائيل على مطالب نحو 2000 أسير فلسطيني مضربين عن الطعام في
السجون الإسرائيلية منذ 18 يوماً بإعطائهم بعض الحقوق التي وصفها مسؤولون
بـ"السخيفة والمخادعة"، مؤكدين أنها ستؤدي إلى تصعيد الاضراب.

وكان نحو 1500 من الأسرى الفلسطينيين بدأوا إضراباً عن الطعام في
17ابريل/نيسان الماضي تبعهم على دفعات نحو 500 آخرين، مطالبين بعدة قضايا
أساسية أبرزها السماح لأهالي أسرى القطاع بزيارة أبنائهم، حيث إنهم محرومون
من ذلك منذ أكثر من 7 سنوات، ووقف سياسة العزل الانفرادي، والسماح للأسرى
بالتعليم الجامعي داخل السجون، ووقف قمعهم ومنع اقتحام الزنازين، إضافة إلى
تحسين العلاج الطبي المقدم لهم.

وكشف وزير الأسرى وشؤون المحررين الفلسطينية عيسى قراقع أن اللجنة التي
شكلتها إسرائيل للتفاوض مع الأسرى المضربين قدمت الى الفلسطينيين اليوم
ردودها على مطالبهم.






تلافي المسائل الأساسية والتركيز على الكماليات






وأكد قراقع أن رد إسرائيل على هذه
المطالب الأساسية تمثل في "تأجيل الرد لمدة أسبوعين بخصص إمكانية السماح
لأهالي القطاع بزيارة أبنائهم الأسرى، وتشكيل لجنة من قبل مصلحة السجون
وجهاز الأمن الإسرائيلي تجتمع كل شهر مرة وتناقش إمكانية إخراج 4 أسرى
فلسطينيين من العزل الانفرادي إلى أقسام جماعية ومفتوحة، وإعطاء توصية لنقل
الحالات المرضية من الأسرى في سيارات إسعاف بدل سيارات السجن، وانتظار رد
المحكمة العليا على إمكانية السماح للأسرى بالتعليم الجامعي من داخل
السجن".

إلا أنه كشف أن إسرائيل قدمت أيضاً ردوداً على مطالب أخرى للأسرى مثل
"السماح بالاتصال التليفوني للأسير مرة كل شهر، والسماح له بالتصوير مع
الأهل مرة كل خمس سنوات وليس مرة واحدة في العمر كما كان سابقاً، والسماح
بتجميع الأشقاء أو الآباء الأسرى مع أبنائهم في سجن واحد، والسماح بتصوير
الأسرى داخل الأقسام مرة كل سنة".

وأضاف قراقع أن من بين الردود أيضاً "زيادة المبلغ المالي المسموح للأسير
باستخدامه للشراء شهرياً بحوالي 40 دولاراً، والسماح بتوفير الفواكه
والخضار لتكون من بين المشتريات داخل السجن، والسماح بإعادة ثلاث محطات
فضائية هي: " BBC وأبوظبي وروتانا سينما" لكي يتابعها الأسرى داخل السجن،
والموافقة على أن يقوم أي أسير محرر بزيارة أسرى، والسماح بزيارات الأهل
دون رقابة، وتشكيل لجنة لدراسة الحالات الممنوعة من الزيارة من سكان الضفة
الغربية لإيجاد حلول لها".






محاولة تحسين صورة إسرائيل






وعلّق قدورة فارس رئيس نادي الأسير
الفلسطيني في تصريح لـ"العربية.نت"، على الردود الاسرائيلية واصفاً اياها
بـ"السخيفة والمخادعة"، وأكد أنها لا ترتقي للحد الأدنى لما يطالب به
الأسرى المضربون. ورجح ان يرد الاسرى رسمياً على هذه المطالب بتصعيد
الإضراب ليطال كافة السجون وكافة المعتقلين الفلسطينيين والمقدر عددهم بنحو
5000.

واعتبر فارس أن هذه الردود التي تقدمها إسرائيل للأسرى "مجرد محاولة
لامتصاص الأثر الذي قد يخلقه إضراب الأسرى على صورة اسرائيل على الصعيد
الدولي".

وشرح فارس أن بعض الاسرى يخوضون اضراباً عن الطعام منذ 66 يوماً وحالتهم الصحية حرجة جداً.

وكان الأسير الفلسطيني خضر عدنان خاض اضراباً عن الطعام استمر 66 يوماً،
وهو الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية انتهى بعقد صفقة مع إسرائيل
تقضي بوقف إضرابه مقابل الإفراج عنه عند نهاية محكوميته وعدم تجديد فترة
اعتقاله.

وخاض الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الاسرائيلية عشرات الإضرابات كان
أطولها إضراب عام 1976 الذي استمر 47 يوماً وجمّد 20 يوماً واستؤنف بعدها
20 يوماً إضافية.

بدأ اليوم وزيران تونسيان وعدة شخصيات عامة إضراباً عن الطعام تعبيرا عن
مساندتهم للأسرى الفلسطينيين الذين ينفذون إضرابا عن الطعام منذ أكثر من 60
يوماً.

وأعلن كل من عبد الكريم الهاروني وزير النقل، ومنصف بن سالم وزير التعليم
العالي المنتميين لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة التونسية،
اليوم عن دخولهما في إضراب عن الطعام يومي 4 و5 مايو/أيار الجاري.

ويشارك الوزيران في هذا الإضراب 2500 شخص من حقوقيين وسياسيين و مثقفين
وشخصيات عامة تونسية، ضمن حملة أخذت شعارا لها "نجوع نهار... من أجل
الأحرار". وستختتم هذه الحملة بتوجيه رسالة مساندة للأسرى الفلسطينيين في
سجون الاحتلال.

ومن جهتهم عبر كل من محمد بن سالم وزير الفلاحة في الحكومة الانتقالية
ومحمد عبو الوزير لدى رئيس الحكومة الانتقالية المكلف بالإصلاح الإداري،
وسمير بن عمر المستشار الأول لدى رئيس الدولة، عن دعمهم ومساندتهم
للمضربين.

بدأ إضراب الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية
بافتتاح 8 أسرى الإضراب عن الطعام قبل نحو 67 يوما، تبعهم 1350 أسيرا ثم
انضم مئات الأسرى الآخرين.

ويواصل المعتقلون إضرابهم عن الطعام الذى بدأ فى 17 من الشهر
الماضى، إذ تأتى خطوة الإضراب عن الطعام بعد أن خاض الأسير الفلسطينى عدنان
خضر مؤخراً أطول إضراب عن الطعام لأسير فلسطينى استمر 66 يوما احتجاجا على
اعتقاله الإدارى من دون أى تهمة توجه له.

وبحسب أرقام صادرة عن وزارة الأسرى الفلسطينيين فإنه يوجد
حاليا نحو 4700 أسير فلسطينى فى السجون الإسرائيلية من بينهم 319 أسيراً فى
الاعتقال الإدارى، وبحسب القانون الإسرائيلى الموروث عن الانتداب
البريطانى فإنه بالإمكان وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الإدارى من دون
توجيه الاتهام إليه لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة زمنيا.

إن إضراب الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية يتسع
ويتواصل رغم وعود إدارة مصلحة السجون بحل الكثير من القضايا خلال 10 أيام،
وهناك أعداد من الأسرى تنضم يوميا إلى الإضراب الذى سيتواصل تدريجيا - حسب
تأكيداتهم - حتى دخول جميع السجون الإضراب خلال الشهر الحالى.

يطالب الأسرى المضربون بإغلاق ملف العزل الانفرادى الذى يقضى
بموجبه أسرى مضى على عزلهم أكثر من 10 سنوات متتالية فى زنازين انفرادية
تفتقر لمقومات الحياة البشرية والنفسية والمادية، والسماح لأهالى أسرى قطاع
غزة بزيارة أبنائهم فى السجون، حيث حرموا من زيارتهم 6 سنوات متتالية،
وتحسين الوضع المعيشى فى السجون.

وحاولت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، ممثلة فى مديرها
أهارون فرانكو، الخروج من المأزق الذى وجدت نفسها فيه، فالتقت بقيادة
الحركة الأسيرة فى السجون ممثلة فى مروان البرغوثى وآخرين ليؤكد لهم مدير
مصلحة السجون الإسرائيلية أن اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة مطالب الأسرى قد
أنهت عملها، وأنها سترد خلال 10 أيام على المطالب التى طرحوها.

غير أن قيادة الحركة الأسيرة أبلغت إدارة السجون بأنها لم
توافق على المهلة التى طلبتها مصلحة السجون، لأنها اعتبرتها مجرد تلاعب
بالوقت، وينبغى الإسراع فى الاستجابة الجدية والصادقة لمطالب الأسرى، وعدم
الاستجابة العملية لهذه المطالب يعنى أن نطاق الإضراب سيتسع بانضمام غالبية
الأسرى له.

واتفق الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى
لحركة حماس، على مسألة تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب فى السجون
الإسرائيلية من خلال الجامعة العربية، وطرحها على الجمعية العامة للأمم
المتحدة، خاصة أن هؤلاء الأسرى اضطروا لخوض معركة الإمعاء الخاوية لوقف
الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.

لقد أعاد الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام ترتيب
الأولويات السياسية للفلسطينيين على اختلاف وكثرة مشاربهم السياسية، فيما
اتسع نطاق الإضراب عن الطعام ليصل إلى أكثر من ثلث الأسرى، ويتوقع أن ينضم
كل الأسرى وعددهم نحو خمسة آلاف أسير إلى الإضراب المفتوح عن الطعام.

ومن المتوقع التصعيد فى الإضراب خلال الأيام المقبلة سواء من
قبل المعتقلين، أو من قبل الفلسطينيين الذين يواظبون على تنظيم فعاليات
تضامنية مع المعتقلين، إذ يحظى الإضراب بدعم شعبى كبير، خرجت تضامناً معه
مسيرات فى الضفة الغربية وقطاع غزة لنصرة الأسرى، وهى فعاليات تتكرر يوميا
رغم خطورة الحالة التى دخلت فيها صحة بعض الأسرى المضربين وباتت تهدد
حياتهم، وفى المقابل فإن الحكومة الإسرائيلية تحاول كسر إرادة الأسرى غير
آبهة بوفاة أسرى مضربين عن الطعام منذ أكثر من 67 يوماً!!