الناتو يصغي للوسطاء الأفارقة بعدما غرق في حرب ليبيا

ينتظر حلفاء الناتو ما سيتمخض عن اجتماع بريتوريا بفارغ الصبر، وقد تحطمت
أحلامهم أمام عناد العقيد الليبي. وبالمناسبة، يذكرهم جاكوب زوما بأن
اللائحة 1973 لم تخول لهم حق ''تغيير النظام ولا الاغتيال السياسي'' للزعيم
الليبي.
ذكر زوما رؤساء الدول المتحالفة ضد النظام الليبي، قبيل عقد
لقاء الوسطاء الأفارقة الخمسة المجتمعين بجنوب إفريقيا لتباحث المخرج
السياسي من الأزمة، أن ''الغاية لم تكن شن حملة لتغيير النظام، بقدر ما
كانت تهدف لحماية الشعب الليبي وتوصيل المساعدات الإنسانية''.
وفي
الميدان، ''هناك مأزق عسكري لا يمكن أن يدوم للأبد، نظرا للتكلفة الرهيبة
بالأرواح وزعزعة منطقة بكاملها''، يقول زوما، ''لذلك تريد الشعوب الإفريقية
أن ترى النهاية قريبة في الأزمة الليبية وبداية مسار نحو تأسيس نظام
ديمقراطي''. ليدعو طرفي النزاع، نظام القذافي ومجلس الانتقامي ، إلى إثبات
قدرتهما على تسيير البلاد في الاجتهاد ببحث الحل السياسي والمطروح بين
أيديهم الآن.
وأعرب المشاركون في اللقاء عن أملهم في البدء ''في مفاوضات
بين الأطراف الليبية للتوصل إلى تسوية سريعة، عادلة وسليمة ودائمة
للنزاع''. فبعد انتهاء المهلة التي وضعها الحلفاء لإسقاط النظام، بازدواجية
القصف الجوي وزحف المتمردين أرضا، وتبين أن الخطة فشلت، انتابهم الارتباك
ثم تحول إلى كابوس بسبب مطالبة برلمانات الدول المشاركة في التحالف
بتفسيرات عن حقيقة الحرب في ليبيا.
وقد اجتمع أعضاء لجنة وسطاء الاتحاد
الإفريقي الخمسة (جنوب إفريقيا، موريتانيا، الكونغو، أوغندا ومالي) في
بريتوريا، في جلسة مغلقة، لتثمين وتفعيل التقارب الذي حدث بين طرفي النزاع.
وتمحور جدول الأعمال على الوقف الفوري للقتال وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وكان الاتحاد اقترح خارطة طريق منذ الاجتماع الأول الذي انعقد مع بداية
العدوان في مارس الماضي، قبله النظام ورفضته المعارضة، وقام زوما بزيارة
طرابلس والتقى العقيد القذافي.
سياسيا، حدث تقدم في الآونة الأخيرة
باعتراف مجلس الانتقامي بالاتصالات الجارية في جنوب إفريقيا وفرنسا. وقال
نائب رئيس مجلس الانتقامي ، عبد الحفيظ غوقة، إن بنغازي تتوقع ''تلقي عرض
في وقت قريب جدا من العقيد معمر القذافي ينهي أربعة أشهر من الصراع في
ليبيا''. لكن الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، أجاب بأن القذافي
لن يغادر ليبيا. وبموازاة الجدل السياسي، مازالت الحرب على أوجها بين
الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وقوات القذافي، حيث تبادل الجانبان الضربات الصاروخية والمدفعية،
أمس، في منطقة الزنتان ويفرن، 80 كلم جنوبي طرابلس.