من التاريخ الامريكيون في ليبيا " بداية و نهاية "

لا يمكن التعبير عن واقع وجود القواعد الامريكية في الارض العربية الليبية الا بكلمة واحدة هي "المهزلة" و
ومهزلة القواعد تحمل - الى جانب السقوط السياسي والوطني للعهد المباد - سقوطا أخلاقيا لأناس خانوا قيم شعبهم ، وانتماءهم الى بلادنا .
وتكشف قصة القواعد مهزلة الدينمقراطية ، والتمثيل النيابي في البلاد قبل تفجر ثورة الجماهير في أخر الستينات .... فنحن أمام ممثلين عن الشعب ... ونحن أمام مجلسين : أحدهما للشيوخ ،والاخر للنواب ... ونحن كنا في ليبيا نملك كل مظ اهر الاستقلال بدءا من مقعد في الامم المتحدة ، ونهاية بالنشيد الوطني ، والعلم المميز ، والنصوص الدستورية التي تكفل -كما يقولون -حرية الرأي ،والتعبير ، وسلامة التحقيق ..لكن هذه المظاهر المزيفة كلها انتهت الى مالا يمكن يتصوره اي مراقب محايد نزيه يطالع تاريختنا حتى الفاتح من سبتمبر عام 1969م
هل يتصور انسان عاقل راشد ان الاستقلال يعني اجلاء الاحتلال الايطالي ،واستبداله بحكم انجليزي -امريكي - فرنسي ، ثم منح الغزاة الطليان حقوقا أكثر مما كانوا يملكون قبل الاستقلال ؟
هل حدث في العهد المباد !!
هل يتصور ادمي قرأ ، أو اطلع على سمات الحكم النيابي أن هناك مجلسا للنواب ، ومجلسا للشيوخ أجازا باقتراع علني احتلال بلادهما من الامريكيين والانجليز ؟
هذا حدث في العهد المباد !!
هل يتصور وطني يحمل ذرة من الحب لبلاده ان يقف رئيس وزراء في بلاد مستقل ، ليتشدق بأن الاحتلال الامريكي هو لصيانة الاستقلال ؟
ذلك حدث في بلادنا تحت حكم ادريس !!
ان ذلك كله يشكل جزءا من ملامح المهزلة التي عاشتها أجيال شعبنا ... وهي ترى ان تضحيات المجاهدين ضد الفاشيست قد انتهت الى حكم ملكي رجعي خائن ، يعيش في حماية الاعلام الاجنبية المرفوعة على القواعد العسكرية .
وذلك كله يرسم لشعبنا مهزلة الديمقراطية ، والحكم النيابي المزيف الذي يجيز لاشخاص يدعون تمثيل الشعب ان يسمحوا لجنود الاحتلال البريطاني - الامريكي بتدنيس تراب الارض العربية اليبية .
لكن لكل بداية لابد أن تتلوها نهاية ، وهكذا عاش الشعب العربي الليبي حتى راى أعلام الاجانب ، وهي تطوى ، ورأى القواعد وهي تغسل بدموع الفرحة من دنس الاحتلال ، وتتحول الى قواعد عربية ليبية .
واذا كانت نهاية القواعد الامريكية قد عرفها جيل ثورة الفاتح العظيم ... فان بداية المهزلة ، وقصة الاحتلال لابد أن تروى ، ويكشف الستار كاملا عن المسرحية التي تعري الافلاس الاخلاقي والوطني والسياسي لحكم المرتزقة ، والصعاليك لارضنا الصابرة المجاهدة .
ان التاريخ في عصر الجماهير ... لابد ان يكون واضحا بأسراره وخفاياه .

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

لا حول ولا قوة الا بالله

سوف يخرجون وهم يجرون خلفهم ثياب الخزي والعار والذل

لاحول الله وخلاص