المنطقة السكنية الثانية بمدينة سرت : عائلات بلا مأوى ومخاطبات بلا استجابة

تجولنا بعض الوقت داخل المنطقة السكنية الثانية التي كانت شاهدا على نهاية الحرب في مدينة سرت .. وجدنا الكثير من الدمار .. كما وجدنا بعض من يقومون بترميم بيوتهم بشكل بسيط لعلها تقيم حر هذا الصيف .. الكثيرون من السكان قالوا انهم فقدوا الامل في عدالة تنصفهم بإعمار بيوتهم من جديد .. بعضهم قال لنا أنه باع جزء من مدخرات زوجته ليرمم جزء من بيته .. والبعض قال أن أهل الخير من مدن أخرى قدموا له العون .. قال لنا السكان أنهم أسسوا رابطة للتحدث باسمهم وتطالب بمطالبهم .. التقينا بأحد أعضاء الرابطة وهو ..

الزروق بشر علي

عضو رابطة المتضررين من الحرب بالمنطقة السكنية الثانية بمدينة سرت

.. في البداية باسم الله الرحمن الرحيم – بعد أن انتهت الحرب في مدينة سرت عاد السكان لمناطقهم ومساكنهم ووجدوا الكثير من البيوت قد تم تدميرها بشكل كامل وبعضها تدمير جزئي ووجدوا ممتلكاتهم قد نهبت وكان لابد من يطالبوا بحقوقهم وأن يوصلوا اصواتهم لكل العالم من أجل أن يتم إنصافهم بإعادة اعمار بيوتهم المهدمة وتعويضهم عن ممتلكاتهم المنهوبة ن ولكن مع الأسف القنوات الإعلامية المحلية لم تقم بهذا الواجب بشكل صحيح وكان هناك تعتيم إعلامي واضح على هذه المنطقة ، ولكن بمجرد تشكيل المجلس المحلي سرت توجه الناس له ليقوموا بالمطالبة بعدة مطالب من بينها إعادة الاعمار ، ولكن مع الأسف الشديد لم يحصلوا على مطالبهم ولكن قام المجلس بتكليف لجنة لحصر أضرار مدينة سرت ومن بينها المنطقة السكنية الثانية ولكننا أحسسنا بعد ذلك أن هذا مجرد عمل دعائي ليس من ورائه فائدة للمتضررين الذين مازالوا على هذا اليوم يعانون هول دمار المنطقة ومازالوا مشردين في مخيمات وبيوت من صفيح ، وبعد فترة صرّح السيد محمد كبلان رئيس المجلس المحلي سرت عبر إحدى القنوات الإعلامية بأن المنطقة السكنية الثانية منطقة مدمرة ويجب غزالتها بالكامل حسب التقارير الفنية والهندسية للجنة حصر الأضرار .. وعند هذا قام عدد من سكان المنطقة بمقابلة السيد رئيس المجلس المحلي الذي أكد على هذه المعلومة وقال أن 75% من المنطقة يجب إزالتها لأنها مدمرة بالكامل .. وحاولنا التواصل في أكثر من مرة مع لجنة حصر الأضرار ولكن دون أي فائدة مادية لصالح سكان المنطقة ، ولهذا تنادى سكان المنطقة واجتمعوا في مسجد ذات الصواري وقرروا تشكيل رابطة لتتحدث باسم المتضررين جراء هذه الحرب من المنطقة السكنية الثانية وفعلاً تم تشكيل هذه الرابطة وقامت الرابطة بإجراء العديد من الأعمال من بينها إعداد مذكرات توضح فيها حالة سكان المنطقة وسعت من اجل مقابلة العديد من المسئولين المحليين والمسئولين في منظمات دولية تتعلق بحقوق الإنسان وتابعة للأمم المتحدة وإيصال صوت سكان المنطقة لها ، وتم إيصال الناس إلى المجلس الانتقالي والحكومة ولكن مع الأسف إلى تاريخ اليوم لم يأتي أي رد ملموس يعالج مشاكل الناس ، والناس ملوا من التهميش اصبحوا يقيمون اعتصامات من أجل المطالبة بحقوقهم ولعل آخر اعتصام الذي قاموا به أمام مقر المجلس المحلي سرت حيث وصلت أصداءه إلى المجلس الانتقالي الذي قام بتشكيل لجنة لتولي دراسة ومعالجة مشكلة المنطقة برئاسة الأستاذ مبارك رحيل الذي جاء للقاء الناس واحتمل ضغط الناس وقسوة كلماتهم ونشكره على سعة صدره وتقدم بتقرير علمي عن أحوال الناس ونسق في لقاء بين الرابطة والمجلس الانتقالي وبالفعل تمت دعوتنا لحضور جزء من اجتماع المجلس الانتقالي وذهبنا لمدينة طرابلس لحضور الاجتماع وحملنا معنا مذكراتنا ومطالب الناس وكان معنا شريط وثائقي يتحدث عن الدمار في مدينة سرت وعن حالات النهب التي حصلت في المدينة كلها وليس فقط في المنطقة السكنية الثانية وعندما تم عرض الشريط أمام أعضاء المجلس اعترض احد ممثلي مدينة بنغازي في المجلس الانتقالي على المادة الموجودة بالشريط والتي تحدث فيها احد المواطنين عن نهب محلاته التجارية في المنطقة .. وقام ممثل مدينة بنغازي بالاعتراض بطريقة غير لائقة وقال أنه كان قائدا ميدانيا في هذه المنطقة وقت الحرب وأنه لم يكن هناك نهب .. وخرج من الاجتماع محتجا .. وأيده في عدم عرض الشريط عدد من أعضاء المجلس الانتقالي وبينهم حتى أشخاص من مدينة سرت ، ولكن رئيس مجلس الانتقامي أمر باستكمال عرض الشريط حتى النهاية .. وبعد استكمال العرض عبر عن أسفه لما حدث في مدينة سرت وقال أن سرت تم تحميلها ذنب لم ترتكبه وأن هناك من قاموا بأعمال تدمير ونهب لم تكن مطلوبة ولكنه يتعهد بأن يكون الاعمار بحجم الدمار .. وتم تسليم المذكرات لرئيس مجلس الانتقامي بشكل مباشر وكان هذا في بداية شهر مايو 2012 ونحن اليوم في بداية شهر يونيو 2012 ولم يحدث جديد إلى اليوم.

هل كان الشريط الوثائقي من إعداد رابطة المتضررين .. ؟

* لا للأمانة هو كان من إعداد أحد الشباب المتعاون مع لجنة حصر الأضرار المنبثقة عن المجلس المحلي بسرت وكان المجلس المحلي ولجنة حصر الأضرار حاضرين معنا في الاجتماع وتحدثوا كثيرا عن الأضرار التي تعرضت لها المدينة ، والشريط لمن لم يشاهده كان شريطا وثائقيا مؤثرا وتم تسليم نسخة منه للمثل الأمم المتحدة والعديد من الجهات الدولية ، ولكن لم تقم أي قناة بعرض هذا الشريط ما عدا قناة مصراتة المرئية التي قامت بعرض هذا الشريط أما باقي القنوات فمازالت تمارس التعتيم الإعلامي ما حصل في مدينة سرت .. والشريط موجود على شبكة المعلومات الدولية الانترنت.

* هل هناك مسئولين على مستوى الدولة أو جهات عامة تواصلوا معكم بهذا الشأن ..؟

# قابلنا وزيرة الشؤون الاجتماعية وطلبت منا كشف بأسماء المؤجرين والذين تضررت بيوتهم واللاجئين من سكان المنطقة حتى يتم صرف منحة مالية لهم كإعانة ن ولكن لم نقم بإعداد هذا الكشف حتى الآن لأننا نحاول أن نتوخى الدقة والصدق في كل المعلومات ولا يمكن أن نقوم بتسجيل اسماء لم تتضرر مع أسماء من تضرروا ، وأنتم تعرفون أن هناك الكثيرون يحاولون الاستفادة حتى من مصائب غيرهم فمنهم من لم يتم نهب بيته ويحاول تسجيل اسمه ونحن لن نرضى بهذا لأنها شهادة أمام الله ، أما الحصر الذي قامت به لجنة الحصر المكلفة من المجلس المحلي فأنا أعتقد أنه غير دقيق وكان بشكل عام ولم يتم توخي الدقة في جمع المعلومات .. وهذا قد يكون سبب في عدم خدمة الناس المتضررة بشكل فعلي.

* ما هي مطالب سكان المنطقة السكنية الثانية ..؟

# المنطقة السكنية الثانية قبل الدمار والنهب فقدت الكثيرين من أبناءها المدنيين الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم كانوا في هذه المنطقة فالكثيرون من أبناء المنطقة قتلوا بقصف الناتو في أول يوم وهم كانوا مدنيين ولا علاقة لهم بهذه الحرب وكان عددهم يزيد عن الخمسون شابا من سكان المنطقة السكنية الثانية وهم كانوا بجوار بيوتهم ولهذا نطالب بالتحقيق في هذه الواقعة بالذات وغيرها من الوقائع التي أودت بحياة مدنيين في المنطقة .. وأنا اخاطب الضمير الإنساني والمنظمات الدولية والمحلية التي تهتم بحقوق الإنسان بضرورة بحث هذا الموضوع لأنه بالفعل هناك بيوت أقفلت تماما وهناك بيوت قتل منها أكثر من ثلاثة وأربعة شباب وهناك عائلات أصبحت بدون مأوى وبدون من يعولهم ونطالب الحكومة بضرورة تحمل مسؤوليتا في هذا الشأن أو أننا سنضطر لرفع دعاوى جنائية في هذا الخصوص في محاكم دولية وبرعاية منظمات عالمية.

ومن بين مطالبنا أن يتم تعويضنا عن بيوتنا المدمرة وإصلاح ما يمكن إصلاحه منها وأن يتم تعويضنا عن أملاكنا التي نُهبت وعن ممتلكاتنا التي تم العبث بها بشكل كامل حتى أصبحت الكثير من العائلات عاجزة عن كساء أبنائها بعد أن تم حرق ملابسهم.

وأيضا يجب أن يتم بشكل عاجل صرف مبالغ مالية للذين قاموا باستئجار بيوت بديلة عن بيوتهم المهدمة من سكان المنطقة.

ضف على ذلك الضرر النفسي لسكان المنطقة .. فالمنطقة تم تحميلها ذنب النظام السابق ونجد البعض يقولون أنها تستحق ما جرى لها فيأخذونها بجريرة النظام السابق وهذا لا يجوز في الشريعة الإسلامية ولا يجوز في المواثيق والقوانين والأعراف الدولية ..

ونقول لكل من له ضمير ويحمل في قلبه تعاليم الدين الإسلامي أو حتى الديانات السماوية الأخرى ويتصف بصفة الإنسانية أن هناك عائلات مشردة في المنطقة السكنية الثانية وهناك عائلات أصبحت بدون مأوى ولا يوجد لها حتى من يعولها.

وكل من يقول كلمة خير سوف يجازى بها يوم القيامة وكل من يسهم في زيادة ضياع هذه الأسر فلا نملك أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.
متابعة / عبد الحليم الشاطر
الوطن الليبية - خاص
http://alwatan-libya.com/more-22280-1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%20%D8%B3%D8%B1%D8%AA%20:%20%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%20%D9%85%D8%A3%D9%88%D9%89%20%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A9

حسبنا الله ونعم الوكيل ولا قوة الا بالله العلي العظيم