مقال لاحد الجردان: أين تتجه بنا البوصلة؟
صفحة 1 من اصل 1
مقال لاحد الجردان: أين تتجه بنا البوصلة؟
أين تتجه بنا البوصلة؟
دون أدنى شك أن تجربتي المتواضعة والتي عملت فيها وفي كل من لبنان التي استمرت بها الحرب الأهلية مدة 17 سنة والصومال التي بدأت في العام 1991 ولا زال لهيبها مشتعلاً ولا يعرف محلل واحد في العالم متى وكيف ينطفئ لهيبها بعد أن أذاقت أهلنا في الصومال كؤوس مختلفة من علقمها الحاد المرارة...
وإذا كنت هنا أتحدث عن قضائي لخمسة سنوات بلياليها في عاصمة الحرب والموت كما يحلو للبعض أن يسموها في ذلك الوقت (بيروت) وتجولت مرارا وتكرارا واعتقد في كل مدن وقرى وجبال ووهاد لبناننا الحبيب عندما كان تحت وطأت الحرب الأهلية البغيضة... الشعب اللبناني المثقف والموغل في الحضارة والوعي كأسها اللعين من حيث يدروا أو لا يدروا على الأقل العامة منهم في اعتقاد كل طرف في ذلك الوقت انه صاحب حق وانه مظلوم وعليه أن يدافع عليه بضراوة مهما كلفه الثمن والثمن حقا كان باهظا لا يستحقه شعب حضاري وواعي ومقدام ورائد مثل الأشقاء في لبنان...
ولعل محللون كثر قادتهم تحليلاتهم في ذلك الوقت أو رؤيتهم القاصرة إلى أن الحرب في لبنان أسبابها طائفية فمع الوقت ومع مرور 17 عاماً بالكمال والتمام اكتشفنا جميعاً ومعنا الأحبة والأشقاء في لبنان أنها ليست طائفية... وعلى الإطلاق ولعلني شخصيا ومن خلال الوقائع التي عشتها أنها ليست كذلك.
حيث حقا (والماضي ينذكر ولا ينعاد) كما يقول الأشقاء في لبنان... تقاتل في هذه الحرب الملعونة الجميع الطوائف الواحدة ضد الأخرى والأخرى ضد الأخرى بل ذهب بها الأمر إلى أن يتقاتل أبناء الطافية ضد بعضهم بل أبناء البيت الواحد. إذن اختتمها اتفاق الطائف الشهير بأنها حربا ملعونة وبامتياز وان اللبنانيون هم أبناء لبنان الواحد الموحد جماله في اختلاف أطيافه بألوان الطيف ومذاهبه وأرائه ونجاحاته ولولا ذلك كل ما كان في لبنان. إذا رجعت بي الذاكرة قليلا إلى الصومال الذي حظيت بالعمل فيها فترة العشرة سنوات تقريباً منقطعة وسمح لي أشقائي في الصومال إلى التعرف عنهم وعن قرب. فتعرفت على مختلف قبائلهم وجل شيوخهم الإجلاء وسلاطينهم المحترمين وتعاقب على فترة عملي بالصومال ثلاث رؤساء جمهوريات كنت على درجة كبيرة جدا من الحظ أنني عرفتهم قبل أن يصلوا إلى سدة الرئاسة وأثنائها واستمرت علاقتي معهم إلى بعد أن تركوا السلطة... وهذه العلاقة الحميمية جدا التي انبثت مع كل الأشقاء الصوماليين الذين تعرفت عليهم سياسيين كانوا في البرلمان أو في الحكومات المتعاقبة بما في ذلك قادة الميليشيات العظام أو مسؤولين في الوزارات اقتصاديين رجال أعمال وعامة الشعب حتى عندما أقول عامة الشعب معهم في السراء والضراء بل كنت أمارس هواياتهم ككرة القدم والصيد وغيرها. فكنت قريبا منهم وكانوا جدا قريبين مني حتى أن الكثير من القادة يقولون عني أنني عيسى الصومالي ولا أجد غضاضة في ذلك لأنهم أشقائي وابتلوا بالحرب اللعينة التي بدأت في العام 1991م واستمرت والى هذه الساعة والله وحده يعلم نهايتها.
وإذا كان الأشقاء الصوماليون قد رفعوا السلاح مجتمعون ضد الراحل محمد سياد بري من اجل الإطاحة به لأنه كان دكتاتوراً وبامتياز إلا أن سلاحهم استمر مرفوعا ضد بعضهم حتى بعد القضاء على نظام محمد سياد بري والى الآن. وإذا كان رفع السلاح أو استخدام القوة ضد هذه الأدوات الدكتاتورية مشروعاً فلماذا استمر الصوماليون يتقاتلون؟ في الصومال جميع القبائل قاتلت بعضها البعض والمناطق بعضها الأخر إلى أن وصلت إلى انفصال إقليم (ارض الصومال) عن الوطن جمهورية الصومال وإقليم (اوغادين) استولت عليه أثيوبيا لأسباب يطول شرحها. وإذا حاولت أن اصف الحالة الصومالية الآن بعد أن شهد الجميع الحالة اللبنانية تماماً ما اتفاق الطائف لأسباب طبعاً عديدة جدا نرفع جميعا القبعة للأشقاء في لبنان ونأمل من الجميع أن يكون لبنان المثل المهتدي به. فإن الصومال الآن تعيش خارج الزمن والتاريخ تقريبا إذا سمح الأخوة في الصومال أن نتفق على هذا المفهوم... بمعنى الحياة السياسية بالمعنى الحقيقي لها وكذلك الاقتصادية والتنموية بأنواعها والمواطن الصومالي تتجاذبه رياح... الجوع... الخوف... وتردي المستوى الصحي والتعليمي وغيره حتى أصبح الأمر لا يطاق. جميع كوادر الصومال مثقفيه غادروا الصومال بأسرهم مكرهين فارين بأجسادهم تاركين الحبل على الغارب كما يقولون. ويبقى الصومال كما يراه ويتابعه المختصون أصبح لقمة صائغة لمن هب ودب ولم يبقى فعلياً الصومال إلا العلم وموقعها على الخريطة للأسف.
عيسى ربيع عاشور
دون أدنى شك أن تجربتي المتواضعة والتي عملت فيها وفي كل من لبنان التي استمرت بها الحرب الأهلية مدة 17 سنة والصومال التي بدأت في العام 1991 ولا زال لهيبها مشتعلاً ولا يعرف محلل واحد في العالم متى وكيف ينطفئ لهيبها بعد أن أذاقت أهلنا في الصومال كؤوس مختلفة من علقمها الحاد المرارة...
وإذا كنت هنا أتحدث عن قضائي لخمسة سنوات بلياليها في عاصمة الحرب والموت كما يحلو للبعض أن يسموها في ذلك الوقت (بيروت) وتجولت مرارا وتكرارا واعتقد في كل مدن وقرى وجبال ووهاد لبناننا الحبيب عندما كان تحت وطأت الحرب الأهلية البغيضة... الشعب اللبناني المثقف والموغل في الحضارة والوعي كأسها اللعين من حيث يدروا أو لا يدروا على الأقل العامة منهم في اعتقاد كل طرف في ذلك الوقت انه صاحب حق وانه مظلوم وعليه أن يدافع عليه بضراوة مهما كلفه الثمن والثمن حقا كان باهظا لا يستحقه شعب حضاري وواعي ومقدام ورائد مثل الأشقاء في لبنان...
ولعل محللون كثر قادتهم تحليلاتهم في ذلك الوقت أو رؤيتهم القاصرة إلى أن الحرب في لبنان أسبابها طائفية فمع الوقت ومع مرور 17 عاماً بالكمال والتمام اكتشفنا جميعاً ومعنا الأحبة والأشقاء في لبنان أنها ليست طائفية... وعلى الإطلاق ولعلني شخصيا ومن خلال الوقائع التي عشتها أنها ليست كذلك.
حيث حقا (والماضي ينذكر ولا ينعاد) كما يقول الأشقاء في لبنان... تقاتل في هذه الحرب الملعونة الجميع الطوائف الواحدة ضد الأخرى والأخرى ضد الأخرى بل ذهب بها الأمر إلى أن يتقاتل أبناء الطافية ضد بعضهم بل أبناء البيت الواحد. إذن اختتمها اتفاق الطائف الشهير بأنها حربا ملعونة وبامتياز وان اللبنانيون هم أبناء لبنان الواحد الموحد جماله في اختلاف أطيافه بألوان الطيف ومذاهبه وأرائه ونجاحاته ولولا ذلك كل ما كان في لبنان. إذا رجعت بي الذاكرة قليلا إلى الصومال الذي حظيت بالعمل فيها فترة العشرة سنوات تقريباً منقطعة وسمح لي أشقائي في الصومال إلى التعرف عنهم وعن قرب. فتعرفت على مختلف قبائلهم وجل شيوخهم الإجلاء وسلاطينهم المحترمين وتعاقب على فترة عملي بالصومال ثلاث رؤساء جمهوريات كنت على درجة كبيرة جدا من الحظ أنني عرفتهم قبل أن يصلوا إلى سدة الرئاسة وأثنائها واستمرت علاقتي معهم إلى بعد أن تركوا السلطة... وهذه العلاقة الحميمية جدا التي انبثت مع كل الأشقاء الصوماليين الذين تعرفت عليهم سياسيين كانوا في البرلمان أو في الحكومات المتعاقبة بما في ذلك قادة الميليشيات العظام أو مسؤولين في الوزارات اقتصاديين رجال أعمال وعامة الشعب حتى عندما أقول عامة الشعب معهم في السراء والضراء بل كنت أمارس هواياتهم ككرة القدم والصيد وغيرها. فكنت قريبا منهم وكانوا جدا قريبين مني حتى أن الكثير من القادة يقولون عني أنني عيسى الصومالي ولا أجد غضاضة في ذلك لأنهم أشقائي وابتلوا بالحرب اللعينة التي بدأت في العام 1991م واستمرت والى هذه الساعة والله وحده يعلم نهايتها.
وإذا كان الأشقاء الصوماليون قد رفعوا السلاح مجتمعون ضد الراحل محمد سياد بري من اجل الإطاحة به لأنه كان دكتاتوراً وبامتياز إلا أن سلاحهم استمر مرفوعا ضد بعضهم حتى بعد القضاء على نظام محمد سياد بري والى الآن. وإذا كان رفع السلاح أو استخدام القوة ضد هذه الأدوات الدكتاتورية مشروعاً فلماذا استمر الصوماليون يتقاتلون؟ في الصومال جميع القبائل قاتلت بعضها البعض والمناطق بعضها الأخر إلى أن وصلت إلى انفصال إقليم (ارض الصومال) عن الوطن جمهورية الصومال وإقليم (اوغادين) استولت عليه أثيوبيا لأسباب يطول شرحها. وإذا حاولت أن اصف الحالة الصومالية الآن بعد أن شهد الجميع الحالة اللبنانية تماماً ما اتفاق الطائف لأسباب طبعاً عديدة جدا نرفع جميعا القبعة للأشقاء في لبنان ونأمل من الجميع أن يكون لبنان المثل المهتدي به. فإن الصومال الآن تعيش خارج الزمن والتاريخ تقريبا إذا سمح الأخوة في الصومال أن نتفق على هذا المفهوم... بمعنى الحياة السياسية بالمعنى الحقيقي لها وكذلك الاقتصادية والتنموية بأنواعها والمواطن الصومالي تتجاذبه رياح... الجوع... الخوف... وتردي المستوى الصحي والتعليمي وغيره حتى أصبح الأمر لا يطاق. جميع كوادر الصومال مثقفيه غادروا الصومال بأسرهم مكرهين فارين بأجسادهم تاركين الحبل على الغارب كما يقولون. ويبقى الصومال كما يراه ويتابعه المختصون أصبح لقمة صائغة لمن هب ودب ولم يبقى فعلياً الصومال إلا العلم وموقعها على الخريطة للأسف.
عيسى ربيع عاشور
ام سيف-
- الجنس :
عدد المساهمات : 6556
نقاط : 19858
تاريخ التسجيل : 05/08/2011
رد: مقال لاحد الجردان: أين تتجه بنا البوصلة؟
لا حول ولا قوة الا بالله
هؤلاء الجرذان المجرمين يقودون البلد الى الهاوية
ولكن نسال الله سبحانه وتعالى ان يخلصنا منهم ومن شرورهم ويعيد الينا الجماهيرية نقية طاهرة من هؤلاء المجرمين ورجسهم
هؤلاء الجرذان المجرمين يقودون البلد الى الهاوية
ولكن نسال الله سبحانه وتعالى ان يخلصنا منهم ومن شرورهم ويعيد الينا الجماهيرية نقية طاهرة من هؤلاء المجرمين ورجسهم
????- زائر
مواضيع مماثلة
» مقال مترجم من احدى الصحف الفرنسية عن شيخ قطر . مقال رائع
» الفضيلة هي البوصلة..
» الزنتان بين الصقور والجرذان ,أضاعوا البوصلة
» د. موسى إبراهيم:ياخوتي الأحرارلا تفقدوا البوصلة
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» الفضيلة هي البوصلة..
» الزنتان بين الصقور والجرذان ,أضاعوا البوصلة
» د. موسى إبراهيم:ياخوتي الأحرارلا تفقدوا البوصلة
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي