كيف أصدق أن الجبل الشامخ مات...

كيف أصدق أن الجبل الشامخ مات...
القائد نام
القائد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
القائد يرقد مثل الطفل الغافي ... في حضن الغابات
القائد نام
و كيف أصدق أن الجبل الشامخ مات
و كيف أصدق أن الصخرة الصماء تحطمت
القائد لم يذهب أبداً
بل دخل الغرفة كي يرتاح
و سيصحو حين تطل الشمس
كما يصحو عطر التفاح
الخبز سيأكله معنا
و سيشرب قهوته معنا
و نقول له
و يقول لنا
القائد يشعر بالإرهاق
فخلوه يغفو لساعات
يا من تبكون على ابومنيار
القائد كان صديق الشمس
فكفوا عن سكب العبرات
القائد ما زال هنا
يتمشى فوق رمال سرت
و يجلس في ظل النخلات
و يزور الجفرة عند الفجر
ليلثم حجر النهر الصناعي العظيم
يسأل عن ليبيا ... و من في ليبيا
و يسقي أزهار الشرفات
و يصلي الجمعة و العيدين
و يقضي للناس الحاجات
مازال هنا ابومنيار
في طمي النهر ... و في أطواق الفلاحات
في فرح الشعب
و حزن الشعب
و في الأمثال و في الكلمات
ما زال هنا ابومنيار
من قال الجبل الشامخ مات؟
يا من يتسائل : أين مضى ابومنيار ؟
يا من يتسائل : هل يأتي ابومنيار
القائد موجود فينا
موجود في أرغفة الخبز
و في أزهار البستان
مرسوم فوق نجوم الصيف
و فوق رمال شواطينا
موجود في أوراق المصحف
في صلوات مصلينا
موجود في كلمات الحب
و في أصوات مغنينا
موجود في عرق العمال
و في ابوسليم وفي انجيله
مكتوب فوق بنادقنا
مكتوب فوق تحدينا
القائد نام و إن رجعت
أسراب الطير ... سيأتينا

كيف أصدق أن الجبل الشامخ مات...وهل يموت الشهيد