تقرير:ليبيا دولة في حالة انتظار أمام مستقبل غامض

ليست الأمور في ليبيا واضحة على الرغم من اقتراب أول انتخابات حرة ينتظر لها أن تجرى خلال أسابيع قليلة. أسقطت المليشيات قبل ثلاثة أرباع سنة نظام معمر القذافي بدعم جوي مكثف من طائرات حلف شمال الأطلسي "ناتو" وبأسلحة حصلت عليها من فرنسا بشكل رئيسي. أما الآن فقد تصاعد الوضع الهش في ليبيا وذلك بعد أن حاولت مليشيا مسلحة تسليحا شديدا تحرير قائدها من خلال اقتحام المطار مطلع هذا الأسبوع.
غطت تفاصيل هذا الحادث أيضا على زيارة من ألمانيا حيث تقدمت إحدى الدبابات على أحد مدارج الطائرات قبل أن تمضي 24 ساعة على زيارة رئيسة حزب الخضر، كلاوديا روت، لطرابلس. لا تزال المليشيات المنتصرة تسيطر على أجزاء من البلاد ولا يتم اندماج هذه المليشيات في نظام الدولة سوى ببطء شديد، ولا يرى المتجول في شوارع طرابلس حضورا قويا لهذه المليشيات، ولكن ذلك لا يمنع أن طرابلس مدينة اتخذت فيها المليشيات مواقع لها تنتشر بها سيارات النقل الصغيرة التي نصبت عليها الأسلحة الرشاشة. ولكن طرابلس أيضا مدينة تظهر فيها آثار الطلقات الرصاصية على الجدران ورافعات الخرسانة التي نصبت فوق عمارات عالية ارتفعت في عهد القذافي بضخات مالية مريبة ثم تركت بلا سكان، إنها مدينة بين الانطلاق للحداثة والانتظار الكبير.
هناك إجماع بين مواطني ليبيا سواء رجل الشارع أو على مستوى ممثلي الحكومة الانتقالية أن بلادهم لن تنطلق نحو الديمقراطية بدون هذا المؤتمر الوطني العام الذي سيتم انتخابه ليكون أول لبنة في بناء الديمقراطية، وذلك لأن مجلس اللا وطني الانتقالي وهو لجنة من الخبراء لا تتمتع بشرعية سياسية، ليس له نفوذ على المليشيات التي تحافظ على الأمن في مناطقها، ولكنها في الوقت ذاته لا تكاد تخضع لسيطرة أحد مما يجعلها مصدر خطورة أيضا. ومن المنتظر للانتخابات أن تتم في غضون شهرين تقريبا، ولكن يبدو الآن أنها ستؤجل.

تتراكم المشاكل في كل مكان في ليبيا، وبسبب غياب هياكل الدولة الثابتة فإن المستثمرين الأجانب لا يجدون غالبا أرضية آمنة يعقدون على أساسها اتفاقات للاستثمار. وليست هناك صحف ذات انتشار واسع وغيرها من وسائل الإعلام لتكوين الإرادة الشعبية. وغالبا ما يكون وضع عشرات الآلاف من العمال المقيمين في ليبيا بشكل غير قانوني غير مستقر. ولا يزال الآلاف من أنصار النظام السابق أو من يظنهم أعضاء المليشيات كذلك، يحتجزون في ظل ظروف غير قانونية. ومشيرة لصعوبة الظروف التي تمر بها ليبيا في ظل قرب انعقاد الانتخابات قالت رئيس حزب الخضر الألماني كلاوديا روت:"أنا منبهرة من هذه المهمة العملاقة". وحثت روت الغرب على عدم قصر نظره على نفط ليبيا وقالت إن ليبيا الغنية بالنفط لا تحتاج لمساعدة مالية ولكن إلى دعم في بناء هياكل الدولة وإلى إطلاق عملية مصالحة وطنية وتبادل اقتصادي وثقافي. ولكن عكس ذلك هو ما يحدث الآن "فليبيا تختفي من الاهتمام العام والإدراك السياسي".
بازل فيجنر
المصدر: د ب أ
http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/23360